- امي

فارقتها بعد الكبر ...
وبعد أن طال السفر
فارقتها وفي أنين ٌ...
وقلبي أضحى في خطر

بعد الفِراق ... تذكرت العناق
تذكرت الشفاه النرجسية ..
تذكرت الأيادي اللواتي ..
في ساعة السحر كانت تنادي :
رب أولادي ... أولادي ,

بعد الفراق ... زاد الأشتياق ,
تذكرت أني في ساعة الصحو ..
كنت أشتاق .. آه ٍ .. كم كنت أشتاق ..

بعد سنين وزمن .. وبعد ليالي المحن ..
أصابني داء الحنين ..
ولكن ... أحن لماذا .؟ >>
لأهداب أمي ..!
للمسة أمي ..!
للسرير الذي كانت تهدهد بيديها براعم الحنين ..!
وتذيب في صمت السنين ..
أحنُ .. لمائها .. وروائها .. لحنانها .. وشفاهها ...
لقبلاتها وبسمتها ..وروعتها ..
بإختصار .. أحنُ لأمي ...

الآن أسأل .. أمي ..
من سيُعايدُ صغيُركِ في عيد الأم ..؟
والهدايا التي سأشريها .. لمن سأقدمها ..؟
وقبلةُ الحنين أين أطبعها ..؟
وفي خدِ من سأنثرها ..؟
على أي جبهة سأودعها ....؟
وزهرة الحنين في شعر من سأدفنها ...!؟

أمي ... الآن أسأل ..
في عيدي من سيُعطيني اللوز والسكر ..؟
وفي عيدي بمن أكحل دمعي الأحمر .؟
ومن .. ومن .. ومن ..
آه ٍ.. كم أشتاق لوجهك الأسمر ..

أمي .. الآن أسأل ..
لم رحلت في عيدك السيعين ..
ولمن تركتِ الغلام الحزين ..؟
لماذا صمتِ ..؟ لماذا لا تجيبين .؟

بالله ردي لاأني حرت بين السؤال والجواب ..
لأني أرى الأرض باتت يباباً خراب ..

أمي مابال الجسد الطاهر ..
ماصمت الوجه الزاهر ...
أجيبي ...
لمن سأخبىء الزهر في المستقبل والحاضر ..
آه ٍ... كم أشتاق لصمتك النادر ..
أمي لاتتركيني .. فقد بدأت أشعر بالبرد ..
أين الدثار ..؟ آه قد ضاع الدثار .. ورحل النهار ..
وضاع اولادي الصغار ...!!
فكم كنت أحلم أنهم سيلعبون في حضن جدتهم ..
وأحلم أنها تغني لهم لحن الحنين ..!
أولادي ماتت جدتكم ..
ورحلت تلك التي في ساعة الغضب كانت ستحميكم
الآن ... الآن من سيحميكم ..؟
ومن سيرتل لكم لحن الخلووود ..؟
ٍوآيات الحفظ من الإنس والشياطين ..
آه ٍ.. كم أشتاق لوجهك الحزين ..

اليوم باتت الأيام مرة ...
واضمحلت في رأسي كل العناوين ..
أين أصدقائي .. أحبابي ...
أعلموهم أني سأُدفنُ بجوار أمي .. وليسامحو الصب الحزين ..
وليباركوا في لحظة الوداع البائس المسكين ..
آه ٍ.. كم أشتاق لقبلة من زهرة الياسمين ..
فيا أصحابي .. ويا احبابي ..
قفوا على قبري واقرؤوا لأمي الفاتحة ..
وأقرؤوا لروحي سورة ياسين ..
والآن وداعاً .. فقد حان اللقاء .
فيا إيها الموت رفقاً بأمي ...
خذ رفاتي ورفقاً ..
رفقاً بأمي ...