عمان- حنين الجعفري - يعيش الشباب مجموعة من التحولات سواء في طريقة العيش أو أنماط السلوك، بفعل عوامل كثيرة أبرزها الثورة التكنولوجية.
وتفرض متغيرات العصر، بحسب العشريني «معتز عبد الهاد، على الشباب العيش مع العصر التكنولوجي والتأقلم والمشاركة في مسيرة التغيير.
وتؤكد دارين خرفان ان الإنسان لا يستطيع ان يقف متفرجا على التغيرات الحاصلة في عصرنا لذلك عليه مواكبة هذه التغيرات.
وتقول إن هذا التغير الاجتماعي او الاقتصادي او التكنولوجي ادى بشكل كبير الى احداث تغيير في قيم الناس واتجاهاتهم وسلوكهم وعاداتهم ليتناسب مع النسق والتغيير الجديد.
وبرغم إشراك الشباب في المجتمع بصفاته أو بخصائصه العامة إلا ان الشباب لهم عادات وصفات تتجلى بأنهم فئة مستهدفة لأدوات التغيير محليا وعالميا في كل المعاني الفكرية والتكنولوجية بالإضافة إلى أنهم فئة استهلاكية مستهدفة من قبل الشركات العالمية المختلفة والاهم أنهم يمتازون عن غيرهم من شرائح المجتمع بامتلاكهم صفة المغامرة والتجريب، بحسب ما يؤكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة وجامعة البلقاء د.حسين محادين.
ويرى محادين ان الشباب الأردني يتأثرون بطبيعة التغيرات التي يمر بها المجتمع بصورة متسارعة إذ أن ملامح الثقافة الغربية أصبحت واضحة الحضور في سلوكياتهم نتيجة لتقليدهم وتأثرهم بما يبث عبر وسائل الإعلام الغربية من جهة ومن جهة أخرى وجود الفجوة الجيلية بينهم وبين الكبار الذين غالبا ما يتمسكون بالقيم المستقرة.
ويقول ان الشباب ينظر إلى مثل هذه المفاهيم بأنها تشكل إعاقة لانخراطهم في قيم الحداثة والمعاصرة، مبيناً أن العلاقات الأسرية ضعفت وان القيم الفردية قد سادت لدى الشباب من خلال التعبير عن الرأي او اعتماد حرية التصرف أو تقليد الموديلات الغربية بالزي وفي اللغة بالإضافة إلى عدم المشاركة في المناسبات والواجبات الاجتماعية.
ويؤكد ان الشباب يعيش نوعاً من الصراع القيمي بين ما يعتقده هو وما يعتقده الأهل في التقليد وبين ما يراه في الأجيال السابقة بمعنى أنهم غير قادرين على خلق بيئة مشتركة او ايجاد حلول مشتركة.
الخبير الاقتصادي حسام عايش يقول ان الشباب في المجتمع يمثلون 70% من المعنى العمري والفعلي الحقيقي لادوار الشباب أي ان ثلاثة أرباع ما يحدث في المجتمع هي أفعال يحدثها الشباب.
ويرى ان التغيرات الكثيرة والمتسارعة التي استهدفت المجتمع اثرت على الشباب لأنهم هدف التغيير وهذا ما ادى إلى
خلق سلوكيات جديدة ومفاهيم جديدة ساعدت أدوات الاقتصاد الحديثة على تأثر الشباب بها.
هذا المشهد، وفق عايش، بدأ يعكس اثره على الشباب فمن ناحية العمل بدأت ثقافة العيب تتغير وبدأ الشباب يبحثون عن فرص عمل وهم على مقاعد الدراسة وبالتالي أصبح تأثيرهم على المجتمع اكبر بالإضافة إلى تغيير نمط العلاقة بين الجنسين سواء على الصعيد العملي أو في الدراسة.
ويوضح ان الشباب لم يعد يأخذ دور اللاعب فقط بل أصبحوا يشغلون ادواراً عدة ويؤثرون في المجتمع ويلعبون دورا كبيرا في التغيير المتسارع.
ويبين ان هناك تحديات تفرض نفسها على الجيل الجديد خصوصا مع الثورة التكنولوجية وعجز الاقتصاد عن خلق
وظائف تستوعب طاقات الشباب وهذا يعكس خطورة الشباب في التغيير في المجتمع.
الرأي