من رجالات المحاميد , نسب المحاميد
من رجالات المحاميد : أولا: أبوالقاسم بن خليفة بن عون المحمودي :- هو شيخ قبيلة المحاميد ، القبيلة العربية المشهورة ، وهي تنتسب إلى محمود ابن طوق ، بن بقية ، بن وشاح ، بن عامر ، بن جابر ، بن فائد - بالفاء- أبن رافع ، بن ذُباب ، بن مالك ، بن بكر ، بن بُهثة ، بن سُليم . فهم في صميم العرب من قبيلة بني سُليم التي جاءت إلى إفريقية سنة 442 هـ . كان أبوالقاسم هذا صاحب التفوذ في الجبل - جبل نفُوسة - وإليه تنتهي كلمة العرب .. ولكثرة ما كان في مدينة طرابلس من اضطرابات ومنافسات بين رؤساء الترك بعضهم مع بعض ، وبينهم وبين العرب ، كان هو في شبه استقلال بالجبل منذ أن ظهرت الأسرة القرمنلية إلى سنة 1231 . وفى هذه السنة - نتيجة لاضطراب الأمر في مدينة طرابلس - اشتدت الفوضى في جهة نالوت ، واختل الأمن ، وحاول الشيخ أبوالقاسم إصلاح الأمر فلم يقدر ، فاستعان بيوسف باشا القرمنلى سنة 1233 ، فأمده بجيش استعان به على القضاء على الفوضى ، واستولى على نالوت بعد حرب شديدة وتم له الأمر فيها . ولم تطب نفس يوسف باشا أن يكون صاحب الكلمة والنفوذ في نالوت عربياً من صميم العرب وأن كان يدين له بالولاء ، فأضمر الغدر للشيخ أبى القاسم . ولتنفيذ المؤامرة دعاه إلى طرابلس بالأمان ، ولسلامة نيته قدم عليه سنة 1236 فأكرم مثواه ، أنزله منزلاً كريما ، وأنعم عليه بهدايا نفيسة ، ولم يلبث أن أمر بقتله ، فاغتيل ليلاً على غرة منه بدار الضيافة سنة 1236 . ولم يقتصر هذا التركي على قتل الشيـــــــخ أبى القاسم ، بل أتى باثنين من الخبازين وقتلهما ظلماً بدعوى أنهما قتلا الشيخ أبا القاسم دفعاً للشبهة عنه . وهذا أقل ما يفعله الترك برجلات العرب بطرابلس . ( من كتاب إعلام ليبيا الصادر عن مكتبة الفرجاني طرابلس عام 1961 لمؤلفه طاهر أحمد الزاوي ) ثانياً: الشيخ غومة بن خليفة بن عون المحمودي : *ولد عام 1795 فى منطقة الحوض حيث يقيم المحاميد من أولاد المرمورى وله أخوة هم : اسماعيل ومحمد وسعيد وابوالقاسم . *قاد حركة مقاومة ضد الحكم العثماني بسبب سوء الإدارة والرغبة في حصول الجبل الغربي على استقلال ذاتي وتولى إدارته من قبله . وتعتبر حركة الشيخ غومة المحمودي (1835-1858م) من أهم الحركات التي شدتها إيالة طرابلس الغرب إبان الحكم العثماني (1551-1911) وأبرزها ، فقد كانت حركة شعبية بمعني أنها شملت قطاعاً كبيراً من سكان الإيالة ضم بعض القبائل الكبيرة ذات القوة والنفوذ واتسع تأثيرها في منطقة جغرافية واسعة ضمت معظم الجبل الغربي والمنطقة الغربية من الإيالة ، واستمرت فترة زمنية طويلة ناهزت الربع قرن ، فشكلت بذلك خطورة كبيرة هددت الوجود الثماني في البلاد ، وألحقت بجيشه الهزائم في عدة مواقع ، واستنزفت إمكاناته الاقتصادية وسببت له الأزمات السياسية التي أدت إلى سقوط الولاة وتغيير القيادات العسكرية ، كما كانت موضوع اهتمام الباب العالي والسلطان العثماني بصورة شخصية ، وكانت لها تأثيراتها على الأوضاع القبلية ومراكز النفوذ في الإيالة ، واسترعت على الصعيد الخارجي انتباه الإنجليز والفرنسيين فأقحمت ولو بصورة غير مباشرة في الصراع الدائر بينهما .. *قبل عام 1842 تصالح مع العثمانيين واستدعي لمدينة طرابلس حيث منح وظيفة رئيس الحجات وعضو لجنة إدارة المدنية مع وسام ، إلا أنه سرعان ما لوحظ عليه الخروج على شروط الصلح . *نفى إلى تركيا مع عدد من زملائه في المقاومة فى عام 1842 إلى عام 1854 أى لمدة اثنتي عشرة سنة . *استشهد في معركة مع الجنود العثمانيين في وادي وال بين (درج وغدامس) يوم 26/3/1858 بعد مقاومة وكر وفر لمدة ثلاثة وعشرين عاماً . *تضرب الامثال الشعبية في ليبيا حول غومة ومن ذلك :- 1) (جاب راس غومة ) : يضرب للشيء الكبير الهام .. ويسخر الإنسان من صاحبه فيقول : امال جاب راس غومة . ويذكرنا في الادب العربي القديم "جاب رأس الكليب" . 2) (الضرب للمحاميد والثناء لغومة) : يضرب لمن يحوز صيتاً ويطوي صيت من قام معه ، فالمحاميد كانت تبلي مع "غومة" وظل أسم "غومة" شائعاً دليلاً على الحركة . ثالثاً : ابوالقاسم بيري باشا بن علىالوحيشي المحمودي - : من الذين تولوا وظائف إدارية في العهد العثماني الثاني ومن أهمها :- 1) مديراً على قضاء الزاوية من 1253هـ إلى1260هـ (1837-1845م) . 2) مديراً بقضاء العجيلات والعلالقة من أول شهر ربيع الآخر 1260هـ( 20 من أبريل 1844م). 3) وفى نفس العام 1260هـ( 20 من أبريل 1844م) نقل قاسم باشا إلى زوارة كناظر لها . 4) وفي 1263 هـ (1846 - 1847) نقل إلى الزاوية مرة ثانية كمدير لها . 5) وفي نفس العام 21 من ذي الحجة 1263 هـ (1846 -1847م) نقل إلى غريان ليتولى نفس وظيفته التي كان معيناً بها في الزاوية . 6) وفي 1265 هـ (1848 - 1849م) رجع إلى الزاوية مرة ثانية . 7) وفي 1265 هـ أعيد إلى الجبل مرة ثانية حيث أسندت إليه قائمقامية الجبل الغربي التي استمر في إدارتها حتي 1271هـ (1854 - 1855م) . 8) في الفترة من 3 محرم 1277 هـ وحتى 1281هـ(1860-1864م) أعيد قاسم باشا لتولي قائمقامية الجبل الغربي حيث كان يعمل بالخمس منذ 1272هـ . 9) فى 9 من شهر ربيع الأخر سنة 1281هـ (11 من سبتمبر 1864م) نقل قاسم باشا إلى قضاء غدامس وعين بدلاً منه على قو تسري باشا ، ثم أعيد متصرفياً علىالجبل الغربي . 10) وفي 1289 هـ (1872م) توفي قاسم باشا المحمودي . 11) كان قاسم باشا قد حصل على عدة أوسمة وأهمها (رتبة الباشوية) وكان أولها الوسام الذي حصل عليه بتاريخ 25 من شهر ربيع الآخر 1259 هـ (25من مايو 1843م) , رابعاً: محمد سُوف المحمودي :- *محمد سوف ، أبن الحاج محمد اللافي المحمودي ، وحفيد الشيخ غومة المحمودي ، من قبيلة المحاميد المشهورة في طرابلس الغرب ، ونسبه في صميم العرب من بني سليم . ولد رحمه الله في وادي سوف بأرض الجزائر سنة 1857م ، تربى في بيت العز والفروسية والكرم ، فكان عزيز الجانب ، فارساً مغواراً شجاعاً كريماً إلى أبعد حدود الشجاعة والكرم . *عرفته البيداء والخيــل ، وألفتـه معا مع الحروب وميادين القتال ، فكانت له فيها جولات حفظها له التاريخ في صحائف من عرفوا من العرب بالبطولة . *عينته السلطات العثمانية عام 1882 قائمقاماً في منطقة الحوض . *حارب الطليان في غير هوادة من سنة 1911 إلى سنة 1923 وقد عينه السلطان العثماني بإفريقيا ، (احمد الشريف) وكيل وال في المنطقة الغربية سنة 1915 ومنحه رتبة رائد شرف ووسام من الدرجة الرابعة ودعمته السلطات العثمانية لمواصلة المقاومة الايطالية . *كان عصمة الأرامل ، ومأوى اليتامى والمعوزين ، سمح النفس كريم الأخلاق ، متواضعاً ، ينسيك تواضعه أن هذا هو الرجل الذي تهاب الشجعانُ منازلته ، عليه من جلال الهيبة ، ومهابة الرجولة ما يحببه إليك . *خصب الخيال قوى ّ الذاكرة ، ومن نوابغ شعراء البادية وأفصحهم ، يعطي إعطاء من لا يخاف الفقر ، ولا يبقى في بيته شيئاً وفى جواره معوز ، يقدر العلم والعلماء ، ويعرب الفضل لأهل الفضل. ولا أتحدث عما له في رياسة الجيوش في الحـروب الإيطالية ، فقد ذكرناه مفصلا في كتابنا " جهاد الأبطال " . *اختير رئيساً أول لمجلس شورى الجمهورية الطرابلسية عام 1918 *ولما تغلب الطليان سنة 1924 هاجر إلى مصر وبقى فيها مرموقاً بعين الإجلال من سادات العرب وكبرائهم ، وانتهي به المطاف إلى المتراس (قرية من ضواحي الإسكندرية) فأقام بها . *لا يوجد في جسمه موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو جرح برصاصة . *حضرته الوفاة وهو على فراشه بقرية المتراس بالاسكندرية بمصر يوم 15 من يولية سنة 1930 ، ودفـن بها عليه رحمة الله ورضوانه . (( عن كتاب اعلام ليبيا منشورات مكتبة الفرجاني عام 1961 لمؤلفه طاهر أحمد الزاوي)) وكتاب الشيخ محمد سوف المحمودي لمؤلفه دكتور/مصطفي على هدويدى من منشورات دار الكلمة للطباعة والنشر والتوزيع بطرابلس عام 2002م. خامساً : أحمد محمد ابوالقاسم بيري باشا : *ولد بمنطقة الحوض حيث يقيم المحاميد وقتها عام 1885. *وفد للدراسة بالكلية العسكرية باستنبول في إطار الخطة التي وضعتها السلطات العثمانية بتعليم بعض أبناء الأسر المعروفة وقد تخرج منها برتبة ملازم ثان . *قام بدور كبير في الجهاد ضد الإيطاليين وبعد إبرام الدولتان العثمانية والإيطالية اتفاق الصلح فقد اختار البقاء في طرابلس مع الضباط الاتراك الذين انضموا للمجاهدين وأثناء مقاومة الغزو الإيطالي اعوام 1915- 1916 - 1917 ، التحق بالمجاهدين ومنحه الضابط التركي الذى يقود المقاومة لقب شرفى وعينه وكيل لمتصرف الجبل . *بعد تسمية الحكومة العثمانية أحمد الشريف نائباً للسلطان بليبيا فقد سمي عام 1915 بدوره محمد سوف وكيلاً له بالمنطقة الغربية والذي اتخذ من العزيزية مقراً له وعين حكام مناطق كان من بينهم أحمد بيري متصرفاً ليفرن ثم نقل منها إلى زواغة (العجيلات والعلالقة) . *أعدم فى مذبحة الصابرية التي تمت في 24،4،1922 من قبل السلطات الإيطالية مع أربعة من رفاقه . *رثاه محمد سوف والد زوجته (الشاردة) بقصيدة خاطب فيه أبنه محمد والذي هو حفيد سوف متوعداً بالانتقام من قاتلى والده جاء بها :- لزرق تبين شومه : وسيدك حضر وعده وهاكه يومه وراسك وراس خالك ورحمة غومة: مايشبحوا راحة وعيني حية وزيدزيد من راضع حلايم رومة :. اكان نحكمه الكلب بين يديه في وين لا شجرة ولا بطومة :. ولا باندت طليان لاحبشيه واللي باكته الشاردة المهمومة :. تبكيه بنته شابه وصبيه . (( ثم استخلاص ما تقدم من كتاب أحمد الزاوي "جهاد الأبطال" ودراسة محمد امحمد الطوير لمركز جهاز الليبيين حول معارك الزاوية ضد الغزو الإيطالي ووثائق رسمية لدى الاسرة من الارشيف الإيطالي.)) سادساً : عون بن محمد سوف المحمودي - من قبيلة المحاميد - : حضر الجهاد في طرابلس من أوله ، وهاجر سنة 1913 إلى الشام ورجع إلى طرابلس سنة 1920 ولما استأنفت الحرب سنة 1922 كان في مقدمة المجاهدين ، وفي مقدمة من أسندت إليهــــم رياستهم ، وكــان شجاعــاً مقدامـــاً ، لــه جولات في معارك بئر الغنم ومصراته .. وقد تجلت شجاعته في معارك مصراته سنة 1923 بمقدار قلّ أن وصل إليه غيره . وجرح في رجله في معركة (الكراريم) . وكان إذا احتدم القتال مشى بين الصفوف وهو ينادى " أنا عون بن سوف " وكان لا يهاب الموت ولا يعبأ بكثرة الأعداء . كريما ، سمح النفس ، رضىّ الأخلاق . ولما تغلب الطليان سنة 1923 هاجر مع والده إلى مصر سنة 1924 ورجع إلى طرابلس زائرا في مايو سنة 1930 ورجع إلى مصر وبقى فيها إلى سنة 1945 وفي هذه السنة كان الإنجليز طردوا الطليان من طرابلس فرجع إليها في هذه السنة . وكان يطالب باستقلال البلاد ومن أنصار الوحدة . وكان يتقدم إلى الإنجليز بحاجة ذوى الحاجة فيقضيها وفي سنة 1949 مرض فسافر إلى إيطاليا للتداوي وعملت له جراحة في بطنه توفى بسببها يوم14 اغسطس سنة 1947 وجئ به إلى طرابلس ودفن بمقبرة سيدى منيذر رحمه الله رحمة واسعة . (( من كتاب إعلام ليبيا منشورات مكتبة الفرجاني عام 1961 لمؤلفه طاهر احمد الزاوي))