الانتحار بازدياد محلياً

الانتحار بازدياد محلياً
20-06-2016





قبل حادثة الخميس الماضي، والتي هدد فيها أب بحرق أبنائه ونفسه بسكب مادة الكاز عليهم بذريعة ضيق العيش والحاجة للمال قبل ان تتدخل الاجهزة الامنية وتقنعه بالعدول عن فعلته.
حاول شابان آخران الانتحار من فوق أعلى بناية في مدينة العقبة فجر الخميس.في حين انتحرت خادمة بنغالية بلف حبل حول عنقها في منزل مخدومها بمرج الحمام، ومواطنتها حاولت الانتحار بتناول كميات من الادوية في اربد الا انه تم اسعافها.
بلغت عدد حالات الانتحار سنة 2014 ( 96 )حالة وسنة 2015 ارتفعت لـ 108 حالات وبالنصف الاول من هذا العام بلغت 50 حالة أي انها بازدياد، بحسب أخصائي علم النفس الدكتور عبدالرحمن مزهر، الذي بين أن حالات الانتحار محليا بازدياد لأسباب عديدة ابرزها الاوضاع المادية والاقتصادية الصعبة.
وينتحر في العالم شخص كل 40 ثانية أي 800 الف شخص سنويا، وان 75% من حالات الانتحار عالميا تحدث في الدول المتوسطة والمتدنية الدخل بسبب الخدمات والموارد، وان 8% من حالات الانتحار على مستوى العالم تحدث بالشرق الاوسط وأغلبها في البلدان المتدنية الدخل.
يؤكد مزهر ان المقدم على الانتحار «لا يعد مريضا نفسيا أو بعيدا عن الدين كما يظن عامة الناس» ، فنحو 25-30% فقط من نسب حالات الانتحار ثبت أنه كان لديهم مشاكل نفسية فيما اغلب اسباب الانتحار تعود للفقر والاوضاع المالية، البطالة، العنف المجتمعي، الكساد الاقتصادي، فقدان احد الاعزاء،تعاطي المخدرات، العنف الاسري، الاعتداءات الجنسية والجسدية والنفسية على الشخص وغيرها من الأسباب الصحية والتعليمية والاجتماعية اضافة للهجرة القسرية في الحروب والصراعات الدولية وغيرها من الاسباب، فأسباب الانتحار متعددة ولا تاتي بدافع واحد. وبين مزهر ان الانتحار»سلوك اندفاعي بلحظة ازمة ما يمر بها احد الاشخاص و انهيار قدرته على التعامل مع المشكلة التي يواجهها كما انه عملية عنف وغضب داخلي يصل امتدادها على الذات وعلى الاخرين ممن حوله».
ولأهمية الموضوع وضعت منظمة الصحة العالمية الوقاية من الانتحار على سلم اولويات اعمالها وخصصت العاشر من ايلول من كل عام لمقاومة الانتحار. كما اطلقت استراتيجية لتقليل حالات الانتحار وقعت عليها 28 دولة عاليما.
وكشف مزهر أن العديد من حالات الانتحار وكون الموضوع حساس فانه لا يتم الابلاغ عنها وانما يدعي اهل المنتحر انه حادث او سقوط او استخدام خاطئ للسلاح الناري كي لا يكون وصمة عار وعيب على اسرته.
وتأتي محاولات الانتحار بحد ذاتها للفت الانتباه لمشكلة ما لا يستطيع المقدم على الانتحار من حلها او تجاوزها بسبب الاحباط والياس وقد يحاول اراحة نفسه واراحة الاخرين ممن يحبهم من تلك المعاناة فيفكر بتخليص نفسه وتخليص من يحبهم من تلك المشكلة بالاقدام على نحرهم ونحر نفسه كما حصل مؤخرا مع الاب الذي هدد بحرق نفسه واولاده من فوق جسر عبدون.
ويؤكد الدكتور مزهر أن التنمية الاقتصادية والحد من الفقر من أهم أسباب الحد من الانتحار عالميا، وتعزيز الناحية الوقائية للفئات المتضررة من الصراعات والمهاجرين وضحايا العنف المجتمعي والاسري وحتى المفجوعين بوفاة احد الاعزاء، مؤكدا ضروروة ان تاخد هذه الحلول على محمل الجد، وبحسبه فان المقدم على المنتحر يحاول بداية البحث عن الدعم لحل مشكلته ولما لا يجده مرارا وتكرارا يفكر بالانتحار.