Liverpool
ليفربول
إنجلترا

تأسس سنة : 1892
http://www.liverpoolfc.tv





The Reds




عـــندما تســمع أي مشجع بأي ملعب من ملاعب المملكة البريطانية يردد عبارات ( لن تسير وحدك أبداً ! )
أيقن أيها المستمع أن هذه العبارة ( مغشوشة ) من عمالقة كرة القدم ،، الحمر ( ليفربول )

we will never walk AlOne

كم مرة قالها مشجعين بجميع أنحاء العالم ؟

لكن منْ أكثر جمهور عمل بها و أستخدمها مبدأً رئيسياً لتشجيع فريقه إينما ذهب ؟





جماهير ليفربول دائماً وفية لفريقها و تعمل المستحيل كي تسير خلف ليفربول بكل مكان يرتحل به حتي عندما ذهب للعب باليابان بكأس الاندية البطلة العالمية بديسمبر عام 2005 .

لا أحد يعشق فريقه بهذا الشغف إلا جماهير ليفربول الوفية ، ولم يتسبب جمهور ما بإحداث كارثة لفريقه إلا جماهير ليفربول 1985 ببلجيكا !

كل هذه الأحداث سنحكيها بالتفصيل و معها أحداث أكثر اثارة ...



ليفربول : الريدز

تأسس : 1892

الملعب : أنفيـــلد رود . السعة : 45,362 الف متفرجاً





رئيس النادي : جورج جيليت - توم هيكس

المدير التنفيذي : ريك باري .

المدرب : رافئيل بيــنيتز الإسباني .



الإنــجازات :





دوري الدرجة الأولي الإنجليزية ( المستوي الأول سابقاً قبل 1992 موعد انطلاق الدوري الممتاز ):

1901 - 1906 - 1921 - 1923- 1947 - 1964- 1966- 1973- 1976- 1977 - 1979 - 1980 - 1982 - 1983 - 1984- 1986 -1988 - ( 1989-1990)

دوري الدرجة الثانية الإنجليزي : 1893 - 1894 - 1896 - 1904- 1962 .

كـــأس الإتحاد الإنجليزي : 1965- 1974 - 1985 - 1989 - 1992 - 2001 - 2006.

كأس الدوري الإنجليزي ( الكارلينج كاب ) :

1981- 1982 -1983 -1984 - 1995- 2001 - 2003 .

الدرع الخيرية ( كأس السوبر الإنجليزي ):



1964- 1965- 1966- 1974 - 1976 - 1977- 1979- 1980- 1982 - 1986 - 1988- 1989- 1990 - 2001 - 2006 .

دوري أبطال أوروبا :

1977- 1978- 1981 - 1984 - 2005

كأس السوبر الأوروبية : ( 1977- 2001 - 2005 )

كأس الإتــحاد الأوروبي : ( 1973- 1976 - 2001 )




(( الـتـاريــخ ))





أسس الفريق شخص يدعى جون هولدينج ، وكان عضوا في البرلمان البريطاني وعمدة المدينة ومالك أكبر مصانع للمشروبات الروحية ، وأيضا كان مالك ملعب ((أنفيلد)) فقبل العام 1892 كان ايفرتون النادي الاحترافي الوحيد في مدينة ليفربول وكان ملعبه الرسمي هو ((أنفيلد))الذي يملكه هولدينج ، لكن خلافات نشبت بين الطرفين في العام 1890 قادت إلى رحيل ايفرتون من الملعب ، بعدما أراد هولدينج رفع إيجار استخدام الملعب وفرض بيع المشروب الذي كانت تصنعه مصانعه فقط في الملعب ، ما قاد إلى استياء أعضاء إدارة ايفرتون ، رغم أن هولدينج كان لا يزال منقذ الفريق ماديا عندما كان بحاجة لشراء لاعبين جدد أو تحسين ظروف مركز التدريب . ورفع هولدينج الإيجار مجددا من 100 جنيه سنويا كان يدفعها ايفرتون منذ العام 1884 إلى 250 جنيها بحلول العام 1892 .

وبتفاعل المشكلة عرض هولدينج حلولا على إدارة الفريق منها شراء ملعب ((أنفيلد)) وبعض الأبنية المحيطة التي قد تكون مفيدة للنادي ، لكن ((الايفرتونيين)) لم يعجبهم سعر البيع ، والذي كان حينها مبالغا فيه!! واحتدمت المشكلة ورفض هولدينج التفاوض على السعر رغم انه منح إدارة النادي فرصة الدفع المؤجل إلى حين بدأ الحصول على أرباح ، قررت غالبية أعضاء الإدارة واللاعبين الرحيل وتأسيس ملعب آخر خاص بهم ، وفعلا في عام 1892 رحل ايفرتون عن ((أنفيلد)) فتأزمت مشكلة هولدينج الذي سرعان ما قرر تأسيس فريق خاص به واسماه في الأصل ((ايفرتون)) أيضا ، لكن بعد اعتراضات ومشادات ، قرر في 15 مارس 1892 تسمية الفريق ((ليفربول))، على اسم المدينة كاملة وليس فقط على اسم المحافظة . وفي العام التالي انظم إلى أندية الدوري الإنجليزي.



الفريق وقت التأسيس 1892/1893



وبذلك تأسس الفريق بين ليلة وضحاها ، فالملعب جاهز وأعضاء النادي الجديد موجودون ، وهم من وقفوا الى جانب أعضاء هولدينج في صراعه المرير مع الايفرتونيين ، لكن نقص شيء واحد ... اللاعبون ، فجلب سكرتير النادي جون مكينا – الذي كان وفيا جدا لهولدينج وظل يلعب دورا رئيسيا في النادي لثلاثين عاما لاحقه - ..

مجموعة من اللاعبين من اسكتلندا ، بين 12 و15 لاعبا، حتى بات الفريق يعرف باسم ((فريق الماك)) نسبة الى ان غالبية أسماء العائلات الاسكتلندية تبدأ بـ ((ماك)) . ومع ذلك لم يكسب الفريق كسب عضوية الالتحاق بركب فرق الدوري ، فخاض موسمه الأول في دوري مقاطعة لانكشاير .وفي حين خاض مباراته الأولى في 1 سبتمبر ضد روذرهام ، كان ايفرتون في اليوم نفسه والساعة ذاتها يلعب مباراته الأولى على بعد أمتار قليلة في الجهة الشمالية من ((ستانلي بارك)) على ملعبه الجديد ((جوديسون بارك)) ، لتعلن ولادة الاندية والمنافسة اللتين لا تخليان من نوع من الكراهية بقيتا حتى يومنا هذا ، لكن محبي الكرة في المدينة وقعوا في حيرة من أمرهم ، لمن يكون ولائهم ؟ ومن يشجعون ؟ وسرعان ما استهلت إدارة ليفربول الجديدة حملة الغيرة واستمالة المشجعين بإصدارها بيانا نشرته في الصحف المحلية تقول خلاصته : ((لن تشاهدوا كرة قدم أفضل في أي بقعة في المدينة عما سيقدمه الفريق الجديد في أنفيلد))..




أول بطولة في الدوري 1900/1901


علما ان في ذلك الزمان الذي كانت تعتلي وجوه اللاعبين شوارب كثيفة ، كان لاعبو الفريق يغيرون ملابسهم في بيت عمومي قريب من الملعب يسمى ((سانسون بابيليك هاوس)) قبل ذهابهم إلى الملعب ، وكانوا يذهبون إلى المباريات خارج أرضهم بالتنقل على عربات تجرها أحصنة أو قطارات بطيئة ، فيما كانت سعة الملعب 20 ألفا ، وكانت ترعى المواشي على أعشاب التلال الصغيرة حول الملعب ، قبل أن تتحول إلى مدرجات في يومنا هذا ، ثم حقق الفريق لقبين آخرين في بطولة الدوري بين الحربين العالميتين .. وفي الحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا في العام 1947 أحرز ليفربول بطولة الدوري للمرة الخامسة بفارق نقطة عن مانشستر يونايتد ، وزار الفريق ((ستاد ويمبلي)) للمرة الأولى في تاريخه عام 1950 ، ما يعني تأهله إلى المباراة النهائية لكأس انجلترا للمرة الأولى في تاريخه ، لكنه خسرها أمام الارسنال، ولكن الأهم إنها عكست توجه الفريق الصحيح ، وكان نجم الفريق المميز في تلك الحقبة المهاجم الاسكتلندي بيلي ليدل ، لكن التوقعات باستمرار النجاح وتحقيق البطولات لم تتحقق ، والأسوأ حدث ، إذ في العام 1954 هبط الفريق إلى الدرجة الثانية قبل ان يأتي ((المنقذ)) بيل شانكلي بفريق مكون من الصغار الواعدين والشباب الموهوبين ويعود بالفريق الى الدرجة الأولى في العام 1962.



(( الحقـبـة الذهـبيـة ))




كان تعيين شانكلي مدربا للفريق في العام 1959 بداية حقبة ذهبية بكل معنى الكلمة ، فشانكلي كان داهية في التعامل مع اللاعبين والإداريين ، كان خبيرا في الحرب النفسية مع مدربي الفرق المنافسة وخبيرا نفسيا من الطراز الأول في شؤون لاعبيه ، فبات للاعبيه اليد الطولى في إبراز الثقة بالنفس في أكمل صورها والتي كانت العلامة المميزة لفرق ليفربول على مدى ثلاثة عقود.

كان اقتراح شانكلي بتعليق لوحة تحمل كلمتي ((هذا أنفيلد)) على أعلى نفق اللاعبين المؤدي إلى الملعب ، مثالا على الجانب السيكولوجي الذي كان يوليه اهتمامه ، ويعكس جانبا مهما في شخصية الرجل من الغطرسة التي زرعها في لاعبيه ، فهو الذي طالب بإهمال غرفة تغيير ملابس الفريق الزائر حتى لا يشعروا براحة نفسية أو بترحيب في أنفيلد ، مثلما سيشعرون برهبة عندما يرون لوحة ((هذا أنفيلد)) على أعلى النفق قبل توجههم إلى أرض الملعب. وكان هذا الأسلوب أساس نجاح بيل شانكلي في زرع الثقة وغطرسة الفوز في نفوس لاعبيه.

وفي غضون عامين من تأهل الفريق إلى الدرجة الأولى ، حقق شانكلي وعده بالفوز ببطولة الدرجة الأولى ، وفي الموسم التالي فاز الفريق بكأس انجلترا ، وفي العام الذي تلاه 1966 فاز ليفربول ببطولة الدوري ووصل إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس أبطال الكؤوس الأوروبية، لكنه خسرها أمام بروسيا دورتموند،وشمل الفريق مهاجمي المنتخب الإنجليزي والمنتخب الاسكتلندي حينذاك روجر هنت وايان سانت جون، وصخرة الدفاع رون ييتس وصانع الألعاب أيان كالاجان.




وكلفت هاتان الكارثتان استمرارية نجاحات ليفربول ، وقادتا تلقائيا الى استقالة دالجليش في العام 1991 بإعلانه انه لم يعد يتحمل الضغط المتواصل ورؤية وجوه جماهيره التي تذكره دائما بالكارثتين. وحل محله مدافع الفريق السابق جرايام سونس الذي كان إنجازه الوحيد في ثلاثة مواسم هزيلة ومخزنة مقارنة مع الإرث الليفربولي السابق ، هو الفوز بكأس انجلترا في العام 1992، وترك سونس النادي بعد أن أرهق خزينة النادي بشراء لاعبين مغمورين أو لا يمنتون للطريقة الليفربولية بصلة ، بمبالغ كبيرة فشلوا في التأقلم مع أجواء ((أنفيلد)) والوصول إلى المستوى الفني الذي وضع أساسه شانكلي قبل أكثر من ثلاثة عقود ، وعاد النادي إلى جذوره لإيجاد بديل ناجح ، فوقع الخيار على ابن النادي الخجول روي ايفانز الذي أعاد العمل بسياسة النادي في الاعتماد على الشباب و الصاعدين ، فأعطى الفرص لستيف ماكمانمان وروبي فاولر ، وظل الفريق رديفا مقارنة بفرق ليفربول في الثمانينيات والسبعينيات ، كما ساهم تعملق مانشستر يونايتد تحت إدارة اليكس فيرجسون في إبعاد الفريق عن أي لقب محلي ممكن ،




ستيف ماكمانامان و روبي فاولر



فـ إرتأت إدارة النادي في العام 1996 تكليف مساعد لإيفانز في إدارة شؤون الفريق ، فـ جاء الفرنسي جيرار هولييه الذي أزاح ايفانز من الطريق وأدار شؤون الفريق على طريقته الخاصة منذ عام 1998 ، وحقق نجاحا كبيرا في العام 2001 بإحراز ثلاثية فريدة بالفوز بكؤوس انجلترا والمحترفين والاتحاد الأوروبي ، لكن هولييه ظل غير مقنع لـ أنصار النادي ، فبطولة الدوري ما زالت بعيدة المنال في ظل احتكار الارسنال ومانشستر يونايتد، حتى أن المنافسة على اللقب المحلي لم تعد ممكنة ، وأفضل ما باتت الجماهير تأمله في كل موسم هو التأهل إلى مسابقة دوري الأبطال ، أي الحصول على المركز الرابع ، فضاق الوقت والخناق على هولييه ، خصوصا انه صرف أكثر من 130 مليون جنيها في ستة مواسم على لاعبين جدد ، في حين ظل أفضل لاعبيه من أبناء النادي ، هما المهاجم الفذ مايكل أوين الذي أنقذ رقبة هولييه في كثير من المناسبات بتسجيله أهدافا حاسمة في مباريات صعبة ، والثاني هو ستيفين جيرارد الذي هو الأمل الوحيد للفريق في كل مباراة . وبعد ضغوط هائلة استسلم هولييه للواقع بإقالته من منصبه ..



ليتسلم الأسباني رافائيل بينتييز المهمة الصعبة في الموسم 2004/2005 بعد ان جاء من نادي فالنسيا الأسباني، وقد عمل بينتييز جيدا في موسمه الأول و أرضى الجميع بعد حصول ليفربول على دوري الأبطال الأوروبي للمرة الخامسة بعد فترة طويلة من الغياب في التتويج بها ، وايضا وصوله إلى نهائي المحترفين بعد أن خسر من الفريق اللندني تشيلسي ، وفي الدوري ظل يعاني بحيث احتل المركز الخامس خلف الجار والعدو اللدود ايفرتون ، اما في الموسم 2005/2006 وهو الموسم الثاني لبينتييز مع ليفربول ، المدرب الاسباني توعد الجميع بتقديم الأفضل للفريق ، وبالفعل بينتييز كان عند وعده بحيث حصل الفريق على لقبه السابع في كأس انجلترا ، ويذكر بان آخر مرة حصل ليفربول على هذه الكأس كان في عام 2001 . واما بالنسبة في الدوري فـ جاء ثالثا بعد مانشستر يونايتد بـ 82 نقطة ولم يحقق الفريق مثل هذا الكم من النقاط منذ 1992 أي منذ بداية الدوري الممتاز ، وفي دوري الأبطال خرج خالي الوفاض بعد أن سقط امام بنفيكا البرتغالي من الدور الثاني ،









أسطـورة ليفـربـول الخـالـدة .. (( بيـل شـانكـلي ))



لم تعرف الكرة الإنجليزية مدربا بأفكار خلاقة وإبداعية وثورية بمثل ما تركت أفكار شانكلي من أثار على نادي ليفربول لسنوات طويلة حتى إنها باتت دستورا يتبعه كل من يقود الفريق ، وعلـق احد المتابعيـن في عـز عطاء شـانكـلي على شخصيته القوية وقدرته على الإقناع بقوله : (( انه لو كان سياسيا لولد هتلر جديد ))!.




ورغم أن إنجازات شانكلي في 15 عاما – 3 بطولات دوري وكأسا انجلترا وكأس اتحاد اوروبي- هي الأقل في الحقبة الذهبية مقارنة مع إنجازات بايسلي في 9 سنوات – 6 بطولات دوري و3 كؤوس أبطال أوروبا و3 كؤوس محترفين وكاس الاتحاد الأوروبي – وإنجازات فاجان في عامين – بطولة دوري وكأس محترفين وكأس أبطال أوروبا – وإنجازات دالجليش في 6 سنوات – 3 بطولات دوري ومرتان كاس انجلترا في وقت كانت الأندية الإنجليزية محرومة من المشاركة في المسابقات الأوروبية - إلا أن الآخرين حصدوا ما زرعه شانكلي طيلة 15 عاما ، فلولا الأفكار الثورية والشخصية القوية والقدرة على الإقناع التي تمتع بها لما نشل ليفربول من فريق مغمور يتخبط بين الكبار تارة وبين أقزام الدوري تارة اخرى ، وجعله من أنجح الفرق محليا وقاريا وعالميا لسنوات وسنوات امتدت على مدى ثلاثة عقود ، مثلما اشتهرت تصريحاته النارية وتركت آثار عميقة ليس فقط في نفوس محبي الفريق الأحمر ولكنها ظلت عالقة في ذهن كل من يسمعها ، ومن أشهرها عندما سئل عن رأيه في لعبة كرة القدم ، قال : (( البعض يعتقد ان كرة القدم هي مسألة حياة أو موت ، وأنا مستاء جدا من هذا التفكير لأنني أستطيع أن أؤكد أن اللعبة أكثر أهمية بكثير من الحياة )).




ولد شانكلي في 2 سبتمبر 1913 في قرية جلينباك في مقاطعة آيرشاير الاسكتلندية لأبوين كادحين وعائلة فقيرة ضمت 10 أشقاء وشقيقات. وكان شانكلي اشتراكيا حتى النخاع ، ليس على الطريقة الشيوعية ، وإنما على طريقة المواطن الكادح والفقير ، يؤمن بإنسانية كل شخص وحقه في التمتع بحياته. وأصبح شانكلي اللاعب 49 في قريته الذي يحترف اللعبة. فوقع عقدا احترافيا مع نادي كارلايل – أقصى شمال غربي انجلترا – في عام 1932 وبعدها انتقل إلى النادي الأكثر شهرة في ذلك الوقت ، بريستون نورث ايند ، وقادته عروضه المميزة على الجناح الأيسر إلى تمثيل منتخب اسكتلندا 7 مرات ، ولكن على غرار جيله في ذلك الوقت ، اصطدمت مسيرته الكروية بمتاعب الحرب العالمية الثانية في 1939. وعندما بدأ موسم 1946 -1947 بعد نهاية الحرب ، كان شانكلي في الثالثة والثلاثين من العمر ، واعتزل اللعبة بنهاية ذلك الموسم.وبحلول الوقت الذي عَين فيه رئيس ليفربول حينذاك - تي في ويليامز - شانكلي مدربا للفريق في عام 1959 ، كانت للأخير خبرة في حقل التدريب طالت 10 مواسم بدأها مع كارلايل ثم جريسمبي فور كينجتون وأخيرا هيدرسفيلد ، حيث منح الفرصة لـ لاعب صاعد يبلغ 16 عاما للعب في الفريق الأول يدعى دينس لو.



وعدا اختيار نظام غذائي للاعبين يلتزمون به مع إرشادات بطريقة حضارية ومقنعة فإنه نشل مركز التدريب في ((ميلوود)) من حالته المزرية إلى مركز يتمتع بأفضل تسهيلات ذلك الوقت ، كما انه كان أول من فرض لعب مباريات خمسة ضد خمسة في حصص التدريب ، التي كانت تعكس طريقة تفكيره التكتيكية ، فهو كان مقنعا أن هذه الطريقة تساهم في رفع أداء اللاعبين وتحسين قدراتهم على التحكم بالكرة وعلى التمريرات الدقيقة وتعمق مهاراتهم .كما بدل روتين لقاء اللاعبين ، فأمر لاعبيه بباص ، ثم العودة للاستحمام في انفيلد وتناول وجبة طعام معا لتوثيق الروابط بين اللاعبين ، كما ان هذه الطريقة ساهمت في عمليات التبريد بعد التدريبات الشاقة ما قلل من نسبة الإصابات. وبسبب هذا الأسلوب أصبح ليفربول في موسم 1965 – 1966 الفريق الوحيد في تاريخ الكرة الإنجليزية يكسب الدوري باعتماد 14 لاعبا فقط ، ومنهم اثنان لعبا اقل من سبع مباريات . ولزرع الثقة العالية في نجوم فريقه أمر بتعليق لوحة (( هذا انفيلد )) (( This Is Anfield )) على النفق المؤدي الى الملعب ، وعن السبب قال : ((هذه اللوحة لتذكير اللاعبين لمن هم يلعبون ، ولتذكير لاعبي الفريق المقابل ضد من هم سيلعبون)).





ولعب ليفربول في تلك الحقبة مباريات من بعض أجمل ما شهدته الكرة الإنجليزية على الإطلاق ، كرة هجومية بسيطة وسهلة ولكنها فعالة وسريعة . ومن تصريحاته على أداء فريقه ، قال في إحدى المناسبات : ((كثير من نجاحات الفريق تكون في الرأس والعقل ، فعليك أن تؤمن أولا انك الأفضل . في وقتي مع ليفربول قلنا دائما : أن لدينا أفضل فريقين في المدينة: فريق ليفربول وفريق احتياطي ليفربول )). وفي مناسبة أخرى قال : ((لا أعتقد أن الزعيم ماو الشيوعي الصيني ماو تسي تونج – شاهد عرضا أفضل من القوة بزي أحمر)).

وعزز شانكلي علاقته مع الجماهير حتى اكتسب لقب ((الرجل الذي يسعد الناس)) ، كما انه لم يتنصل من جذوره ، واعتبر أن لاعبيه يلعبون بـ (أخلاقيات اشتراكية). فهو يعتبر انه عندما يخوض أحد لاعبيه مباراة دون المستوى فإنه يتوقع من زملاءه التغطية على قصوره وبذل جهد اكبر لتعويض هذا النقص ، (مثلما يحدث مع الأصدقاء وأفراد عائلته والواحدة ، وكل هذا يعود بالنفع على الفريق) بحسب قوله ، الجماهير فهمت هذه الفلسفة البسيطة وتقبلت أفكاره بصدر رحب ، وكان تأثيره على منافسيه هائلا ، فمثلما يفعل فيرجسون اليوم ، فإن تعليقاته لم تخل من السخرية على منافسيه ، وفي إحدى تعليقاته عن رأيه في عدو الفريق التقليدي ايفرتون قال : ((إذا كان فريق ايفرتون يلعب في حديقة منزلي الخلفية لأغلقت النوافذ وأسدلت الستارة)). وعن احتكار فريقه لبطولة الدوري ، قال : ((إذا كنت أولا فأنت أول ، وإما إذا كنت ثانيا فأنت لا شيء)). وعندما رفض نجم السبعينات آلان بول الانتقال إلى ليفربول مفضلا مانشستر سيتي ، قال شانكلي : ((لا تقلق آلان ، على الأقل سيكون بإمكانك اللعب بالقرب من فريق عظيم)). في إشارة من قرب مدينة مانشستر من ليفربول .



وسجل التاريخ إنجازات بايزلي ومن بعده فاجان ودالجليش ، التي بنيت على أفكار شانكلي ، وفي سبتمبر 1981 صدم الوسط الكروي في انجلترا بوفاة شانكلي بذبحة صدرية .. وفي غضون دقائق من إعلان الخبر تجمع الآلاف حول ملعب انفيلد وتحديدا ما بين حديقة ((ستانلي بارك)) وشارع ((انفيلد رود)) ، وأكثر من حزن عليه كان صديقه مدرب مانشستر يونايتد مات بازبي الذي رفض الحديث أو الرد على الهاتف او الظهور علنا لأسابيع بعد وفاة صديقه إلا لحضور مراسم دفنه. وفي أول مباراة في ((أنفيلد)) بعد يوم الدفن ، حمل المئات لافتات معبرة ، قالت إحداها ((شانكلي .. ستعيش إلى الأبد)) .. والى اليوم يتذكر الكثير من لاعبي ليفربول السابقين فلسفته خلال حواراتهم وتعليقاتهم على المباريات ويقولون : ((تعلمنا في ليفربول...)) ، أو ((أول درس فهمناه هو عمل)) ، وكلها من كتاب فلسفات شانكلي.




الريال أكتفي بعشـــر سنوات بالتربع علي عرش أوروبا ، و بعدها ترك المهمة لليفربول لمدة 30 عام ! !





نعم ، هذا ما حدث بالضبط ، ريال مدريد كما هو معروف كان يتربع علي عرش أوروبا بفترة الخمسينيات و بداية الستينيات بفضل نجمه الأرجنتيني الفريدو دي ستيفانو و المجري الرهيب " بوشكاش " ، فقد كانت بطولة دوري أبطال أوروبا منذ عام 1955 حتي 1966 كلها من نصيب ريال مدريد ، لكنه ترك المهمة فيما بعد لأبناء الأنفيلد رود لكي يكون هو الفريق الأوروبي الأول الذي يحزر أكبر بطولتين أوروبيتين أكثر من مرة .

كاد أن يتربع ليفربول علي عرش مملكة كرة القدم الأوروبية لولا تلك الحادثة المأساوية التي حدثت بملعب ( الهايسل ببلجيكا ) بنهائي دوري أبطال أوروبا 1985 أمام يوفينتوس الإيطالي ، و كان هذا النهائي الثاني علي التوالي للريدز بعد الفوز عام 1984 علي روما بملعبه و وسط جماهيره ، و لكن اليوفينتوس رد الإعتبار للطليان من هزيمتهم المرّة الموسم الماضي و استغلوا فرصة توتر الأجواء بالمدرجات ليحرزوا هدفاً من ضربة جزاء لميشيل بلاتيني .

و قبل بداية هذه المباراة تراشق جماهير الناديين بالشتائم و قذف الجمهور الايطالي صاروخاً علي جماهير ليفربول ، لتبدأ المعركة مبكراً قبل أن تبدأ بأرض الملعب بين الفريقين ، بدأت ساخنة و مشتعلة بين الجماهير مما أدي لإصابة 50 فرد من مشجعي اليوفينتوس و مقتل 39 إيطالي بالاضافة للخراب الرهيب الذي لحق بالملعب .





و هذه الأفعال دفعت الإتحاد الأوروبي لإتخاذ قرار صارم ،ألا وهو عدم مشاركة اي فريق إنجليزي بالبطولات الأوروبية لمدة 4 سنوات و ليفربول يمنع من المشاركة لمدة 7 سنوات ! و هذا القرار كان في قمة الصرامــة و الظلم تجاه الأندية الإنجليزية التي أكتفت بالإحتكاك مع الأندية الأوروبية عن طريق المباريات الودية ، مما جعل الكرة الإنجليزية تتدهور و تهوي ، مع إنها كانت الرائدة قبل هذه الحادثة خاصة ً : أن ليفربول فاز ببطولة دوري الابطال 4 مرات بالسبعينيات و الثمانينيات و نوتنجهام فوريست عام 1979 و 1980 و استون فيلا فاز بالبطولة ذاتها عام 1982 علي بايرن ميونخ بالنهائي ، بخلاف مشاركات ليدز يونايتد و الارسنال و مانشيستر يونايتد المشرفة للغاية ، فقد فاز ليدز مثلا ً بالدور الثمانية من بطولة دوري الابطال علي برشلونة الإسباني عام 1972 ، يعني مشوار إنجلترا الرائع بهذه البطولة كان طويل و كاد أن يكون أطول و أعرق ، لكن لم يكتب له أن يكون كذلك بفضل قرارات الإتحاد الأوروبي و أعمال الهوليجانز بالهايسل .

وها هو ليفربول يعود مرة أخرى لنهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2006-2007 بأتينا .. ليواجه إي سي ميلان " كلاكيت ثاني مرة " .

بعد تغلبه علي بطل النسخة الماضية " برشلونة " ثم تغلبه علي تشيلسي بالدور قبل النهائي ، وبدور الثمانية تغلب علي ايندهوفن الهولندي 4-0

وكانت أبرز للقطة هذا الموسم ككل .. هي هذه اللقطة .