البطاينة للأئمة : لقد آن أوان المسجد أن يضطلع بدوره التنموي التوعوي في احداث تأثير إيجابي بأمانة وإقتدار .

البطاينة للأئمة : لقد آن أوان المسجد أن يضطلع بدوره التنموي التوعوي في احداث تأثير إيجابي بأمانة وإقتدار .
07-08-2016





في الاجتماع الذي ضم أئمة ووعاظ ومؤذنين منطقة إختصاص مديرية أوقاف عمان الأولى والذي إنعقد يوم الثلاثاء الثاني من آب في قاعة المؤتمرات الكبرى في مسجد الشهيد المؤسس المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه والذي ترأسه فضيلة الشيخ جمال البطاينة مدير مديرية أوقاف عمان الاولى والذي بدأ الحديث متسائلاً : أما آن للمسجد أن يضطلع بدوره الريادي فيسهم في إحداث تغيير إيجابي في ثقافة المجتمع ويخرج من حبسه على الصلاوات الخمس وإن تمَّت ؟ .
ثم أردف متسائلاً متى ستنتهي بعض المساجد من فكرة إسقاط الجمعة إلى إقامتها ، والمعلوم شرعاً وعرفاً أن الجمعة إنما شُرِعت لتقديم النافع المفيد للناس ليتقووا به على أمري الدنيا والآخرة ، فلمعضلات العصر تُطرَحُ فيها الحلول ولمشروع الآخرة نتبينُ معالمَ الطريق .
ويأتي مشروع إطلاق مبادرة تفعيل المسجد الجامع كطرحٍ يتصدر كل الطروحات والأراء ، ذلك أنه يؤسس لتكريس فلسفة الإسلام وهدفه من وراء إقامة صلاة الجمعة من جهة وينهي حالة الإحباط والتراجع ( إسقاط الفريضة ) .
وأضاف ، إن الناظر بعين التمعن والتبصر إلى ما عليه خطب مساجدنا يجدُ أنها تتذبذب بين القوة والضعف ، والسمَةُ الغالبة أنها تتراوح بين الوسط والأدنى ، إلا في بعض المساجد لعلمِ فكرِ وإجتهادِ خطبائها .
ويأتي في مقدمة أسباب ضعف خطبة الجمعة كثرة المساجد التي تلقى فيها خطبة الجمعة الأمر الذي يجبرُ الأوقاف أحياناً على السماح لأرباع أو أخماس أو أسداس ... إلخ المتعلمين وغيرالمتخصصين بإرتقاء المنابر وإلقاء خطاب لربما كان لا يستحق أن تلغى من أجله ركعتان .
ومن إدراكه العميق ( وزير الأوقاف ) لهذه المسألة وأهميتها وقد سبر غور هذا القطاع ووقف على إنجازاته بإعتدال دون تجشم مؤنة الإنحياز بغير حق ، فشخص الداء ووصف الدواء والذي كان إطلاق مبادرة تكريس المسجد الجامع ، إعمالاً للشرع وتوحيداً لصف الامة وتأليفاً بين قلوبها وإرتقاءاً بالخطاب وزيادة في النفع والإنتفاع وحرصاً على إعمال قاعدة ' درء المفاسد أولى من جلب المصالح '، فيتولى الإكفاء القادرون على توجيه الأمة من طلاب العلم وعلمائها إلى ما ينفعهم ويبين لهم معالم الطريق دونما شططٍ أو إرتباك ، في زمن طغى به على سطح الأرض أفرادٌ وجماعات تعرفُ منهم وتُنكر قدّموا الأنموذج السيء ونسبوه إلى الإسلام حتى أصبحت المسدلات عند كثير من المسلمين وغيرهم أن صورة الإسلام مرتبطةٌ بالأفرهول البرتقالي يرتديه الضحية وقد وُضِعَ القناع على رأس صاحبها وأغمضت عيناه وإلى جانبه قامةٌ ضخمةٌ ترتدي المُمَوه من الثياب وتحمل سكيناً شُحذَت لتقطع الرأس عن الجسد بإسم الإسلام ظاهراً ولإنجاز أجندة عفنة حقيقة .
هذه الصورة النمطية التي زرعها أولئك النفر وتكرَّست في أذهان الخلق فنالت من صورة الإسلام ظلماً وأخفت حقيقة سماحته ورحمته وعدله وإنسانيته ورقته وفضله لا بل خالفت مقاصده العظمى للحفاظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال .
فمن يمكن أن يبين للأمة معالم الطريق ويشيح هذا الظلم وهذه الظلمة وهذه الصورة التي أُلصِقَت بالإسلام ظلماً وزورا ، أهُم أخماسُ المتعلمين ، أم من قلَّ حظُّهم في العلم الشرعي ممن تضطرُ الأوقاف أحياناً أن تسمح لهم بالخطابة في المساجد لسد النقص الحاصل جرّاءَ كثرةِ وتعدد خطبة الجمعة في أمصارها ، مما جعل ناقوس الخطر يدق بقوة أن أوقفوا هذا الهدر ورمموا هذه المنظومة .
ليتوجه العمل إلى ضم المساجد التي قلَّت أعداد مصليها إلى تلك التي تتسع لهم ولغيرهم في المسجد الجامع فيخطب فيه أهل العلم وطلابه فيبينوا للناس معالم الطريق ويوضحوا للعالم أن هذا الإسلام خيرٌ كله وفضلٌ كله ورحمةٌ كله .
وأضاف البطاينة ، إن بعض الأشخاص تلقفوا فكرة المسجد الجامع وحاولوا تشويهها معللين حججاً واهية ً وسائقين أدلةً قاصرةً لا تقوم على ساقٍ ولا تقوى على البقاء ، إذ أن الهدف من وراء هذه المبادرة الإرتقاء بالخطاب الإسلامي ليأتي منسجماً مع الشرع ومبيناً لأحكام الشريعة وقد صح أنه قيل ( إن هذا العلم دينٌ فأنظروا عمن تأخذون دينكم ) .
وقد وعد البطاينة أن يتم إعداد مطوية تحوي التأصيل الشرعي لمسألة المسجد الجامع ، توضِّحُ الحكم الشرعي وتستدل بالآيات والأحاديث وأقوال الفقهاء وأراء العلماء حول مبادرة المسجد الجامع .
وأضاف إلى أنه وبالتوازي وحرصاً على إنجاح هذه المبادرة ، فقد شرع معالي الوزير بـ :
إصدار التوجيهات للمديريات المختصة بتوجيه المحسنين والمتصدقين إلى إنشاء المساجد الجامعة الكبرى بدلاً عن المساجد الصغيرة ، وفي هذا مدعاة إلى وجود المساجد التي تتسع لآلاف المصلين في المناطق التي مسَّت الحاجة فيها إلى إقامة مثل هذه الجوامع .
وفي ذات الآن الطلب إلى المديريات المختصة المسارعة إلى إعداد المناهج والبرامج والخطط اللازمة للشروع في عقد الدورات التأهيلية والتدريبية والتكوينية ليتحصن الإمام الواعظ الخطيب باللازم من العلم و المعرفة بما يمكنه أن يكون قادراً على إنجاز المطلوب مسارعاً الزمن مسخِّراً إمكانات العصر لخدمة الدعوة القائمة على الوسطية والإعتدال وصولاً إلى بيان محاسن هذا الدين وفضائله وإحكام شريعة الإسلام وآلياتها ووسائلها وأدواتها ومنهجها وحسب مقتضى الشرع .
وفي ذات الآن فقد أوعزَ معالي الوزير لإجراء الدراسات الميدانية للمساجد وخاصة تلك التي قلَّ حظُّها في أعداد المصلين لإطلاق حالة حوار مع روادها والقائمين على إدارة شؤونها وصولاً إلى توافق على ترجيح حكم الشريعة على رغبة الأشخاص وضم المساجد بما يحقق المصلحة المرجوة .
وقد طلب البطاينة من الحضور موافاته بواقع مساجد عمان وأعداد المصلين وقدرة هذه المساجد على إستيعاب أعداد المصلين رغم أن الجميع قد أجمعوا على أن مساجد عمان لا تكفي لأعداد المصلين وقد يتعذر ضم مساجد إلى أخرى للحاجة الماسة .
تحول البطاينة بعد ذلك ليتحدث عن أهمية إتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والحفاظ على المساجد وصيانتها ومنع أي تدخل لصالح أي مرشح للإنتخابات النيابية مؤكداً أننا نقف على مسافةٍ واحدة من جميع المرشحين وأن النزاهة والشفافية والعدالة تقتضي أن لا يُسخَّرَ المسجد أو أي مؤسسة أو فرد لخدمة مرشح دون آخر ، فممنوعٌ أن تكون مساجدنا ساحات للدعايات الإنتخابية وجدرانها لوحات لتعليق الدعايات الإنتخابية وباحاتها أماكن لتوزيع الهدايا والصدقات التي تظهر في مثل هذه الأوقات .
فَنُنَزهُ مساجدنا وننئوا بالأئمة أن يؤشر إليهم بأصابع الإتهام .
فرحمَ الله إمرئ جبَّ الغيبة عن نفسه .
وفي إطار آخر طلب البطاينة إلى جميع الأئمة والوعاظ ضرورة تركيب كاميرات في مساجدهم وأن يراقبوا عمليات جمع التبرعات في المساجد ، فتُمنَع كل الجهات من جمع التبرعات إلا تلك التي سُمِحَ لها بموجب خطابات أصولية موقَّعة ليصار بعدها إلى تحرير وصل بالمبلغ المجموع ، وذلك حرصاً على أن يصل المال المتبرع به وينساب بسلاسة من جيوب الأغنياء إلى الجهات التي صرف من أجلها دون إحداث أي تحويلة .
وأكد على أهمية الإلتزام بالدوام والحفاظ على جاهزية المساجد لتبقى قادرة وفي كل الأوقات على القيام بدورها والإضطلاع برسالتها .
ثم شكر الحضور على حسن إستماعهم ليدور حوارٌ فاعلٌ بنَّأء أثرى اللقاء وأشاح الغموض وبيّن معالم الطريق وأجاب على الإستفسارات .
ليبتهل الجميع إلى الله القادر أن يحفظ الأردن وشعبه بقيادته الراشدة وأن يمُّنَ على أُمَّتينا العربية والإسلامية بالأمن والأمان وعلى العالم بالسلام والمحبة .