250 مليون دينار كلف تعليم الطلبة السوريين سنويا

250 مليون دينار كلف تعليم الطلبة السوريين سنويا
14-03-2016





شارك نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، في أعمال الجلسة النقاشية حول 'سبل مواجهة التحديات التعليمية للأطفال اللاجئين' ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للتعليم والمهارات 2016 التي انطلقت أعمالها في دبي اليوم الاحد.
وعرض الدكتور الذنيبات خلال الجلسة لأثر اللجوء السوري على الأردن، وما تسبب به من أعباء كبيرة على بنيته التحتية وموارده وامكاناته المحدودة وتسبب كذلك في ضغط هائل على القطاع الخدماتي وبخاصة في قطاع التعليم والصحة.
وتناول لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر لندن للمانحين، وما يبذله الاردن من جهود كبيرة في التعامل مع أزمة اللجوء السوري على أراضيه وما يقدمه من خدمات انسانية، مؤكدا أهمية تقديم المجتمع الدولي الدعم اللازم للأردن لتمكينه من التعامل مع أعباء أزمة اللجوء.
وقال وزير التربية والتعليم، ان الأردن وانطلاقاً من إيمانه المطلق بالتعليم كحق أساسي لكل طفل وباعتباره خدمة عالمية، عمد إلى فتح مدارسه للأطفال السوريين وغيرهم على الأراضي الأردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأسباب قدومهم إلى الأردن، معتبراً أن الأردن يقوم بخدمة إنسانية جليلة في هذا المجال نيابة عن المجتمع الدولي ويجب ان لا يترك وحيداً في مواجهة هذا التحدي.
ودعا الدكتور الذنيبات المجتمع الدولي لتقديم الدعم المطلوب للأردن ليتمكن من القيام بهذا الواجب الإنساني وتقديم خدمات تعليمية نوعية لأطفال الأردن والأطفال السوريين وغيرهم ممن يتلقون تعليما مع أبنائنا سواء بسواء، متمنياً أن تفي الدول والمؤسسات الدولية بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر لندن الذي عقد هذا العام.
وأكد ان الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية تجاه أزمة اللجوء السوري لا يتجاوز 38 بالمائة من الكلفة الكلية لاستضافة اللاجئين، ما يعني أن هناك فجوة تمويلية كبيرة تقدر بنحو 62 بالمائة تتحملها موازنة الدولة الاردنية، مبيناً في هذا الاطار أن ما وصل إلى قطاع التعليم أقل من 25 بالمئة من الكلف الحقيقية.
وقال الوزير الذنيبات، ان اللجوء السوري تسبب في ضغط كبير على المدارس نتج عنه ارتفاع عدد المدارس ذات الصفوف المكتظة من 36 بالمائة عام 2013 إلى 46 بالمائة عام 2015، إضافة إلى اختصار الوقت المخصص للحصة الصفية، ما أدى الى تأخير تنفيذ برامج تطوير التعليم بسبب توجيه الموارد المالية المخصصة لذلك إلى استيعاب الطلبة السوريين في المدارس، إضافة إلى الأثر غير المباشر على البيئة المدرسية الآمنة.
وخلال الجلسة النقاشية التي حضرها المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إيرينا بوكوفا ورئيس الوزراء اليوناني الأسبق جورج باباندريو ومدير الاستراتيجية العالمية لـ 'تحالف الأعمال العالمي للتعليم' توم فليتشر وعدد من الخبراء والمسؤولين التربويين، بين الدكتور الذنيبات أن الحكومة الأردنية قامت بوضع خطة الاستجابة لمواجهة قضية اللجوء وأثرها على قطاع التعليم وكيفية معالجة هذا الأمر.
وقال ان ما يزيد عن 200 ألف طالب من 85 جنسية يجلسون على مقاعد الدراسة مع الطلبة الاردنيين في المدارس العامة ويتلقون نفس جودة التعليم دون تحميلهم أي كلف مالية رغم شح الموارد، حيث تتحمل الموازنة الأردنية نفقات تعليمهم.
وقدر الدكتور الذنيبات كلفة الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة السوريين في المدارس الأردنية بنحو 250 مليون دينار سنويا سواء تكاليف مباشرة أو غير مباشرة، مثلما اوضح أن وزارة التربية والتعليم عملت على بناء نحو 5 آلاف غرفة صفية فاقت كلفتها 600 مليون دولار لتلبية حاجات ومتطلبات استيعاب الطلبة السوريين، إضافة إلى تعيين وتدريب أعداد كبيرة من المعلمين للتعامل مع الاعداد المتزايدة من الطلبة.
وثمن وزير التربية والتعليم دور الجهات المانحة والمنظمات الدولية في دعم قطاع التعليم في العديد من المجالات، فيما دعا المجتمع الدولي والجهات المانحة للاستمرار في تقديم الدعم اللازم للوزارة ليتسنى لها الاستمرار في توفير الخدمات التعليمية للطلبة السوريين، لاسيما في ظل التحديات والضغوطات التي يواجهها قطاع التعليم في الأردن واستيعاب ما يزيد عن 145 ألف طالب سوري في مدارس وزارة التربية والتعليم.
وعملت وزارة التربية والتعليم بحسب الدكتور الذنيبات بتحويل 98 مدرسة حكومية للعمل على نظام الفترتين، وستعمل خلال العام الدراسي المقبل على تحويل 100 مدرسة أخرى على نظام الفترتين لاستيعاب الطلبة السوريين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم حال وصول التمويل الذي التزمت به الدول المانحة.
وأشار إلى ضرورة أن ينظر إلى التعليم ليس كتعليم مجرد بل، يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة وخلق فرص عمل جديدة وفوق ذلك كله لتحقيق الأمن والسلم العالمي، مؤكداً أن بناء نظام التعليم الجيد سيقود إلى مجتمع السلم والأمن والأمان وبما ينعكس على مفهوم السلام العالمي بشكل عام وهو المقصود بالتعليم من أجل السلم والسلام.
وبين أن وزارة التربية والتعليم في الأردن شكلت فرقاً للإرشاد داخل المدارس العامة تشرف على توجيه الطلبة نحو السلوك الجيد ، إضافة إلى نشر مفاهيم التسامح واحترام الآخر، وحق الناس جميعاً في الحياة دون تفريق على أساس من الدين والجنس أو العرق، مؤكداً كذلك حرص الوزارة على عدم ترك طفل واحد خارج المدارس من خلال الفرق التي شكلتها الوزارة لمتابعة التسرب من المدارس بين اللاجئين.
وقال الدكتور الذنيبات 'انه إذا لم تقدم فرص التعليم لهؤلاء الأطفال فإن البديل عن ذلك أمور قد لا يحمد عقباها قد يدفع المجتمع الدولي تبعاتها وبالتالي فإن هذه القضية مسؤولية دولية يجب أن لا يترك الأردن وحده في مواجهتها'.
وشارك وزير التربية والتعليم في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر إلى جانب الوزراء اليوناني الأسبق ووزير التربية والتعليم اللبناني إلياس أبو صعب، وعرض خلاله للتحديات التي تواجه قطاع التعليم في الدول المستضيفة للسوريين وبخاصة الأردن ولبنان.
يذكر أن أعمال الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للتعليم والمهارات 2016، هدف إلى الوقوف على أبرز تحديات أنظمة التعليم ، والسبيل إلى تعليم متميز وملائم وشامل.-