صور دينية عن الحفظ الشكلي للقرآن , عبارات اسلامية عن رسم القرآن الشكلي
بيسات عن الرسم الشكلي للقرآن , كلمات عن الرسم الشكلي للقرآن , رسائل عن الرسم الشكلي للقرآن

حفظ القرآن شكلا ومضمونا:
لقد كان لتلك الجهود المتلاحقة، في خدمة كتاب الله تعالى شكلا ومضمونا، منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا، كبير أثر في حفظه سليما من كل زيغ، وبقي كما أراد الله تعالى له أن يبقى، لم تمتد إليه الأيدي تحريفا أو تبديلا، لا في لفظه ولا في معناه، بل بقي محافظا على روحه وجسمه، يأخذه المسلمون كابرا عن كابر، أداء وحفظا وكتابة، والعقد بينهم وبين مصدره الأول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الذي تلقّاه من وحي الله تعالى، لم ينقطع، والكلّ حذر من أن يدخل على كتاب الله عزّ وجلّ شيء ليس منه، أو أن يخرج منه شيء من ذاته أو وصفه.
.اهتمام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والصحابة من بعده:
فهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسابق الملك في حفظه وقراءته وهو يوحى إليه حتى ينهى عن ذلك: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] ثم يأمر بما نزل أن يكتب لفوره، وينهى أن يكتب عنه شيء غير القرآن بادئ الأمر، ويقبل الصحابة على حفظه واستظهاره، واستنساخه وكتابته، ويتّخذ الكثير منهم مصحفا لنفسه خاصّا به، يرجع إليه لتثبيت حفظه وضبطه، ولا يمضي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى ربه، إلا والقرآن- كما علمت- محفوظ بكامله في الصدور، ومكتوب بأجمعه في السطور.
ولم تمض سنتان على وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى كان عمل أبي بكر رضي الله عنه، الذي جمع القرآن في صحف مجتمعة بين دفتين، وحفظ بذلك على الأمة كتابها المنزل، من أن يضيع منه شيء بذهاب الحفظة من الرجال والضابطين من القراء.
ولم يمض على وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خمسة عشر عاما حتى كان عمل عثمان رضي الله عنه، ذاك العمل المبارك الميمون، الذي جمع الأمّة على كتاب الله تعالى، كتابة وأداء، وقطع من بينها دابر الاختلاف والنزاع في قرآنها، وصان كلام الله المحكم من أي خطأ أو زلل.
.اهتمام الأمة وتشدّدها في كتاب الله عزّ وجلّ:
وكل ذلك يجري والمسلمون يقفون ذلك الموقف المتشدّد من كتاب الله تعالى، خشية أن يزاد فيه شيء أو ينقص، أو يظن منه ما هو دخيل عليه، فلا يقبلون أن يزاد فيما بين دفتي المصحف ما ليس بقرآن حتى ولو كان رموزا وعلامات، يسترشد بها لقراءة كتاب الله عزّ وجلّ. فهذا ابن مسعود رضي الله عنه الصحابي الجليل يقول: جرّدوا القرآن ولا تخلطوه بشيء. وإنما قال ذلك خشية أن يظنّ الناس ما ليس بقرآن قرآنا.
ولم يمض على وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خمس وأربعون سنة حتى كان ذلك العمل العظيم، الذي تناول رسم القرآن شكلا ونقطا وتحسينا يساعد على الأداء الصحيح، ويحفظ كتاب الله تعالى من أن يناله تحريف أو تبديل في لفظه أو معناه، حين اضطرت الظروف إلى ذلك، وكثرت العجمة، وفشا اللحن، وأصبح النقط والشكل عندها أمرا لا مناص منه، بل هو شيء مستحبّ ومندوب إليه بعد أن كان مكروها ومرغوبا عنه، كل ذلك حسب ما تقتضيه المصلحة في حفظ كتاب الله. قال النووي رحمه الله تعالى: نقط المصحف وشكله مستحبّ، لأنه صيانة له من اللحن والتحريف.