احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سؤال وجواب من العلماء الافاضل

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Nov 2008
    الدولة
    ღعالم انثوي هادئ ღ
    العمر
    32
    المشاركات
    1,446
    معدل تقييم المستوى
    33

    سؤال وجواب من العلماء الافاضل

    معنى الطاغوت


    نص السؤال ما معنى الطاغوت‏؟‏ وهل كل طاغوت كافر‏؟‏




    نص الإجابة الطاغوت في اللغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ومجاوزة الحق إلى الباطل ومجاوزة الإيمان إلى الكفر وما أشبه ذلك والطواغيت كثيرون وكل طاغوت فهو كافر بلا شك‏‏ والطواغيت كثيرون ولكن رءوسهم خمسة كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم وغيره‏‏ الأول‏‏ إبليس - لعنة الله - فإنه رأس الطواغيت وهو الذي يدعو إلى الضلال والكفر والإلحاد ويدعو إلى النار فهو رأس الطواغيت‏‏ والثاني‏‏ من عبد من دون الله وهو راضٍ بذلك فإن من رضي أن يعبده الناس من دون الله فإنه يكون طاغوتًا كما قال تعالى‏‏ ‏( ‏وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ) ‏[‏المائدة : 60‏]‏ فالذي يعبد من دون الله وهو راضٍ بذلك طاغوت أما إذا لم يرض بذلك فليس كذلك‏‏ والثالث‏‏ من ادعى شيئًا من علم الغيب فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو طاغوت؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى‏‏ ‏( ‏قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) ‏[‏النمل : 65‏]‏ والذي يدعي أنه يعلم الغيب يجعل نفسه شريكًا لله عز وجل في علم الغيب فهو طاغوت‏‏ والرابع‏‏ من دعا الناس إلى عبادة نفسه وهذا كما يفعل بعض أصحاب الطرق الصوفية والمخرفين الذين يسيطرون على عباد الله ويجعلون لأنفسهم مقام الألوهية في أنهم ينفعون ويضرون وأنهم إلى آخره ويستغل العباد ويترأس عليهم بالباطل‏‏ والخامس‏‏ من حكم بغير ما أنزل الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول‏‏ ‏( ‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ) ‏[‏النساء : 60‏]‏ فالذي يحكم بغير ما أنزل الله فهو يرى أن حكمه بغير ما أنزل الله أصلح للناس وأنفع للناس أو أنه مساوٍ لما أنزل الله وأنه مخير بين أن يحكم بما أنزل الله أو يحكم بغيره أو أن الحكم بغير ما أنزل الله جائز فهذا يعتبر طاغوتًا وهو كافر بالله عز وجل‏‏ هذه رءوس الطواغيت





    عنوان الفتوى كيفية معاملة تارك الصلاة


    نص السؤال لي بعض الأقارب لا يصلون تهاونًا وكسلا ، وقد نصحتهم كثيرًا ولكن دون جدوى ، فهل أستمر في مواصلتهم والإحسان إليهم على أمل التأثير عليهم أم أقاطعهم وأعاملهم على أنهم كفار ، وما الحكم فيمن يصوم رمضان وهو لا يصلي ؟ وهل الأفضل أن يصوم وهو لا يصلي أو يترك الصيام ما دام لا يصلي‏؟‏


    نص الإجابة لا شك أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عمود الإسلام ، وأمرها في الإسلام أمر مهم ومكانتها عظيمة وقد أكد الله سبحانه وتعالى في شأنها في آيات كثيرة في كتابه الكريم ، أمر بإقامتها وأثنى على الذين يقيمونها ويحافظون عليها ، ووعدهم بجزيل الثواب وتوعد الذين يتساهلون في شأنها أو يتركونها ولا يقيمونها بأشد الوعيد ، مما يؤكد على المسلم أن يهتم بشأن الصلاة وأن يحافظ عليها ويداوم عليها ، وأن ينكر على من يتخلف عنها أو يتساهل فيها أشد النكير ، وأن يكون اهتمام المسلمين بوجه عام بالصلاة اهتمامًا بالغًا‏‏ ، يتواصون بإقامتها ، ويتناصحون في شأنها ، ويأخذون على يد من يتهاون بها أو يتخلف عنها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والسلف الأول من صدر هذه الأمة‏‏ ، أما من يترك الصلاة متعمدًا فإنه إن كان مع تركه لها جاحدًا لوجوبها ويرى أنها غير واجبة وأنها ليست بشيء فهذا كافر بإجماع المسلمين ليس له في الإسلام نصيب ، وإن كان يقر بوجوبها ويعترف بركنيتها ومكانتها في الإسلام ولكنه تركها تهاونًا وتكاسلاً فإنه يكون كافرًا أيضًا على أصح قولي العلماء ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في الكفار:‏‏ ‏( ‏فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) ‏[‏التوبة :‏‏ 5‏]‏ ، ويقول في الآية الأخرى‏‏: ‏( ‏فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ‏[‏التوبة ‏:‏ 9‏]‏ ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول‏:‏ « ‏العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر » ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه‏]‏ ، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ « ‏بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة‏ » ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بنحوه‏]‏ ، والأحاديث في هذا كثيرة جدًّا‏‏ ، وما ذكرت أيها السائل من أن لك أقارب يتركون الصلاة وأنك تناصحهم فهل تستمر على ذلك وتواصلهم رجاء التأثير عليهم‏؟‏ نعم ، يجب عليك أن تناصحهم ، وأن تنكر عليهم ، وأن تواصل ذلك معهم لعل الله أن يهديهم على يدك ، وأن تكون سببًا في إنقاذهم من الكفر ومن النار‏‏ ، أما إذا كانوا لا تجدي فيهم النصيحة ، ولا ينفع فيهم الوعظ والتذكير فإنه يجب عليك أن ترفع بشأنهم لولاة الأمور وأهل الحسبة ليأخذوا على أيديهم ، ولا يجوز تركهم على حالهم أبدًا إذا كان المسلم يستطيع أن ينكر عليهم ، وأن يقوم عليهم ويناصحهم ويرفع بشأنهم لولاة الأمر‏‏ ، فإن لم يكن هناك من يلزمهم بالصلاة فاعتزلهم ، وابتعد عنهم ، وأبغضهم في الله‏‏ ، أما الصيام مع ترك الصلاة فإنه لا يجدي ، ولا ينفع ، ولا يصح مع ترك الصلاة ، ولو عمل الإنسان مهما عمل من الأعمال الأخرى من الطاعات فإنه لا يجديه ذلك ما دام أنه لا يصلي ؛ لأن الذي لا يصلي كافر ، والكافر لا يقبل منه عمل ، فلا فائدة من الصيام مع ترك الصلاة‏‏ ، والواجب عليهم أن يقيموا الصلاة ، ويقيموا أركان الإسلام كلها ؛ لأن الإسلام بني على خمسة أركان لا بد من إقامتها ، ومن آكدها بعد الشهادتين الصلاة ، وهي عمود الإسلام ، فمن ترك الصلاة فإنه لا يصح منه عمل من الأعمال الأخرى ، والله أعلم‏ .





    ضلال الطرق الصوفية


    نص السؤال ما هي المذاهب والطرائق المنحرفة عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم‏؟‏ وهل هناك طرائق صوفية على الطريقة الإسلامية الصحيحة‏؟‏


    نص الإجابة الطرائق المنحرفة كثيرة لا يمكن حصرها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:‏ « ‏افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين

    وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة »‏ ‏[‏رواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما‏]‏ وهذا عدد كثير والموجود الآن من تشعب الفرق كثير ولكن الثلاث والسبعين فرقة أصولها كما قال أهل العلم‏‏ وليس هناك فرقة ناجية إلا فرقة واحدة وهي ما كانت على مثل ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم الذي أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنهم بقوله:‏‏ ‏« لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك » ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه" من حديث ثوبان رضي الله عنه‏]‏ ففرقة واحدة هي الناجية وهم أهل السنة والجماعة الذين بقوا وثبتوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يبدلوا ولم يغيروا، هؤلاء هم الفرقة الناجية وما عداهم فهم ضالون وكما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها في النار‏‏ والطرق الصوفية طرق ضالة ومنحرفة خصوصًا في وقتنا الحاضر؛ لأنها مخالفة لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فهي داخلة في الفرق الضالة بل ربما يصل ضلالهم إلى الكفر فمنهم أهل وحدة الوجود وهم أكفر أهل الأرض وهم من فروع الصوفية أو من أكابرهم وكذلك منهم الحلولية ومنهم الآن‏‏ السادة الذين يعبدون من دون الله ويتقرب إليهم مريدوهم بأنواع القربات من دون الله عز وجل إذا كانوا أمواتًا إلى أضرحتهم وقبورهم يريدون منهم المدد والشفاعة وغير ذلك وإن كانوا أحياءً فإنهم ينقادون لأوامرهم لتحريم الحلال وتحليل الحرام وغير ذلك،‏‏ ولا نعلم الآن أن هناك فرقة صوفية معتدلة بل كل الفرق الصوفية منحرفة وانحرافها يتفاوت‏‏؛ منه ما هو كفر ومنه ما هو دون ذلك‏‏ وعلى كل حال الصوفية وغيرهم كل من خالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالف سنته فإنه ضال ومنحرف وواقع تحت هذا الوعيد الشديد.‏‏


    حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر


    نص السؤال ما حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر مع ذكر الدليل‏؟‏

    نص الإجابة الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ "الإيمان‏:‏ أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه‏"‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/36، 37، 38‏)‏ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو جزء من الحديث‏] ‏‏. وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏احرص على ما ينفعك، ولا تعجزنَّ، فإن أصابك شيء فلا تقل‏:‏ لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا وكذا، ولكن قل‏:‏ قدَّر الله وما شاء فعل‏.‏ فإن ‏(‏لو‏)‏ تفتح عمل الشيطان‏"‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/2052‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو جزء من حديث طرفه‏: " المؤمن القوي خيرٌ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.".‏ والله جل وعلا يقول‏:‏ ‏{ ‏إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ‏ }‏ ‏[‏القمر‏:‏ 49‏] ‏‏. فالإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، ومن لم يؤمن بالقضاء والقدر فإنه يكون قد ترك أحد أركان الإيمان الستة فلا بد من الإيمان بالقضاء والقدر‏.‏ وليس معنى هذا أننا نقول‏:‏ العبد مجبر‏!‏ ونلغي الأعمال والأسباب ، كما تقول الجبريَّةُ، لكننا نؤمن بالقدر، ونعمل بالأسباب؛ لأن الله أمرنا باتخاذ الأسباب وبالعمل وبتجنُّب الأشياء المضرَّة؛ فالذي أخبرنا أن كل شيء بقضائه وقدره؛ أمرنا بالأعمال، وأمرنا بفعل الأسباب، والأعمال والأسباب من قضاء الله وقدره؛ فالقضاء والقدر يعالَجُ بالقضاء والقدر، ولهذا لمَّا سافر عمر بن الخطاب إلى الشام، وبلغه وقوع الوباء فيه، وعزم على الرجوع؛ قال له بعض أصحابه‏:‏ أتفرُّ من قدر الله يا أمير المؤمنين‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ نعم؛ نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ‏[‏انظر‏:‏ ‏"‏صحيح البخاري‏"‏ ‏(‏7/20-21‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه‏] ‏‏. والمؤمن لا يزال في قدر الله عز وجل؛ فهل يعمل ويكتسب ويتسبَّب، وكل هذا من قدر الله عز وجل، أمَّا أن نقول‏:‏ إن العبد مجبَرٌ، وإن كان مقدَّرٌ له شيء سوف يحصل، وإلا لم يحصل له‏!‏ ونترك الأسباب‏!‏ هذا هو قول الجبريّة الضَّالّة‏.‏




    عنوان الفتوى الحكمة في أن السؤال بوجه الله لا يكون إلا للجنة ‏



    نص السؤال ما الحكمة في أن السؤال بوجه الله لا يكون إلا للجنة ‏؟‏ وهل من سأل بوجه الله غير الجنة في أمور الدنيا يعتبر عاصيًا مذنبًا ‏؟‏
    نص الإجابة روى أبو داود عن جابر رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ « لا يُسْألُ بِوَجْهِ الله إلا الجَنَّة » ‏[‏رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏231‏)‏ من حديث جابر رضي الله عنه‏] ‏‏. والحديث فيه مقال، وهو نهي أو نفي عن سؤال شيء بوجه الله إلا الجنة؛ تعظيمًا لوجه الله، واحترامًا أن تسأل به الأشياء الحقيرة من مطالب الدنيا‏.‏ قال بعض العلماء‏:‏ لا يسأل بوجه الله إلا الجنة التي هي غاية المطالب، أو ما هو وسيلة إلى الجنة؛ كما في الحديث الصحيح‏:‏ « ‏اللَّهمَّ ‏!‏ إنِّي أسْأَلُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها مِنْ قَوْلٍ أو عَمَلٍ » ‏[‏رواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏(‏1/521، 522‏)‏ من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو جزء من الحديث‏] ‏‏. ولا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل بوجه الله حوائج الدنيا؛ إعظامًا لوجه الله وإجلالا له؛ فمن سأل بوجه الله أمرًا من أمور الدنيا؛ كان عاصيًا مخالفًا لهذا النهي، وهذا يدل على نقصان توحيده وعدم تعظيمه لوجه الله تعالى‏.


    إمامة المبتدع ‏


    نص السؤال يوجد في قريتنا جامع ليس له إمام بل يؤم الجماعة كل من تتوفر فيه شروط الإمامة والجماعة الذين يصلون في هذا الجامع أكثرهم من أهل البدع والضلالات - والعياذ بالله - ويميلون إلى الدروشة والصوفية وعندما نقدم لهم النصيحة ونناقشهم بالكتاب والسنة النبوية لا يقبلون بذلك بل كل واحد منهم على مذهب وعندما يسألوني‏‏ أنت على أي مذهب‏؟‏ أقول لهم‏‏ إني على كتاب الله وسنة رسوله وما صح من الأحاديث فهو مذهبي وآتي لهم بالأدلة من الكتاب والسنة فلا يقبلون ويقولون‏‏ إنك لا بد لك أن تتبع مذهبًا معينًا والذي ليس على مذهب معين فإن عمله باطل غير صحيح وإذا طال النقاش معهم تكثر الخلافات والمشاكل بدون فائدة فهل يجوز السكوت عن ذلك وتركهم في أهوائهم وفي غيِّهم‏؟‏ وهل يجوز ترك الصلاة معهم في المسجد مع العلم أني أسمع الأذان ولا أصبر على ذلك‏؟‏ وإذا ذهبت إلى الجامع يقدموني للإمامة وإذا صليت بهم يشركوني في بدعهم فماذا أعمل كي أتخلص من ذلك‏؟‏
    نص الإجابة هذا السؤال يتكون من عدة نقاط‏‏- النقطة الأولى‏‏ سؤال عن إمامة المبتدع‏؟‏ المبتدع بدعة يكفر بها أو يفسق بها لا تصح إمامته إذا كانت بدعته مكفرة أو مفسقة لا تصح إمامته فإذا كان هؤلاء يزاولون بدعًا في الدين تؤول بهم إلى الكفر كالاعتقاد في الأولياء والصالحين أنهم ينفعون أو يضرون أو ما عليه غالب الصوفية المتطرفة من الاعتقاد في مشايخهم وأصحاب الطرق الذين يشرعون لهم من الأذكار والدين ما لم يأذن به الله ويأتون بأذكار قد تشتمل على الشرك ودعاء الأموات ودعاء المخلوقين من دون الله فمثل هؤلاء لا تصح إمامتهم ولا تجوز الصلاة خلفهم‏‏ أما ما ذكرت من أنك تناصحهم وأنهم لا يقبلون فالواجب عليك بذل النصيحة والبيان وأما القبول والهداية فهذا بيد الله سبحانه وتعالى أما أنت فما عليك إلا البيان والنصيحة والتكرار على هذا؛ لأن هذا من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ومن إنكار المنكر‏‏ وأما ما ذكرت من التمذهب بمذهب معين فهذا فيه تفصيل‏‏ إذا كان الإنسان عنده المقدرة على معرفة الحق ومعرفة الحكم بدليله فهذا لا يتمذهب بمذهب معين إنما يرجع إلى الكتاب والسنة ولكن هذا في الحقيقة منصب المجتهدين والغالب على أهل هذا الزمن أنهم لا يبلغون هذه المرتبة أما من كان دون ذلك بأن كان لا يستطيع معرفة الحكم بدليله من الكتاب والسنة فإنه يقلد أحد المذاهب الأربعة السنية ويأخذ به ما لم يظهر له من بعض أقوالهم مخالفة الدليل فإذا ظهر له قول مخالف للدليل فإنه يتركه ويأخذ بالقول الموافق للدليل من المذهب أو من غيره والتمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة ليس ممنوعًا مطلقًا وليس جائزًا مطلقًا إنما يجوز عند الحاجة بشرط ألا يأخذ بالأقوال المخالفة للدليل من ذلك المذهب وإنما يأخذ ما لا يخالف الدليل‏‏ وأما النقطة الأخيرة وهي أنهم إذا ذهبت إليهم يقدمونك للصلاة هذا شيء طيب وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب عليك أن تذهب لتصلي بهم على السنة وعلى الطريقة الصحيحة إذا كانوا يقدمونك للصلاة فإنه يجب عليك أن تذهب وأن تصلي بهم وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى ولا تشاركهم في البدع ولا تطع أقوالهم وهم لا يلزمونك في هذا فعليك أن تذهب وأن تصلي بهم على وفق السنة وأن تناصحهم وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى ولا تدخل معهم في بدعهم بل أنكر عليهم وامتنع من مشاركتهم‏‏




    معنى السيادة وكيفية تحققها‏

    نص السؤال ما معنى السيادة‏؟‏ وكيف تتحقق‏؟‏ وبم تتم‏؟‏ ومن هو السيد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏

    نص الإجابة السيد يطلق ويراد به المالك ويطلق ويراد به زعيم القوم ورئيسهم كما قال - صلى الله عليه وسلم - للأنصار‏‏ « ‏قوموا إلى سيدكم »‏‏‏ يعني سعد بن معاذ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏] ‏‏ وإطلاق لفظ السيد على الشخص فيه خلاف بين أهل العلم منهم من منع ومنهم من أجاز والذي منعوا احتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض الناس‏‏ أنت سيدنا وابن سيدنا قال النبي صلى الله عليه وسلم‏‏ ‏« إنما السيد الله » ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهم‏]‏ فأنكر عليهم صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا‏‏ فهذا يدل على أنه لا يجوز إطلاق السيد على المخلوق؛ لأنه وصف للخالق وقوم أجازوه واحتجوا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأنصار‏‏ « قوموا إلى سيدكم »‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏]‏ لما أقبل وكان يحمل على دابة؛ لأنه كان جريحًا فهذا يدل على جواز إطلاق السيد على بعض الناس‏‏ والقول الصحيح - إن شاء الله - أنه يجوز أن يُقال لبعض الناس‏‏ سيد إذا كان زعيمًا أو رئيسًا في قبيلته فيقال‏‏ سيد بني فلان أو سيد القبيلة الفلانية بمعنى أنه زعيمها ورئيسها ولا يكون هذا للإطراء والغلو وإنما يكون من باب الوصف والتميز يقال‏‏ فلان سيد بني فلان لكن لا يواجه به الشخص أو في حضوره؛ لأنه يحمله على الكبر والعجب بل يقال في غير حضوره جمعًا بين الأحاديث‏‏ أما ما يتعارف عليه بعض المنحرفين اليوم من إطلاق السيد على بعض المضللين من زعمائهم ويعتقدون منهم البركة وأنهم يمنحون شيئًا من المقاصد التي تطلب منهم فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز وهؤلاء في الحقيقة ليسوا سادة وإنما هم مضللون يجب الحذر منهم‏‏




    الفرق بين السِّحر والكِهانة والتنجيم والعرافة


    نص السؤال السِّحر والكِهانة والتنجيم والعرافة؛ هل بينها اختلاف في المعنى‏؟‏ وهل هي سواء في الحكم‏؟‏ نص الإجابة السِّحر عبارة عن عزائم ورُقى وعُقد يعملها السَّحرة بقصد التأثير على الناس بالقتل أو الأمراض أو التفريق بين الزَّوجين، وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله وإزالته؛ إراحة للمسلمين من شرِّه‏.‏ والكِهانة‏:‏ ادِّعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجنِّ‏.‏ قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في ‏"‏فتح المجيد‏"‏‏:‏ ‏"‏وأكثر ما يقع في هذه الأمة ما يخبر به الجنُّ أولياءهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار، فيظنُّه الجاهل كشفًا وكرامة، وقد اغترَّ بذلك كثير من الناس، يظنُّون المخبر بذلك عن الجنِّ وليًّا لله، وهو من أولياء الشيطان‏"‏ ‏.‏ ولا يجوز الذَّهاب إلى الكهَّان‏ روى مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم"من أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء، فصدَّقه بما يقولُ؛ لم تُقبل صلاته أربعين يومًا‏"‏‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/1751‏)‏ عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر‏:‏ ‏"‏فصدقه بما يقول‏"‏‏]‏‏‏ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال"من أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء، فصدَّقه بما يقول؛ لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا‏" ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/1751‏)‏، لكن ليس عن أبي هريرة، وإنما عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏] ‏‏. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال"من أتى كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" ‏[‏عند أبي داود ‏(‏4/14‏)‏ بلفظ‏:‏ ‏"‏‏فقد برئ‏‏"‏؛ بدل‏:‏ ‏"‏كفر‏"‏، وأحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏2/408‏)‏ بلفظ‏:‏ ‏"‏فقد برئ‏‏"‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/164‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/209‏)‏، ورواه الدارمي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/275-276‏)‏، وكذلك البخاري في ‏"‏التاريخ الكبير‏"‏ ‏(‏3/16-17‏)‏، وكلهم من حديث أبي هريرة‏]‏ رواه أحمد وأبو داود والترمذي‏.‏ وروى الأربعة والحاكم، وقال‏:‏ ‏(‏صحيح على شرطهما‏)‏ " من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏" ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏2/429‏)‏ من حديث أبي هريرة، ورواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏ ‏(‏1/8‏)‏ من حديث أبي هريرة‏] ‏‏. قال البغويُّ‏:‏ ‏"‏والعرَّافُ هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدِّمات يستدلُّ بها على المسروق ومكان الضّالَّة، وقيل‏:‏ هو الكاهن‏"‏.‏ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ ‏"‏العرَّاف اسمٌ للكاهن والمنجِّم والرَّمَّال ونحوهم ممَّن يتكلَّم في معرفة الأمور بهذه الطُّرق‏"‏ ‏.‏ والتَّنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكيَّة على الحوادث الأرضيَّة، وهو من أعمال الجاهليَّة، وهو شرك أكبر، إذا اعتقد أن النُّجوم تتصرَّفُ في الكون‏.‏



    تعليق الآيات القرآنية على الجدر


    نص السؤال هل يجوز تعليق لوحات تجميلية في المنازل وقد كتب عليها آيات قرآنية ‏؟‏


    نص الإجابة الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى ونورًا وشفاء لما في الصدور وأنزله ليتلى ويتدبر ويعمل به ويستنار بهديه ويتخذ إمامًا وقائدًا إلى الله - جل وعلا - وإلى جنته ، فهو حجة الله على خلقه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- ‏:‏ « والقرآن حجة لك أو عليك ‏» ‏[انظر ‏"‏ صحيح مسلم " من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ‏]‏ إن تمسكت به وعملت به صار حجة لك ، وهو دليل لك إلى الجنة وإن أعرضت عنه صار حجة عليك يدفعك إلى النار لمخالفته وعدم العمل به ، فهذا هو الواجب نحو القرآن ، الواجب نحو القرآن أن نتلوه حق تلاوته وأن نهتدي بهديه ونستنير بنوره وأن نعظمه ونجله ونحترمه ونصونه عن العبث والامتهان ؛ لأنه كتاب الله - عز وجل - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأن نعمل به وأن نحكمه فيما اختلفنا فيه كما قال تعالى‏‏ : ‏( ‏فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) ‏[‏النساء‏‏ : 59‏] ‏‏ أما كتابته حجبًا أو رقاعًا أو على لوحات ويعلق على الجدران فهذا لا ينبغي ويحرم كتابته حجبًا وحروزًا يعلق على الصبيان أو على الرقاب أو على النساء أو الرجال هذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء ؛ لأن فيه امتهانًا للقرآن وتعريضًا لإهانته وربما يكون سببًا للاعتقاد في الشفاء من غير الله - عز وجل - ويكون فتحًا لباب تعليق ما لا يجوز تعليقه من العوذ الشيطانية والألفاظ الشركية‏ ، ‏ فالصحيح من قولي العلماء أنه لا يجوز اتخاذ القرآن حروزًا وتعاويذ تكتب وتعلق على الرقاب أو على الأجسام وكذلك كتابته على لوحات وتعليقه على الجدران هذا لا يجوز؛ لأنه ربما يهان القرآن ، ربما أن المكان الذي علقت فيه هذه اللوحة التي فيها آية من كتاب الله أنه يكون فيه شيء من المعاصي ويكون فيه شيء من الفسوق ويكون في هذا إهانة للقرآن العظيم وربما تسقط هذه اللوحة وتداس وتمتهن أو تؤول هذه اللوحة إلى سكان لا يعبئون بالقرآن وينزلون هذا المنزل فيهينون هذا القرآن المعلق ، ففي تعليقه على الجدران تعريض له للامتهان ، ولم يكن هذا من هدي السلف الصالح لم يعلم أنهم كانوا يكتبون القرآن على لوحات أو براويز ويعلقونه على الجدران وإنما كان القرآن يكتب في القلوب ويعمل به ظاهرًا وباطنًا ويحفظ ويتلى ويدرس ، أما كتابته في لوحات وبراويز وما أشبه ذلك فهذا لم يكن معروفًا عن السلف ولا فائدة من وراء ذلك وإنما يخشى من المضرة والإهانة للقرآن الكريم . ‏


    الجمع بين قوله تعالى: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة : 15] وحديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



    نص السؤال قال تعالى‏‏: ‏( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )‏ نريد الجمع بين هذه الآية وبين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث الأمر بالمعروف‏‏: « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده »‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏].‏

    نص الإجابة السائل يطلب الجواب عن الجمع بين الآية والحديث فنقول:‏‏ ليس بين الآية والحديث تعارض؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بأنفسنا إلى طريق الحق وأن نلتزمه وألا ننظر إلى فعل الآخرين وانحراف الآخرين ولا نكون مع الناس إن أساءوا أسأنا وإن أحسنوا أحسنا بل نلزم طريق الإحسان دائمًا وأبدًا مع أننا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعتنا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:‏‏ « ‏من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان »‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏]‏ وهذا تشير إليه الآية الكريمة حيث قال:‏‏ ‏( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) ‏[‏المائدة‏‏ : 105‏]‏ قيد سبحانه انتفاء الضرر بالاهتداء، ومن الاهتداء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حسب استطاعتنا بعد إصلاح أنفسنا بأن نكون أول من يتمثل الخير ويتجنب الشر‏‏، وصدِّيق هذه الأمة وأفضلها بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه تنبه لهذا وقال‏‏ يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية:‏‏ ‏( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )‏ ‏ [‏المائدة‏‏ : 105‏]‏ وإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول‏‏: « لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر » ‏[‏رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ وهو جزء ‏من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]‏ فهو يبين بهذا أنه لا تعارض بين الآية والحديث وأن من ظن أن معنى الآية ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أخطأ في فهمه للآية.‏‏



    اليمين الغموس


    نص السؤال امرأة تقول‏‏ ما هي اليمين الغموس‏؟‏ وما هي الكفارة‏؟‏ وإنني مريضة نفسيًّا وأتعالج عند طبيب نفساني وأضطر أحيانًا بالحلف بالقرآن الكريم لأمنع نفسي من عمل شيء لا أريده ، وأكثر الأحيان أحنث باليمين وأخشى أن أكون قد وقعت باليمين الغموس .

    نص الإجابة إن اليمين بالله عزّ وجلّ أمرها خطير ، ولا ينبغي للمسلم أن يتساهل في شأن اليمين ويكثر من الأيمان من غير داع إلى ذلك ، بل ينبغي للمؤمن عدم الحلف إلا عند الحاجة ، ولا يحلف على صدق وعلى بر والله جلّ وعلا يقول‏‏ : ‏( ‏وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ) ‏[‏القلم‏‏ : 10‏]‏ ، يعني‏‏ كثير الحلف وكثرة الحلف من صفات المنافقين ، وقد أخبر أنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون ، فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن كثرة الأيمان وأن لا يعوِّد لسانه ذلك ، لأنها مسؤولية كبيرة ولا يحلف إلا عند الحاجة‏‏ ، أما اليمين الغموس التي سألت عنها ، فهي أن يحلف بالله على أمر ماضٍ كاذبًا متعمدًا كأن يحلف أنه ما صار كذا وكذا ولا كان كذا وكذا ، أو يحلف على سلعة أنه اشتراها بكذا وأنها سليمة من العيوب ، وهي غير سليمة‏‏‏‏‏‏ ، وما أشبه ذلك ، فهذه هي اليمين الغموس وهي من كبائر الذنوب ، وسميت غموسًا ، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار‏‏ ، وهذه اليمين أكثر ما تقع من الذين يبيعون ويشترون ، ليغرروا بها الناس ، وليصدقوهم وليروجوا سلعهم بذلك‏‏ ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏‏ : « ‏إن اليمين منفقة للسلعة ممحقة للبركة » ‏[‏رواه البخاري في ‏‏صحيحه‏‏‏‏]‏ ، وذكر الوعيد على الشخص الذي لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه ، فهذه هي اليمين الغموس وهذه ليس لها كفارة ، يعني‏‏ لم يشرع لها كفارة مالية أو صيام وإنما كفارتها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والندم على ما حصل منه ، وأن لا يعود إلى الحلف بهذه اليمين‏‏ وأما ما ذكرت السائلة من أنها تحلف بالقرآن وأنها تكرر منها ذلك ، وأنها تخالف يمينها ، تحلف بالقرآن على أن لا تفعل كذا أو أن تفعل كذا‏‏‏‏‏‏ نقول‏‏ الحلف بالقرآن لا بأس به ، لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وهو صفة من صفاته والمسلم يحلف بالله أو بصفة من صفاته سبحانه وتعالى ، ككلامه وسائر صفاته التي وصف بها نفسه أو وصفها بها رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك كلام الله عزّ وجلّ وهو القرآن‏‏ ، ولكن كما ذكرنا ينبغي للمسلم أن لا يتسارع إلى الحلق واليمين وأن يمتنع عن الأمور المحظورة من غير حلف وأن يفعل الطاعات من غير حلف ، لأن الحلف مسؤولية عظيمة وخطر كبير‏‏ أما ما صار من السائلة من أنها حلفت بالقرآن وخالفت يمينها ، فإنها يكون عليها الكفارة إذا حلفت على أمر مستقبل ممكن أن تفعله أو على أمر مستقبل أن لا تفعله ثم خالفت يمينها ، فإنها تكفِّر ، كما قال سبحانه وتعالى‏‏ : ‏( ‏لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ‏[‏المائدة‏‏ : 89‏]‏‏‏ فكفارة اليمين تجمع بين أمرين‏‏ تخيير وترتيب‏‏ أما التخيير ، فبين خصال ثلاث هي‏‏ العتق أو إطعام عشرة مساكين أو كسوة عشرة مساكين ، يخير في هذه الأمور ، فإذا لم يقدر على واحدة منها ، فإنه يصوم ثلاثة أيام ، لقوله تعالى‏‏ ‏: ( ‏فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) ‏[‏المائدة‏‏ : 89‏]‏‏‏‏‏ فهذه كفارة اليمين المنعقدة التي قصد الحالف عقدها على أمر ممكن‏ .

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Nov 2008
    الدولة
    ღعالم انثوي هادئ ღ
    العمر
    32
    المشاركات
    1,446
    معدل تقييم المستوى
    33
    هل الحج يُكَفِّر ترك الصلاة



    نص السؤال أبلُغُ من العمر الخمسة والأربعين، وقد مضى عليَّ أربع سنين من عمري دون أن أصلي ودون أن أصوم رمضان، ولكنّي في العام الماضي أدَّيت فريضة الحجِّ؛ فهل تكفّر عمَّا فاتني من صوم وصلاة‏؟‏ وإن كانت لا تكفِّر؛ فماذا عليَّ أن أفعله الآن‏؟‏


    نص الإجابة ترك الصلاة متعمِّدًا خطير جدًّ؛ لأن الصلاة هي الرُّكن الثاني من أركان الإسلام، وإذا تركها المسلم متعمِّدًا فإن ذلك كفر؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "‏بينَ العبد وبين الكفر ترك الصلاة‏" ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/88‏)‏ من حديث جابر بن عبد الله بنحوه‏]‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم "العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها؛ فقد كفر" ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏5/346‏)‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/283‏)‏، ورواه النسائي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/231-232‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/342‏)‏؛ كلهم من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه‏]‏ والله تعالى يقول في الكفار‏:‏ { ‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ‏ } ‏[‏التوبة‏:‏ 5‏]‏ ويقول عن أهل النار‏:‏ { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ }‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 42-44‏] ‏‏.‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من النصوص التي تدلُّ على كفر تارك الصلاة، وإن لم يجحد وجوبها، وهو الصحيح من قولي العلماء رحمهم الله‏.‏ فما ذكرت من أنك تركتها متعمِّدًا مدَّة أربع سنوات؛ هذا يقتضي الكفر، ولكن إذا تُبت إلى الله عز وجل توبة صحيحة، وحافظت على الصلاة في مستقبل حياتك فإن الله يمحو ما كان من ذي قبلُ، والتوبة الصادقة تَجُبُّ ما قبلها‏.‏ أما الحجُّ فلا يكفِّرُ ترك الصلاة ولا ترك الصيام؛ لأن هذه كبائر موبقة لا يكفِّرها الحجُّ‏.‏ وكذلك الحجُّ إذا كنت أدَّيته وأنت لا تُصلِّي فإنه لا يصحُّ؛ لأن الذي لا يصلي ليس له دين، وليس له إسلام؛ ولا يصحُّ منه عمل إلى أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى؛ فإذا تُبت إلى الله توبة صحيحة، وحافظت على الصلاة فإن هذا يكفِّر ما سبق، ولكن عليك بالصِّدق والاستمرار على التَّوبة والاهتمام بالصلاة‏.‏ وإذا كانت أدَّيت الحجَّ في حالة تركك للصلاة فإن الأحوط لك أن تعيده، أمَّا إذا كنت أدَّيته بعدما تُبت؛ فهو حجٌّ صحيح إن شاء الله‏.‏ وما مضى من المعصية وترك الصلاة والصيام تكفِّره التَّوبة الصَّادقة‏.‏





    لعن زائرات القبور‏



    نص السؤال هل صحيح ما يقال‏‏ إن الله لعن زائرات القبور‏؟‏ وقد سمعت بعض الناس يقولون‏‏ : إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول‏‏ ‏"‏إذا ضاقت الصدور عليكم بزيارة القبور"‏ وأنا أزور قبر زوجي كل يوم خميس وأقرأ الفاتحة على روحه وأترحم على جثمانه دون بكاء أو عويل ثم أعود هل عليَّ شيء في ذلك‏؟‏


    نص الإجابة أما ما ذكرت من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسند صحيح أنه قال‏‏ : « لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها السرج »‏ لا يجوز للمرأة أن تزور القبور لا قبر زوجها ولا غيره؛ لأنها لو فعلت ذلك استحقت اللعنة ، وما فعلتيه على قبر زوجك من زيارة وقراءة الفاتحة عليه كل هذا لا يجوز ، فزيارتك القبر محرمة وقراءة الفاتحة عند القبور بدعة ، فعليك أن تتوبي إلى الله سبحانه وتعالى وألا تستمري في زيارة قبره ، وإذا كان عندك حرص على نفعه فعليك بالدعاء له والاستغفار والتصدق عنه فإن ذلك ينفعه إن شاء الله‏‏ ، أما ما ذكرت من أنه ورد‏‏ ‏‏إذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور‏‏ فهذا باطل وموضوع ولا أصل له من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما الذي صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تشريع زيارة القبور للرجال خاصة دون النساء في قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ : « ‏كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة‏ » ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ‏‏ «‏‏‏‏‏ فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت » ‏‏]‏ فزيارة القبور مشروعة في حق الرجال دون النساء بقصد الدعاء للأموات والاستغفار لهم والترحم عليهم إذا كانوا مسلمين ، ونقصد الاتعاظ والاعتبار وتليين القلوب بمشاهدة القبور وأحوال الموتى لا بقصد التبرك بها والتمسح بترابها تبركًا بها وطلب الحاجات منها كما يفعله المشركون الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا ، والله تعالى أعلم‏‏ ، وهذا لا بد أن تكون زيارة الرجال للقبور بدون سفر؛ لأن السفر لزيارة القبور بقصد العبادة فيها محرمة إلا السفر لزيارة المساجد الثلاثة ، قال صلى الله عليه وسلم‏‏ : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏‏ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى‏ » ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏]


    كيفية التعامل مع المغتابين


    نص السؤال لي ولد كثيرًا ما يُعلِّق على الناس، وقد حرجته على أن لا يتكلم عن أحد وأن لا يُضحِك إخوانه بتعليق أو غيبة أو تقليد، وأنا حللته بقلبي، وكان قصدي أن أخوفه ويتوب عن ذلك؛ فما حكم التحليل في هذه المسألة وهو الحرج‏؟‏ جزاكم الله عنا خير الجزاء‏.‏

    نص الإجابة لا يجوز للإنسان أن يسخر من الناس وأن يغتابهم وأن يهمزهم أو يلمزهم ويتنقصهم ليُضحِك الناس؛ لأنهم لا يرضون بذلك، وهذا من الغيبة، بل هو من أشد الغيبة‏.‏ قال الله سبحانه وتعالى: { وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ‏ } ‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 12‏]‏ وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة "بأنها ذِكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ في غيبتِهِ، قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ إذا كان فيه ما تقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏إن كان فيه ما تقولُ؛ فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول؛ فقد بهتَّهُ‏ "‏‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/2001‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏] ‏‏. وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السخرية بالناس، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ‏ } ‏[‏الحجرات‏:‏ 11‏]‏ يعني لا يلمز بعضكم بعضًا ويتنقص بعضكم بعضًا‏.‏ وتمثيل الأشخاص بحركاتهم وكلامهم إذا كانوا غائبين أو حاضرين ويكرهون ذلك فإن هذا لا يجوز؛ لأن هذا فيه أذية للمسلمين، والله جل وعلا يقول: { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ‏ } ‏‏ ‏[‏الهمزة‏:‏ 1‏]‏ فهذا الذي يفعله هذا الشخص أمر مُحرَّم، وعليه أن يتوب إلى الله‏.‏ وما فعلتيه من الإنكار عليه والتغليظ عليه شيء واجب عليك تؤجرين عليه إن شاء الله؛ لأنه من إنكار المنكر، ولا يلزمك شيء في هذا، بل هذا من إنكار المنكر الذي تثابين عليه إن شاء الله تعالى‏.‏


    مدى صحة حديث البطاقة المشهور لدى العلماء


    نص السؤال ما صحة حديث البطاقة المشهور لدى العلماء وهل فيه استدلال على عدم تكفير تارك الصلاة حيث إنه من غير المعقول أن شخصًا يصلي وليس له حسنات فالصلاة وقبلها الوضوء والمشي إلى المسجد كلها حسنات، والرجل لم يعمل حسنة قط وله 99 سجلًا كلها سيئات ومعاصي فما رأي فضيلتكم‏؟‏


    نص الإجابة حديث البطاقة حديث صحيح‏.‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط مسلم‏.‏ وقال الذهبي في ‏"‏التلخيص‏"‏‏:‏ صحيح - وهو حديث عبد الله بن عمرو‏:‏ ‏ "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلًا كل سجل مد البصر‏.‏ ثم يقال‏:‏ أتنكر من هذا شيئًا‏؟‏ فيقول‏:‏ لا يا رب‏.‏ فيقال‏:‏ ألك عذر أو حسنة‏؟‏ فيهاب الرجل ويقول‏:‏ لا‏.‏ فيقال‏:‏ بلى إن لك عندنا حسنة‏.‏ وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة - وهي الورقة الصغيرة - فيها‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏.‏ فيقول‏:‏ يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات‏؟‏ فيقال‏:‏ إنك لا تظلم‏.‏ فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة‏" ‏[‏رواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏ ‏من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما‏]‏ فهذا الحديث الشريف فيه أن التوحيد يكفر الله به الخطايا التي لا تقتضي الردّة والخروج من الإسلام، أما الأعمال التي تقتضي الردة فإنها تناقض كلمة التوحيد وتصبح لفظًا مجردًا لا معنى له، قيل للحسن البصري رحمه الله‏:‏ إن ناسًا يقولون‏:‏ من قال‏:‏ لا إله إلا الله دخل الجنة‏.‏ فقال‏:‏ من قال‏:‏ لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة. فكلمة لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، والسبب لا ينفع إلا إذا توفرت شروطه وانتفت موانعه، فالمنافقون يقولون‏:‏ لا إله إلا الله فلا تنفعهم، وهم في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم يقولونها بألسنتهم فقط من غير اعتقاد لمعناها وعمل بمقتضاها‏.‏





    المقصود بجعل الصلاة كلها للرسول صلى الله عليه وسلم



    نص السؤال قرأت حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال «‏‏ قلت: ‏‏ يا رسول الله! إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي‏؟‏ قال‏‏ : ‏ما شئت، قال :‏‏ فقلت :‏‏ الربع ؟ قال‏‏ ‏: ‏ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال‏‏ : فقلت :‏‏ الثلث ؟ قال‏ ‏: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال :‏‏ فقلت :‏‏ النصف ؟ قال‏‏ : ‏ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال‏‏ : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : ‏إذن يكفى همك ويغفر ذنبك »‏ فهل هذا الحديث صحيح بهذا اللفظ‏؟‏ وما معناه‏؟‏ وما المقصود بجعل الصلاة للرسول صلى الله عليه وسلم‏؟‏

    نص الإجابة هذا الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما وقال الترمذي‏‏ حديث حسن صحيح‏‏‏ والمراد بالصلاة هنا الدعاء فأُبي بن كعب رضي الله عنه كان يكثر من الدعاء ومعنى الحديث أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجعل ربع دعائه أو نصفه أو كل دعائه صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني‏‏ يستبدل الدعاء الذي كان يدعو به بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا جعل دعاءه كله صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكفى همه ويغفر ذنبه؛ لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات ومن صلى الله عليه فقد كفاه همه وغفر له ذنبه فهذا الحديث فيه فضيلة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم‏‏





    بين الإيمان والإسلام



    نص السؤال ما هو الإيمان وما الفرق بينه وبين الإسلام؟


    نص الإجابة الدين ثلاث مراتب‏.‏ المرتبة الأولى‏:‏ الإسلام‏.‏‏‏ وأعلى منها‏:‏ الإيمان، وأعلى من الإيمان الإحسان‏.‏ كما جاء ذلك في حديث جبريل - عليه الصلاة والسلام - حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه المراتب، وأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كل مرتبة‏.‏‏ وفي النهاية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه‏:‏ "‏هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم‏" .‏ وقد ذكرها مرتبة مبتدئًا بالأدنى ثم ما هو أعلى منه ثم ما هو أعلى منه‏.‏‏‏ فالأعراب لما جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول دخولهم في الإسلام ادعوا لأنفسهم مرتبة لم يبلغوها‏.‏ جاءوا مسلمين، وادعوا الإيمان وهي مرتبة لم يبلغوها بعد‏.‏ ولهذا رد الله عليهم بقوله‏:‏ ‏{ ‏قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ‏ } ‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/36-38‏)‏‏.‏ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏ وهو جزء من حديث جبريل الطويل‏]‏‏. فهم في أول إسلامهم لم يتمكن الإيمان في قلوبهم وإن كان عندهم إيمان ولكن إيمانهم ضعيف أو إيمان قليل‏.‏ ويستفاد من قوله‏:‏ ‏{ ‏وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ‏ }‏ أنه سيدخل في المستقبل، وليسوا كفارًا أو منافقين ولكنهم مسلمون ومعهم شيء من الإيمان لكنه قليل لم يستحقوا أن يسموا مؤمنين‏.‏ لكنهم سيتمكن الإيمان في قلوبهم فيما بعد في قوله‏:‏ ‏{ ‏وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ‏ }‏ ‏[‏سورة الحجرات‏:‏ آية 14‏]‏‏. ‏والإسلام والإيمان إذا ذكرا معًا افترقا‏.‏ فصار للإسلام معنى خاص وللإيمان معنى خاص‏.‏ كما في حديث جبريل فإنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام فقال‏:‏ "‏الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً‏" ‏‏.‏ وسأله عن الإيمان فقال‏:‏ ‏"الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره‏"‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏ وهو جزء من حديث جبريل الطويل‏] ‏‏.‏ فعلى هذا يكون الإسلام هو الانقياد الظاهري، والإيمان هو الانقياد الباطني هذا إذا ذكرا جميعًا‏.‏ أما إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإنه يدخل أحدهما في الآخر، إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإن أحدهما داخل في الآخر‏.‏ إذا ذكر الإسلام فقط دخل فيه الإيمان‏.‏ وإذا ذكر الإيمان فقط دخل فيه الإسلام‏.‏ لهذا يقول أهل العلم‏:‏ إنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا‏.‏‏‏ فالإيمان عند أهل السنة والجماعة‏:‏ هو عمل بالأركان وقول باللسان وتصديق بالجنان‏.‏‏ ويدخل فيه الإسلام، يكون قولًا باللسان وعملًا بالأركان وتصديقًا بالجنان‏. إذا ذكر وحده.

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Nov 2008
    الدولة
    ღعالم انثوي هادئ ღ
    العمر
    32
    المشاركات
    1,446
    معدل تقييم المستوى
    33
    الحلف بغير الله


    نص السؤال حينما يريد بعض الناس أن يؤكد كلامًا كذبًا قاله لشخص؛ يحلف له بغير الله؛ معتقدًا بأن الحلف بالله سبحانه لا يليق معه الكذب، فيحلف بغيره؛ فهل لهذا العمل وجه في الشرع المطهر‏؟‏
    نص الإجابة هذا الذي كذب وحلف ليسوغ الكذب؛ جمع بين سيئتين‏:‏ سيئة الكذب، وسيئة الحلف بغير الله‏؛ لأن الحلف بغير الله لا يجوز بحال من الأحوال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏من حلف بغير الله؛ فقد كفر أو أشرك‏" ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏2/125‏)‏ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏5/253‏)‏ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ورواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏ ‏(‏4/297‏)‏ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ورواه غيرهم ب


    كيفية الوقاية من الحسد


    نص السؤال ما علاج الحسد وكيفيَّة الوقاية منه شرعًا‏؟‏


    نص الإجابة الحسد داء خطير، ونقص عظيم، وهو تمنِّي زوال نعمة الله عمَّن أنعم عليه من خلقه، وهو اعتراض على الله، وهو من صفات اليهود والكفار‏:‏ قال تعالى { مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ‏ } ‏[‏البقرة‏:‏ 105‏] ‏‏. وقال تعالى { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } ‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 109‏] ‏‏. وقال تعالى عن اليهود الذين حسدوا محمدًا صلى الله عليه وسلم{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ‏ } ‏ ‏[‏النساء‏:‏ 54‏] ‏‏. وعلاج الحسد ليذهب عن الإنسان أن يستعيذ بالله منه، ويسأله أن يعافيه منه، ويكثر من ذكر الله عندما يرى ما يُعجبه‏.‏ وأمَّا علاجه بالنسبة للمحسود؛ فهو أن يستعيذ بالله من شرّ الحاسد، ويقرأ المعوِّذتين، ويدعو الله سبحانه وتعالى، ويتوكَّل عليه‏.


    المذاهب والفرق


    نص السؤال أحسن الله إليكم الأسئلة هنا كثيرة ولكن نفتح المجال لسؤال واحد ومعنا الأمير خالد بن طلال يرغب في عرض سؤاله مباشرة فضيلة الشيخ . بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، معالي الشيخ جزاك الله خيرا وجزاهم الله خيرا المشايخ وخاصة الشيخ من عرعر وطلاب العلم من عرعر عن الأسئلة الواضحة والصريحة التي من المفروض أن يرجع إليها علماؤنا كي يكشفون الشبهات وأَحث الذين يستلمون الأسئلة ألا يحجبون هذه الأسئلة على علمائنا لأنهم يتبعون يردون بما هو في الكتاب والسنة والسلف الصالح . السؤال الله يسلمك : الحديث من نصفه أن كل ما خرج عن دعوى الإسلام وقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة إلى آخره وتضمن في نهاية الحديث الآخر «كلهم في النار إلا ملة واحدة» ففي الحديثين توضحهما لنا معالي الشيخ أن كثيرا من الجماعات والمذاهب من الصوفية والرافضة وما يدَّعون بالمالكية إلى آخره يظهرون، فيجب علينا أن نوضح لهم مَن نحن مِن جماعة الكتاب والسنة، وإذا لم نوضح فنحن في أنفسنا ، اختلطنا بالآخرين ، وأظن هناك بالحديثين فيه ليس تناقض ولكن لو تُوَضِّح لنا الاختلاف في الحديثين والتعليق على ما ذكرتَه جزاك الله خيرا



    ما يحرم من الرضاع



    نص السؤال أنا شاب أبلغ من العمر حوالي عشرين سنة ميسور الحال والحمد لله وأرغب في الزواج من ابنة خالي أو خالتي ولكن فوجئت عندما قالت لي جدتي التي هي أم أمي بأنها أرضعتني مرات كثيرة عندما كانت والدتي مريضة ، فهل يحل لي الزواج من ابنة خالي أو ابنة خالتي‏؟‏ وهل يحرم على إخواني ما يحرم علي وهم لم يرضعوا من جدتهم‏؟‏ مع العلم بأنني لم أرضع مع نفس خالي أو خالتي الذين أرغب الزواج من بناتهم بل رضعت من شقيقتهم التي بينهم وبينها حوالي ثلاث إخوان ، وهم من الأم نفسها ، أي‏‏ أم أمي والأب نفسه أب أمي‏؟‏
    نص الإجابة ما دام أنك رضعت من جدتك الرضاع المحرم وهو خمس رضعات في الحولين ، فإنه لا يجوز لك أن تتزوج بنت خالك أو بنت خالتك ، لأنك تكون عمًا لها أو خالًا من الرضاع وأيضًا تحرم عليك كل بنات خالك وبنات خالتك ، لأن الحكم ينتشر على الجميع ، لأن جدتك أصبحت أُما للجميع ، أُما لخالك وخالتك من النسب وأُمًّا لك من الرضاع فتحرم عليك كل فروعها أما بالنسبة لإخوانك الذين لم يرضعوا ، فلا مانع أن يتزوجوا من بنات أخوالهم أو بنات خالاتهم ولا يسري عليهم حكم رضاعك أنت‏‏ .




    من تزوجَتْ من رجل واكتشفَتْ أنه لا يصلي ولا يصوم



    نص السؤال شابة عربية مسلمة تزوجت من رجل لا تعرفه من قبل كان يعمل بألمانيا الغربية وطلب من أبيها أن تعيش معه ووافقت هي على ذلك وبعد أن تم الزواج؛ ذهبت معه إلى ألمانيا وخلال حياتها معه اكتشفت أنه لا يصلي ولا يصوم بل كان يرغمها على طبخ طعام له في نهار رمضان؛ إضافة إلى ارتكاب بعض المنكرات الأخرى وقد حاولت إصلاح شأنه لكن دون فائدة؛ مما جعلها تطلب منه الطلاق وفعلًا حصل لها ذلك فتقول‏‏ هل هي على حق في طلبها الطلاق من هذا الزوج لذلك السبب‏؟‏ ثم إنها تقول‏‏ إنها رجعت على بلجيكا مع بعض جيرانها سابقًا وهي تعمل هناك للإنفاق على نفسها وعلى والدها الفقير الحال وهي تعيش بمفردها مع عائلة هناك ولكنها تعيش معهم في المنزل فقط أما أكلها ونومها فمنفردة وهم منحوها الحرية في ممارسة ما يأمرها به الدين من صلاة وصيام وغيره ولكنها تسأل عن بقائها بمفردها مع هذه العائلة؛ هل فيه مخالفة للدين‏؟‏ وكذلك الصلوات تقول‏‏ إنها لا تصلي إلا بعد عودتها من العمل تصلي جميع الصلوات؛ لكون مكان العمل غير صالح لأداء الصلاة فيه لعدة اعتبارات؛ فما الحكم في هذا‏؟‏
    نص الإجابة أولاً‏‏ نشكرك أيها السائلة على تمسكك بالدين وحرصك على التزام شعائره‏‏ وأما ما سألت من فراقك للزوج لمّا رأيت منه عدم تمسكه بالدين وأنه لا يصلي ولا يصوم؛ فهذا هو الواجب عليك ولا يجوز لك البقاء معه على هذه الحالة؛ لأن من ترك الصلاة متعمدًا فإنه كافر لا تبقى معه مسلمة في عصمته فأحسنت كل الإحسان في مفارقتك لهذا الزوج السيئ وفرارك بدينك عنه‏‏ وأما ما سألت عنه من ذهابك إلى بلجيكا بمفردك وعملك عند عائلة أجنبية هناك؛ فالذي ننصحك به أن تعودي إلى بلدك أو أن تصطحبي الوالد معك إذا أردت السفر إلى بلجيكا أو غيرها أما أن تسافري وحدك وتسكني وحدك وتعملي عند عائلة أجنبية منك؛ فهذا لا يقره الإسلام ولا يرضى به الله سبحانه وتعالى؛ لأن المرأة عورة ولا يجوز لها أن تسافر بدون محرم؛ لأن ذلك يعرضها للفتنة ويعرض غيرها للافتتان بها‏‏ وأما الصلوات فلا بد أن تؤدى في أوقاتها ولا يجوز لك جمعها في وقت واحد وبإمكانك أن تحاولي العثور على مكان للصلاة في مقر العمل وتفرشي سجادة أو ثوبًا وتصلي عليه في وقت الصلاة‏‏ ‏( ‏وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ‏[‏الطلاق‏‏ : 2-3‏]‏‏


    موقف عقيدة أهل السنة والجماعة من بعض الأقوال



    نص السؤال بعض الأقوال التي أرجو من الشيخ أن يبين هل هي موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، أم أن فيها شيئًا من الخلل‏:‏ 1- قول بعض الناس‏:‏ ‏(‏إن عقيدة أهل السنة والجماعة أن العمل شرط في كمال الإيمان وليس شرطًا في صحة الإيمان‏)‏، مع أن من المعلوم أن الإيمان عند أهل السنة قول وعمل، وأنه لا إيمان إلا بعمل ، كما صرح بذلك بعض أئمة السلف‏.‏ 2- قول بعض الناس‏:‏ ‏(‏إن الكفر المخرج من الملة هو الكفر الاعتقادي فقط، أما العمل فلا يخرج من الملة إلا إذا كان يدل على اعتقاد كالسجود لصنم مثلاً، فإنه يعتبر كفرًا ؛ لأنه يدل على عقيدة في الباطن لا لمجرد السجود فقط، ومثله سب الله أو الاستهزاء بالدين أو نحو ذلك‏.‏ فلا يكفر الإنسان بعمل مهما كان‏)‏‏.‏
    نص الإجابة القول الأول‏:‏ هو قول مرجئة أهل السنة وهو خطأ، والصواب أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان فهو اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهذا قول جمهور أهل السنة ؛ لأن الله سمى الأعمال إيمانًا ، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{ ‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا‏ }‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية2‏]‏ الآيتين‏.‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الإيمان بضع وسبعون شعبة‏"‏ الحديث ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ‏] ‏‏. 2ـ هذا في الغالب وهناك أعمال تخرج من الملة كترك الصلاة تكاسلًا وكالسحر تعلمه وتعليمه، ومن نطق بكلمة الكفر مختارًا، وكل عمل لا بد أن يصاحبه قصد، فلا يعتد بعمل الناسي والنائم والصغير والمجنون والمكره لعدم القصد‏.‏ هذا وأنصح لهؤلاء أن يتعلموا قبل أن يتكلموا ؛ لأن الكلام في مثل هذه المسائل خطير، ويحتاج إلى علم‏.‏




    السؤال: أفطرت ثلاثة أيام قبل خمس سنوات ولم اقضها فما الذي يلزمني في هذه الحالة؟
    الجواب
    الشيخ: إذا كان إفطارك لعذر كمرض وسفر وجهل بوجوب الصوم وما أشبه ذلك من الأعذار الشرعية فأقضها الآن، لقوله تعالى (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر)، وأما إذا كان بغير عذر ولكنك تركتها عمداً فإن قضاءك لا ينفعك لأنك عصيت الله سبحانه وتعالى وخرجت بالمأمور عن حده الشرعي، فعملت عمل ليس عليه أمر الله ولا رسوله، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وفي هذه الحال عليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى وتصلح عملك وتقبل على عبادة الله. 3



    السؤال: ما رأي العلماء فيما يلي المرأة التي تفطر في رمضان بسبب العادة الشهرية هل يحق لها الإعادة لتلك الأيام التي أفطرتها؟



    الجواب
    الشيخ: نعم يجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها


    السؤال: تأخر القضاء لأنه أفطر وهو في التاسعة عشر وهو الآن في سن الأربع والعشرين، ما الحكم في ذلك؟
    الجواب




    الشيخ: هذا في الحقيقة كما قلنا في حلقة سابقة إنه يعتبر تفريطاً للمؤمن أن يعمل العمل ثم بعد مدة طويلة يذهب ويسأل عنه، وألمحنا فيما سبق إلى أنه يجب على المسلم أولاً أن لا يدخل في العبادة إلا عن علم وبصيرة ليعرف كيف يعبد الله، ثم إذا لم يكن ذلك فلا أقل أن يسأل عن الأمر في وقته حتى لا تفوت عليه الفرصة فهذا الرجل نقول إنه أخطأ في تأخيره السؤال عن وقته، ولكنه لا يلزمه سوى القضاء لأن القول الراجح، أنه لا يجب على المفرط سوى قضاء رمضان مع التوبة والإستغفار




    السؤال:سؤالي أنا صاحبة وسواس فإذا جائتني العادة في رمضان وأفطرت سبعة أيام لازم أزود يوم وتصير ثمانية وإذا كانت ثمانية أيام أخليها تسعة، وإذا كنت صائمة وطار في حلقي شيء من الهواء أو شيء كان في رمضان أن في قضاء الدين أوسوس في هذا اليوم ويخيل لي أن صيامي غير صحيح، فأعيد ذلك اليوم في شهر رمضان، تقول إنها تزيد دائماً فما الحل لها؟



    الجواب



    الشيخ: الحل لهذا المرأة المبتلاة في هذا الوسواس أن تكثر من ذكر الله عز وجل ومن دعائه سبحانه وتعالى أن يزيل عنها ما نزل بها، وأن تكثر بالإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم، وأن تصمم وتعزم على إرغام الشيطان بترك الخضوع لوساوسه ومع الاستعانة بالله وبذل المجهود في إزالة ذلك سوف يزيل الله عنها ما حصل من هذه الوساوس، ولتعلم أن المرأة إذا طهرت من الحيض بسبعة أيام، لا يجوز أن تترك اليوم الثامن فلا تصومه إذا كان ذلك في رمضان، فإن تركها لليوم الثامن وهو طاهر هذا من كبائر الذنوب لأنه ترك لفريضة من فرائض الإسلام إذ أن صوم أيام رمضان فريضة، كل يوم فريضة أن يصوم الإنسان، فإذا أخلت به كان ذلك ضرراً كبيراً عليها، والشيطان لا يريد منها إلا أن تقع في هذا المحظور فتدع صيام يوماً أوجب الله عليها صيامه.


    السؤال: إلى أصحاب الفضيلة والدتي أفطرت شهرين من رمضان وذلك قبل خمسة عشرة عاماً بسبب الولادة، وكانت لا تعلم أن هناك قضاء، وعندما سمعت أخيراً بالقضاء سارت في حيرة من أمرها، ولا تستطيع القضاء لأنها مريضة بسبب الضعف والهزل، وعمرها يقارب ستون عاماً مع العلم أن لها سبع سنوات تصوم الست من شوال تطوعاً لله، أفيدوني جزاكم الله خيراً، ماذا يترتب عليها ونحن مستعدون لكل ما يترتب عليها ولكم جزيل الشكر؟



    الجواب
    الشيخ: هذه المرأة التي فاتها صيام شهرين من رمضان يجب عليها القضاء ما استطاعت ولو يوم بعد يوم في أيام الشتاء، فإذا كانت لا تستطيع هذا، وعدم الاستطاعة مستمر لا يرجى زواله فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، وبذلك تبرأ ذمتها






    السؤال: من قبل زوجته وداعبها شهر رمضان خلال النهار فهل هو ارتكب إثم حتى ولو لم يتم الجماع؟



    الجواب

    الشيخ: لم يرتكب إثماً إذا قبل زوجته وهو صائم في نهار رمضان وكذلك لو مازحها أو داعبها ولكنه يجب عليه أن يلاحظ أنه إذا فعل ذلك وهو يظن الإنزال أو يتيقنه لعلمه حال نفسه فإنه ذلك يحرم عليه وأما إذا كان يعرف من نفسه أنه لا ينزل بمثل هذه المداعبة وبمثل هذا التقبيل فإنه لا حرج عليه في ذلك وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أشد الناس خشية لله وهو أعظمهم تقوى كان صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم.




    السؤال: لدي مشكلة وهي أنني عمرت مسجداً في طرف بلادي ولدي جماعة تبعد بيوتهم عن المسجد المشار إليه خمسمائة متر ولا يصلون معي بحجة أن المسجد بعيد عنهم ويرغبون مني مشاركتهم في عمارة مسجد آخر يكون قريب منهم وأكون أيضاً إماماً لهم فما هو رأيكم في المسجد الذي سبق وأن عمرته من مدة خمسة عشر سنة هل يجوز لي هجره أنا وأولادي أو هدمه أو أبقيه أفتوني جزاكم الله خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟


    الجواب

    الشيخ: إذا كان المسجد الذي عمرته لهؤلاء ولكنه صار بعيداً عليهم ويرغبون أن تنقله إلى مكان يكون أقرب إليهم وليس ثمة أحد محتاج إلى المسجد الأول فإنه لا بأس أن تنقله إلى المسجد الذي يرغبونه ويكون المسجد الأول ملكاً لك تتصرف فيه كما شئت لأن الصحيح جواز نقل المسجد من مكانه إلى آخر لمصلحة المصلين كما أنك ذكرت في السؤال أنهم لا يتمكنون من الحضور إليه وعلى هذا فسيبقى المسجد مهجوراً لا يصلي فيه أحد إذا لم يكن أناس آخرون يصلون به وهذا مما يؤكد عليك أن تنقله إلى المكان الذي يمكن أن ينتفع المسلمون به ويصلون.

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Nov 2008
    الدولة
    ღعالم انثوي هادئ ღ
    العمر
    32
    المشاركات
    1,446
    معدل تقييم المستوى
    33
    السؤال: سؤاله الثاني يقول فيه هو أني أشعر بمرض حساسية في خشمي وأستعمل لها علاج بخاخ للأنف وإذا لم أستعمله يكون فيه مشقة علي عظيمة من ضيق النفس ولا أستطيع الصبر عن العلاج أكثر من ثلاث ساعات وإن لم أستعمله فإنه يضيق نفسي نهائياً والمشكلة العويصة هي إقبال شهر رمضان حيث أنني أستعمله وأخشى أن يجرح صيامي وإن تركته لا أستطيع علماً أني كنت في بعض الأيام من رمضان أستعمله ولكن في أني كثير الحرص من وصوله إلى حلقي فما حكم ذلك وما حكم استعماله وفقكم الله لما فيه الخير؟


    الجواب

    الشيخ: نسأل الله لك الشفاء والعافية والجواب على سؤالك أن هذا البخاخ الذي تستعمله ما هو إلا شئٌ يشبه الغاز لكونه يتبخر ولا يصل منه شئٌ إلى المعدة وحينئذٍ فنقول لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك لأنه كما قلنا لا يصل إلى المعدة منه أجزاء لأنه شئٌ يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جرم إلى المعدة حتى نقول إن هذا مما يوجب الفطر فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم


    السؤال: سؤاله الثالث والأخير يقول فيه أنا شاب عمري الثالثة والعشرين سنة يقول عندما بلغت سن العاشرة صليت ثم صمت وعندما بلغت الثامنة عشرة تركت الصلاة والصيام في السنة الثانية أو الثالثة والعشرين تبت إلى الله عز وجل وأقبلت على الله وبقيت أصلي وأصوم ما هو المفروض علي أن أفعله كفارة لتلك السنوات الماضية من صلاة وصيام وكل واجبات دين الله على المسلم؟


    الجواب

    الشيخ: لا يجب عليك شئ ٌ وإنما الواجب عليك الآن أن تُصلح عملك وتستقيم فيما بقي من عمرك والتوبة تَجُبُّ ما قبلها قال الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون) فلا يجب عليك قضاء ما فاتك في السنوات التي تركت فيها العبادات عامداً بدون عذر.

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Aug 2008
    الدولة
    AMREKA
    العمر
    37
    المشاركات
    1,714
    معدل تقييم المستوى
    17
    يععطيكي العافيه وبارك الله فيكي

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Nov 2008
    الدولة
    ღعالم انثوي هادئ ღ
    العمر
    32
    المشاركات
    1,446
    معدل تقييم المستوى
    33
    يععطيكي العافيه وبارك الله فيكي
    اهلا وسهلا فيكي نورتي الموضوع

  7. #7
    يجب عليك التفعيل حسابك من الايميل المسجل لدينا
    تاريخ التسجيل
    Sun Feb 2008
    الدولة
    Karak
    العمر
    32
    المشاركات
    9,965
    معدل تقييم المستوى
    0
    [glint]مشكورة ع الموضوع المميز
    بارك الله بك اختي
    ونفع بك الامة[/glint]

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال وجواب (34)
    بواسطة أبو جود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-08-2010, 09:24 AM
  2. سؤال وجواب (17)
    بواسطة أبو جود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-06-2010, 10:57 AM
  3. سؤال وجواب (16)
    بواسطة أبو جود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 25-06-2010, 10:54 AM
  4. سؤال وجواب (11)
    بواسطة أبو جود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-05-2010, 04:50 AM
  5. الاسلام سؤال وجواب اكثر من 7000 سؤال وجواب
    بواسطة عاشق سواد العيون في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-05-2007, 01:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك