احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأخوة من الايمان

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    الأخوة من الايمان

    قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ...

    قال اللهُ عزَّ وجلَّ المتحابونَ في جلالي لهم منابرُ من نورٍ يغبطُهم النَّبيُّونَ والشهداءُ

    الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2390
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    وقال ايضاً ...

    قال اللهُ عزَّ وجلَّ : قَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يَتَحابُّونَ من أجْلِي ، وقَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يتزاوَرُون من أجلِي ،

    وقَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يتباذلُونَ من أجلِي ، وقَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يتصادَقُون من أجلِي

    الراوي: عمرو بن عبسة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3021
    خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

    الحمد لله الذي جعل الأخوّة من الإيمان، وجعل التآلف بين الإخوة من أمتن الأركان، وتعاونهم على الخير كالبنيان.،
    أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شرع من الأحكام ما تقوم عليه الأخوة على مدى الزمان، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله، المبعوث بالرحمة للثقلين الإنس والجان، اللهم صلي و سلم عليه ما نطق بالتوحيد لسان، و ما عمر قلب بإيمان، وعلى آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان.

    أما بعد:
    إخوة الإيمان والعقيدة :
    أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، والعتيقة بنت العتيق، أمنا عائشة - رضي الله عنها -، شدت رحالها نحو مكة، لأداء مناسك العمرة، وفيما كانت تعتمر، نزلت قرب مجلس لبعض الأعراب، قالت، فسمعت رجلا يقول لمن حوله: أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه؟ قالوا: لا ندري، قال: أنا والله أدري، قالت أمنا عائشة: فلمته في نفسي، حين لا يستثني أنه يعلم، أي لم يقل إني بفضل من الله أدري، ثم قال ذلك الرجل: أنفع أخ كان لأخيه، موسى بن عمران - عليه السلام -، حين بعثه الله رسولا نبيا، قال: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي..
    من أجل تلك الأخوة الصادقة، أثنى الله -جل جلاله- على موسى فقال، وكان عند الله وجيها، الذي يقدس الأخوة، ويرفع قدرها، و يعلي مكانتها، إنما هو المؤمن، الذي يعلم أمر الله ونهيه، و يعلم توجيه الرسول وهديه، الذي يعلم أن خير كلمة، هي كلمة ود من أخ لأخيه، و أن خير همسة، همسة محبة في أذن أخيه، وهو يعلم أنهما نزلا من رحم واحد، فدمهما واحد، والخلايا واحدة، وهو الذي يعلم أن الرحم أخذت من الله ميثاقا غليظا، و الحديث، أورده الإمامان البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قَالَ :

    (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ).

    فالواصل لرحمه موصول من الله بكل خير و رحمة، والقاطع لرحمه مقطوع من خير الله ورحمته، فالأخوة هي ذلك الرباط الوثيق الذي يجمع بين قلوب الإخوة، هي تلك المشاعر والأحاسيس، التي تذكر الأخ أن أخاه جزء منه، و أن القطيعة، إنما هي انقطاع عن رحمة الله، وإذا انقطع الإنسان من رحمة الله، ضاع دينه، و بضياع الدين يحل الخراب في كل شيء، وإذا حل الخراب رتع الشيطان، وربنا وخالقنا جل جلاله يقول: وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا فمن يملأ الصدور حسدا إلا الشيطان، ومن يؤجج نار البغض و الكراهية إلا الشيطان، فإذا وجد الشيطان للقلوب منفذا، ملأها حقدا و بغضا، وتهاوت أواصر الألفة و الأخوة، وتوترت العلاقات لأتفه الأسباب، فينسى الإنسان نسبه، بل يكره أباه، و يهجر أمه، و يخاصم أخاه، و يقاضيه، بل ويتمنى له الموت، من أجل جزء من إرث، أو زلة لسان، أو تخاصم بين أطفال، فتمر الأشهر و السنوات، و الأعياد و المناسبات، والأخ لا يكلم أخاه، و القلوب تغلي، والنفوس تموج غيظا وغلا، كل ذلك يتم في غفلة، يتم من غير وعي، ولو تأمل الإنسان، لو وقف مع نفسه وعقله وقفة بصيرة، لعلم ان الدنيا و ما فيها، متاع زائل، لو عاد لمن مات و فارق الحياة، و تساءل ماذا حمل معه، الدار التي بناها باقية، البساتين باقية، المال الذي جمعه توزع بين الورثة، ماذا حمل، حمل ما قدمت يداه، حمل ما كان في القلب، النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أنَّ السَّلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلاَّ التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنــه وإن بناها بشرٍّ خاب بانيـها هذه الدنيا الفانية، و هذا الشيطان اللعين، الذي تمكن من القلوب الخاوية، فأنساها نداء خالقها، أنساها عهد الله، و ميثاقها مع رسل الله: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ لو عاد الإنسان إلى الله، لملأ الله قلبه راحة و طمأنينة، هذا الإنسان الذي يريد الجمع لكي يسعد، لكي يهنأ، لو فكر بعقل، لعلم إن السعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، هي في صفاء القلب، هي في العمل الصالح، وهي لكل مؤمن و مؤمنة، ولكل صالح و صالحة ، يقول ربنا في الكتاب المبين :
    مَنْ عَمِلَ صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ،
    فطوبى للمؤمنين و المؤمنات، و طوبى للصالحين و الصالحات، طوبى لهم بوعود الله، لقد حمل لهم القرآن، هذه البشريات: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ، دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
    فالسعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، هي لأهل الإيمان والعمل الصالح، هي لأصحاب القلوب الصافية والكلمة الطيبة، هي: لــ: مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّه وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فيا ابن آدم، ما لك في الدنيا، إلا متاع، سترحل عنه وتتركه، و تحاسب عنه وقد استفاد منه غيرك، ويا ابن آدم، ما لك والنزاعات، ما لك و الخصومات، و أنت الذي آزرك ربك بأخيك، وبعثه في الدنيا عونا لك، إن الفطرة التي فطرها الله في خلقه، أن يأنس الأخ بأخته وأخيه، وأن ينجذب بعضهم لبعض مودة و رحمة، وأن الله جعلهم زينة في عيون الأبوين، عن أنس بن مالك، خادم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال أن عمته الربيع بنت النضْـرْ كسرت ثنيّة امْرَأَة من الأنصار، فعرضوا عليهم العوض فأبوا، وطلبوا العفو فأبوا وأتوا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأمر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص، فقام أخوها أنس بن النضر فقال: يا رسول الله أتكسر ثنيّة الرُبيّع، لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيّتها، فلما أقسم أنس، عفا القوم بعد أن كانوا امتنعوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه، رواه الإمام البخاري، فالأخ حصن لأخته، ودرع لأخيه، و بر أمان لمن يليه، الخنساء، الصحابية المخضرمة، واسمها تماضر بنت عمرو، قال عنها العلماء، هي ارق شعراء العرب، و أحزن من بكى و ندب، مات أخوها صخر، فبكته بكاء لا مثيل له، ورثته رثاء لم يشهد الشعر نظيرا له، الخنساء، دخلت يوما على أم المؤمنين عائشة، فلفت نظر السيدة عائشة أن الخنساء تلبس صدارا كثيفا من شعر المعز، فقالت لها: ما هذا يا خنساء؟ فو الله لقد توفي رسول الله ص فما لبسته. قالت ما تركته منذ مات صخر، وإن له معنى دعاني إلى لباسه، وذلك أن أبي زوجني سيد قومه وكان متلافا، كثير النفقة، فأسرف في ماله حتى أنفده ثم رجع في مالي فأنفده أيضاً ثم التفت إليّ فقال: إلى أين يا خنساء؟ قلت: إلى أخي صخر، قالت: فأتيناه فقسم ماله شطرين ثم خيرنا في أحسن الشطرين فرجعنا من عنده، فلم يزل زوجي حتى أذهب جميعه ثم التفت إليّ فقال: إلى أين ياخنساء؟ قلت: إلى أخي صخر، قالت. فرحلنا إليه ثم قسم ماله شطرين وخيرنا في أفضل الشطرين، فقالت له زوجته: أما ترضى أن تشاطرهم مالك حتى تخيرهم بين الشطرين؟! فقال لها.، إنما هي أختي، وهي ظلي و رواحي، واذا مت لبست صدار الشعر من أجلي، فهذا الموقف مع ما فيه من جاهلية كحزن غير الزوجة أكثر من ثلاث، و الإسراف في النفقة-، إلا أنه مثال رائع لتفاني الأخ لسعادة أخته حتى يعطيها نصف ماله مرة بعد مرة، فالأخوة التي أرادها الإسلام، أن تعم البيوت، و تشاع بين أفراد الأسرة المسلمة، هي أعظم من المال، وأجل من جميع متاع الدنيا، هي التي تبنى على المودة في القربى، أساسها الإخلاص الحق، وامتدادها سعادة الدارين، ولا يتحقق ذلك إلا بكتاب الله و سنة رسوله.. حين يتجلى شرع الله بين الإخوة..تشرق المحبة أنوارها، و يحل ربيع الانسجام و التعاون، فتورق و تزهر شجرة الأسرة مودة و إخاء، هكذا أرادنا الإسلام، لنكون بانسجامنا و تآلفنا وأخوتنا، خير أمة أخرجت للناس* اللهم عمم وفاقنا، وحسن أخلاقنا، ويسر أرزاقنا، و قو ميثاقنا، و اهدنا للعمل بشرعك المتين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم ..

    منقول من عدة مصادر



  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2012
    المشاركات
    9,714
    معدل تقييم المستوى
    21474857

    رد: الأخوة من الايمان




    أروع القلوب قلب يخشى الله،
    وأجمـــــل الكـــلام ذكـــر الله،
    وأنقـــى الحـب الحب في الله




  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الأخوة من الايمان

    اخجلتم تواضعي اختي اردنيه

    هي كذلك الاخوة الصادقة .. لا عين ترى ولا لسانٌ ينطق ولا مكانٌ يحتوي .. فقط هي ...

    أخوة صادقة مبنية على الاحترام والتقدير .. والقلوب الطيبة والتي تلامس القلوب الطيبة بجمال حضورها .

    مرور رائع لجمال الحضور .. بارك الله بكِ

    تحياتي واحترامي




المواضيع المتشابهه

  1. قتل شقيقته بعد فقدانه شقيقه الوحيدة اليكم القصة! 15-08-2016
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-08-2016, 06:00 AM
  2. بالفيديو: بريطاني يصور الأشباح وهي تعبث داخل منزله 15-08-2016
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-08-2016, 05:54 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-08-2016, 05:52 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك