حجب المعلومات الرسمية يزيد منسوب الإشاعة

حجب المعلومات الرسمية يزيد منسوب الإشاعة
08-06-2016





كشفت حالة تتبع العمليات الإرهابية التي استهدفت أمن الوطن، عن ارتفاع مقلق في منسوب الإشاعة على بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي.
وفيما تظهر هذه الأحداث مدى لحمة الأردنيين ووحدة صفوفهم، وآخرها العملية الإرهابية التي وقعت أول من أمس، وأسفرت عن استشهاد خمسة من عناصر المخابرات، إلا أن نسبة التفاعل مع هذه الأحداث بات يأخذ منحى مغلوطا في كثير من الأحيان، ويسفر عن إطلاق إشاعات تحمل في طياتها أخبارا مفبركة، كثير منها يمس الأمن القومي، ناهيك عن التعرض للحياة الخاصة للناس.
فعلى خلفية خبر العملية الإرهابية الأخيرة، تم تداول الكثير من الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، لم ترتبط بالحقيقة بصلة، وكثير منها كان يمس الأمن والحرية الشخصية، على غرار خبر مغلوط يتحدث عن استشهاد العريف أحمد العدوان، الذي يرقد على سرير الشفاء الآن، بعد إلقائه القبض على مرتكب العملية الإرهابية.
وبحسب مختصين في حديث عزوا ارتفاع نسبة الإشاعة في هذه الظروف إلى عدة أسباب، منها غياب الرواية الرسمية التوضيحية للرأي العام وحجب المعلومات، إضافة إلى غياب المعايير الأخلاقية الصحفية لبعض المواقع الإلكترونية، فضلا عن الفضاء الواسع في مواقع التواصل الاجتماعي الذي يزيد من تداول الإشاعات.
ويرى خبير المواقع الإلكترونية الدكتور يونس عرب أن “أساس انتقال الإشاعات عدم قيام الجهة أو الشخص المعني بتقديم المعلومة الدقيقة، وخصوصا الحكومة، ولذا تجد الإشاعة مكانا خصبا لها”.
ويؤكد عرب أن مستوى الإشاعة ومحتواها يرتبطان بدرجة الثقة بين المواطن والجهة المعنية ببيان الحقيقة، بمعنى أنه “كلما قلت ثقة المواطن بالتصريحات الرسمية انتشرت الإشاعة بشكل سريع”.
ويرى أن الحدث الأخير برهن أن بعض المواقع الإلكترونية “غير مؤتمنة، وليس لديها معايير العمل الصحفي، ومنها من استسهل نبأ استشهاد شرطي سعيا لتحقيق متابعة أكثر”.
وبحسب الأخصائي الاجتماعي الدكتور حسين محادين، “من المتعارف عليه أن الإشاعة تنتشر عندما لا يكون هناك مصدر معلوماتي تزامني مع الحدث أو قريب منه، بحيث تقوم المعلومات التي يطمح المتلقي العادي لتلقيها على نسبة معقولة من الصدقية في تحليل الحدث الذي أشغل الرأي العام”.
ويضيف محادين: “هذا الرأي العام يكون متحفزا للاستماع إلى المعلومة الدقيقة، والتي تؤدي علميا لإيصاله الى حالة من التوازن النفسي، لذلك لا نستطيع في غياب التزامنية بين الحدث والإفصاح عنه كمواطنين وفي عصر المعلومات المتاحة لحظيا، إلا أن نصبح عرضة لرسائل متضاربة من حيث مبررات الحدث أو التفسيرات المغرضة التي يطلقها المعني باستثمار مثل هذه الأحداث”.
فيما يفسر عميد كلية الإعلام في جامعة البتراء الدكتور تيسير أبو عرجة ارتفاع نسبة الإشاعة في الظروف الحساسة، إلى أن “خطورة الوضع وحجم الخسارة يثيران العاطفة والانفعال، ويجعلان الناس يصلون إلى حالة صادمة تستفز مشاعرهم وتجعلهم يبحثون عن تفسير وتحليل قد يوصلهم الى جعل أنفسهم محللين ومفسرين”.
ويضيف أبو عرجة: “ما يزيد وتيرة ارتفاع الإشاعة في هكذا ظروف، هو مجال حرية التعبير المفتوح في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي”، منوها إلى أن هناك “مسؤولية تقع على الإعلاميين والمثقفين والنخب لدحض الإشاعات والحرص على متانة اللحمة الوطنية”.
فيما يعزو رئيس تحرير موقع عمان نت الإلكتروني الزميل محمد عرسان، أسباب انتشار الإشاعات في الظروف الحساسة إلى غياب المعلومات من المصادر الرسمية، وفتح باب التكهنات والتحليلات.
وأشار عرسان إلى أن الإعلام “مقصر جدا في التغطية الميدانية وجمع المعلومات، كما أن بعض الصحفيين يعانون من حالة من الكسل تمنعهم من التأكد من المعلومات، الأمر الذي يسهل نشر الناس المعلومات المغلوطة”.