معاذ ملكاوي- مساحة ضيقة ومحدوده تجمع آلاف المواطنين وحدهم الفقر في تلك المساحة التي يتسابقون اليها صبيحة كل يوم جمعة وتعرف بـ”سوق الحرامية”،البعض يأتي للبيع والبعض الآخر للشراء، أو للغرضين معاً فيبيع ما لديه ويشتري ما لدى الآخرين.
ويتخذ السوق من مدينة الشاحنات التي تقع شمال شرقي مدينة اربد مقراً له حيث تعرض فيه انواع مختلفة من البضائع تمتد من المواد الغذائية مرورا بالأدوات المنزلية والأثاث انتهاء بالحيوانات والطيور واصناف اخرى.. وتتم عمليات بيع شتى السلع والمواد الغذائية مثل اللحوم والأسماك على جوانب السوق على انها اسماك طازجة وهناك خراف مريضة ودجاج وطيور حتى الحبوب والادوية ولا تتوافر بالسوق الشروط الصحية كما ان الرقابة غائبة، ورخص الأثمان التي تباع بها المواد يطرح علامات استفهام كثيرة حول مدى صلاحيتها.
التجوال في السوق
واثناء تجوال مندوب ' سرايا' في السوق رأينا تحف منزلية مستعملة عرضت للبيع، وقد عُرضت بفعل الحاجة من قبل اصحابها، وتستغرب ايضاً من تناثر الكتب على الأرض المعروضة للبيع.
وأيضا وجدنا في السوق باعة للملابس الأوروبية المستعملة (البالة)، فهم يرون في السوق الفرصة الأفضل للتخلص من البضاعة الأقل جودة، كون اغلب زوار السوق هم من الفقراء وهمهم الأول هو السعر وليس الجودة.
ويمتاز السوق ايضاً بانعدام أدنى الشروط الصحية الواجب توافرها في المكان كي يتسنى للبعض عرض أنواع من البضائع التي تتطلب بعض الشروط الصحية المرتبطة بالمكان مثل بيع اللحوم والخضراوات.
في السوق أيضا تجد جنسيات أخرى غير الاردنيين، يقبلون على شراء الملابس والأغذية، منها فئة الخادمات السيرلانكيات والفليبينيات بالإضافة الى عدد كبير من الصينيين الذين يعملون في مدينة الحسن الصناعية ويأتون الى السوق من اجل التزود بالكثير من حاجياتهم لرخصها وقربها منهم.
مبررات زوار السوق ورواده
في المقابل يلحظ الزائر الى سوق الحرامية ان النسبة الاكبر من زوار السوق يأتون للشراء أو للغرضين معاً فيبيع ما لديه ويشتري ما لدى الآخرين. ويعتبر سوق الحرامية بحسب بعض رواده الذين التقتهم الشاهد مصدر دخل للعديد من الأسر في اربد، حتى أن بعضها يعتمد عليه اعتماداً كلياً كمصدر دخل وحيد للعائلة. فيما يرى اخرون في السوق متنفسا لبيع ما يتيسر له من حيوانات وطيور لكسب القليل من المال واخرون يرون ان زيارة السوق ' طقس مهم من طقوس يوم الجمعة' حيث اكد بعض المواطنين انه لا تفوت جمعة دون ان يزوروا السوق لشراء حاجياته من المواد التموينية والخضراوات التي تنخفض اسعارها هناك'. وحسب احد التجار يرتاد السوق كافة شرائح المجتمع من أغنياء وفقراء ومثقفين وفضوليين باحثين عن المتعة و كل شيء غريب ، اذ يرتاد بعض الاشخاص السوق لشراء الكتب المستعملة حيث يباع الكتاب الواحد بـ25قرش .
للمثقفين مكان ايضا
ويجد المثقفون مبتغاهم حيث تباع فيه الكتب المستعملة التي يصل سعرها أحيانا إلى 25 قرشا وأكثر فتجد الروايات العالمية والكتب المترجمة وكتب اخرى تتحدث عن خصوصية العلاقة بين المرأة والرجل وعن أسرار الجمال لدى المرأة واستخدامات الأعشاب وغيرها الكثير من الأمور حتى الكتب التي تتحدث عن قضايا قد تخدش الحياء العام والتي تلقى رواجا عند المراهقين. كما يغص السوق بالخردوات والقطع الحديدية والنحاسية كقطع غيار السيارات والمدافئ وقطع النقود والمفاتيح والاقفال والادوات الزراعية وغيرها الكثير، واغلب هذه الخردوات ما يجمع من الحاويات بعد فرزه كما يقول احد الباعة. الفوضى والغش سوق الجمعة يمثل جانبا من حياتنا تمام التمثيل فالفوضى تعمه والرقابة معدومة والجهات المسؤولة تبرأت منه وهو عنوان للفقر والجوع، وعنوان للغش والخداع في بعض الأحيان، أو للفساد المنتشر بين البعض في أحيان أخرى. ويعاني السوق منذ أكثر من 15 عاما من ازدحام المركبات أمامه وذلك لكثرة المترددين على السوق من شرائح المجتمع كافة من أغنياء وفقراء, و من جميع محافظات الشمال فضلا عن كونه بؤرة ساخنة ومكرهة صحية ومصدر خوف وقلق دائم, حيث لا تشريعات ناظمة ولا رقابة ولا تتوافر فيه أدنى شروط الصحة والسلامة العامة, والنظافة, وانتشار البسطات . ووسط حالة الفوضى التي تعم السوق لعدم اعتراف الجهات المسؤولة به ,فتجد حالات الغش والخداع والتجاوزات وفي ظل غياب الرقابة يظل السوق مصدر قلق للجميع فمن جهة لبيع الادوية والحبوب التي يمنع صرفها الا بوصفة طبيب ومن جهة اخرى لبيع اطعمة واشربة تفتقر الى ادنى متطلبات الصحة والسلامة العامة
المطلوب من السلطات
سوق الجمعة يمثل جانب من حياتنا تمام التمثيل فالفوضى تعمه والرقابة معدومة والجهات المسؤولة تبرأت منه وهو عنوان للفقر والجوع، وعنوان للغش والخداع في بعض الأحيان، أو للفساد المنتشر بين البعض في أحيان أخرى.
ليس المطلوب أن يُغلق السوق بل أن يُنظّم ويراقب ، ففيه ارزاق كثيرة للناس، وفيه افكار لو طورت لعادت بالفائدة على الجميع فلو تم الاستفادة منه وتنظيمه جيداً لنال الجميع بما فيهم بلدية اربد أرباحا كبيرة ، أما إذا بقي سوق الجمعة على هذا الحال فالأفضل إغلاقه والى الأبد.