سرايا-ضبطت فرق الرقابة في وزارة الصناعة والتجارة والتموين أخيرا 10 مخابز في منطقة الأغوار الشمالية تبيع كامل مخصصاتها من الطحين المدعوم دون أن تنتج الخبز وفق مصدر حكومي مطلع.
وقال المصدر ؛ الذي فضل عدم الكشف عن هويته ؛ إن 'الوزارة تلقت شكاوى من مواطنين مجاورين لتلك المخابز وعلى إثر ذلك تم مراقبة هذه المخابز وتبين أنها تغلق طوال أيام الأسبوع'.


وبين المصدر أن هذه المخابز تستلم مخصصاتها ورقيا فقط وتوقع على ايصال استلام كميات الطحين المدعومة من الناقل وهي لم تستلم الكمية فعليا ثم يقوم الناقل ببيعها بالسعر الحر ويدفع للمخبز حصته.

وتقدم الحكومة دعما للطحين؛ بمقدار 227 دينارا للطن ؛ من أجل بيع سعر الطحين للمخابز بـ69 دينارا للطن بهدف الحفاظ على سعر كيلو الخبز للمواطنين عند مستوى 16 قرشا للكيلو إلا أن جهات تقوم بشراء الطحين بالسعر المدعوم وتبيعه بالسعر الحر.


وبحسب المصدر؛ تصل مخصصات تلك المخابز من الطحين المدعوم إلى 207 أطنان شهريا في حين يبلغ مقدار الدعم الحكومي لتلك الكميات حوالي 46.9 ألف دينار.


وأوضح المصدر أن هنالك بعض المخابز في الأغوار الشمالية تفتح أبوابها مدة يوم في الأسبوع حتى لا تثير الشبهة حول نفسها.



وأشار المصدر إلى أن الوزارة قامت بتحويل المخابز والناقل إلى الجهات الأمنية بعد ان تم تغريمها فرق الدعم.


وأكد المصدر أن الوزارة تفرض رقابة صارمة ومستمرة على جميع المخابز في كافة مناطق المملكة لضمان الالتزام بالاستخدامات المشروعة للطحين المدعوم وعدم استغلاله من قبل البعض للمتاجرة به أو استخدامه لأغراض أخرى.


وبين المصدر أنه في حال ضبط مخابز تتصرف بالطحين المدعوم بطرق غير قانونية؛ يتم تغريمها فرق الدعم وفقا للتعليمات الصادرة بالإضافة إلى دفع غرامات مالية تتراوح من 1000 إلى 3000 دينار وإيقاف تزويدها بالطحين المدعوم.


اما في حال ضبط الناقلين للطحين فيتم سحب الكفالات منهم والبالغة 10 آلاف دينار لكل ناقل إضافة إلى غرامات ودفع فرق دعم إما في حال ضبط مطحنة يتم تغريمها فرق الدعم وايقاف القمح عنها وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.

وتتراوح الكلفة الحقيقية لسعر كيلو الخبز حاليا من 35 قرشا إلى 40 قرشا وهي تتغير شهريا حسب أسعار القمح والكلف.
يشار إلى أن فرق الرقابة تمكنت خلال الشهرين الماضيين من ضبط مطحنتين تتلاعب بالطحين المدعوم حيث تبين بعد عمليات التدقيق على الكشوفات أن المطحنتين تتلاعبان بالطحين المدعوم من خلال زيادة مخصصات المخابز من الطحين حيث تم تغريم واحدة منها 1.47 مليون دينار، والثانية 330 ألف دينار.

وتبين انه ورغم أن الغش الذي تمارسه جهات مختلفة في سوق الطحين المدعوم ما يزال يتسبب بهدر أكثر من 70 مليون دينار سنويا إلا أن التلاعب في سوق الطحين ما يزال مستمرا بحسب خبراء ومختصين.


ويؤكد خبراء في تحقيق نشرته 'الغد' بداية الشهر الحالي أن هنالك ثلاث جهات رئيسية تشترك في فرز 'سوق سوداء' وهي مخابز ومطاحن ناقلين في حين يؤكد آخرون أن هنالك جهة رابعة تشترك في المسؤولية وهي الحكومة.

ويبين مختصون أن ما يشجع عمليات التلاعب بالطحين المدعوم من قبل الجهات الثلاث؛ أو الأربع؛ هو الفارق السعري الكبير بين الطحين المدعوم وغير المدعوم إذ تبلغ قيمة الدعم الحكومي لهذه السلعة 227 دينارا لكل طن في حين يصل سعر الطن بالسعر الحر إلى 300 دينار.


ويبلغ عدد المطاحن العاملة في المملكة 15 مطحنة، وهناك مطحنة متوقفة عن العمل، ومطحنة تحت الإنشاء إضافة إلى أن عدد المخابز العاملة في كافة أنحاء المملكة حوالي 16500 مخبز فيما يبلغ عدد الناقلين المعتمدين حوالي 100 ناقل رئيسي بالإضافة إلى الناقلين الفرعيين لهؤلاء الناقلين.
ويستهلك الأردنيون 8 ملايين رغيف خبز عربي يوميا، وبمعدل رغيف وثلث للفرد الواحد.