مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري - تقف خطورة مرض الصرع في الحياة الانسانية، في مقدمة الامراض العصبية التي يعانيها الانسان. والصرع من اكثر الامراض تعطيلاً للمسيرة الحياتية للمصاب عملياً ونفسيا، وحول اهمية هذا الموضوع بالنسبة للزواج والحمل والانجاب، نبسط الموضوع على شكل اسئلة واجوبة وذلك ليسهل فهمه واستيعابه.
ما هو الصرع؟
الصرع هو عارض ناجم عن اطلاق مؤقت ومفرط للحركة العصبية في الدماغ، والناجمة عن اسباب من داخل الرأس او خارجه، ويتصف الصرع بنوبات محددة والتي تميل الى التكرار، وتتسم باضطرابات في الحركة او الاحساس، او السلوك او الوعي او المزاج او الادراك.
وسمي المرض بالصرع لأن الفرد الذي يعاني منه يقع على الارض عادة وهو فاقد الوعي، وكأنه قد صُرع، والاصطلاح الطبي لهذا المرض هو Epilepsy.
ما هي التفسيرات المادية للصرع واسباب حدوثه؟
ينجم الصرع عن بؤرة مضطربة في مكان ما في الدماغ، وهناك نظريات لحدوث الصرع، ترده الى فعل عوامل بيولوجية في الدماغ او تؤثر فيه، ومن هذه العوامل الحركة الكهربائية للدماغ والبايوكيميائية العصبية.
وينظر الى الصرع بأنه ينجم عن خلل في المحيط الداخلي للخلية او مجموعة الخلايا العصبية، وبواسطة الفعل الناهي (مواد ناهية في خلايا الدماغ) يستطيع الدماغ ان يسيطر على وظيفته والابقاء على فعاليته البايولوجية والفيزيولوجية ضمن حدود معينة، فاذا قلت هذه المواد الناهية سواء نتيجة نقص مركزي في خلايا الدماغ او بسبب نقص في التموين الخارجي، فانه يصبح من الاسهل تغلب المواد الكيماوية المهيجة للخلايا الدماغية ومراكز اتصالها مما يسهل هذا قيام شحنة كهربائية متفجرة تنتشر في الدماغ وكأنها البركان، وهذا ما يعرف بنوبة الصرع.
وللصرع اسباب ذاتية (وراثية) ومكتسبة (ضرر في داخل الدماغ او من خارجه او نتيجة مواد سامة وضارة من الجسم او من خارجه).
هناك سؤال يُطرح دائما، هل الوراثة تلعب دوراً في حالة الصرع؟ وما هي العوامل التي تساهم في حدوثه؟
حقيقة يملك كل انسان في تكوينه البيولوجي والمستمد من وراثته عتبة الصرع، وهي عتبة المقاومة للصرع والتي تتألف من العوامل البيولوجية الكيماوية والتي تُعرف بمجموعها بالقوة الناهية للصرع، وهناك مستويات متباينة لهذه القوة الناهية للصرع بين الافراد، فإذا ارتفع مستوى هذه القوة الناهية ارتفعت عتبة الصرع، حيث ذلك يمنع إثارة الصرع على تخطي العتبة الناهية للصرع، بينما تكون هذه الإثارة للصرع اكثر قدرة على تخطي العتبة الناهية المنخفضة، فالانسان لا يرث الصرع بشكل مباشر، وإنما يرث الاستعداد له الذي يتمثل في اضطراب وظيفة الخلايا العصبية.
لقد لوحظ في الانثى التي لديها الاستعداد للصرع، ان دورة الحيض الشهري تساعد وتعجل في حدوث نوبة الصرع، ما تعليل هذا؟
- حقيقة تزداد امكانية الصرع قبيل العادة بيومين او ثلاثة وخلال فترة الحيض، او ان الصرع لا يحدث الا خلال هذه الفترة.
ويُعتقد بان للاضطرابات الهرمونية في هذه الفترة اضافة الى حصر السوائل في الجسم والعامل النفسي الاثر الاهم في إثارة نوبة الصرع، بينما نلاحظ ان حالات الصرع تقل كثيرا في سن اليأس لانه في هذه المرحلة من حياة المرأة يقل إفراز هرمونات المبيضين، وهو ما يقلل من الفعل المهيج لهذه الهرمونات.
هل هناك من مانع من زواج الانثى المصابة بالصرع؟
- قانونيا ليس هناك من مانع، لكن هنالك اعتبارات يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار، هي: انتقال الصرع من الام لاطفالها بنسبة تزيد عدة مرات على نسبة ايراث الاب المصاب بالصرع لاولاده، ومن الناحية الاخرى ان اصابة الانثى وهي في البيت قد يعرضها للخطورة، كما انه يعيق او يقلل من مقدرتها على حماية ورعاية اطفالها.
ويفضل منع زواج الفتاة المصابة بالصرع من رجل مصاب بالصرع وذلك بالنظر الى الارتفاع الكبير في نسبة الاصابات بالصرع بين الاطفال.
هل هناك من موانع في الاناث اللواتي يعانين من الصرع من الحمل؟
- حسب الاحصائيات الطبية، هنالك امكانية كبيرة ان يأتي طفل او بعض اطفال الام المصابة وبحوزتهم الاستعداد القوي والكافي للصرع.
ما هو تأثير الحمل على حالة الصرع؟
- اثناء الحمل قد تزيد نوبات الصرع تكرارا وشدة او تقل، وفي معظم الحالات تقل نوبات الصرع اثناء الحمل.
لنفترض ان امرأة مصابة بالصرع وهي حامل وتتناول العقاقير المضادة للصرع، فما هو تأثير هذه العقاقير على الجنين؟
- إن للعقاقير المضادة للصرع امكانية إحداث تشويهات او نقص خلقي في الجنين، فمن المعروف طبيا ان اكثر الاضرار المحتملة على الجنين تقع خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، وهي الفترة التكوينية في حياة الجنين.
منقول عن الرأي الاردنيه
رد مع اقتباس
المفضلات