سرايا - بوتين للتليفزيون الروسي مساء أمس: لو تدخل الغرب بالقرم لاستنفرنا قوتنا النووية
سامي عمارة : الحريق الذي تناولته الصحافة الغربية حريق محدود في مقابر تبعد عن الكرملين بـ 10 كيلومترات

بوتين: نقلنا بطاريات صواريخ باسيتون للقرم.. وعمارة: أخطر حديث للرئيس الروسي

في أول رد له حول شائعات الإنقلاب عليه ومرضه بالسرطان هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الصواريخ النووية في حالة تدخل الغرب بشبه جزيرة القرم الأوكرانية .

وكانت عدد من الصحف الغربية قد تداولت أخبارا عن الانقلاب على بوتين ومرضه انتهت لنشر خبر عن حريق بالقرب من الكرملين .. وهي الأخبار التي رد عليها دكتور سامي عمارة الخبير في الشأن الروسي ومراسل الأهرام في موسكو مشيرا إلى أنها جاءت لتلفت الأنظار عن أخطر حديث لبوتين حول القرم وتهديده بصواريخ باسيتون .. وقال عمارة في تعليق له على خبر للبداية حول الحريق الذي نشرت وسائل إعلام غربية إنه بالقرب من الكرملين مشيرا إلى أن الدير الذي اندلعت فيه النيران هو مقابر على مسافة لا تقل عن عشرة كيلومترات بعيدا عن الكرملين !! وأوضح عمارة إن الدير مدفون فيه خروشوف ويلتسين واخرون من مشاهير القادة والادباء والعسكريين ! ومساحة الحريق لم تتعدى ٣٠٠ مترا يعني مساحة شقة ! في موقع تجري فيه إصلاحات وجرت السيطرة عليه

وأوضح سامي عمارة إن حرب الشائعات تتخذ ابعادا غريبة .. مرة بوتين مريض بالسرطان ومرة مات ومرة حدث انقلاب ومرة حريق بجوار الكرملين ... لصرف الانظار عن اخطر حديث له حول القرم وتهديده بصواريخ باستيون اليوم في التليفزيون الروسي !!!

وقال بوتين الذي نقلت قناة 'روسيا 1' التلفزيونية العامة تصريحاته قبيل عرض فيلم وثائقي حول القرم مساء أمس الأحد: 'كنا مستعدين للقيام بذلك'، مضيفاً أن القيادة الروسية كانت مستعدة لمواجهة 'المنعطف الأسوأ الذي كان يمكن أن تتخذه الأحداث'. وأوضح أن الجيش الروسي كان نشر في القرم بطاريات صواريخ دفاع ساحلية من طراز 'باستيون' وأسلحة من شأنها ردع أي بارجة أميركية كانت آنذاك في البحر الأسود عن التدخل.

وأضاف 'إنها بطارية الدفاع الساحلي الأكثر فاعلية حتى الآن. وفي مرحلة معينة، ولإفهام الجميع أن الدفاع عن القرم مؤمن، نقلنا هذه البطاريات إلى هناك'.

وتابع بوتين في تصريحاته: 'كنا نجهل يومها' ما إذا كان الغرب سيتدخل عسكرياً، 'لذا، كنت ملزماً إعطاء التعليمات الواجبة لقواتنا المسلحة (...) إصدار أوامر تتعلق بموقف روسيا وقواتنا المسلحة في كل الظروف'.

وروى الرئيس الروسي: 'تحدثت إلى زملائنا (الغربيين) وأبلغتهم أنها أراضينا التاريخية، إن روساً يقيمون هناك، إنهم في خطر وإننا لا نستطيع التخلي عنهم'.

وقال أيضاً: 'كان موقفاً صريحاً وواضحاً. ولهذا السبب، لا أعتقد أن أحداً ما كان يرغب في اشعال نزاع عالمي'.

وفي السياق نفسه، أكد بوتين أن إرسال جنود روس إلى القرم أتاح تجنب 'سقوط دماء' خلال الاستفتاء الذي شهدته شبه الجزيرة في مارس من العام الفائت.

وقال: 'كنا مجبرين على اتخاذ التدابير الضرورية للتأكد من قدرة سكان القرم على التعبير عن إرادتهم بحرية'.

وأضاف: 'كان علينا أن نعزز وجودنا العسكري في القرم ليسمح عدد جنودنا بتأمين الظروف الملائمة لتنظيم استفتاء، استفتاء من دون سقوط دماء'.

ولفت بوتين إلى أن بلاده أرسلت آلافاً من عناصر قواتها الخاصة واستخباراتها إلى القرم بهدف 'تعزيز المواقع العسكرية الروسية' في شبه الجزيرة بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في 22 فبراير 2014.

لكنه أكد أن عدد الجنود الروس الذين أرسلوا لم يتجاوز سقف 'عشرين ألف شخص تجيز' معاهدة مع أوكرانيا نشرهم في القاعدة البحرية الروسية في سيباستوبول، الميناء الذي يستخدمه الأسطول الروسي في البحر الأسود.

واقر بوتين بأن روسيا 'تحركت في شكل حازم جداً' في القرم، لكنه تدارك: 'أنا واثق بأننا لو لم نقم بذلك لكانت الأحداث في القرم اتخذت منحى مشابها للسيناريو الذي نراه اليوم في دونباس'، الحوض المنجمي في شرق أوكرانيا حيث أسفر نزاع مسلح بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لموسكو منذ أحد عشر شهراً عن نحو ستة آلاف قتيل.