كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة إعلانه الفائز بجائزة تمبلتون لعام 2018
عمان
27 حزيران/يونيو 2018
(مترجم عن الإنجليزية)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إن الفوز بجائزة تمبلتون الرفيعة تجربة مميزة تملؤها مشاعر الفرح والامتنان. وأود أن أعبر عن عميق تقديري لحكّام الجائزة، ولمؤسسة جون تمبلتون ولأسرة تمبلتون. فأنا معجب بجهودهم في الحرص على التقدم والاستمرار بالمسيرة التي بدأها السير جون لتوسعة آفاق الإنسانية.

وتحمل هذه الجائزة قيمة مميزة بنظري؛ فهي بمثابة بادرة صداقة نحو كل من يعملون من أجل نشر التسامح والاحترام المتبادل من إخواني وأخواتي الأردنيين، مسلمين ومسيحيين، و 1.8 مليار مسلم ومسلمة حول العالم الذين يقومون بدور حيوي وفاعل في تحقيق الازدهار والمستقبل المشرق للإنسانية.

عُرف السير جون بتشجيعه طرح الأسئلة. وعلى مدار السنين الماضية، كنت أطرح هذا السؤال: هل نملك ترف الاستسلام للكراهية والأكاذيب والعزلة التي تشل مستقبل البشرية؟

تكمن الإجابة على هذا السؤال في جوهر مبادئ ديني [الإسلام]، وفي العديد من التعاليم الدينية الأخرى، والتي تتجلى في وصيتين أساسيتين: حب الله وحب الجار. فقد قال الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم): "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه."

وبالنسبة لي، فإن هذه الدعوة للمحبة هي دعوة صادقة للعمل الحقيقي والذي يترك أثراً ملموساً؛ فعالمنا أصبح بحاجة للتصدي للتحديات التي تواجه إنسانيتنا وقيمنا المشتركة التي ترسي قواعد التناغم والعيش المشترك التي يعتمد عليها مستقبلنا.

ولهذا، أؤمن بأهمية وضرورة نشر وتشجيع التسامح والاحترام المتبادل، ودعم التعددية والأمل، وتفنيد مزاعم الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) وغيرها من المفاهيم المغلوطة، بالإضافة إلى العمل لتكون قيمنا حاضرة بقوة في حياتنا وممارساتنا اليومية.

إن جائزة تمبلتون تعتبر سباقة في ريادتها لنهج أرسته أمامنا جميعاً يعلي من أهمية إثراء الجانب الروحي والقيم الروحية في مختلف الأديان. ويسعدني أن أشارككم هذا النهج. وآمل أن تستمر هذه الجائزة بنشر المحبة بين أتباع المذاهب والأديان المختلفة، لتحلّ بركاته، سبحانه وتعالى، علينا جميعاً، بإذن الله.