صور دينية عن أول ما نزل من القرآن , عبارات اسلامية عن أول ما نزل من القرآن
بيسات عن أول ما نزل من القرآن , كلمات عن أول ما نزل من القرآن , رسائل عن أول ما نزل من القرآن

أول ما نزل:
اختلف في تعيين أول ما نزل من القرآن، لورود أربعة أقوال في ذلك:
.القول الأول:
أن أول ما نزل هو صدر سورة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]... إلى قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5]. وهذا أصح الأقوال ويستند إلى حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنّث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} حتى بلغ: {ما لم يعلم} فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ترجف بوادره».
القول الثاني:
أن أوّل ما نزل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ويستند هذا القول إلى حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أيّ القرآن أنزل قبل؟ فقال: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فقلت: أو: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}. فقال: أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إني جاورت بحراء، فلما قضيت جواري نزلت، فاستبطنت الوادي، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو- يعني جبريل- جالس على عرش بين السماء والأرض فأخذتني رجفة فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ}».
والمعروف أن هذه الآية نزلت بعد فترة الوحي، فكانت أول ما نزل على الرسول بعدها. فلعل جابرا سمع من الرسول حديثه عن أول ما نزل عليه من القرآن بعد فترة الوحي فاعتبر ذلك أول ما نزل على الإطلاق. وأنه- رضي الله عنه- استخرج ذلك باجتهاده، وليس هو من روايته فيقدم عليه ما روته عائشة.
.القول الثالث:
أن أول ما نزل هو الفاتحة، ويستند هذا القول إلى حديث مرسل رواه البيهقي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل؛ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لخديجة ولم يذكر في السند اسم الصحابي: «إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا» فقالت: معاذ الله، ما كان ليفعل بك، فو الله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له.
وقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة. فانطلقا، فقصّا عليه، فقال: «إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد! يا محمد! فأنطلق هاربا في الأفق» فقال:
لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه:
«يا محمد! قل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} حتى بلغ: {وَلَا الضَّالِّينَ}».
فلا يقوى على معارضة حديث عائشة رضي الله عنها السابق في بدء الوحي، ولم يقل بهذا الرأي إلا قلة من العلماء، منهم الزمخشري صاحب (الكشاف).
.القول الرابع:
أن أول ما نزل (بسم الله الرحمن الرحيم). ويستند هذا القول إلى ما أخرجه الواحدي بسنده عن عكرمة والحسن قالا: أوّل ما نزل من القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم) وأول سورة (سورة اقرأ). وهذا الحديث مرسل أيضا، فليست له قوة الحديث الصحيح، ويضاف إلى ذلك أن البسملة تجيء في أول كل سورة إلا ما استثني، ومعنى ذلك أنها نزلت صدرا لسورة اقرأ.
ومما ذكرناه تعقيبا على الأقوال الثلاثة المتأخرة يترجح القول الأول، وهو أنّ أوّل ما نزل صدر سورة (اقرأ).