استخدام مضخمات الصوت في الدراجات مرتبط بأخلاقيات سائقها

يتفاجأ مواطنون في بيوتهم وخلال سيرهم على الطرق يوميا بأصوات ضخمة تشبه الانفجار ناتجة عن مضخمات الصوت الملحقة بالدراجات النارية التي أصبحت منتشرة بكثافة هذه الأيام مسببة الرعب والخوف والإزعاج لهم ولأطفالهم.
وتُعرف الضوضاء (الضجيج ) في علم البيئة بالتلوث الضوضائي، حيث تنتج أصواتا غير متجانسة تتجاوز شدتها المعدل الطبيعي لتصبح مؤذية للأذن ولصحة الإنسان، كما تقاس بوحدة تسمى "الديسيبل"، ولا بد أن يكون مستوى الضوضاء أقل من 25 ديسيبل لكي يستطيع الإنسان النوم والراحة.
وتتراوح شدة الهمس ما بين 20 إلى 30 ديسيبل، والمحاورة العادية نحو 60 ديسيبل، وازدحام السيارات نحو 70 ديسيبل، وهو ما يعادل ضوضاء المكنسة الكهربائية في المنزل، ومجفف الشعر يصل إلى 90 ديسيبل.
وبحسب خبراء فإن الإنسان لا يستطيع التركيز والتفكير إذا زاد مستوى شدة الصوت عن 65 ديسيبل، وأما إذا تعدت 85 ديسيبل فيعتبر سيئاً لصحة الإنسان بل وخطيراً، علماً بأن القطارات ومحطات المترو والدراجات النارية تحدث حوالي 100 ديسيبل، والطائرات النفاثة تحدث أكثر من 120 ديسيبل.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية وجود علاقة بين التعرض المستمر المزمن للضوضاء (بقوة 70 ديسيبل أو أكثر) والإصابة بارتفاع ضغط الدم، وكذلك الذبحة الصدرية في دراسات أخرى حديثة.
ويقول صاحب الدراجة عمر خالد لوكالة الانباء الاردنية (بترا) إن هذا النوع من الدراجات التي يمتلكها من نوع (كروز كلاسك) تأتي من بلادها بهذا المضخم، معتبرا أن هذا الصوت ليس للإزعاج بقدر ما هو حماية لسائق السيارة الذي يسير بمحاذاته وكذلك للمشاة سالكي الطريق، كون هذا الجهاز يعتبر منبها لهم.
ويشير إلى أن إطلاق مضخم الصوت في الدراجة أثناء السير يعود لأخلاقيات سائقها والتزامه بقواعد المرور والانظمة والقوانين المرعية، لافتا الى أنه يستخدم الدراجة النارية كوسيلة نقل توفر عليه الوقت والجهد بدلا من استخدام وسائل النقل الاخرى، اضافة لكونها اقتصادية في استهلاك الوقود بينما بعض الشباب يستخدمها باعتبارها من الكماليات أو كرياضة.
ويعتبر مصطفى النحال ان البعض من الشباب الذي يستخدمون الدراجات النارية يحاولون القيام باستعراضات فردية أثناء القيادة في المنطقة التي يسكن بها ويتسببون بإيذاء السكان وازعاجهم، داعيا الجهات المعنية الى مراقبتهم ومنعهم من التجول في المناطق السكنية وتشديد الاجراءات بحقهم.
ويقول مدير عام المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن ان المواصفات تمنع دخول كل ما يسبب الازعاج للمواطنين مثل "الزوامير" والمضخمات التي يقوم الشباب بتركيبها على السيارات، لافتا إلى أنه سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية لمنع دخول مضخمات الصوت الخاصة بالدراجات النارية عبر الحدود من خلال التنسيق مع الجهات المختصة والتشديد على ذلك حفاظا على صحة المواطنين وراحتهم.
الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي قال إن المضخمات هي من الاضافات التي يتم تركيبها على الدراجات النارية، مؤكدا أن المديرية تتخذ أشد الإجراءات القانونية في حال ضبط مثل هذه المخالفات، ويتم حجز رخص السائق والدراجة لحين تصويب الوضع وإزالة المضخم من الدراجة.
-- (بترا)