صدام حسين رفض عرضاً اسرائيلياً بدعم امريكي مقابل اخراجه من أزماته الاقتصادية.. تفاصيل

صدام حسين رفض عرضاً اسرائيلياً بدعم امريكي مقابل اخراجه من أزماته الاقتصادية.. تفاصيل
19-09-2016





نشرت صحيفة “هارتس″ الاسرائيلية تحقيقا مطولا عن مرور 38 عاما على توقيع اتفاقات كامب ديفيد، كشفت لاول مرة عن ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رفض اقتراحا اسرائيليا عبر الولايات المتحدة، وحمله دونالد رامسفيلد، الذي كان مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، بإحياء خط انابيب كركوك حيفا، مقابل دعما امريكيا واسرائيليا بعد صدور قرار من الامم المتحدة بإدانة العراق باستخدام اسلحة كيماوية، ومعاناة العراق من ازمة اقتصادية طاحنة بسبب تراجع اسعار النفط.

وقالت الصحيفة ان جورج شولتز، وزير الخارجية الامريكي في حينها، تحمس للمشروع الذي حمله اليه السفير الاسرائيلي في واشنطن بتكليف من اسحق شامير، رئيس الوزراء لاعتقاده انه يتماشى مع سياسة بلاده التي ترغب بتعزيز قوة العراق في مواجهة ثورة الامام الخميني في ايران.

الجديد في الرواية الاسرائيلية ان رامسفيلد سافر فعلا الى بغداد حاملا رسالة الى الرئيس صدام من الرئيس الامريكي، تتضمن عرضا لهذه الفكرة، لكنه، اي الرئيس صدام، رفض مقابلة رامسفيلد، واوعز الى طارق عزيز، وزير خارجيته، بتولي هذه المهمة، ولكن الاخير امتقع وجهه، وهو يقرأ مضمونها، وطلب من رامسفيلد سحب الرسالة فورا، ولم يستغرق اللقاء الا عشر دقائق، وقال السيد عزيز لرامسفيلد انه لا يستطيع قبول رسالة تحمل هذا العرض الى رئيسه لان هذا سيؤدي الى اعدامه.

الرئيس صدام حسين وفي ذروة الحصار على العراق وتصاعد الضغوط عليه، وفرض مناطق حظر جوي امريكي في الشمال والجنوبا، رفض عروضا امريكية حملها وسطاء عرب، بالاعتراف بإسرائيل واقامة علاقات معها مقابل رفع الحصار، واعادة العراق الى المجتمع الدولي، ولهذا كانت آخر كلماته قبل الشهادة وهو امام المشنقة، عاشت فلسطين عربية، عاشت الامة العربية.

كلمة اخيرة نقولها في حق السيد طارق عزيز، هذا الرجل الذي فضل الموت خلف القضبان، ورفض كل العروض الامريكية والاوروبية بالخروج سالما، مقابل ان يخون رئيسه، ويعترف بوجود اسلحة دمار شامل، ويفشي اسرارا حول تصنيعها وتحزينها.

لا نعتقد انه كان من قبيل الصدفة ان يكون رامسفيلد المبعوث الامريكي الذي رفض الرئيس صدام لقائه، وطالبه طارق عزيز بسحب رسالته، هو وزير الدفاع الامريكي الذي قاد خطط غزو العراق، وتعذيب شرفائه، ومقاومي الاحتلال في سجن بوغريب، بالطرق البشعة التي شاهدناها موثقة بالصوت والصورة.

العراق سيظل منجبا للشرفاء، وحاضنة لمشاريع المقاومة للمشروع الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، ونصيرا للقضايا العربية والاسلامية.
اعترافات الصحيفة الاسرائيلية تقدم درسا مشرفا لكل الحكومات العربية التي تسعى لاقامة علاقات مع اسرائيل، والاعتراف بها، واغتصابها للاراضي والمقدسات العربية والاسلامية.