معلومات عن السمح بن مالك الخولاني

هو السمح بن مالك الخولاني .. هذا هو الاسم الذي خلده التاريخ كأحد اشجع وأنبل القادة.
ولاه الخليفة عمر ابن عبدالعزيز على الأندلس عام 100 للهجرة لما رآه منه من صدق وأنفه وعزة .!
أقام السمح ما أمره الخليفة به من القيام بالحق واتباع العدل والصدق، وأعاد تنظيم البلاد، فنشر الأمن وقسم الأندلس إلى ولايات. وأنشأ المدارس والمساجد والموانئ ، وأنشأ قنطرة قرطبة العظيمة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم
وما أن أستقرالحال بالسمح هناك حتى بدأ يحشد ويجند ويعبئ الجيوش ويزرع في نفوس رجاله الهمة ليعلن بعدها عن بدأ العد التنازلي لساعة الصفر .. فرايات وحصون وقلاع الصليب كانت على موعد مع السقوط مع هذا الفاتح النبيل .!
قاد السمح جيشاً كبير العدد واجتاز به جبال البيرنه من الجهة الشرقية مصطحباً معه عدداً من الزعماء والقادة، ثم انحدر ليزحف على مقاطعتي سبتمانيا وبروفانس فاستعاد عدة مدن منها أربونة Arbon، وقرقشونة Carcassonne ومعظم قواعد سبتمانيا وحصونها، وكانت تابعة لمملكة القوط المنحلة، وأنشأ بها حكومة إسلامية، ووزع الأراضي التي فتحها بين السكان الأصليين والفاتحين. وترك لأولئك السكان حرية الاحتكام إلى شرائعهم.
ولم يكتفي فاتحنا بهذا الفتوحات ولم يقف هنا .. بل ولى وجهه شطر الغرب نحو (( اكوتين )).
وقبل أن يصل هذا الزحف الاسلامي الحاشد حتى بدأت ألسن الفرنجة تتناقل أخبار وفتوحات السمح حتى أجمعوا على مواجهة السمح بكل ما أوتوا من قوة .!


ليلقى السمح في ( اكوتين ) مقاومة عنيفة من (البشكس) -وهم أهالي أكوتين - .!
ولكن هيهات فقد أوقع السمح وجنده بهم شر هزيمة .!
ثم تقدم السمح ناحية تولوز في فرنسا فأتته الأخبار وهو في طريق اليها بأن الملك أدو ملك اكوتين قد جيش جيشا هائلا يفوق جيش السمح بأضعاف مضاعفة لاستعادة ملكه .! ولكن أين لمثل هكذا خبرا أن يهز قلب مجاهدا موحدا لله .!
فقد عزم السمح على المضي قدما لتنشب بعدها معركة هائلة قرب (تولوز)
كثر القتل بين الفريقين، وأبدى المسلمون رغم قلتهم شجاعة خارقة وبسالة وصبرًا، وتأرجح النصر بين الفريقين دون أن يحسم لصالح أحد من الفريقين،
وابدى السمح وجنده أسمى معاني البسالة في ساحات القتال واذ بنفس السمح التواقه للاستشهاد في سبيل الله تدفعه لكي يضرب مثلا في الشجاعة لم يألفه العجم ولا ملوكهم .. !
فاستل سيفه وشرع يضرب الأعناق ويخرق الصفوف ويمزقها كاي جنديا من جنده يقاتل في سبيل الله .!
حتى سقـــــــــــط السمح من فوق صهوة جواده بعد كل هذه الفتوحات شهيدا مضرجا بدمائه يوم عرفة عام 102هـ/721م، وعرفت باسم معركة تولوز.
تسلم قيادة الجيش من بعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي،
الذي انسحب مع ما تبقى من القوات تحت جنح الظلام عائداً إلى قرطبة.
بعض المصادر:
ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب
محمد عبد الله عنان، دولة الإسلام في الأندلس.