صور دينية عن التغني القرآن , عبارات اسلامية عن تحسين الصوت بالقرآن
بيسات عن التغني بالقرآن , كلمات عن التغني بالقرآن , رسائل عن التغني بالقرآن

إنّ تحسين الصوت وتزيينه بالقرآن مستحب ولو بالألحان العربية المعروفة، ولكن بشرط مراعاة آداب القرآن وملاحظة الأحكام المنصوص عليها في علم التجويد، وعدم الإخلال بأيّ حكم من أحكام القرآن، ويؤيّد هذا قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي موسى الأشعري: «لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود» أي أوتيت صوتا حسنا. وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قارئا نديّ الصوت ويجيد تلاوة القرآن، وقد قال عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» يعني ابن مسعود.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرأ في العشاء بالتين والزيتون، فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه. متفق عليه.
وفي أبي داود والبخاري تعليقا، أن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: «زيّنوا القرآن بأصواتكم، ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن».
أما المبالغة في التجويد إلى حد الإفراط والتكلّف فحرام؛ لأن فيها زيادة حرف أو إخفاء حرف، ويوضح الماوردي في كتابه (الحاوي) هذا الحكم فيقول:
(القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صفته بإدخال حركات فيه، وإخراج حركات منه، أو قصر ممدود، أو مدّ مقصور، أو تمطيط يخفى فيه اللفظ فيلتبس به المعنى، فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع، وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقرأ به على ترتيله كان مباحا؛ لأنه زاد بألحانه في تحسينه).
وقد نبّه العلماء على ما ابتدعه الناس من قراءة القرآن بنغم شجيّ يتردّد فيه الصوت تردّد الوقع الموسيقى، وعبّر الرافعي في كتابه (إعجاز القرآن) عن ذلك بقوله: ومما ابتدع في القراءة والأداء هذا التلحين الذي بقي إلى اليوم يتناقله المفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم، ويقرءون به على ما يشبه الإيقاع، وهو الغناء!.. ومن أنواعه عندهم في أقسام النغم:
(الترعيد): وهو أن يرعد القارئ صوته، كأنه يرعد من البرد أو الألم.
والترقيص): وهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينقر مع الحركة كأنّه في عدو أو هرولة.
والتّطريب) وهو أن يترنّم بالقرآن ويتنغم به فيمدّ في غير مواضع المد، ويزيد في المد إن أصاب موضعه.
والتحزين) وهو أن يأتي القراءة على وجه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع.
ثم (الترديد) وهو ردّ الجماعة على القارئ في ختام قراءته بلحن واحد على وجه من تلك الوجوه.
وإنما كانت القراءة تحقيقا: وهو إعطاء كل حرف حقّه على مقتضى ما قرّره العلماء مع ترتيل وتؤدة، أو حدرا: وهو إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة شروط الأداء الصحيحة، أو تدويرا: وهو التّوسّط بين التحقيق والحدر.
وقد أخرج الطبراني والبيهقي، أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإيّاكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق، فإنه سيجيء أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم».