قلق من أمراض تنقلها مواش سورية مهربة

قلق من أمراض تنقلها مواش سورية مهربة
10-08-2016





أعادت تصريحات لوزير الزراعة د. رضا الخوالدة بشأن فحوصات دم أغنام وماعز وأبقار وإبل، تخوفات عدد من مربي الأغنام من إصابة مواشيهم بأمراض جراء عمليات تهريب مواش من سورية.
الخوالدة كان قال في كلمة له خلال ورشة عقدت الأسبوع الماضي بعنوان 'تعزيز مراقبة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في المناطق الريفية والمتأثرة بالأزمة السورية'، انه 'سيتم قريبا إعلان نتائج فحوصات عينات دم ومصل الدم لـ 14 ألف رأس من الأغنام والماعز والأبقار والإبل'، ضمن مشروع فحص للثروة الحيوانية.
وقال، إنه تم إرسال هذه العينات منذ فترة إلى مختبرات قطاع الثروة الحيوانية للكشف عن عدد من الأمراض شملت الحمى القلاعية، الحمى المالطية، طاعون المجترات الصغيرة، اللسان الأزرق، التهاب الجلد العقدي، مؤكدا انه 'سيتم إعلان النتائج قريبا جدا بعد انتهاء مرحلة التحليل المخبري لهذا المشروع، الذي سيساهم في بيان الوضع الصحي للثروة الحيوانية، وتحديد بؤر الأمراض الحيوانية'.
وتأثر قطاع الثروة الحيوانية بالأزمة السورية التي بدأت في العام 2011، إثر دخول أعداد كبيرة من الأغنام بطرق غير شرعية ما أدى إلى ظهور العديد من الأمراض لم تكن موجودة في الأردن سابقا، وأدى أيضاً إلى زيادة الأعباء الملقاة على عاتق الخدمات البيطرية والتي تعاني أصلاً من نَقص حاد في الموارد البشرية والمالية من حيث توفير اللقاحات البيطرية وتوفير الأعلاف، بحسب معنيين بالقطاع.
من جانبهم، أعرب مربو اغنام عن تخوفهم من ظهور عدد من الامراض جراء تهريب اغنام سورية الى الاردن، مؤكدين ان معظم الأغنام التي وصلت السوق الأردنية غير محصنة ضد كثير من الأمراض وهو 'ما يجعل احتمالية انتقال الأمراض الى الثروة الحيوانية الاردنية قائما'.
وتؤكد وزارة الزراعة ان الكثير من الاغنام التي تم تهريبها في بداية الازمة السورية تم التحفظ عليها حينها في المحاجر البيطرية التابعة للوزارة، ولم يتم الإفراج عنها إلا بعد استكمال الاجراءات القانونية اللازمة بخصوصها، بحسب الناطق الاعلامي باسم الوزارة نمر حدادين.
فيما بين مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران انه ومع بداية الازمة السورية 'حذر مربو الثروة الحيوانية من استمرار دخول هذه الأغنام بطرق غير شرعية الى المملكة، معتبرين دخولها تهديدا لمصالحهم وتجارتهم كونها تباع بأسعار أقل بكثير من المواشي المحلية'.
وقال العوران ان التأثير السلبي لهذه التهريبات 'بدأ يظهر حاليا من خلال كميات الأعلاف في المملكة وارتفاع أسعارها على مربي الثروة الحيوانية، الى جانب الرعي الجائر للمراعي بسبب ارتفاع عدد هذه المواشي'.
وأشار الى أن 'معظم هذه الأغنام التي وصلت السوق الأردنية حينها غير محصنة ضد كثير من الأمراض، وهو ما يجعل احتمال انتقال الأمراض الى الثروة الحيوانية قائما في الاردن قائما'.
رئيس جمعية مربي الاغنام زعل الكواليت أشار من جانبه إلى أن دخول هذه الاغنام بداية الازمة السورية 'تزامن مع غياب للكوادر البشرية والفنية في سورية'، مبينا ان هذه الأغنام تعرضت لمواد كيماوية وغازات تؤثر على لحومها وحليبها، وبالتالي لا بد من اجراء فحوصات مخبرية دقيقة وعدم الاكتفاء بالعينات العشوائية.
وأضاف الكواليت، إن الأغنام التي تم تهريبها الى السوق الأردنية بطرق غير مشروعة 'تؤثر على مستويات الثقة بين التاجر والمستهلك من خلال قيام التاجر ببيع لحومها الى المستهلك بسعر البلدي وهي في الواقع سورية المنشأ'.
وكان الوزير الخوالدة اشار، في تصريحاته الاخيرة الى ان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ساهمت في مشروع تعزيز مراقبة الأمراض الحيوانية بالتعاون مع وزارة الزراعة وجامعة العلوم والتكنولوجيا حيث تم لهذه الغاية تشكيل 52 فرقة عمل ميدانية في مختلف محافظات وألوية المملكة.
وأضاف، 'هذا يساعدنا في وضع استراتيجية للسيطرة على هذه الأمراضِ حفاظا على الصحة الحيوانية وسلامة الغذاء والصّحة العامة'، موضحا ان ذلك سيؤدي مستقبلا إلى 'طلب توأمة مشروع الخدمات البيطرية مع إحدى الدول الأوروبية عن طريق المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE)'.
يشار الى ان 'الغد' كانت نشرت في اوقات سابقة عن عمليات تهريب للأغنام من سورية، خاصة مع بداية الازمة السورية، قبل ان تغلق الحدود بشكل شبه تام في ظل احتدام الصراع العسكري وارتفاع منسوب الأخطار الأمنية بالمنطقة الحدودية.