صور عن وقت الطلاق , عبارات عن وقت وقوع الطلاق
بيسات عن وقت الطلاق , كلمات عن وقت الطلاق , رسائل عن وقت الطلاق

• متى يقعُ الطلاق بين الأزواج؟
• غالبًا ما يكون الطلاق على إثر نشوب المشاكل بين الزوجين.
• للبيوت أسرارُها، وللعلاقات الزوجية سماتها، وفي حياة كلِّ زوجين أفراح وأتراح، فيومًا تطيبُ العشرة بين الزوجين فيصبحان وكأنهما أسعدُ زوجين ينعمان بعيشة هنيَّة وحياة زوجيَّة هانئة هادئة، ويومًا يحدثُ في البيت ما يعكرُ صفوَه ويكدرُ هناءَه؛ فتتباعد القلوب وتستوحش النفوس، ويضيق البيت على سعتِه بساكِنيه، وبين هذين اليومين أيامٌ وأيامٌ تكونُ شوبًا من المودَّة والبُغض، وخليطًا من الحب والكراهية، فيا ترى هل هناك بيتٌ يخلو من المشاكل والمنغِّصات بين الزوجين؟
• تعالوا بنا نُسائل زوجاته أمَّهات المؤمنين فنسمع منهن ما كان يقعُ في بيت محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من بعض المكدِّرات والمشكلات، وكيف تعامَلَ معها هذا النبيُّ الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم - ولننظُر ولنُقارن بين ما قد نفعلُه نحنُ حيال ما يقعُ في بيوتِنا وبين ما فعلَه محمدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
• لو اكتشف أحدُنا أنَّ زوجته تشكُّ في بعض تصرُّفاته وربما تلصَّصت على أقواله أو أفعاله أو تبعتْ خُطواته هنا أو هناك، يدفعُها إلى ذلك الريبة وسوء الظن، ماذا سيصنعُ بها زوجها؟ وما موقفه من هذه الأنثى الضعيفة التي تجرحُ كبرياءَه بشكِّها، وتهدِّد قوامته برصدها ومُتابعتها؟ أيلطمُها ويسبُّها؟ أم يتفوَّه بطلاقها؟ أم يبادلُها الشكَّ والريبة ويضعُ تصرفاتها تحت مجهرَه وبين عينيه؟ ربما فعَل أحدُنا ذلك كله أو بعضه.
• ولكن دعونا نعرضُ ذلك على بيت محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهل وقعَ شيء من ذلك، وما الذي صنعَه أفضلُ الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ تحدثنا أمُّنا أمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قائلةً: ألا أحدثُكم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعنِّي؟ قالت: لمَّا كانت ليلتي التي كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيها عندي انقلبَ فوضَع رداءَه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسَط طرفَ إزارِه على فراشه فاضطجع، فلم يلبثْ إلا ريثما ظنَّ أنْ قد رقدت فأخذ رداءَه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب فخرج ثم أجافه - أي: أغلقه - رويدًا، فجعلت دِرعي في رأسي واختمرت وتقنَّعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيعَ فقام فأطالَ القيام ثم رفَع يديه ثلاث مرَّات ثم انحرَف فانحرفتُ، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت - أي: أسرعت أشدَّ من الهرولة - فسبقتُه فدخلت فليس إلا أنِ اضطجعت، فدخَل فقال: ((ما لك يا عائش؟ حشيا رابية - أي: ما لك ونفسك مرتفع من أثر الهرولة وأنت نائمة؟!)) قالت: قلت: لا شيء، قال: ((لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير)) قالت: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي فأخبرته، قال: ((فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟)) قلت: نعم، فلهدني في صَدري لهدةً أوجعتني، ثم قال: ((أظننت أنْ يحيفَ الله عليك ورسوله؟!)) قالت: مهما يكتمُ الناس يعلمه الله - ولم يكتفِ، صلَّى الله عليه وسلَّم، بهذا بل بيَّن لها السبب الذي دَعاه إلى ما صنَع بكلِّ أريحية وسعة صدر وفي آخِر الليل - قال: ((فإنَّ جبريل أتاني حينَ رأيتِ، فناداني فأخفاه منك، فأجبتُه فأخفيته منك، ولم يكن يدخُل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وظننت أنْ قد رقدت فكرهت أنْ أوقظك وخشيت أنْ تستوحشي، فقال: إنَّ ربَّك يأمركَ أنْ تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم))؛ أخرجه مسلم في "صحيحه".
• وها هو عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - يحدثنا وهو والد إحدى زوجات النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عمَّا علمه وسمعه وشاهَدَه، فيقول فيما أخرجه البخاري: كنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نغلبُ النساء، فلمَّا قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبُهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخُذنَ من أدبِ نساء الأنصار، فصخبت على امرأتي فراجعَتْني فأنكرتُ أنْ تراجعني قالت: ولِمَ تنكر أنْ أراجعك فوالله إنَّ أزواج النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليُراجِعنَه، وإنَّ إحداهن لتهجُره اليومَ حتى الليل، فأفزعني ذلك وقلت لها: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ، ثم جمعت عليَّ ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة - زوج النبي، صلى الله عليه وسلم - فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، فقلت: قد خبتِ وخسرتِ، أفتَأمَنين أنْ يغضَبَ الله لغضبِ رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتهلكي؟!
• وأخرج مسلمٌ في صحيحه عن أَنَسٍ قال: كان للنبي - رضِي الله عنه - تسعُ نسوةٍ، فكان إذا قسم بينهنَّ لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسعٍ، فكُنَّ يجتمعنَ كلَّ ليلةٍ في بيت التي يأتيها، فكان في بيت عائشة فجاءتْ زينب فمدَّ يده إليها فقالت: هذه زينب، فكفَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدَه فتقاوَلتا حتى استخبتا، وأُقيمت الصلاة فمرَّ أبو بكرٍ على ذلك، فسمع أصواتهما فقال: اخرُجْ يا رسول الله إلى الصلاة واحثُ في أفواههنَّ التراب، فخرج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت عائشة: الآن يقضي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاته فيجيء أبو بكرٍ فيفعل بي ويفعل، فلمَّا قضى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاته أتاها أبو بكرٍ فقال لها قولاً شديدًا وقال: أتصنعين هذا؟
• قال النووي معلقًا: وأمَّا قوله: "حتى استخبتا" فهو بخاء معجمة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم تاء مثناة فوقُ من السخب وهو اختلاط الأصواب وارتفاعها ويُقال أيضًا: صخب بالصاد... وفي هذا الحديث ما كان عليه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حُسن الخلق وملاطفة الجميع.
• وأخرج البخاري عن أنسٍ قال: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمَّهات المؤمنين بصحفةٍ فيها طعامٌ فضربت التي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلقَ الصحفة، ثم جعَل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: ((غارت أمُّكم)) ثم حبس الخادم حتى أُتِي بصحفةٍ من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسِرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت.
• فلنا في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأسوةُ الحسنة بالصبر والتحمُّل والرفق بالزوجات.
• الطلاق حلٌّ شرعي يلجأُ إليه الزوجان عند استحالة العيش سويًّا، ولكنَّ الذي يجبُ العلم به والتنبه إليه أنَّ الطلاق ليس أوَّل خطوةٍ في علاج المشاكل الزوجيَّة.
• فالله تعالى يقولُ: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 34، 35]، فهاتان الآيتان تُشِيران إلى قوامة الرجل وأنَّه حاكم البيت وقائده؛ إذ لا بُدَّ لكلِّ تجمُّعٍ من قائدٍ يسوسُه ويحوطُه وينطقُ باسمه، وقد استحقَّ الرجال هذه الصفة لما ميَّزهم الله تعالى من القُدرة البدنيَّة والنفسيَّة والماليَّة، ودور المرأة حفظ نفسها ومراعاة منزلها وصون حرماته، قال القرطبي في تفسير الآية: "وقوَّام فعَّال للمبالغة من القيام على الشيء فيه وحفظه بالاجتهاد، فقِيام الرجال على النساء هو على هذا الحد، وهو أنْ يقومَ بتدبيرها وتأديبها وإمساكها في بيتِها ومنعها من البروز، وأنَّ عليها طاعتَه وقبولَ أمرِه ما لم تكن معصية".