أحمد الطراونة - كشفت قضية إنارة قلعة الكرك عن واقع الكرك السياحي تراجعا واضحا حيث يغيب الاهتمام في المواقع السياحية والأثرية وتختفي المؤسسات الخاصة التي تسهم في تنويع وتطوير الحالة السياحية في المدينة..
ويرى مراقبون أن تعثر الوضع السياحي جاء نتيجة لغياب التنسيق بين المؤسسات المعنية في تقديم الخدمة للمدينة ومرافقها السياحية والأثرية وهو ما ظهر جليا خلال الأشهر الماضية حيث فقدت قلعة الكرك وهي أهم معلم سياحي واثري في المدينة الإضاءة حيث نادى عدد من الناشطين في العمل السياحي والثقافي الجهات المعنية بإضاءة القلعة.
الرأي التقت رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية خالد الضمور وتحدث عن الواقع الثقافي في محافظة الكرك حيث يرى الضمور آن الحراك الثقافي في المدينة شهد تراجعا كبيرا رغم تعدد الجهات التي تعمل على ذلك، إلا أن غالبية المؤسسات الموجودة على الساحة تعاني الكثير من التراجع الملموس فالأندية الثقافية الرياضية والمؤسسات الثقافية الأخرى كنادي الإبداع للأطفال، ومنتدى درب الحضارات، قاصرة عن تأدية ما هو مطلوب ومرجو منها، فتراجع الأوضاع الاقتصادية وعدم تفاعل الجمهور المثقف مع مثل هذه المؤسسات جعلها قاصرة عن أداء ما هو مطلوب منها.
ويرى الضمور أن ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية والذي مضى على تأسيسه أكثر من عشر سنوات، وعمل منذ وترخيصه من قبل وزارة الداخلية على العديد من الندوات واللقاءات، والتي قدمت العديد من رؤساء الوزارات والوزراء والمحافظين ومدراء الدوائر لبحث ما يهم المحافظة وأهلها وأشّر على العديد من السلبيات وعظم الكثير من الايجابيات وشارك في العديد من الأنشطة الرسمية والشعبية كان له الدور الأبرز في تمثيل مؤسسات المجتمع المحلى بصورة ايجابية وذلك من خلال تواجد أعضاء الملتقى في مجمل الأنشطة واللقاءات الأسبوعية يومي الاثنين والخميس والتي تناقش كل ما يستجد في المحافظة والتباحث مع المسؤولين لتصويب الأمور وكان أخر لقاء مع النائب مصطفى الرواشدة حيث استعرض أهم المشاكل والقضايا المتعثرة في مدينة الكرك ومنها معيقات السياحة وأثرها في تأخير العجلة الاقتصادية في المحافظة وذلك لعدم اهتمام وزارة السياحة وعجزها عن التغيير مما جعل الكرك محافظة منسية والدليل على ذلك عدم تعاون المؤسسات في المدينة وعجز بلدية الكرك ومؤسسة الإعمار ووزارة السياحة عن تشغيل إنارة القلعة والاختلاف على دفع فاتورة الكهرباء.
وأضاف الضمور إن الحديث عن المشاريع المتعثرة وسوء التخطيط أو التخطيط عن بعد حديث يطول، فبعد انجاز منطقة حرفيه بتكلفة مليون دينار أصبحت الآن مرتعا للكلاب الضالة ونهبا لعابري السبيل وكذلك مشروع مواقف الباصات والذي زادت تكلفته عن الأربعة ملايين دينار وعدم نقل السائقين إليه يعرضه للسرقة كم سرقت إنارة الكرك للمشروع السياحي الثالث قبل أن يتم استعمالها، إضافة للمرافق التي أقيمت للشباب، ومشاريع المساعدات الأمريكية والتى فشل معظمها وأخرها مدرسة الرابية والتي تكلف بناؤها أكثر من ستة ملايين دينار ولم تنجز بعد، وحديقة المشير حابس والتي انتهى العمل فيها قبل شهر آب العام الماضي ولا زالت أبوابها مغلقة وأكد الضمور أن هنالك إهمال تجاه السياحة في الكرك، فبعد إنشاء طريق القطرانة تم عزل محافظة الكرك عزلا تاما حيث لا يصلها إلا من أراد زيارتها أو للعمل فيها وبالتالي أهملت السياحة، والواقع انه تم إنشاء بنية تحتية لكافة المؤسسات في المحافظة وربما انفقت أضعاف الاحتياجات الضرورية نتيجة الدراسة عن بعد والتنفيذ العشوائي و غير المدروس مما جعل الكثير من هذه المشاريع والتي انفق عليها الملايين أماكن مهجورة ومعرضة للتخريب والأمثلة كثيرة
وأضاف الضمور أن من أهم الأمثلة على إهمال السياحة في الكرك عدم إنارة قلعة الكرك وأتمنى على كل المعنيين حيث توزعت الأدوار بين بلدية الكرك ومؤسسة الأعمار ووزارة السياحة ولم يقم احد بدوره، حيث تم تركيب كشافات لإنارة القلعة وهي المعلم الأبرز في المدينة وما لبثت الإنارة إن أوقفت بإجراء من البلدية احتجاجا على ما يترتب عليها من قيمة فاتورة الكهرباء. وكذلك إنارة القلعة من البانوراما العلوية والمشرفة عليها مؤسسة أعمار الكرك وحيث رتبت مؤسسة الأعمار أسعارا لإنارتها بالساعة ولعدم وجود رواد للموقع للاستمتاع بأنوار القلعة (المدفوعة الأجر سلفا ) أوقفت الإنارة من أشهر وبذلك عطل دور البانوراما وحرم المواطن والزائر من مشاهدة القلعة منارة ليلا وتعطيل عمل البانوراما التي كلفت الملايين متسائلا عن دور وزارة السياحة في إدارة مرافق القلعة.
وركز الضمور على الاكسسوارت للمشروع السياحي الثالث التي تم إتلافها حتى الإشارات الضوئية التي ركبت للمشروع لم تشغل وبالتالي اختفت من مواقعها و سددت أثمانها دون أي انتفاع منها.
إن غياب السياح جعل أصحاب المحال التجارية في الكرك يستغيثون ويطلبون الاهتمام بهذه الصناعة المهمة.
ونوه الضمور إلى متحف الكرك المغلق منذ شهور بعد التشققات في المتحف السابق ، وتجميد فكرة متحف الحياة الشعبية والمركز الحرفي.
من جانب آخر أشار الضمور إلى أن هنالك حديث مؤلم عن واقع المرافق التي تقع خارج المدينة كغابة اليوبيل والسيل والمنتزه ووادي بن حماد والمرافق السياحية الأخرى .
وهنا نتساءل والحديث للضمور، كيف لمدينة يحلم أهلها بان تكون مدينة سياحية لتنقذهم من البطالة والفقر كما في غيرها من المدن أن تنهض وهي بهذه الحالة المتردية.
الاثنين 2015-03-16