الاردنيون في قطر ليسوا على ما يرام

هذا ما تشعر به وانت تطمئن على حال اخ لك في قطر 'العالم هون خلصوا كل السلع والأغذية بالمولات' يجيبك.

'انا حاجز الاسبوع الجاي على القطرية هسه ما بعرف اسافر الا عن طريق ايران..
- ماذا عن الكويت، وعُمان؟

'ما بنفع، اذا المسافة بين عمان وقطر ساعتين ونص هسه عن طريق ايران حتى توصل عمان بدك ٦ ساعات'.

الاردنيون في قطر ليسوا على ما يرام ..

عمون - لقمان إسكندر - هل على الاردن ان يختار اهون الرقمين في ملف تسفير مواطنيه من قطر او الامارات والسعودية والبحرين؟

المسألة تقاس بهذا، ولا تقاس ايضا، فللسياسة شؤونها أيضا. ماذا ستفعل عمّان هنا؟ وكيف تقف في المنتصف بين حلفاء متخاصمين او اخوة اعداء. ما جرى صباح الاثنين قرار غير معلن رسميا بحصار قطر؟

مجددا، لا ينام الاردنيون المقيمون في الدوحة هذه الايام مطمئنين قد تكون ساعاتهم الاخيرة في الخليج، وربما لا.

المشهد درامي من فئة الكوميديا السوداء. ويخشى ان تكون المملكة من بين الضحايا الاوائل، فهل تحتمل مرة أخرى تداعيات أزمة الخليج ثانية،

ما يدعونا للاطمئنان ان صانع القرار في بلادنا سيبحث عن مخرج لهذه (الازمة).

يقول امين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشناق: علينا أن لا ننحاز لهذه الدولة او تلك، فلنا موقف يلتقي ويختلف حول العديد من الملفات.

ويضيف، كعرب دفعنا الثمن لقضايانا المصيرية بلعبة كراسي زائلة ودور وحضور بالوكالة على حساب مصالحنا ووجودنا وحق الإنسان العربي في الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية شأن شعوب العالم المتحضر .


صك امريكي

اما الناشط السياسي المهندس ميسرة ملص فيصف الموقف الاردني حتى اللحظة بالعقلاني والمتوازن.

ويقول: افصحت واشنطن عن موقفها الداعم لاغلاق الملف. ملص بذلك يشير الى تصريحات صدرت مساء الاثنين عن الجيش الأمريكي جاء فيه: ان 'أمريكا ممتنة لقطر لدعمها منذ فترة طويلة للوجود العسكري لواشنطن والتزامها المستمر نحو الأمن الإقليمي'.

ووفق الجيش الامريكي فإن 'واشنطن والتحالف المناهض لتنظيم داعش الإرهابي ممتنان للقطريين لدعمهم الطويل والتزامهم المستمر تجاه الأمن الإقليمي'.

قطريا، هذا يدعو للاطمئنان، ويدعو الاردن أيضا، ان ضابط ايقاع سياسة المنطقة - مع كل ما يعنيه ذلك من هيمنة امريكية مطلقة على قرار المنطقة - منح الدوحة بالاكسجين المطلوب.

ايران المستفيدة مرة اخرى

صحيح ان مثل هذه التصريحات قد تفسر انها محاولة امريكية لاقناع الدوحة بعدم اللجوء الى الحضن الايراني، لكنها محاولة - في هذا الشق - متأخرة.

الدوحة استوعبت درس الرياض. ولن تضع قطر مستقبلا كل بيضها في سلة الحجاز. ومن هنا ستعاد مجددا صياغة تحالفات جديدة في المنطقة تعيد الازمات الى المربع الاول.

من المؤكد ان الاستجابة الاردنية للتصريحات ستكون في محلها، وهي على اية حال استجابة اسرعت في الكشف عن محاولة المملكة للنأي عن صراعات قد تكون ناقة عمّان وجملها بعيدة عنها.

لكن هذا لن يعني شيئا للاردنيين المقيمين في الدوحة. هم على قلق والريح تحتهم، حتى تنقشع الازمة، أزمة إن هي طالت ستأكل ما تبقى للعرب من اخضر.