احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ضرب الزوجة و أثره النفسي على الأبناء والمجتمع العربي

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2009
    الدولة
    قلبي الصغير
    العمر
    44
    المشاركات
    370
    معدل تقييم المستوى
    17179923

    ضرب الزوجة و أثره النفسي على الأبناء والمجتمع العربي

    ضرب الزوجة و أثره النفسي على الأبناء والمجتمع العربي

    هذا الموضوع من المواضيع الشائكة التي قد لا يسعى العديد منا الخوض فيها ، ولأنه من المواضيع ذات الأهمية ، سنحاول تغطية بعض الجوانب الهامة في هذا الموضوع لإعطاء فكرة عن مدى التأثير السلبي لضرب الزوج لزوجته ليس عليها فحسب بل على الأبناء والمجتمع .

    فما زال هناك أزواج يضربن زوجاتهن دون مراعاة لمشاعرها أو مشاعر أوالدهما ، إن ضرب النساء يندرج تحت العنف الأسري، ويرجع سبب اعتماد الرجل على الضرب كأسلوب للتعامل مع المرأة إلى أنه أقوى من الناحية البيولوجية ،فالضرب لا علاقة له بالتأديب أو الإصلاح، وإنما هو ردة فعل تدل على عدم الاتزان الفكري والنفسي، وهذا ينفي تبرير الرجل بأن الضرب وسيلة للتأديب ، واللجوء إلى الضرب يهدم المودة والرحمة بين الزوجين ويؤثر بالسلب على الأطفال، فيعانون فقدان الاستقرار النفسي، نتيجة ما يرونه من اعتداء على أمهم ومعاناتها من آثاره.

    تتعرض بعض السيدات إلى العنف والضرب من قبل الأزواج، وهذه الظاهرة وان كانت غير منتشرة بكثرة إلا أنها ظاهرة سلبية تنم عن مدى النظرة الرجعية للرجل التي يتصورها عن المرأة بأنها وجدت فقط لخدمته، وتنفيذ أوامره من غير أن تبدي رأيها أو اعتراضها على أي موضوع، وهناك العديد من المسببات التي تساهم في هذه الظاهرة .

    و تعرض الرجل إلى العديد من الضغوطات في البيئة الخارجية، كالعمل والأهل قد يكون لها الدور في ضرب الرجل لزوجته، فإعطاء فكرة سيئة من أهل الزوج عن الزوجة قد تدفعه لضربها إرضاءً لأهله .

    فبعض الرجال يتسمون بالعدوانية ويميلون إلى الضرب في كل صغيرة وكبيرة، ويعتدون على الزوجة من دون سبب أو لأتفه الأسباب، وهؤلاء يحتاجون إما لعلاج وإما لاتخاذ الزوجة وأهلها موقفا متشددا كي يرتدعوا عن هذا المسلك .


    و هناك من الزوجات من تدفع زوجها للتصرف معها بعدوانية نتيجة تصرفاتها معه، فقد تهينه أو تطعنه في رجولته وترد عليه بطريقة تثيره ضدها، كأن تقول له: «أنت ضعيف ولا تستطيع اتخاذ موقف أو قرار»، وهناك من تقول: «أنت لست برجل»، فيلجأ لضربها لإثبات هذه الرجولة ولمنعها مستقبلا من هذا التصرف .

    و قد يكون المجتمع الذكوري هو أولها ،فاقتناع العديد من الرجال بفكرة "سي السيد"، تجعلهم يتجبرون على نسائهم وينسون أنها هي الزوجة الحنونة التي ترعى شئونه، وأنها الأم التي تهتم بأبنائه، وأنها الحمى للبيت حال غيابه .
    و المجتمع ذكوري يفضل الذكر على الأنثى في كل شيء، فهو الرجل حتى لو كان طفلا، والمسئول عن شقيقاته حتى لو كان أصغر منهن، ودائما هو القائد عليهن، فيعتاد على إلقاء الأوامر ويريد تنفيذها ويعاقب من يرفض له طلبا، والضرب من وسائل العقاب، فيكبر على هذا المسلك، ويطبقه على زوجته من دون أن يشعر بتأنيب ضمير أو بأنه يمارس وحشية ويظلم من دون داع .

    والفكرة الأعظم هو أن بعض الثقافات الاجتماعية تبني فكرة الرجولة على ضرب المرأة سواء كانت الأخت أو الزوجة فتكون المعادلة طردية بمعنى أن الرجل الحقيقي هو الذي يستطيع فعلا تأديب زوجته بالضرب والعكس صحيح .
    بل إن بعض الرجال لا يثورون لضرب إخواتهم، فلو شكت الزوجة لأبيها أو أخيها ضرب زوجها لها، لا تجد من يقف بجانبها، بل قد تجد التأييد له أو ردود سلبية خاصة من الأم «لا تردي عليه، لا تعصبيه، إصبري، تحملي من أجل أولادك»، وهكذا تجد نفسها محبطة وتستسلم لهذا الأمر، وعندما تصر على حقها قد يتطور الأمر إلى الطلاق وضياع البيت والأولاد .

    و هناك كثيرا من الحالات التي تسجل في مجتمعاتنا العربية ، تتعلق بضرب الزوجة بطريقة تتدرج ما بين الخفيف والمبرح أمام أبنائها، وقد يصل الأمر أمام بعض أقاربها، والطامة الأكبر عندما يكون أهل الزوجة أنفسهم يتعاملون في حياتهم بطريقة الضرب، حيث حالات كثيرة تأتي لتشتكي لأبيها ضرب زوجها فيضربها الأب من منطلق "التأديب"، وكأن تلك الزوجة خلقت ليتم ترويضها كما تروض البهيمة، ولو سلطنا الضوء على تلك الحالات لوجدنا أننا لا نستطيع علاج السلوك إطلاقا طالما لم نستطع معالجة الفكرة .

    وهناك أشكال أكثر من التعدي على حق المرأة ،مثل عدم تسميتها باسمها في بعض الأماكن العامة التي تستدعي أن يناديها الزوج ،وغرس الأفكار السلبية في الطفل ،بتحريم نطق اسم الأم عند الأصدقاء واعتباره من العيب ،وكأنه نوع من الإهانة للإنسان ،عندما يعرف اسم الأم..
    وهكذا تنمو وتنشأ المفاهيم منذ الصغر بالتقليل من شأن المرأة ،وعدم احترامها إلى أن يصل الأمر إلى الضرب المبرح الممزوج بالإهانات المعنوية واللفظية ،دون أن يستطيع أحد إيقاف ذلك الرجل عند حده ممن هم حول الأسرة، حيث يقتنع الجميع بما يفعله ذلك الزوج من السلوكيات الوحشية، وفي مثل تلك الحالات نحن بحاجة كبيرة إلى أخصائي نفسي قبل كل شيء لمعالجة تلك التراكمات الأسرية ممتدة الجذور ومع ذلك قد لا يكون العلاج النفسي سهلا، فهل يخفف البعض من غرس تلك الأفكار المسمومة في ذهن الطفل ؟ .

    وفد يكون الضرب بين الأزواج ظاهرة اجتماعية عالمية لا تخص دولة دون أخرى، وتعتمد قلتها أو انتشارها على ثقافة كل مجتمع، والقيم والآداب والأخلاق والعادات والتقاليد السائدة فيه، ولا يمكن أن ننكر أن الدول المتقدمة يمارس بها العنف الأسري والمندرج تحته ضرب الزوجة، وتزداد النسبة في الدول الفقيرة والمتخلفة .

    وقد يكون التصور الديني الخاطيء لمفهوم ضرب الزوجة هو المسيطر على عقول العديد من الرجال ، بينما الدين بنى العلاقة بين الزوجين بالحب والمودة والرحمة ، قال عليه الصلاة والسلام مبيناً هذا المعنى: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي - الترمذي3895 وصححه الألباني "،و لقول الله تعالى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون(21) الروم} ،و نهى عن الإساءة إليها وإهانتها وسوء معاملتها. وفي الحديث: (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم). ز الحديث: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم – صحيح البخاري5204) ، في قول الله تعالى : {...وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) النساء }، فبدأ الله سبحانه للزوج الذي لا تطيعه زوجته بالعظة فإن فشل فبالهجر في المضجع فإن فشل فبالضرب غير المبرح ، فلا نعلم حديثا في ضرب الزوجة بالسواك! وإنما هي آثار، وأقوال لبعض أهل العلم في تفسير هذه الآية ، إنما وضح ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم في آخر خطبة له في حجة الوداع قال:" أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف." ، أرأيتم ..أجاز الضرب الغير مبرح في حالات أن :1. أستمرار النشوز بعد الهجر 2. تستضيف شخصا تكرهه 3. والعمل على بث الفاحشة .
    وبالرغم عن إباحته للضرب غير المبرح ، فلم يثبت عنه ضرب أحد من زوجاته و قالت السيدة عائشة زوج النبي : "ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا..- رواه مسلم (2328) ." وسُئل النبي : ما حق زوجة أحدنا عليه قال : "..لا تضرب الوجه ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت ـ رواه أبو داود وقال الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح ( 2/972) إسناده جسن ".
    و كثيرا من الأسر نشأ فيها الرجل يحترم زوجته تمشيا مع السنة النبوية ووفق ما وصى به رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ من التعامل باللطف والمودة والرحمة والنصيحة في حال الاختلاف بعيدا عن الضرب المبرح الذي يقع فيه البعض في التعامل مع الزوجات .

    والضرب المؤذي مرفوض وغير مقبول شرعاً ، بل هو من التجاوزات التي يُعَزِّر عليها الشارع، ويكون للمرأة بسببها طلب التفريق من الزوج قضاءً ، وإذا ثَبُت ذلك في المحاكم أرغم القاضي الزوجَ المسرفَ على طلاق زوجته ، وإن لم يطلقها طلقها القاضي ، وفرّق بينه وبينها بحكمه


    لأسباب متعددة و غير مشروعة قد يتعرض الزوج بالضرب لزوجته ، فقد يضرب زوجته إقتداءا بأبيه وهو سبب تربوي ينم عن سوء التربية، والبعض الآخر بسبب عدم قدرته على السيطرة على غضبه، وهذا سبب نفسي سلوكي يستلزم تدخل علماء النفس، وقد يكون الشخص بطبيعته عنيفا، وهذا السلوك يتجزأ من شخصيته وهو أيضاً سبب نفسي، وهناك من يريد فرض شخصيته وقوته بجميع الطرق وأولها الضرب. وللغيرة نصيب في حالات الضرب في المحاكم، وعموماً تختلف الأسباب وتتعدد بتعدد الحالات والأشخاص.
    إلا أن الفعل يظل مجرماً وغير مقبول أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً، فالتعدي على المرأة فعل مؤثم قانوناً ويعرض صاحبه للحبس والتعويض، وقد يجده القضاء سبباً للتفريق بين الزوجين حماية للمرأة. وهذه الأمور تنعكس سلباً على المجتمع وتُظهر نتائج سلبية على الأسرة وتؤدي إلى تفككها ويكون الضحية الأبناء.

    ويدخل موضوع ضرب الزوجة ، في إطار " العنف الأسري" الذي يُعَرَّف وفق أدبيات الأمم المتحدة بأنه "العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في إطار الأسرة، بما في ذلك الضرب المبرح، والإساءة الجنسية للأطفال الإناث في الأسرة( أي تفضيل الذكور على الإناث في المعاملة)، والعنف المتصل بالمهر(أي عقد قران الفتاة مقابل مبلغ من المال)، والاغتصاب في إطار الزوجية(أي مجامعة الزوج لزوجته بدون رضاها)، وبتر الأعضاء التناسلية للإناث(أي ختان الإناث). وغيره من الممارسات التقليدية المؤذية للمرأة، والعنف خارج نطاق الزوجية، والعنف المتصل بالاستغلال".

    هذا وتبين العديد من الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول، يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إمّا للأب أو للأخ الأكبر أو العم .
    أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي بحسب جريدة الوطن أن من احد المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات، كذلك وجود الأمراض النفسية والاجتماعية لدى الزوج فيقوم بضرب زوجته.
    أما فيما يتعلق بالأثر المترتب على ضرب الزوجات فيمكن إجمالها بهذه النقاط:
    • يساهم العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية.
    • تفكك الروابط الأسرية وانعدام الثقة وتلاشي الإحساس بالأمان وربما نصل إلى درجة تلاشي الأسرة.
    • سعي الزوجة إلى الانتقام من الرجل وقد يكون ذلك باستغلال الأبناء.
    • ارتفاع معدلات محاولات الانتحار لدى الزوجات في محاولة للتخلص من هذا الواقع المرير.
    • فضلاً عن الأثر النفسي السيئ على الأبناء وهم يرون أمهم تضرب أمامهم.
    • تولد الخوف والكره لدى كل من الزوجة والأبناء تجاه الأب، وما ينعكس على ذلك من آثار سلبية.
    • أما على المجتمع فبالتأكيد تعرض الزوجة للضرب يؤدي إلى الآثار السابقة التي ذكرناها مما يعني تدمير إحدى اللبنات الأساسية في قيام المجتمع وهي الأم والتي تعد المحرك الأساس في الأسرة نواة المجتمع.

    بكل الأحوال يجب على الزوجة أن تشتكي من يتعرض لها بالضرب حفاظاً على نفسها وعلى أبنائها، فالبيئة التي يوجد بها ضرب أو تعد هي بيئة غير صحيّة لتربية الأسرة، كما أن سكوت الزوجة عن حقها وكرامتها قد يؤدي إلى تمادي الزوج بأن يعرضها لأذى بليغ أو إعاقة لا سمح الله، لذلك يجب على المجتمع والإعلام أن يزيد من وعي المرأة ويعرفها بحقوقها حمايةً لها ولأبنائها .

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Oct 2014
    المشاركات
    1,559
    معدل تقييم المستوى
    21474847

    رد: ضرب الزوجة و أثره النفسي على الأبناء والمجتمع العربي

    (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)

    يسلموو

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-08-2016, 05:52 AM
  2. وااااااااااووو .... ^ـــ^ best friends here
    بواسطة فراشة الأردن في المنتدى منتدى سوالف وسعه صدر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-04-2010, 09:21 PM
  3. يا سلام ما حدا أد الشباب يلا ادخلو ... بالاخص ابن الزعبي
    بواسطة بنت الاردن11 في المنتدى منتدى سوالف وسعه صدر
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 27-10-2009, 12:57 PM
  4. صور رووعة من سباق الغواصات العالمي 2009
    بواسطة Maria في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 18-06-2009, 05:42 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك