مما راق لي .. وأعجبني

وَجْدِيْ عَلَيكَ ومِنكَ الوَجْدُ يَختَلِفُ
وَالرُّوْحُ مِنكَ وَمِنِّيْ الرُّوْحُ تَأتَلِفُ
وَالقَلبُ يَخفِقُ خَفْقَ الطَّيرِ فِي شَرَكٍ
يَرجُو النَّجاةَ وَقَد أودَى بِهِ التَّلَفُ

وَالعَينُ تَرنُو بِجِفْنٍ حَائرٍ وَجِلٍ
وَالعَقلُ بَينَ الغَوَى وَالرُّشدِ يَزدَلِفُ
وَالرَّاحُ بِالرَّاحِ صَفْقُ الرَّاحِ مِنْ نَدَمٍ
كَالثَّمْلِ بَانَ لَهُ مِنْ غُبْنِهِ الخَسَفُ
مَاذَا عَرانِيْ وَقَد أبدَى صَبَابَتَهُ
غِرٌّ يُحَاجِجُنِيْ في صَمتِهِ الصَّلَفُ
أدنُو لِقُربٍ وَيَنأى غَيرَ مُبتَعِدٍ

بُعدُ النَّوَالِ عَلَى قُربِ المَدَى جَنَفُ
مَا كُنتُ أدرِيْ فَهَلْ قَد مَسَّنِيْ أرَقٌ
أمْ هَلْ سَلَوتُكَ أمْ هَلْ شَفَّنِيْ الشَّغَفُ
مَا كُنتُ لا وَالَّذي طَافَ السُّعاةُ لَهُ
إلا كَعَهْدِكَ أسمُو شِيمَتِيْ الشَّرَفُ
صَافِيْ الوِدَادِ صَقِيلُ النَّفْسِ أحفِزُهَا
كَالخَيلِ تُشكَمُ إذ مَا شَاقَهَا الخَنَفُ
ضَافِيْ الرِّدَاءِ وَسِرِّيْ غَيرُ مُبْتَعَثٍ
بَينَ الخَلائقِ كَيمَا العَذْلُ يَنتَصِفُ
سِرِّيْ بِنَفْسِيْ وَنَفْسِيْ بَينَ أضلُعِهَا
دُونَ الضُّلُوعِ غِرَاثُ الجَوفِ وَالزَّرَفُ

إنِّيْ أبِيتُ وَرَبِّ المُرْمِلاتِ ضُحَىً
يَومَ الحَجِيجِ خَمِيصاً زَادِيَ الأنَفُ
لا يَملأُ العَينَ مَا لَيسَتْ يَدِيْ مَلَكَتْ
أو يُهلِكُ النَّفْسَ مَمَّا فاتَهَا الأسَفُ
لَو كانَ لِلمَرءِ في ذَاتِ اليَمِينِ يَدَاً
مَا مَسَّ قَرْحٌ شِغَافَ القَلبِ أو نَزَفُ
لَكِنَّهُ الجَدُّ كَفُّ الدَّهْرِ تَلْطُمُهُ

لَطْمَ الحَرُونِ إذا أكدَى بِهِ العَسَفُ
مَا يُوْسِمُ الوَجْدَ سُوءُ النَّوْءِ يَصرِفُهُ
كَالعَارِضِ الهَتْنِ يَنفِيْ وِدْقَهُ الهَيَفُ
مَا ضَرَّ قَشْرَ لِحَاءِ العُوْدِ بَارِقُةٌ
لَولا يُلامُ عَلَى أصلابِهِ النَّجَفُ
دُنيَاكَ غَرَّتْ بِأطرَافِ الفُتُونِ فَتَىً

فَامتَارَ مِنهَا رَخَاءُ العَيشِ وَالشَّظَفُ
فَالسَّعدُ ظَنَّ دَوَامَ اليُمنِ فِي رَغَدٍ
وَاليَأسُ ما ظَنَّ أنَّ البُؤْسَ يَنْكَشِفُ
وَالنَّاسُ هَمَّتْ عَلَى هَمٍّ تُراوِدُهَا
هَذا بِكَدٍّ وَهَذا حَظُّهُ التَّرَفُ

لَوْكُ الإدَامِ بِنَـزْفِ الجُهدِ أيسَرُهُ
وَالحَوْزُ نَامٍ ذَرَاهُ الإرْثُ وَالصُّدَفُ
حِينَ الأُوَيقِصُ يَرقَى فِي مَدَارِجِهَا
والأَكْلَحُ العَبْسُ يَرجُو نَيلَهُ العُرُفُ
عُجبَى لِدَهرٍ أصَمَّ الأذنَ عَن دَأبٍ
ثُمَّ استَفَاقَ إذا نَادَى بِهِ الحَتَفُ
مَا ذَنبُ مَرْءٍ رَمَاهُ الصِّرْفُ عَنْ كَبَدٍ

يَنحَى فُؤاداً ضَنَاهُ الوَجدُ وَالدَّنَفُ
يَبغِي ارتِيادَاً فَيُقصَى عَنْ مَنَاجِعِهِ
يُدنِيهِ مِنها صَبِيبُ الشَّوقِ وَالكَلَفُ
لا الشَّوقُ يَكفِي لِطِبِّ النَّفسِ مِنْ وَلَهٍ
بَعضُ الدَّوَاءِ لِبَعضِ السَّلوَةِ الرَّعَفُ
والنَّفْسُ تُطبَعُ طَبعَ الرُّوحِ مِنْ أزَلٍ
نَفْسٌ عَزُومٌ وَنَفْسٌ طَبعُها الظَّرَفُ
حَسبِيْ الوَفَاءُ وَإنِّي لَستُ أصنَعُهُ
كُلُّ الطَّبَاعِ بِنَفْحِ الرُّوحِ تَكتَنِفُ

مَا كُنتُ إلا كَشَمسِ الصَّيفِ فِي وَضَحٍ
طَبعٌ نَمَانِيهِ مِنْ أسلافِهِ السَّلَفُ
لا بَينَ بَينَينِ بَينَ الغِيدِ مُرتَيَدِيْ
لَستُ الْمُلَوَّى لَوَتْ أخلاقَهُ الزِّيَفُ
فَالعِشْقُ بَكْرُ النِّيَاقِ الوُضْحِ تُظهِرُهُ
نَفْسٌ تَرَدَّى بِقَلبٍ خَفقُهُ القَصَفُ
تَبغِي رِفَادَ الهَوَى مِنْ غَيرِ مَنقَصَةٍ
والنَّقصُ فِي النَّقضِ مِمَّنْ دَأبُهُ الهَنَفُ
نِضْوُ الحُرُوفِ كَمَحوِ الطِّرْسِ يَهزِلُهَا
لَثْغُ اللِسَانِ سَرَى فِي وَصلِهِ الضَّعَفُ

قَولٌ يُغَارُ مَتِينُ العَقدِ يَضْفُرُهُ
وَهْنُ القَوَامِ سُدَاهُ البَرقُ وَالسَّدَفُ
أسدَى وُعُودَاً وَمَا أدَّى نَوَاجِزَهَا
مِنْ بَعدِ عَهدٍ وَثِيقٍ أبرَمَ الحَصِفُ
قَالَت تَأذَّنْ، أجُوْدَ الغِيْدِ يَطلُبُهُ
مَنْ قَالَ يُمدَحُ فِينَا البُخلُ وَالخُلُفُ
لا تَسألَنَّ عَنِ العَهدِ الَّذِي قَطَعَتْ
طِيَّ الوَفَاءُ كَمَا قَدْ طِيَّتِ الصُّحُفُ

جَنْيُ الهَوَى مَا اسْتَشَمْتَ القَولَ مِنْ هَنَمٍ
أُلقِي نِثَارُهُ لا مَا أضْرَمَ اللَهَفُ
أمَّا الوُعُوْدُ فَلَيْسَ الوَعْدُ يُدْرِكُهُ
إلا غَوِيُّ الغَوَى تَسْرِيْ بِهِ الطِّيَفُ
يَسْرِيْ بِلَيْلٍ غَؤُوْرُ النَّجْمِ فِيْ حُلَكٍ
تُطْوَى لِبَعْضٍ كَمَا قَدْ تُدْرَجُ القُطُفُ
ألْقَتْ يَمِيْنَاً بِحَلْفٍ غَيْرُ حَانِثَةٍ
ثُمَّتْ خِمَارَاً فَحَالَتْ بَينَنَا السُّجُفُ
أقْفَتْ تَهَادَى مَثِيلُ الرِّئمِ أرقُبُهَا
حَتَّى تَوَارَتْ فَأخفَتْ رَمْقَهَا النُّعَفُ

مَنْ لا يَوَدُّكَ تُكفَى عَنْ مَرابِعِهِ
أقْصِدْ رُوَيداً كَفَى عَنْ لَومِكَ النَّهَفُ
إنْ لَمْ يُجازِكَ مِنْ رَخْصِ البَنَانِ نَدَىً
فَاقبِضْ يَمِينَكَ لا بُخلٌ وَلا سَرَفُ
إلا الوِصَالُ بِوَحْيِ الطَّيْفِ تَخْطَفُهُ
حَيْثُ استَرَقَّ فَتَجْنِيْ وَحْيَهُ الخُطَفُ
فالطَّيْفُ وَصْلٌ يُدِيْمُ الوَصْلَ أحْسَبُهُ
يَرعَى الذِّمَامَ إذا ضَنَّتْ بِهِ العُطُفُ
أرعَى يَراعِيْ مِدَادَ الرَّوْعِ أسجُرُهُ

صِبْغَ الدَّواةِ فَتُبدِي شَذرَهَا النُّطَفُ
سُلَّ اليَرَاعَ كَسَلِّ السَّيفِ تُشْهِرُهُ
حِينَ الغَرِيرُ بَدَا مِنْ طَرْفِهِ الرَّهَفُ
نَزْعُ القَوافِي مِنَ الأنيَاطِ أنسِلُها
كَالشَّعرَةِ الجُوْنِ بَينَ الجُوْنِ تَلتَصِفُ
قَولِيْ يُوافِي وَفَائي حِينَ أُوْفِيَهُ
مِنْ غَيرِ زُلفَى وَفِيمَنْ أوغَرَ الزَّلَفُ
وَاذْكُرْ بِشِعْرِكَ كَيفَ الحَقَّ يَنْـزَعُهُ
مَنْ كانَ قَلبُهُ مِنْ ذِكْرِ الهَوَى يَجِفُ
إنْ جَدَّ جَدٌّ أزِيلُ الشَّكَ عَنْ رِيَبٍ
أقُصِيْ القَرِيْفَ وَيَدنُو قربِيَ الطَّرِفُ
حَزْمُ الكَلامِ بِجَزْمِ القَولِ أُوْرِيَهُ

يَخبُو القَضِيْضُ وَيَحمِيْ حِمْأهُ الرَّضَفُ
لَوْلا خَشِيتُ عَلَى خِشْفٍ يُخَالِسُنِيْ
كُنتُ الحَسِيبَ عَلَى نَفْسِيْ وَلا حَسَفُ.

عارف عواد الهلال

سلمت يمناك على ما خط قلمك ..

رائعة أنتِ ’’’وغالية ’’’ أيتها الوردة الضائعة بين قلبٍ وقلب

منقولة عن الرأي