..نضيء لحظات البدايات، هالة شموع ؛هي ذاتها التي نودع بها اعواما من اعمارنا لكننا نتوق دوما للبدايات .
لما هو جديد نحمل امالنا واحلامنا ، نحاول ان نتاسى لحظات الالم والحزن ولانكسارت امال لم تتحقق او لفراق من نحبهم بالرغم من بقائهم في قلوبنا وان استبدلنا اياما واعواما .
..اربع وعشرين ساعة؛ تفصلنا عن نهاية العام واستقبال العام الذي يليه(...) و في لحظة وادع العام تتسابق نبضات قلوبنا ، على امل بان يكون العام القادم ،عاما افضل يحمل الجميل ويبعد عن نفوسنا الحزن والالم .
تختلف مفاهيمنا عن الحزن والالم؛ هناك من يراها بعدم قدرته ماديا وقلة ما في اليد من مال تمكنه من تلبية ما يرغب به او ما تحتاجه اسرته وهناك من يراها بعدم القدرة على تحقيق ولو جزء من الاحلام المرتبطة، اما بالعمل او بالزواج او بالانجاب .
و..هناك من يراها عبر تذكار ما فقده ممن يحب اما: بالموت او باختلاف الاقدار وعدم البقاء سوية في الحياة .
ومهما اختلفت نظرتنا للحياة وتوقنا للفرح، فان لحظات الحزن قد تتسرب الى نفوسنا بلحظة ما نشعر بها ان الحياة لم تمنحنا كل ما نريده او انها لم تكن عادلة معنا كفاية لنشعر بالرضا .
..وهذه المشاعر ما تلبث ان تغادرنا ان امنا بحقيقة الوجود والاقدار وادركنا ان الانسان لا ياخذ بحياته الا ما قسم الله سبحانه وتعالى له سواء من مال او من اولاد او من دوام او غياب الصحة البدنية .
يغادرنا عام ويطل علينا اخر.. تتجدد احلامنا ونامل ان لم يتحقق جزء منها بالعام الراحل(...) ان يحققها العام القادم لاننا لا نملك سوى البقاء على قدر كبير من الاحلام والامنيات !
ولكي لا نفقد الامل بالايام و لا تتحول الساعات الى مجرد اصوات ،تذكرنا اننا لا نزال على قيد الحياة فقط ..ها نحن ننظر الى الاتي.
لا يزال هناك مكان للفرح نلتمسه من وجودنا ووجود من نحبهم بحياتنا .
لا يزال هناك مكان للفرح الاتي من ابتسامه اطفال ينثرون فرحهم، بقلوبنا فيضفون جمالا لا يقدر بثمن للحياة التي تتمحور حولهم فتغدو احلامهم احلامنا نسعى لمساعدتهم على تحقيقها لان ما يحققونه فيجعلهم فرحين يعني ان نكون نحن ايضا فرحين .
لا يزال هناك مكان للفرح نشعر به ما دمنا نحيا بصحة لا نشعر بالالم لا نعاني من المرض تشرق علينا شمس النهار ونحن قادرون على السير على اقدامنا فنردد الحمد لله ونكمل مسيرتنا بالحياة .
فالسعادة وان اختلفت مقايسيها من انسان لاخر ، لا بد ان ترتبط باشخاص او بامور نعيشها كل يوم قد نتمنى ان يتغير الحال الى الافضل لكن برغم امنياتنا هذه التي نستقبل بها العام الجديد الا انه علينا ان لا نتاسى ان هناك اشياء واشخاصا بحياتنا يشكلون لنا معنى الوجود بهم ومعهم تتجدد الامال بعام افضل .
نراه ، هالة من الحب والدمار والذهول والحكايات ، يلملم اوراقه ويستعد للرحيل مخلفا وراءه الحزن لكثير من القلوب والفرح لقلوب اخرى ... احلام لم تتحقق واحلام اخرى تحققت ... اناس غادرونا مخلفين وراءهم ذكرى لا تنسى فهو حال القلب يختزن الكثير الكثير من المشاعر والوجوه .
واناس واحباء لا يزالون بينا كل ما نتمناه ان تبقى وجوههم ساطعة بايامنا ينثرون معاني وجودهم الكبيرة في كل لحظة من لحظات سنواتنا لان فرحنا لا يكون الا بهم ومعهم
وبلحظات استقبال العام الجديد يحتفظ كل واحد منا بامانيه واحلامه وتوقه للفرح يطفىء شمعة ويضيء اخرى فيتجدد الامل من جديد بان يكون عام خير وبركة .
فالسنوات ترحل كما البشر يرحلون في يوم ما لكن الامل بالغد يستمر والامال والاحلام تتجدد عاما تلو الاخر فان لم تتحقق في عام مضى نحلم بتحقيقها بالعام القادم .
كل عام وانتم بخير، لتبقى قلوبنا وقلوبكم عامرة بالحب ، تنور حياتكم وسنواتكم وجوه من تحبون امهاتا واباء واولادا واصدقاء .. ولتعيش الوجوه التي رحلت في العام الذي سيمضي عن احبتها في ثنايا القلب والوجدان، فالغياب لا يعني خروج هذه الوجوه من القلوب بل بقاءها حية نستذكرها كلما تذكرنا انفسنا بالحياة .
رد مع اقتباس
المفضلات