من المعضلات التي تمر بها الأسرة وبشكل يومي ، معضلة تغذية الابناء من طلبة المدارس، خصوصا في سنوات مراهقتهم المثيرة للجدل!
..ومن المعروف ، علميا وطبيا :تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي يحدث فيها نمو جسدي وعقلي فلا بد من الإهتمام بالتغذية في هذه المرحلة من حيث النوعية والكمية لكي لا يحدث خلل في النمو وللوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض لذلك يجب أن يكون الغذاء صحيا ويحتوي على جميع العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم .

مرحلة نمو بدني سريع
كما ان «المراهقة» هي : مرحلة نمو بدني سريع وهي الفترة التي تبدأ بظهور علامات البلوغ إلى النضوج الكامل وهي تختلف في مدتها وتوقيتها من مراهق لاخر ولكنها تحدث في البنات في الفترة ما بين 10-18 سنة والأولاد من 11-19 سنة حيث يتعرضون لتغيرات جسدية وفسيولوجية وسلوكية ،بحيث تتراكم الخلايا الدهنية عند الفتيات خاصة في منطقة الأرداف بينما تبدأ هناك زيادة في حجم ونمو العظام والعضلات عند الشباب .
وعند الحديث عن العناصر والمتطلبات الغذائية اللازمة في هذه الفترة من عمر الاطفال والمراهقين ، فانها تدور حول :

الطاقة :

تزداد الإحتياجات الغذائية في هذه المرحلة لتأمين الطاقة اللازمة للقيام بالنشاطات المختلفة المطلوبة بحيث تكون حوالي 2300 سعراً حرارياً بالنسبة للذكور في سن 9 إلى 13 سنة وتزيد إلى 3100 في سن 14-18 سنة أما بالنسبة للفتيات تكون حوالي 2100 سعر حراري في سن 9-13 وتزيد إلى 2300 في سن 14-18 سنة . مع مراعاة نوعية النشاط الذي يغير متطلبات أو إحتياجات المراهق أو المراهقة من الطاقة ،بحيث قد يزيد أو يقل عن متوسط الطاقة المطلوبة ومن المتوقع أن يكون متوسط معدل النمو في هذه المرحلة حوالي 20-26 كيلو غرام في الوزن و 22-25 سم في الطول وتزداد نسبة الدهون في الجسم من 18% إلى 28% .

الكربوهيدرات :
تعتبر من أهم مصادر الطاقة إذ يعطي الغرام الواحد 4 سعر حراري ويحتاجها الفرد للقيام بالنشاطات المختلفة كالحركة ومن أهم المواد الغذائية الغنية بالكربوهيدرات الأرز- البطاطا – الذرة – الخبز- المعكرونة .

البروتينات :
مصدر جيد للطاقة يعطي الغرام الواحد منها 4 سعرات حرارية . تزداد احتياجات الشباب للبروتينات في هذه المرحلة وذلك لنمو العظام والعضلات ولنمو وتجديد أنسجة الجسم إذ تصل احتياجات الفتيات في هذه المرحلة إلى 45 – 50 غراما باليوم بينما تصل احتياجات الشباب إلى 50-60 غراما باليوم ومن أهم المواد الغذائية الغنية بالبروتينات – اللحوم الحمراء والبيضاء – البيض- الحليب – الألبان – الأجبان . وهناك أيضاً البروتين النباتي الذي يتوفر في البقوليات – العدس – الفول – الحمص .

الدهنيات :
مصدر مركزللطاقة وهو أغنى مصادر الطاقة ، إذ يعطي الغرام الواحد منها 9 سعرات حرارية وهي ضرورية للجسم لإعطائه ما يلزمه من الطاقة للقيام بالنشاطات اليومية ومن أغنى مصادر الدهون البيض – الزبدة – اللحوم الحمراء – الحليب ومشتقاته – الكريمة .

الفيتامينات :
ضرورية لحيوية وصحة الجسم ويحتاجها الجسم في عمليات التمثيل الغذائي ، تزداد الإحتياجات للفيتامينات في هذه المرحلة وخاصة :-
-فيتامين ب1 –ب2وفيتامين النياسين الضروريين في التمثيل الغذائي للطاقة.
-الفوليك أسيد وفيتامين B12 ضروريان لتكوين الأحماض الأمينية .
- فيتامين ب6 الضروري لتكوين الأحماض الأمينية الغير أساسية المهمه لنمو الأنسجة .
-فيتامين D المهم لنمو الهيكل العظمي والأسنان.
-فيتامينات E-C-A الضرورية لسلامة الخلايا الحديثة وتلعب ايضاً دور رئيسي في عملية النمو وسلامة الجلد والوقاية من الأمراض.

العناصر المعدنية :
تزداد الإحتياجات للعناصر المعدنية في هذه المرحلة مثل الحاجة الى :
- الكالسيوم : من أهم العناصر المعدنية الضرورية في هذه المرحلــة إذ تصل احتياجات الشباب لعنصر الكــالسيوم إلى 1500 -200ميلغرام باليوم وذلك لنمو وبناء العضلات والعظام ولاستمرارية جريان الدم. والكالسيوم ضروري أيضاً لتقليل احتمالية حصول كسور في العظام أثناء التعرض لحوادث مفاجئة ويقلل أيضاً من خطر حدوث هشاشة العظام في المستقبل إذ أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن نقص تناول أغذية غنية بالكالسيوم خلال سن الطفولة والمراهقة تزيد من احتمالية حدوث هشاشة العظام في المستقبل ، لأن 90% من حجم العظام تكون قد تكونت قبل سن 18 عاما ومن أهم
المواد الغذائية الغنية بالكالسيوم – الحليب – الألبان – الأجبان خاصة شيدرشيز- سبانخ – صفار البيض .
- الحديد : يحتاج المراهق للحديد ليواكب الزيادة في نمو الأنسجة العضلية وبالتالي زيادة كمية الدم وكذلك أيضاً مهم للفتيات نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة والإحتياجات الغذائية الموصى بها هو 11 ميلغراماً في سن 14-18 في حين تزيد عند البنات إلى 15 ميليغراماً يومياً ومن أهم المواد الغذائية الغنية بالحديد اللحوم الحمراء وأعضاءها خاصة – كبد – طحالات – حمص – فول – سبانخ – جرجير – بقدونس – كزبرة – بندق –فستق حلبي –قرفة .


- الزنك : من العناصر المعدنية الهامة لعملية النمو ونضوج الأعضاء التناسلية ، والإحتياجات الغذائية الموصى بها هي 11 ميليغرام للأولاد يومياً و9 ميليغرام للبنات يومياً ومن أهم مصادرة الغذائية اللحوم – الكبد – الأطعمة البحرية كالمحار والجمبري – صفار البيض والحليب – الحمص –الفول – العدس .
- الماء : تعتمد أغلب التفاعلات الكيميائية في أجسامنا على الماء واحتياجات الشخص يومياً من الماء في هذه المرحلة تتراوح بين اللترين والثلاثة لترات في اليوم بما يعادل 6-8 أكوب يومياً .



العادات الخاطئة في تغذية
المراهق طالب المدرسة
مثل اي مشاكل صحية معتادة ، هناك مشاكل اساسية في حياتهم ومنها:

- السمنة :- تزداد نسبة ظهور السمنة في هذه الفترة نتيجة الزيادة المبالغة في تناول الطعام وقلة إستهلاك الطاقة نتيجة عدم ممارسة الرياضة مما يؤدي إلى السمنة والعديد من المشاكل النفسية والإجتماعية التي قد تؤدي إلى الإحساس بالإحباط وعدم الثقة بالنفس .
- البوليميا ( الشراهة في الأكل ) :- تتمثل البوليميا بنمط معين من الأكل ذي طابع مرضي إذ يقوم الشخص المصاب بالبوليميا بالتهام الكثير من الطعام من دون وعي أو مراقبة ثم يعمل على تقيئه بواسطة الدواء أو عبر إدخال الإصبع في الفم وذلك خوفاً من إكتساب الوزن لذلك يعمد فور إنتهائه من الطعام إلى التخلص من كل ما دخل معدته وتتكرر هذه العادة عدة مرات في اليوم لتصبح نمط أكل ثابتاً.
- فقدان الشهية :- تحدث هذه الحالة أكثر لدى الفتيات في سن المراهقة حيث تعتقد الفتاة أن وزنها يزيد عن الوزن المثالي فتحاول التخفيف من كمية الغذاء التي تتناوله ويستمر هذا الحال إلى أن تصل الفتاة إلى درجة تكره فيها الأكل تماماً . وينقص وزنها تدريجياً إلى الحد الذي يهدد حياتها في بعض الأحيان وقد يكون أسباب ذلك هو الإصابة بنوع من الوسواس القهري الذي يدفع الفتاة على عدم الأكل وكذلك الكثير من المراهقات يتأثرن بصورة سلبية بصور العارضات النحيفات مما يدفعهم إلى إتباع ريجيم قاس ليجعلهن شبيهات بأولئك النساء وهذا أمر يعتبر خطيرا جداً على
صحتهم قد يعرضهن لمرض الكأبة – إنقطاع الطمث – الرفض العنيد للطعام والفقدان الشديد للوزن حيث ينقص وزن الجسم أكثر من 25% من الوزن الطبيعي .
- أنيميا نقص الحديد :- يحدث نقص الحديد بسبب قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد وإتباع عادات غذائية خاطئة مثل الإكثار من شرب الشاي – القهوة –المشروبات الغازية .
- تسوس الأسنان :- يمثل مشكلة صحية تكثر أثناء فترة المراهقة نتيجة الإكثار من تناول الحلوى والمثلجات والمشروبات الغازية .
- حب الشباب :- عبارة عن مرض جلدي ينتج عن إنسداد قنوات الغدد الدهنية على الجلد والتي تؤدي إلى إلتهابات في الجلد ومن أسباب حب الشباب هو الوراثة والغدد الصماء والإضطرابات الهرمونية وبعض أنواع الطعام كالشوكولاته والأطعمة الدهنية .
- الأكل خارج المنزل :- نظراً لأن المراهق يقضي وقت طويل خارج المنزل ومع تغير نمط الحياة وإرتفاع مستوى المعيشة وانتشار وجبات الأكلات السريعــة Junk Food « « مثل الدجاج المقلي والبيتزا والشاورما يلجأ المراهقين على الإقبال الشديد على تناولها وخاصة مع الأصدقاء مما يسبب السمنة والوزن الزائد كونها عالية في محتواها على الدهون المشبعة والأملاح .
- التدخين والكحول والمخدرات :- تبدأ هذه السلوكيات المرضية خلال مرحلة المراهقة مما يسبب العديد من المضاعفات المرضية كالتقليل من المناعة ضد الأمراض وزيادة سرعة الإجهاد والقضاء على حاستي التذوق والشم وإزدياد خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية .
- ضعف مناعة الجسم :- نتيجة لنقص الفيتامينات والعناصر المعدنية بسبب سوء التغذية وخاصة للمراهقين الذين يتبعون حميات غير صحية وغير مدروسة مما يؤدي أيضاً إلى تأخر ظهور علامات البلوغ .
- زيادة نسبة الكولسترول والدهنيات بالدم :- بسبب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والحلويات .
- هشاشة العظام :- نتيجة الإكثار من تناول المشروبات الغازية والشاي والقهوة ونقص تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم كالحليب والألبان ومنتجاتها وعدم ممارسة الرياضة .
من هنا يتضح لنا أهمية التغذية السليمة أثناء مرحلة المراهقة مع ضرورة تناول غذاء صحي منوع يحتوي على جميع العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم أخذين بعين الإعتبار دور الأباء والأمهات لمراقبة تغذية أولادهم وبناتهم وتشجيعهم على تناول الأغذية الصحية لتفادي حدوث أي مضاعفات مرضية ومراعاة تصحيح العادات والسلوكيات الغذائية في المدرسة والمنزل .
الى ذلك ،تؤثر البيئة على العادات الغذائية في مرحلة المراهقة ، بشكل ملفتكما إن تأكيد المجتمع على النحافة ؛ يدفع المراهقين والمراهقات في هذه السن الوصول إلى النحافة وإستخدام أساليب الريجيم المبالغ فيها رغبة إلى النزول السريع في الوزن مما يؤدي لنقص الجسم لكثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية الهامة للجسم .



ونلاحظ ان نمو ا»لقدرة على العمل و إنفاق المال «؛ يدفع المراهق في هذه المرحلة الإعتماد على نفسه والإستقلال بعيداً عن الأسرة في النواحي الغذائية ، ليبدأ في شراء الوجبات السريعة وعدم الإهتمام بالتواجد مع الأسرة في مواعيد الوجبات الرئيسية .



وهذا يؤدي الى إعتماد الوجبات الخفيفة جزء من الغذاء اليومي حيث يتكرر تناولها يومياً وقد تكون غير متنوعة وعالية السعرات الحرارية مما يؤدي إلى حدوث سمنة .
ويلجأ حذف المراهقين لبعض الوجبات الرئيسية كالعشاء أو الإفطار وذلك لعدم تنظيم الوقت والرغبة في الشعور بالحرية .