المناسبات المتتالية على مدار العام تلتهم أموال الأردنيين

المناسبات المتتالية على مدار العام تلتهم أموال الأردنيين
19-09-2016





اضطر خالد العمري الموظف في القطاع الخاص صباح عودته للعمل أن يعطي بطاقته الائتمانية لزوجته لكي تشتري لأطفاله باقي حاجيات المدرسة بالدين، بعد أن استنزف عيد الأضحى كل راتب شهر آب (أغسطس).
ويقول العمري (37 عاما) والذي لا يتعدى راتبه الـ 900 دينار، إن العطلة الطويلة التي صادفت عيد الأضحى زادت من مصروف العائلة سواء على الاستهلاك اليومي للمواد الغذائية أو لترفيه الأطفال الذي أضحى ضرورة بالنسبة لأسرتهم أو حتى على الولائم والواجبات الاجتماعية.
ويشير إلى أن التزامات المدرسة لطفليه أصبحت تشكل عبئا وخاصة مع تزامنها مع عيد الأضحى عوضا عن قسط البيت الشهري المرهون للبنك ودفع فواتير الكهرباء والماء والاتصالات.
ويبين العمري أن 'المواطن الأردني أصبح يخرج من أزمة صرف مادية ويدخل إلى أخرى حتى انقطعت أنفاسه وأصبح معظم صرفه ديون للبنك'.
ويلفت إلى أن راتب الموظف لم يعد يتحمل أعباء المواسم المتاليية فيخرج من الشتاء والتزاماته الكبيرة من تدفئة وكهرباء ومواد تموينية حتى يدخل في تحضيرات شهر رمضان وعيد الفطر، وما أن يتنفس قليلا حتى يأتي موسم المدارس وعيد الأضحى.
يشار إلى أن عطلة الموظفين في الأردن بدأت منذ يوم الجمعة التاسع من أيلول (سبتمبر) وحتى 17 من الشهر ذاته وتزامنت عطلة الموظفين مع عطلة المدارس، والتي من المتوقع أن تمتد الأخيرة خلال الأسبوع الحالي نتيجة الانتخابات النيابية.
بدورها، اتفقت نضال منصور الموظفة في القطاع العام مع العمري، مؤكدة أن العطلة الطويلة تستنفذ مصروفا أكبر من أيام الدوام، لأنها تكون فرصة للزيارات العائلية والواجبات الاجتماعية التي تحتاج إلى أموال اضافية.
وتقول منصور إن 'طلبات الأطفال من ألعاب وترفيه وحاجيات تزيد في العطل وبذلك أيضا تضطر لصرف بنزين سيارة أكثر في المشاوير'.
وتشير إلى أنه رغم مساعدتها لزوجها في مصروف البيت، الا أن ذلك لا يكفي وتحديدا بأن عمان أصبحت تصنف من أغلى العواصم عربيا.
وتبين منصور الأم لأربعة أطفال أن التزامات المدرسة من أقساط وملابس وحقائب وغيرها من حاجيات إلى جانب التزامات العيد أرهقت زوجها وأرهقتها هي الأخرى.
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العبادي إن العطل الطويلة من شأنها ايقاف حركة الإنتاج وزيادة الاستهلاك وبالتالي ارتفاع مصروف العائلة وأعبائها المادية.
يشار إلى أنه، وبحسب تقديرات لخبراء، فإن انتاج اليوم يبلغ 100 مليون دينار إذا ما اعتبر أن الناتج المحلي الإجمالي 22 مليار دينار، وبما أن العطلة كانت نحو تسعة أيام دوام فإن خسارة الاقتصاد تقدر بنحو 900 مليون دينار.
ويوضح العبادي أنه بالعادة يزداد استهلاك المواطن في أيام العطل وخاصة على المواد الغذائية والخدمات وخاصة أرباب الأسر الذين يقضون العطلة مع أطفالهم في المراكز التجارية وأماكن الترفيه.
ويشير إلى أن المواطن لم يعد يستطيع دفع فواتيره نقدا، فأصبح معظم المواطنين يلجأون للدين عن طريق السلف أو القروض الشخصية أو حتى البطاقات الائتمانية التي تراكم عليهم فوائد كبيرة.
ويقول العبادي إنه 'للأسف المواطن الأردني أصبح مستهلكا أكثر مما هو منتج في وقت غدت فيه العاصمة عمان من أغلى العواصم عربيا وفي مراحل متقدمة عالميا.'
ويشير إلى أنه صحيح أن الحكومة تستفيد من عملية ارتفاع الاستهلاك وذلك من ضريبة المبيعات الذي يرفع إيرادات الخزينة.