التهابات الأطفال .. الكلور من المسببات الأهم!





تحرص الكثير من سيدات المنازل على ابقاء مساكنهن في حالة تنظيف وتعقيم مستمرة ، عامدة بذلك إلى استخدام مختلف وسائل التنظيف المختلفة من مساحيق وسوائل ومعطرات متناسية بذلك ما قد تسببه هذه المركبات من مخاطر على الصحة وخاصة على الاطفال. فوفقا لدراسة اجراها علماء بلجيكيون تبين ان الاستخدام الدائم والمتكرر تجعل الاطفال أكثر عرض لالتهابات الرئة والأنف والحنجرة. فقد درس الباحثون الآثار المترتبة على التعرض لهذه المادة من خلال مراقبة ما يقارب من أكثر من 9000 طفل تتراوح اعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة ، وتم دراسة احوالهم الصحية من حيث اصابتهم بالانفلونزا والتهاب اللوزتين والتهاب الجيوب الانفية والتهاب الشعب الهوائية. وكمية استنشاقهم لمادة الكلور والكمية المستخدمة من قبل امهاتهم. ووجد أن التعرض المنتظم لمواد التبييض في المنزل تزيد بنسبة 35% من فرص الاصابة بالتهاب اللوزتين و20% للاصابة بالانفلونزا.
قد تستخدم الامهات هذه المادة على قصد ابعاد الامراض عن اطفالها ولكن لا تدري انها باستخدامها لها فإنها تزيد من ذلك ، فالكلور وكما هو معروف انه مادة كيميائية كاوية على الجلد والاغشية المخاطية ،وتنتج مركبات طيارة سامة تصل للمجاري التنفسية عند الطفل مسببة الهيجان والالتهابات عندهم ، حيث انها تغير من آلية الدفاع في الجسم حيث يصبح الجسم غير قادر على صد الجراثيم بكفاءة مما يسبب الامراض. ويزيد تأثير هذه المواد إذا ما روفقت بالتعرض للتدخين السلبي في المنزل أو الملوثات البيئية الاخرى.
ويبدو ان الاطفال هم اكثر عرضة للتأثر بالكلور ومواد التنظيف الاخرى بسبب ان اجهزتهم المناعية تبدو اقل نضجا مقابل البالغين ، وبسبب صغر احجامهم ولعبهم المستمر على الارض فإنهم اقرب إلى ملامسة الاسطح التي تم تنظيفها ، ومع بقاء جزيئات هذه المواد على الارض أو الأسطح الاخرى مثل احواض الاستحمام والتواليت فإنه يزيد من تعرضهم لها.
بالتأكيد انه من الصعب الاستغناء عن الكلور خاصة بالنسبة للسيدات اللواتي اعتدن استخدامه، ولكن يجب الحذر قدر الامكان منه وتقليل الكمية المستخدمة ، فلا داعي لاستخدامه يوميا مع الحرص على تخفيفه بالماء وابعاد الاطفال عن الاماكن التي يتم تنظيفها وفتح الشبابيك لمرور تيار الهواء ، كما يجب تجنب خلطه مع غيره من المواد الكيميائية الأخرى .