احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

    كان الإسلام ومازال هو العدو المشترك الذي اجتمعت عليه كلمة وخطط الصالب والمصلوب ـ بحسب عقيدة النصارى ـ وفلسطين كانت هي مركز الهجمة اليهودية ـ الغربية لتفكيك الوحدة السياسية للمسلمين والقضاء على الإسلام ، التي من خلال انتزاعها سيتم تحقيق أهدافهما ضد الأمة والوطن .
    ومنذ ذلك الحين بدأ الغرب الصليبي يضع أسس واضحة الأهداف والغايات للتحالف الذي سينشأ بينه وبين اليهودية
    العالمية ، متمثلة في الحركة الصهيونية التي تسعى آنذاك لتحقيق الحلم اليهودي التوراتي باغتصاب فلسطين .
    وقد كان جوهر ذلك التحالف يقوم على أساس :
    أن الإسلام ، والعروبة هما العدو المشترك لهما ، الذي يهدد وجودهما قبل غاياتهما وطموحاتهما للسيطرة والهيمنة على العالم وخاصة وطننا .
    " العروبة " بمعناها المرادف للإسلام ، وليس معناها كبديل عنه ونقيض له ، لأن أهلنا في المغرب العربي كانوا
    يستعملون مصطلح " العروبة " ضد محاولات الفرنسة ، كمرادف لمصطلح " الإسلام " وليس بمعنى مضاد له .

    ولأن الغرب أدرك خطر طموحات السلطان عبد الحميد في إصلاح أوضاع الدولة العثمانية ، ومحاولة استعادة مجد
    الإسلام من خلال إعادة القوة والنهضة للخلافة وتوحيد المسلمين خلفها ، منذ توليه حكم السلطنة ، فقد بدأ حملة تشويه له وقدمه للعالم من قبل أجهزة إعلامه على أنه :
    السلطان الأحمر الدكتاتور ، الظالم ، الجاهل ، مصاص الدماء ، عنوان الجهل والتخلف ، وحُمل ظلماً مسؤولية تدمير الدولة العثمانية ، في الوقت الذي كانت تقارير موظفيه وقادة الحكم والفكر الغربيين تقول عكس ذلك !
    فلقد كتب (جون هاسلك) في كتابه " السلطان الأحمر عبد الحميد " :
    " لقد استقبل مجيء السلطان عبد الحميد باحترام بالغ من الدول الكبرى ، لجديته ، وعدم انغماسه في الترف والملذات وتمضيته أكثر أوقاته في رفع شأن الدولة والقيام بالإصلاحات الأساسية ، على الصعيد الاقتصادي والعسكري " .
    تلك الصفات هي التي جعلت (بيكونسفيلد ـ دزرائيلي) اليهودي يكتب إلى سالسبوري يقول :
    " إن السلطان الجديد ، تنعقد عليه الآمال حقاً ، فهل يصبح كسليمان العظيم ؟ ", بل حتى في العقد الأخير من القرن
    التاسع عشر كان بمقدور كاتبة أن تقول عنه :
    " إن جده النادر واقتصاده الفريد وأهدافه العتيدة ، وشجاعته المعنوية ، قد أكسبته احترام رعاياه وتقدير الأجانب الذين يزورون عاصمته ".
    وكانت إنجلترا تنظر إليه على أنه دكتاتور مستحب ، لأنه حسب تعبير اللورد (دزرائيلي) :
    " لم يكن فاسقاً ولا ظالماً ولا قابلاً للرشوة ... " .

    وقد صفه جمال الدين الأفغاني :
    " إن السلطان عبد الحميد لو وزن بأربعة من نوابغ العصر لرجحهم ذكاءً ودهاءً وسياسة ، خصوصاً في تسخير جليسه . ولا عجب إذا رأيناه يذلل ما يقام في ملكه من الصعاب من دول الغرب ، ويخرج المناوئ له من حضرته راضياً عنه
    مقتنعاً بحجته ، سواء في ذلك الملك والأمير والوزير والسفير ".
    ويضيف :
    " ورأيته يعلم دقائق الأمور السياسية ، ومرامي الدول الغربية وهو معد لكل هوة تطرأ على الملك ، مخرجاً وسلماً " .

    وعندما استمرت سياسة السلطان عبد الحميد بالتصلب في وجه الأطماع اليهودية ـ الصليبية في وطننا ، وأصبح عقبة كئود في وجه مخططاتهما كان لا بد أن يتآمران عليه لخلعه والتخلص ليس منه وحده ، ولكن من النظام السياسي الإسلامي كله ـ الخلافة الإسلامية العثمانية ـ وقد كان لليهود الطامعين في فلسطين الدور الأكبر في خلعه ، خاصة وأنه كان من ضمن القرارات الضمنية للمؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م :

    " أنه في حال استمرار رفض السلطان ـ عبد الحميد الثاني ـ للمطالب الصهيونية فإن تحطيم الإمبراطورية التركية شرط أساسي لإقامة حكومة صهيونية في فلسطين " .

    وعندما أعلن هرتزل فشله في الحصول من السلطان على أي مكسب على الرغم من كل الإغراءات التي قدمها له ،
    قال :

    " إني أفقد الأمل في تحقيق أماني اليهود في فلسطين ، وإن اليهود لن يستطيعوا دخول الأرض الموعودة ، ما دام السلطان عبد الحميد قائماً في الحكم مستمراً فيه " .

    حركت الصهيونية والماسونية اليهودية والغرب الصليبي أدواتهم في جمعيتي " الاتحاد والترقي " و" تركيا الفتاه "
    بالتعاون مع يهود الدونمة وسالونيك للتآمر على السلطان عبد الحميد وإسقاطه جزاءً له على موقفه السالف ، فكان أول عمل قاموا به انقلاب عام 1908م الذي تمخض عن إعلان الدستور وإجراء انتخابات للهيئة التشريعية وأطلقت الحريات ... ولم يكتفِ اليهود بذلك بل أجبروا السلطان عبد الحميد في العام التالي عن طريق أدواتهم المذكورة التخلي عن الحكم عام 1909م :
    " ويمكن القول أن ثورة 1908م وحادثة خلع السلطان 1909م لعبتا الدور الأول والفعال في انتعاش الأماني الصهيونية لإقامة مملكة إسرائيل في فلسطين .
    وقد أثبتت الأحداث بعد ذلك تزايد الهجرة اليهودية إلى الأراضي المقدسة " .

    وذلك الانقلاب كما يقول الدكتور (أنيس صايغ) كان في ظاهره :
    " حركة قومية إصلاحية عربية تركية غير أن اليهود أسهموا فيها وغذوها كوسيلة للتخلص من عبد الحميد لوضع حكم عنصري يقصي المستشارين العرب ويسهل على السلطات الجديدة منح ما يطلبون من امتيازات ".
    اما الدكتور (عبد الوهاب الكيالي) فيعلق على التحالف العربي ـ التركي لإسقاط السلطان عبد الحميد :
    ولأن شهر العسل العربي التركي الذي أعلنته " جمعية الاتحاد والترقي " العربي العثماني كان قصير الأجل ، فسرعان
    ما اتضح أن عناصر " جمعية الاتحاد والترقي " كانت تركية أولاً ويهودية ثانياً ، وكان الاتجاه القومي الطوراني يقضي بسياسة " التتريك " وطمس معالم اللغة العربية من الشخصية العربية ،
    " بل إن الاضطهاد التركي للعرب ازداد عما مضى وأحس العرب بالاحتقار والسخرية بهم وبتراثهم أكثر من أي وقت
    سبق كما أسيئت معاملتهم وأضعفت لغتهم " .
    فقد ركز قادة الاتحاد والترقي هجومهم على عزت باشا العابد وأبو الهدى الصيادي وكانا من العرب المقربين إلى السلطان عبد الحميد .
    أما (لورنس العرب) فقد اعتبره أنه كان بمثابة :

    " ثورة على المفهوم المألوف للإسلام وعلى فكرة الجامعة الإسلامية عند السلطان عبد الحميد " .

    وقد ذكر السفير البريطاني في تركيا لوزير خارجيته في ذكرته التي رفعها إليه في أغسطس 1910 إن لجنة الاتحاد والترقي تبدو في تشكيلها الداخلي تحالفا يهودياً تركياً مزدوجاً .. إن اليهود الذين يبدون الآن في موقف الملهم والمسيطر على الجهاز الداخلي للدولة يعملون على سيطرة الاقتصادية والصناعية على تركيا الفتاة ، ولكي يصل اليهود إلى مكان النفوذ في تركيا الفتاة فإنهم يشجعون الاتجاهات القومية التركية " .

    فقد " لعبت المحافل الماسونية مع يهود (الدونمة) دوراً مؤثراً في التخطيط لخلع السلطان ، وكانت بمثابة العقل المدبر ، كما كانت الدول الأجنبية بمثابة الممول لأنه كان لها نفوذ كبير في أوساط الباب العالي وبين الأتراك الشبان .
    وكانت الماسونية قد بدأت في الانتشار في أراضي الدولة العثمانية منذ وقت بعيد ، ويقول الأب ( لويس شيخو) عن موقف تركيا من الماسونية
    ( كانت تركيا بين أوائل الدول التي ناهضت الماسونية منذ عام 1748م ، وأن بين قوانينها ما يحضر على العثمانيين الجمعيات السرية ) " .

    ولقد كشف بعض زعماء الانقلاب عن اعترافه بأنه وقع خديعة الحركة الصهيونية والتآمر الاستعماري، فهذا (أنور باشا) الرجل الذي قام بالدور الرئيسي في الانقلاب على الخلافة عام 1908م ، والذي تسبب في تدهور الدولة العثمانية ، يقول في حديث له مع (جمال باشا ) ـ الذي قاد حملة التتريك في بلاد الشام ، وأصدر أحكام الإعدام ضد الذين قاموا بهذه
    الحملة من العرب ـ إذ كانا يحللان أسباب الاندحار الذي أصاب الدولة التركية :

    " أتعرف يا جمال ما هو ذنبنا ؟ وبعد تحسر عميق ، قال :
    نحن لم نعرف السلطان عبد الحميد فأصبحنا آلة بيد الصهيونية ، واستثمرتنا الماسونية العالمية ، نحن بذلنا جهودنا للصهيونية فهذا ذنبنا الحقيقي .

    وذلك ما أثبته السلطان عبد الحميد في مذكراته فكتب :

    " وانتظم يهود العالم وسعوا ـ عن طريق المحافل الماسونية ـ في سبيل (الأرض الموعودة) وجاءوا إلي بعد فترة وطلبوا مني أرضاً لتوطين اليهود في فلسطين مقابل أموال طائلة وبالطبع رفضت "

    وبخلع السلطان عبد الحميد استطاع اليهود النفاذ إلى قلب الدولة العثمانية عن طريق "جمعية الاتحاد والترقي" ، التي استصدرت من السلطان (محمد رشاد) مرسوماً يسمح لهم بالموافقة على الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وقد وضع الاتحاديون شعارهم

    " حرية ، مساواة ، عدالة "

    وهو نفس شعار الماسونية والثورة الفرنسية ، وقد وضعوه على قطعة نقود تركية .

    بخلع السلطان عبد الحميد زالت العقبة الكؤود التي كانت تمنع الصهاينة من تحقيق أهدافهم في فلسطين ، وازداد النشاط الصهيوني في فلسطين خاصة وأن الحكم الجديد أبدى تأييداً رسمياً للحركة الصهيونية ، " ولا شك أن موقف الاتحاديين
    هذا المؤيد للصهيونيين نابع من الروابط القوية بينهم من خلال الحركة الماسونية التي جمعت بينهما قبل استلام الاتحاديين الحكم .
    ولقد هاجم الرأي العام في الآستانة علناً في المساجد والصحافة ودوائر الحكم الاتحاديين والصهيونيين والماسونيين " .

    وقد استمر المخطط اليهودي ـ الغربي للقضاء على الخلافة الإسلامية ، وكان خادمهم هذه المرة (مصطفى كمال أتاتورك) الذي كان عضواً في " جمعية الوطن التركية " ثم عضواً في " جمعية الاتحاد والترقي " ثم انضم إلى المحفل الماسوني
    " فيداتا " .
    وعن حقيقة حركة أتاتورك التي أطاحت بالخلافة الإسلامية 1924 يقول " سيتون واتسون " "إن الأدمغة الحقيقة في حركة مصطفى كمال أتاتورك كانت يهودية سلانيك ومن الرأسماليين العالميين في فيينا أو بواديست وبرلين وربما في باريس ولندن ".

    والدليل على ماسونية أتاتورك أن مبعوث تركيا أيامه إلى مؤتمر لوزان الذي عقد في باريس 1923م ، كان الحاخام (حاييم ناعوم) كبير حاخامي اليهود ، الذي رفض تعيين أتاتورك له بعد ذلك سفيراً لتركيا في أمريكا وفضل أن يكون حاخاما لليهود في مصر .
    لذلك ليس غريباً أن يوافق الوفد التركي على تلك الشروط المجحفة التي أملاها عليه اليهود والغرب الصليبي في مؤتمر لوزان وهي :

    1- إلغاء الخلافة إلغاء تاماً .
    2- طرد الخليفة خارج الحدود .
    3- مصادرة أمواله .
    4- إعلان علمانية الدولة .

    وقد جاء في تفصيلات الشرط الرابع :

    أولا : إدخال الحروف اللاتينية بدل العربية .
    ثانيا : منع إقامة الأذان باللغة العربية .
    ثالثا : وقف تعليم الدين والقرآن في المدارس .
    رابعا : تغيير هيكل الحياة البشرية والتقاليد والأعراف كاستخدام القبعة بدل الطربوش ، وإدخال سائر العادات الغربية .

    وعلق نجاح المؤتمر على تحقيق الشروط وبالفعل طبق حكام تركيا هذه الشروط ولم تنسحب بريطانيا من تركيا حتى
    حققت تلك الشروط ، وعندما احتجت المعارضة في مجلس العموم البريطاني على كروزن لاعترافه بتركيا .
    أجاب :
    " إن القضية التركية قد قضى عليها ولم تقم لها قائمة إننا قضينا على القوة المعنوية فيها وهي الخلافة الإسلامية " .

    وأخيراً ارتاح الغرب من الخلافة الإسلامية التي كان يعتبرها البريطاني (سيرويلم) :

    " سيادة تركيا على الآستانة عار على المدنية يجب محوه ".

    منقول ... أنتهى الموضوع بإجزائه الاربعة

    أتمنى لكم الفائدة .



  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2009
    العمر
    49
    المشاركات
    791
    معدل تقييم المستوى
    2147500

    رد: تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

    شكرا لك على الموضوع

    بارك الله فيك

    جهودك طيبه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2012
    المشاركات
    9,714
    معدل تقييم المستوى
    21474857

    رد: تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

  4. #4
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

    بارك الله بكم أخوتي الكرام

    مرور طيب وكريم .. جزاكم الله خيراً

    تحياتي واحترامي


  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Apr 2014
    المشاركات
    31
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

    مشكور

  6. #6
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: تضحية السلطان عبد الحميد بعرشه من أجل فلسطين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wisamjazi مشاهدة المشاركة
    مشكور
    أخي وسام

    ارحب بك في جمعنا الطيب هذا واتمنى لك التوفيق والنجاح بما يخطه قلمك من مواضيع ومشاركات

    أنت أهلاً لها بإذن الله .. بارك الله فيك على مرور الطيب

    احترامي وتقديري




المواضيع المتشابهه

  1. ثعبان سام يهاجم قائد دراجة نارية منطلقاً بسرعة 264 كم
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-06-2012, 11:57 AM
  2. فى ليالى الشتاء ... حوار بين الاحباب
    بواسطة hamsat.masa في المنتدى عذب الاماكن والمشاعر
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 18-01-2012, 06:13 PM
  3. إذا خسرت من تحب
    بواسطة فيصلاوية أنا في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 25-10-2011, 02:18 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك