القمة العربية أمام تحديات الإرهاب وتنازع الشرعيات وغياب السيادات والتداخلات الدولية الخميس 2015-03-26




شرم الشيخ - حاتم العبادي - بدأت الاستعدادات للقمة العربية في دروتها السادسة والعشرين في مصر التي تعقد السبت والاحد المقبلين، حيث انتهت اجتماعات كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية وإجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
في حين يعقد اليوم الخميس إجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة، لترفع مشاريع القرارات الى القادة العرب.
وتنعقد القمة العربية وسط ظروف عربية «خطيرة» تعاني منها المنطقة على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي، ما يفرض تحديات كبيرة على إمكانية خروج القمة بقرارات قادرة على «إطفاء» لهيب النيران المنتشرة على رقعة كبيرة من المنطقة العربية.
والتحديات التي تواجه نجاح القمة ما تشهده عدد من الدول العربية من حالة عدم استقرار سياسي وأمني، تحولت ساحات تلك الدول الى «منابت» لتيارات وحركات متطرفة وارهابية، وجدت من اسم الدين غطاء لها، حيث يتعاظم هذا التحدي في ظل حالة التداخل الدولي والاممي ولعبة المصالح في ضمان وتحقيق حالة الاستقرار.
والسؤال، هل تستطيع القمة بعد «سبعين عاماً من العمل العربي المشترك»، وهو عنوان اختير لهذه القمة، ان تخرج بقرارات واقعية بعيدة عن التنظير في انهاء قضايا المنطقة؟
تبعات تردي الوضع الامني والسياسي في عدد من الدول العربية، تتطلع الانظار الى مقاعد الرئاسات في تمثيل دول عربية تشهد ساحاتها انقسامات الى حد غياب «الحكم» في بعضها، ووجود أكثر من حكومة في بعضها, ورئاسات منتهية الولاية وعجز عن انتخاب رئاسة جديدة لها، وهذا ما يجسد مصطلح «تنازع الشرعيات»، الذي ادى الى غياب السيادات لهذه الدول.
وفي ضوء هذه الحالة السياسية والامنية، بدأ التخوف من واقع «شبه ماثل» على الارض يتمثل بحالة تقسيم دول عربية.
كما ان تغّير وجهة البوصلة الغربية، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، تجاه الملف النووي الايراني، يضع الواقع العربي في أصعب ظروفه، بتجاوز الحليف الاكبر للنظام السياسي العربي الى اتفاق وشيك مع ايران «عدو الامس» ليصبح، وفق مراقبين، «شرطي المنطقة»، وما الى ذلك من تبعات وصفقات، قد تودي بقضية العرب الاولى «القضية الفلسطينية» تحت باب «المقايضة» الامريكية- الايرانية لصالح اسرائيل، وفق معادلة نووي ايران مقابل تصفية القضية الفلسطينية واخراجها من المشهد الدولي.
هذا الواقع العربي، فرض على اجندة القمم العربية بندا جديدا يتمثل في قضية «الأمن القومي العربي»، الى جانب التدابير والخطوات والإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب المتغول الذى أصبح يهدد مكونات الدولة الوطنية ومكونات نسيج المجتمع العربي أساس بناء الدولة.
هذا البند، يضاف الى عدد من «امهات القضايا»، على حد وصف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، على رأسها قضية العرب المحورية «القضية الفلسطينية» وتطوراتها.
وتناقش القمة تطورات الأزمة السورية، المندلعة منذ اربع سنوات تقريبا، بحيث تعيد الدول العربية «التقييم الموضوعي وتتحمل مسؤولياتها التاريخية والقومية لمساعدة الأشقاء فى سوريا علي تجاوز الأزمة»، الى جانب مناقشة الملف الليبي.، الى جانب التطورات على قضية اليمن، التي تتطلب موقفا عربيا داعما قادرا على وحدة اليمن. الى جانب موضوعات تتعلق : تطوير جامعة الدول العربية «سواء تعديل الميثاق أو مجلس السلم والأمن العربي أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

الخميس 2015-03-26