الاطفال لا يمكنهم ان يتقبلوا الاخرين !.
والحقيقة انهم سواء شعروا بالحب والحنان ،الا ان الروضة والمدرسة بالنسبة لهم وخاصة في لحظاتهم الاولى بها ، هي بديل عن الاسرة.
عندما يفكرون بان يجلبوا هدايا لمعلماتهم في عيد الام، فان تفكيرهم هذا لم ياتي من فراغ انما من مدى تلمسهم لحب معلماتهم وعطفهم وهو سلوك لا يتوفر في شخصيات بعض المعلمات اللواتي لا تجمعهن مع الطلاب او الاطفال سوى المعلومات التي يحاولن تمريرها للطلاب.
لم تفعل معلمة الطفل «كريم «شيئا سوى انها قبل مغاردته لروضته طبعت قبلة على خديه وقالت له:
- انت رائع.
واصبحت المعلمة التي اغدقت عليه حبا ،ترجمه هو بورقة صغيرة تركت اثرا في نفسها وجعلتها قدوته.
كثيرة هي السلوكيات التي تعني الكثير للأخرين وخاصة الطلاب ونتجاهلها ولا نعيرها اهتماما كبيرا بالرغم من قدرتها على التغير بشكل كبير ؛ فالاطفال والطلاب المشاغبين كثيري الحركة والمتمردين يمكنهم ان يتغيروا الى الافضل لو وجدوا من يساعدهم على ذلك بالمعاملة الحسنة البعيدة عن التوتر والترهيب.
طالب يصاب بوعكة صحية ولا يذهب لمدرسته فتبادر معلمته بالاتصال بوالدته للأطمئنان عليه وتطلب الحديث مع طالبها لتعبر له بكلمات تفرحه عن افتقادها له
معلمة تتابع تقدم طالب بعد ان كان يعاني من ضعف ما في مادة دراسية وعندما يتمكن من احراز تقدم ملحوظ تصفق له امام زملائه بالصف تقديرا منها على ما انجزه.
معلمة تحضن طلابها الصغار وهم يلعبون بساحة المدرسة وتخبرهم كم هم رائعين.
جمعيها صور لمعلمات يؤمن باهمية الحب والتعامل الحسن مع طلابهم ويدركون مدى تاثير هذا على انفسهم ورغبتهم بالتقدم على كافة الاصعدة السلوكية والدراسية.
وفي المقابل هناك معلمات منذ اللحظة التي يدخلن بها للصفوف لا يتوقفن عن الصراخ وبث الخوف في نفوس الطلاب او ينتهجن سلوكيات خاطئة مع الطلاب كالعقاب غير المبرر فتاخذ العلاقة التي تجمعهم بطلابهم شكلا غير سوي لانهم لا يجدون مبررا لسلوكيات، لا تتسم الا بالعنف اللفظي والسلوكي.
اخصائية تربية طفل سارة الحسيني اشارت الى اهمية التعامل السوي مع االاطفال والطلاب والمتجسد بالحب واظهار المشاعر الجميلة لهم ليتمكنوا من تقبل الروضة والمدرسة كمراحل هامة بحياتهم
واضافت: الطفل عندما يلتحق بالروضة للمرة الاولى يشعر بالخوف والرهبة ،فهو يبتعد عن والدته واشقائه والعابه ويتعامل مع اشخاص اخرين غرباء عنه.
من هنا نرى انه بحاجة قبل ان يتعلم اي شيء ان يشعر بالحب والعطف من قبل المعلمات والمسؤولين بالروضة ليتقبلهم بداية ثم يستطيع ان يتقبل كل المعلومات الاخرى الجديدة
واشارت ان المدرسة او الروضة ليست مكانا فقط لتعليم الحروف والقراءة والكتابة بقدر ما هي مكانا يتعلم به الطفل والطالب اسس وقيم وطرق تعامل ايجابية بعيدة عن العنف لفظا وسلوكا مشيرة الى ان المعلم هو الاساس لانه يتعامل مباشرة مع الطلاب ويمكنه ان يقيم علاقة من الاحترام المتبادل اساسها الحب والعطاء والتي تؤدي بنهاية الامر الى احراز تقدم كبير مع الطلاب
واكدت على ان المعلم الذي لا يتحلى بالصبر ولا يمتلك الرغبة الحقيقية بممارسة مهنة التعليم لا يمكنه ان ينجح في اداء رسالته التي لا تتوقف عند حدود التعليم فحسب بل اساسها الايمان بالطفل وبالطالب واستخراج قدراته وتغير اي سلوك سلبي به الى الافضل.
فالمعلم يملك الخيارات وان كانت خياراته ايجابية تمكن من نشر مفهوم الحب في قلوب طلابه الذين هم بادروه مشاعره ولمس التغير الكبير الذي يمكن ان يحدثه ان ملك مفتاح قلوبهم البريئة
ويعود كريم في اليوم التالي فيسال معلمته ببراءته اين الورقة التي اعطيتك اياها
فتجيب المعلمة لقد احتفظت بها وعلقتها في منزلي... فيفرح هو ويعدها بكتابة وقة اخرى لها
معلمته لم تدرك ما غيرته بنفس الطفل الذي فرح بها وشعر انه انجز شيئا كبيرا مثل هؤلاء المعلمات لهن تحية وتقدير بحجم براءه الاطفال.
منقول من الرأي
رد مع اقتباس
المفضلات