مفاهيم صحيحة وأخرى خاطئة عن السرطان






تتعدد الكثير من الأفكار التي تحيط بمرض السرطان والتي يتداولها الناس ويعتقدون بها ، بعضها صحيح والآخر لا صحة له بتاتاً.
ومن الأفكار المتداولة هي:

السرطان يمكن أن يصيب أياً كان
صحيح- فخطر السرطان موجود ويمكن أن يصيب أي واحد منا ولكنه يزيد مع التقدم بالعمر، فالأبحاث والدراسات الحديثة تشير أن واحد من أصل ثلاثة أشخاص لديه الخطر بالإصابة بهذا المرض، وهذا لا يعني أننا لا نستطيع منعه، فتبني نمط حياة صحي وتجنب عوامل الخطر سيجنبنا بنسبة كبيرة هذا المرض الخبيث.

السرطان يمكن أن يتطور
في أي جزء من الجسم

صحيح- فالسرطان قد يظهر في أي مكان أو عضو عند انقسام الخلايا ، ومع ذلك فإن هناك بعض الأنسجة والأعضاء قد تكون أكثر حساسية لظهور الورام فيها أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال ، فعند النساء فإن سرطان الثدي يعد النوع الأكثر انتشاراً تليها أورام الأمعاء والرئة والرحم والجلد ، أما عند الذكور فسرطان البروستات يمثل المرتبة الأولى بنسبة النتشار عندهم يليه سرطان الرئة والقولون والرأس والمعدة.

خطر الإصابة متشابه عند كلا الجنسين
خطأ- فالإصابة عند الرجال تأخذ نسبة 30-35% أما عند النساء فتكون النسبة 25%، ولكن وكما ذكرنا هناك أنواع من السرطان تشيع عند الاناث بشكل أكثر مثل سرطان الجلد والذي ينشأ بفعل عوامل هرمونية بالإضافة للتعرض للشمس.

السرطان هو مرض ظهر في عصرنا فقط
خطأ- على الرغم من ارتفاع نسبة الإصابة حاليا ، إلا ان السرطان لم يظهر فقد في زمننا الحاضر ، فقد كشف باحثون عن وجود علامات المرض على هيكل عظمي يعود إلى آلاف السنين ، كما أن علماء مصريين ويونانيين قد وصفوا أعراض السرطان منذ آلاف الأعوام أيضاً.
السرطان مرض خفي ليس لديه اعراض
خطأ- فهناك اعراض رئيسية قد تشير إلى وجود السرطان منها بحة الصوت والسعال المستمر وصعوبة البلع وتغيرات في وتيرة حركة الأمعاء بالإضافة لمشاكل في المسالك البولية ، وفقدان الوزن والتعب والحمى المستمرة والنزيف غير الطبيعي، كما أن وجود عقيدات في أي مكان في الجسم تدل على ذلك ، وهناك أعراض أخرى منها ظهور شامات جديدة على الجلد.

السرطان مرض لا يمكن المفر منه
-خطأ- فباعتقاد العلماء أن غالبية انواع السرطان تسببها عوامل خارجية لها علاقة في أنماط الحياة وأن اتباع نمط صحي وتجنب التدخين والمشروبات الكحولية وضمان وزن صحي وممارسة الرياضة وتناول غذاء صحي غني بالفاكهة والخضراوات تقلل من عوامل الخطر ، وبحسب تقدير العلماء فإن 50% من نسبة الإصابة بالسرطان يمكن الوقاية منها.

الأغذية الحمضية تسبب السرطان بما أن الدم قلوي وأن الخلايا
السرطانية تعيش في بيئة حامضية

خطأ- فرغم أن الجزء الثاني من العبارة صحيح إلا أن الاستنتاج ليس دقيقا. فالمحافظة على نسبة القلوية الضعيفة في الدم عملية دقيقة تتم عن طريق الكلى بشكل أساسي وأحيانا عن طريق الرئة والتنفس. وهذا التنظيم يعمل على تغيير حموضة وقلوية البول، تبعا لنوع الغذاء الذي يتناوله الإنسان.
أما بالنسبة للخلايا السرطانية فرغم أن البيئة المحيطة بها عادة ما تكون حامضية، نظرا لنوع التمثيل الغذائي الذي تمارسه هذه الخلايا، إلا أنه لا يوجد دليل على أن الغذاء يمكن أن يؤثر على حمضية أو قلوية خلايا الجسم، وبالتالي يمكن أن يسبب السرطان.

هناك علاج للسرطان
ولكن شركات الأدوية تمنع انتشاره

خطأ - تبدو نظرية المؤامرة مناسبة ومريحة للكثيرين. وعلى الرغم من أن بعض شركات الأدوية لديها مشاكل في سياسات الشفافية الخاصة بالأبحاث التي تجريها، لكن هذا لا يعني أن هذه الشركات تخفي علاجات سحرية يمكنها أن تقضي على السرطان. فوجود هذا الدواء يعني تحقيق مكاسب خيالية لهذه الشركات.
علاجات السرطان
الحالية تؤذي أكثر مما تفيد
علاج السرطان بالتأكيد ليس نزهة.. وعادة ما يؤثر العلاج الكيماوي أو الإشعاعي على الخلايا الطبيعية، كما يؤثر على خلايا الورم، وأحيانا لا يفيد هذا العلاج في الحالات المتقدمة. لكن الواقع يشهد حدوث تحسن ملحوظ في نسب الشفاء من السرطان، خصوصاً مع العلاجات الجديدة والموجهة. ففي سرطان البروستات مثلا ارتفعت نسب الشفاء في بريطانيا إلى أكثر من 90% بعد أن كانت أقل من 70% في سبعينيات القرن الماضي.
كذلك ارتفعت نسب الشفاء في أورام الأطفال لتصل إلى أكثر من 75% من الحالات بعد أن كانت تمثل ربع الحالات فقط في ستينيات القرن الماضي.
إذاً هناك تقدم ملموس في الحرب ضد السرطان، لكن يأمل الأطباء والباحثون في الوصول إلى نتائج أفضل، مع تقدم معرفتنا بالمرض وأسبابه والوصول إلى علاجات أكثر فاعلية وأقل أعراضاً جانبية.