هل اتفقت أمريكا و روسيا على تقسيم سوريا ؟ و ما هي السيناريوهات المحتملة

هل اتفقت أمريكا و روسيا على تقسيم سوريا ؟ و ما هي السيناريوهات المحتملة
29-02-2016






غالبا ما يؤخذ الحديث حول خطط تقسيم الشرق الأوسط كنوع من الميل المبالغ فيه نحو الإيمان بدور نظريات المؤامرة في تفسير حقائق الجغرافيا السياسية شديدة الصعوبة والتعقيد في منطقة الشرق الأوسط. يوم الثلاثاء الماضي، فاجأ وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» العالم بتصريح لم يكن صادما في مضمونه بقدر ما كان صدما في صراحته: حين أكد أنه قد يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة؛ إذا استمر القتال لفترة أطول من ذلك، وذلك أثناء جلسة طلب الميزانية السنوية للوزارة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي. وحذر «كيري» من أن الولايات المتحدة تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع في سوريا، في حال لم تكن دمشق وموسكو جادتين في التفاوض على الانتقال السياسي على حد وصفه.

ولم يفصح «كيري» بالضبط عن حقيقة الخطة الجديدة التي يقصدها. إلا أن حديث «كيري» حول صعوبة الحفاظ على سوريا موحدة حال فشل وقف إطلاق النار لم يكن مجرد جملة اعتراضية في سياق التصريحات الأمريكية هذا الأسبوع. في تصريحات له لشبكة «سي إن إن» الأخبارية الأمريكية، قال «مايكل هايدن»، الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سي آي ايه: إن ما نراه في الشرق الأوسط هو انهيار للقانون الدولي، وللاتفاقات التي تلت الحرب العالمية الثانية، مثل فرساي وسايكس بيكو، وأن سوريا والعراق لم يعودا موجودين، ولن يرجعا إلى سابق عهدهما من جديد.

الحديث حول تقسيم سوريا

يخبرنا الفحص المتأني لاتجاهات الأحداث أن الحديث حول تقسيم سوريا ليس وليد الأيام أو الأسابيع الأخيرة. منذ التدخل الروسي في سوريا أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فإن جدلا كبيرا يدور حول إذا ما كان هناك خلاف حقيقي بين الغرب، أو الولايات المتحدة على وجه التحديد، وبين روسيا بشأن الأطر الاستراتيجية للحل في سوريا. على عكس التدخل الروسي في أوكرانيا عام 2014 وما تبعه من مواقف غربية صارمة شملت فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، فإن التدخل العسكري الروسي في سوريا قد قوبل بموقف باهت من قبل الغرب، في حين رفضت الولايات المتحدة، ضمنيا، تشديد عقوبتها على روسيا بعد تدخلها في سوريا.

جاء التدخل الروسي في سوريا في وقت كان «الأسد» يفقد خلاله ـ فعليا ـ السيطرة على البلاد (قدرت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها الأسد في سوريا قبل التدخل الروسي بحوالي 18 %)، وفي الوقت الذي انشغلت فيه مراكز الأبحاث ودوائر السياسة بتحليل أهداف التدخل الروسي وفرص نجاحه المحتملة، فإن الإدارة الأمريكية قد أبدت التزامها بخطة واحدة، ويبدو أنها لم تكن مقنعة بشكل كبير، وهي ترك «بوتين» يواجه الفشل.

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعقب أيام قليلة من التدخل الروسي في سوريا كتب «ديريك كولت» محلل الشئون الأمنية في مجلة ديفينس وان العسكرية الشهيرة مقالا حول ما وصفها بأنها خطة الصبر الاستراتيجي للإدارة الأمريكية في مواجهة التدخل الروسي. وتوقع «كولت» في مقاله أن روسيا سوف تحقق بعض النتائج التكتيكية، ولكن هزيمتها على المستوى الاستراتيجي هي أمر لا مفر منه، داعيا الإدارة الأمريكية إلى محاصرة روسيا بالمزيد من العقوبات، وعدم الاندفاع نحو تدخل مباشر في مواجهتها، مع الاكتفاء بزيادة الدعم للمعارضة، وتوثيق التحالف مع دول الخليج وتركيا.

ولكن فيما يبدو فإن صبر «أوباما» الاستراتيجي كان أكبر حتى مما كان يحلم به «كولت»، لم تفرض إدارة «أوباما» عقوبات على روسيا، وفي المقابل فإنها مارست ضغوطا على تركيا ودول الخليج؛ لعدم تزويد المعارضة بأسلحة نوعية، وتوترت علاقاتها مع تركيا بفعل دعمها للأكراد. ما جعل الكثير من المتابعين يعودون خطوتين إلى الوراء في مربع التكهنات. وبقي السؤال المطروح، هل كان التدخل الروسي في سوريا بمباركة أمريكية، أو على الأقل: هل كانت الولايات المتحدة لا تمانع حقيقة من تدخل روسيا في سوريا؟

الحديث القديم الجديد: سايكس بيكو جديدة

هذا يأخذنا مباشرة إلى الحديث الذي لا يتوقف حول خطة غربية، أو على الأقل انفتاح على فكرة إعادة تقسيم المنطقة، بعد أن فقدت اتفاقات ما بعد الحرب العالمية الثانية فاعليتها في مواجهة الأزمات الراهنة في المنطقة. وفقًا لما نشره معهد «بروكنجز» في مايو/ أيار 2014 فإن محرك البحث في جوجل يعطي حوالي 15 ألف نتيجة (14,700) للبحث حول (نهاية سايكس بيكو). وفي واقع الأمر فإن الحديث عن تقسيم جديد في الشرق الأوسط لا يتوقف منذ الثمانينات، بداية من خرائط« أودد ينون» إلى خطة «برنارد لويس» الشهيرة إلى خرائط «رالف بيتر» التي نشرت في عام 2006 تحت عنوان حدود الدم وكادت تتسبب في أزمة دبوماسية بين الولايات المتحدة وتركيا. تقدم هذه الخرائط وغيرها رؤى مختلفة لإعادة تقسيم المنطقة، وغالبا ما كانت سوريا في قلب رؤية إعادة التقسيم تلك، حتى قبل اندلاع الثورة التي تحولت إلى حرب أهلية معقدة متعددة الأطراف.


تقسيم سوريا في خريطة صحيفة نيويورك تايمز – المصدر نيويورك تايمز
أحدث هذه الخرائط كان ما نشرته الكاتبة الأمريكية «روبن رايت» في مقال لها بصحيفة نيويورك تايمز في 28 سبتمبر أيلول عام 2013 تحت عنوان «كيف يمكن أن تتحول 5 دول إلى 14 دولة». وقدم هذه الخريطة تقسيما لسوريا لا يختلف كثيرا عن ذلك التقسيم الذي ورد في الخرائط القديمة في الثمانينات، بداية من خطة «أودد ينون» وما تلاها، تقسيم سوريا إلى 3 دويلات: إحداها للعلوين على الساحل، ودولة للسنة في القلب، ودولة أكراد سوريا المرشحة للانضمام إلى أكراد العراق وجزء من تركيا.


«خيانة أوباما» ووقف إطلاق النار الهش في سوريا

في أعقاب التقدم الملحوظ الذي أحرزته قوات النظام السوري مدعومة بالقصف الروسي، وعدم التزام روسيا بالشروط العسكرية والإنسانية لمحادثة جنيف 3، ومع الضغوط الهائلة التي مارسها وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» من أجل دفع المعارضة نحو المشاركة في محادثات جنيف 3 والتي شملت التهديد بوقف المساعدات وممارسة ضغوط على السعودية وتركيا: الداعمين الرئيسين للمعارضة؛ من أجل وقف مساعداتهم لإجبار المعارضة على المشاركة في جنيف، فقد اتهمت الولايات المتحدة بتقديم حلفائها المفترضين في المعارضة وجبة شهية لقصف النظام وروسيا، خاصة بعد أن استغلت روسيا انشغال العالم بالمفاوضات من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض.

بعد أن سيطر النظام على الجزء الأكبر من محافظة اللاذقية الاستراتيجية، فإنه قد بدأ في التقدم شمالا نحو حلب وإدلب. وحقق انتصارات ملحوظة في حلب على وجه التحديد، وصار قاب قوسين أو أدنى من قطع كامل خطوط الإمداد عن المدينة، ووضعها تحت حصار خانق، ومع استمرار قصفها بالبراميل المتفجرة اتهمت المعارضة السورية الولايات المتحدة الأمريكية بتمكين النظام وروسيا، وتعرض وزير الخارجية الأمريكي لموجة كبيرة من الهجوم الإعلامي؛ بعد أن تم اتهامه بالتخاذل وتقديم تنازلات كبرى لصالح الروس على حساب فصائل المعارضة السورية المتحالفة مع بلاده.

وفي تغافل كبير عن التغيرات في ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة فقد تم استئناف مفاوضات الوصول إلى وقف إطلاق النار. دخلت الهدنة موضع التنفيذ بالفعل منتصف الليلة الماضية في الوقت الذي يسود فيه هدوء حذر مشوب بالترقب في سوريا. تسمح الهدنة لروسيا بتأمين مكتسبات الأسابيع الماضية والتفاوض من موقع قوة، بعد أن سيطرت قوات النظام على المناطق المحيطة بمدينة حلب. وبالتالي فإن روسيا ربما سوف تكون حريصة على الالتزام بوقف إطلاق النار هذه المرة، أو على الأقل سوف تحرص ألا تظهر على أنها هي من بدأ بوقف إطلاق النار، ورغم ذلك فإن هذه الهدنة من غير المرجح أن تصمد لفترة طويلة، وفقا للخبراء، وذلك لأسباب عديدة حصرها تقرير عام لموقع «ميدل إيست بريفينج» الأمريكي قبل يومين:


أول هذه الأسباب أن هذه الهدنة المفترضة لا تشمل جميع الفصائل. لا تزال روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في قصف الفصائل التي تعتبرها إرهابية، وعلى رأس هذه الفصائل جبهة النصرة. تتداخل الفصائل المقاتلة على الأرض في سوريا بشكل معقد، وبخاصة في حلب وإدلب، كما توضح خريطة الفصائل المقاتلة هناك. تتداخل أنشطة حركة أحرار الشام، الفصيل الأبرز في حلب مع جبهة النصرة بشكل كبير، في حين إن الجبهة تتمتع بنفوذ أكبر في إدلب. سوف يعني استهداف جبهة النصرة بالضرورة استهداف الفصائل العامة معها في مركز العمليات، بما في ذلك بعض الفصائل المدعومة أمريكيا. يمكنك التعرف على خريطة الفصائل وطريقة إدارة العمليات في حلب تفصيلا من خلال هذا التقرير.

ثانيا فإن تنظيم داعش من المرجح أن يقوم بتكثيف عملياته خلال هذه الفترة من أجل دفع الهدنة إلى الانهيار. وفي الوقت الذي لا تمتلك فيه أي قيادة ميدانية السيطرة على جميع الفصائل في سوريا فإن روسيا قد تستغل أي خرق بسيط من أجل تبرير خرق الهدنة ومواصلة القصف. ومع التداخل السابق الإشارة إليه فإنه لا توجد طريقة يمكن من خلالها استهداف الفصائل التي انتهك وقف إطلاق النار بشكل حصري. كما أن التزام تركيا تجاه الأمر سوف يظل رهينا بإيقاف تحركات الأكراد في المناطق الشمالية.

من المرجح أيضا أن النظام في سوريا ليس مرحبا بالهدنة بشكل كبير بفعل حالة النشوة التي تسيطر على «الأسد» بعد الانتصارات التي حققها والتي تظهر بوضوح في تصريحاته الإعلامية. يرغب النظام في استغلال قوة الدفع الميداني للتقدم في حلب، وهو يرى في الهدنة تعطيلا له بشكل كبير ، لذا فهو يرغب في أن تنهار سريعا، شريطة ألا يم تحميله المسئولية عن هذا الانهيار.

ما بعد الانهيار : العودة إلى تصريحات «كيري»

في ظل الظروف المعقدة ميدانيا والتاريخ القريب غير المبشر للاتفاقات المماثلة يبقى احتمال انهيار الهدنة أكبر من احتمال استمرارها، وهو ما يقودنا إلى تصريحات كيري في مستهل هذا المقال من جديد. إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق للقتال فمن الصبح أن تعود سوريا موحدة كما كانت. هل نتجه إلى التقسيم إذا؟

اللجوء إلى اقتراحات التقسيم في مواجهة الأزمات الطائفية، ليس طرحا مستجدا للسياسة الأمريكية. غالبا ما تثبت الولايات المتحدة فشلا ذريعا في إعادة الاستقرار ما بعد الحروب مقارنة بالمهارة البريطانية السالفة في هذا الصدد. أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، اقترح نائب الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مع عدد من النواب تقسيم العراق كحل للأزمة الطائفية التي اندلعت بعد الإطاحة بنظام «صدام حسين».

ما المنتظر بعد وقف إطلاق النار إذا؟ وفقا لتقرير نشرته مجلة «ذا ديلي بيست» الأمريكية فإن المعارضة السورية تمتلك القليل من الخيارات إذا ما تعرضت للقصف الروسي. ليس أمامها إلا أن تصبر أو تحمل السلاح لتقاتل ما يعني عمليا نهاية الهدنة.

ويرصد التقرير ما قد توصف بأنها تغييرات ديموغرافية مثيرة للريبة، خلال الأسبوع الماضي سمحت الولايات المتحدة لقوات حماية الشعب الكردية (المدعومة أمريكيا) بالهجوم على كتائب السلطان التي تلقى دعما أمريكيا هي الأخرى مدعومة بالطيران الروسي. وهي تحركات ترتبط بطموحات الأكراد في تكوين دولة لهم من حلب إلى الحسكة، وهي مناطق تضم قرى تسكنها غالبية عربية ما تتطلب التغيير القسري لتركيبتها الديموغرافية. تتسبب التحركات الكردية في نزوح الكثير من السنة تجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفقا للتقرير فإن السماح بالتغيير الديموغرافي هو أمر هام جدا من أجل حدوث أي تقسيم.


ووفقا لتقرير نشرته مجلة «فورين أفيرز» التابعة لمركز العلاقات الخارجية الأمريكية فإن الإدارة الأمريكية لا تتمتع برفاهية كبيرة في الخيارات خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا انهار وقف إطلاق النار، وسوف يعود خيار المنطقة العازلة من جديد على الطاولة. والمنطقة العازلة أو الآمنة هي منطقة في عمق الشمال السوري على الحدود التركية تمنع فيها العمليات القتالية وتخضع لسيطرة المعارضة المعتدلة المدعومة أمريكيا، ويتم حمايتها جويا من قبل حلف الناتو، وبريا من قبل القوى الإقليمية بقيادة تركيا. وسوف تهدف المنطقة العازلة إلى تحجيم القصف السوري على المعارضة في الشمال السوري، إضافة إلى تهدئة مخاوف تركيا بشأن توغل الأكراد، والأهم أنها سوف تستخدم لإيواء المهجرين وتساعد في وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ويحظى خيار المنطقة الآمنة بتأييد كبير من قبل تركيا والعديد من دول الاتحاد الأوربي، وعلى رأسهم ألمانيا، إلا أنه يواجه بخطر الاصطدام المحتمل مع الطيران الروسي حال الإقدام على هذه الخطوة في غياب تفهمات روسية أمريكية. وهو ما يعيدنا إلى الاتفاق الأمريكي الروسي من جديد.

العودة إلى التقسيم من جديد

ولكن خيار المنطقة الآمنة لا يمكن أن يعتبر حلا نهائيا للأزمة في سوريا، حتى وإن نتج عنه تسكين بعض أعراضها. تبقى أمام القوى الكبرى عقبة الوصول إلى اتفاق نهائي، ويبدو أنه سوف يكون من الصعب الاتفاق على سوريا موحدة. يقودنا هذا من جديد إلى مصطلح ما يعر ف بـ«سوريا الاستراتيجية» أو سوريا المهمة الذي صكته مراكز الأبحاث؛ كدلالة على الجزء الغربي من سوريا والساحل السوري وهي دولة «الأسد» المصغرة التي تحوي معظم المصالح الاستراتيجية الروسية.

تلبي سوريا المهمة (المصغرة) أيضا المصالح الرئيسة لإيران في سوريا حيث تكفل حماية الممر الذي يربط ما بين المنطقة الساحلية وسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهو ما يكفل الحفاظ على أهم مصالح إيران الاستراتيجية، وهو طريق إمدادات حزب الله إلى لبنان. وتشمل الخطة المنتظرة للتقسيم النقاط الآتية وفق ما ذكره تقرير «ميدل إيست بريفينغ» السابق الإشارة إليه:

1- قيام روسيا بتأمين دولة علوية في الغرب السوري قد تشمل حلب إذا نجح النظام في استعادتها كاملة في وقت قريب مع تأمين منطقة عازلة حول حدود هذه الدويلة.

2-السماح لتحالف إقليمي بالدخول إلى الشرق السوري؛ لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» والمساعدة في تأمين المنطقة الآمنة تحت إشراف من حلف الشمال الأطلسي، على أن تخضع هذه المناطق لسيطرة المعارضة المدعومة أمريكيا بعد هزيمة تنظيم الدولة والقضاء على الفصائل التي يصنفها الغرب كفصائل إرهابية.

3- سوف يظل مصير الأكراد ودولتهم المأمولة محل شد وجذب في ظل خلافات كبرى بين الولايات المتحدة وتركيا حول قيام تكتل كردي على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا.

4- ليس بالضرورة أن يتم هذا التقسيم بشكل حدي ورسمي، ولكنه سيأخذ مجراه على أرض الواقع، وسوف تكون أية عملية دبلوماسية جديدة محدودة بهذا الترسيم الجديد لتوازن القوى على الأرض.

لا يستطيع أحد أن يجزم على وجه التحديد أن اتفاقا صريحا تم حول هذه الخطة، ولكن مجريات الأمور على الأرض ربما تدفع في اتجاهها. وهي خطة على ما يبدو تحافظ على لمصالح الرئيسة لكل القوى الكبرى بما في ذلك روسيا التي ستضمن نفوذها في سوريا والاتحاد الأوروبي الذي سيتمكن من حل مشكلة اللاجئين، والولايات المتحدة التي ستستفيد من جهود كل من تركيا والسعودية، ربما في محاربة تنظيم الدولة، إلا أن الخاسر الأبرز ستكون هي سوريا، التي، ربما ووفقا لتأكيدات «كيري»، لن تعود موحدة أبدا كما كانت.معهد حرب للدراسات