احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تقليص عدد ساعات العمل وتأمين دخل أساسي.

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    تقليص عدد ساعات العمل وتأمين دخل أساسي.

    عمل المجتمعات كنظام يتألف من عناصر متكاملة يجمعها العمل في الصميم، لأنه يخلق قيماً مشتركة .
    أما الناس فهم مجبرون على العمل لتأمين تكاليف الحياة، أي أنه حاجة بالنسبة لهم. ولكن كيف ستكون الحال عندما لا يوجد عمل كافٍ للجميع ؟
    من الأكيد أن ذلك سيؤدي إلى فقدان القيم والتضامن ومعنى الحياة . مساهمة تؤيد تقليص عدد ساعات العمل وتأمين
    دخل أساسي. "(...)
    إن السعي إلى حياة سهلة خالية من الجهد والعمل مثل حياة الآلهة فكرة قديمة قدم البشرية. كما إن حياة خالية من العمل ليست ظاهرة جديدة، فقد كانت في الماضي من بديهيات وامتيازات الأقليات التي تهيمن على الأكثرية. لعله يبدو أنه عبر التقدم العلمي فقط يمكن تحقيق ذلك الأمر الذي تحلم به كافة أجيال الجنس البشري دون أن تتمكن من تنفيذه. ولكن هذا المظهر خادع .
    بدأ العصر الحديث في القرن السابع عشر بتقديس العمل نظرياً، وانتهى الأمر في بداية هذا القرن إلى تحول المجتمع بمجمله إلى مجتمع عمل."... هانه أريندت

    نهاية مجتمع العمل

    تعمل المجتمعات وفق هيغل كنظام يتألف من عناصر متكاملة يجمعها العمل في الصميم، لأنه يخلق قيماً مشتركة . أما الناس فهم مجبرون على العمل لتأمين تكاليف الحياة، أي أنه أول حاجة بالنسبة لهم. وبواسطة العمل يحصل الفرد على الوسيلة المادية لتسيير حياته، كما يستطيع عبره أن يحقق لنفسه اعترافاً ووعياً خاصين به، إضافة إلى أنه يستمد منه
    قيمته الإنسانية.
    يمثل تأهيل قوة العمل جهد مجمل أفراد المجتمع، كما إنه مرتبط بجهود وبتكاليف كبيرة. جزء كبير من ثروة مجتمع ما مصدره قوة العمل هذه. فإذا لم يعد المجتمع بحاجةٍ لها ويتركها تضيع، أو يعيق تطورها، فإن ذلك يعني تهديماً للثروة ولحياة الفرد.
    إذا لم يجد الناس عملاً يصبحون بحاجة للدعم الاجتماعي، وعليهم أن يعيشوا على الصدقات التي تكفي بالكاد لتغطية النفقات الأساسية، ولكنها لا تكفي ليتمكنوا من المشاركة بالشكل المطلوب في الحياة الاجتماعية. لذلك يفقدون الاعتراف الاجتماعي ولا يحتفظون بالثقة بأنفسهم إلا بصعوبة. البطالة تعسف، وهي ضربة لعملية الاندماج الجسدي والروحي ولسلامة الأشخاص الذين يتعرضون لها. إن البطالة سلب وإلغاء للإمكانات والمواصفات التي تم اكتسابها داخل الأسرة والمدرسة وأثناء تعلم المهنة (...) عبر عملية مكلفة ومجهدة، وفصل للكفاءات عن فرص تفعيلها في المجتمع بحيث
    تصبح عرضة للضياع، كما تسبب أذى شديداً للشخصية .

    البطالة كواقع اجتماعي
    لا يحدث هذا إلا عندما يعتبر الرأي العام البطالة عاراً على الفرد، ويُرجِعها إلى الفشل الشخصي بدل التغيرات
    الموضوعية للمجتمع. ليس من النادر أن يخجل الذين أصبحوا عاطلين عن العمل من محيطهم، ويدّعوا انشغالهم رغم
    عدم وجود أي شاغل . وفي المعامل متوسطة الحجم توجد ظاهرة الموظفين المتخوفين، الذين يذهبون في نهاية دوامهم الرسمي إلى ساعة تسجيل الحضور والانصراف لإثبات وجودهم ثم يعودون إلى مكان العمل. خوفاً من فقدان عملهم يقضون ساعات إضافية في موقع العمل دون أجر. والطريف هو أن المرء يفضل راتب معقولٍ حتى لو كان مستغَلاًّ
    على ألا يصبح غير مستغلٍّ دائماً. كما يرضى بعملٍ يلزمه التخلي عن بعض كرامته بدل الفقدان الكامل للظروف المادية التي تؤمن حياة كريمة .

    الخوف يجعل المرء سهل الانقياد.
    الخوف مرشد سيء، وعندما يصبح ظاهرة عامة فإنه يهدِّم الأمن الداخلي الاجتماعي . إنه مرتبط بفقدان المسؤولية السياسية المنظمة، عندما تُلغى الدولة الاجتماعية ويستمر التمسك في نفس الوقت بنموذج مثالي لوظيفة ثابتة في علاقات العمل. يبدو العمل المأجور بشكل متزايد كمسألة عفا عليها الزمن. وفي مناطق كثيرة ينتشر الحديث منذ فترة طويلة عن نهاية مجتمع العمل. بطالة جماعية ليست مشكلة فردية للمعنيين فقط، بل هي مشكلة بنيوية، لأنه في عملية الانتاج تستخدم الآلة والأتمتة والكومبيوتر تتناقص الحاجة باستمرار للعمل البشري من أجل إنتاج كميات أكبر من السلع.

    تقليص عدد ساعات العمل – هل هو وهم ؟
    لتحاشي انقسام المجتمع إلى فئتين، الأولى فئة النخبة ممن يمتلكون وظائف كاملة ولهم مميزاتهم ووسائل حمايتهم
    ومراكزهم القيادية العالية، والثانية جيش من العاطلين عن العمل الذين لا حماية لهم، ومن أصحاب الأعمال الموسمية
    غير المؤهلين، فإنه قد يكون من الضروري تخفيض ساعات العمل بشدة وتقسيم الأعمال الموجودة على قوة العمل بالتساوي وبالشكل المناسب.
    كان تقليص ساعات العمل حلماً مركزياً لجميع النظريات المثالية ابتداءً بتوماس موروس ومروراً بكلٍّ من كامبانيلا وسان سيمون وفورييه و برودهون وصولاً إلى ماركس وغيره. وفي بداية عام 1980 أضاف الفيلسوف الفرنسي أندريه غورتس فكرة ربط حق الحصول على دخل بالعمل .
    يجب أن يتذكر المرء في الوقت الحاضر هذا الأمر في كل الأحوال، لأن الدعم السابق للعاطلين عن العمل، الذي تم
    إلغاؤه مثلاً في ألمانيا عبر "إصلاحات هارتس Harz Reformen" – حتى ولو بشكل مخفي - مهد الطريق لذلك.

    "عندما يُدفَع للعاطلين عن العمل في بلدان شمال أوروبا سبعون بالمائة من دخلهم السابق، أو يدفع للعاملين الذين يتجاوز عمرهم 55 عاماً (...) راتب تقاعدي قدره 70 إلى 90 بالمائة من راتبهم، فإن حق الحصول على دخل لن يعود
    مرتبطاً بالوظيفة."


    فك الارتباط بين الأمرين تم استحداثه بشكل خفي، لأنه تم قدر المستطاع تحاشي الاعتراف بأنه لم تعد توجد وظيفة كاملة. استخدمت الشركات الكبرى حتى عام 1990 أسلوب الإحالة المبكرة على التقاعد لتحاشي الصراعات داخل الشركة وإلقاء اللوم على الصندوق الاجتماعي – هذا لم يعد الآن ضرورياً لأن التسريح بأعداد كبيرة أصبح ممكناً. بما أن الناس لم ترَ في معونات البطالة والمساعدات الاجتماعية تعويضات للأشخاص الذين قذفتهم الظروف إلى مواقع هامشية في المجتمع، كان المسألة قضية وقت لحين اتخاذ خطوات الفصل بحيث يُعاد التراجع عن الدعم الحكومي المُفترض والسخي للعاطلين عن العمل.

    لعل التمسك بأسطورة الوظيفة الكاملة يجد مكانة خاصة في ألمانيا بسبب التجارب مع الفاشية والتدمير الكامل بفعل الحرب العالمية. لكن لهذه الأسطورة قوتها في جميع البلدان المتطورة صناعياً. التمسك بفكرة الوظيفة الكاملة يخدم في المحافظة على أخلاقيات الأداء العالي، خلف هذه المقولة تختبئ مصالح الطبقات والجهات ذات النفوذ. أما التقليص الشديد لساعات العمل فسيؤدي إلى انتقال توازن السلطة بين القوى العاملة ورأس المال لمصلحة أصحاب الرواتب. عندها لا يجوز أن يتبع الأجر لساعات العمل الفعلية، وإلا فإنه لا يكفي لضمان العيش. يجب التوقف عن جعل وقت العمل مقياساً للعمل. ويجب أن يكون الهدف الرئيسي هو جعل الحياة كريمة.

    دخل أساسي كبديل
    يُعتَمَد على هذه الأفكار التصور حول دخل أساسي غير مرتبط بموقع العمل. وسيكون هذا حق أي شخص ليفهم بأن " الإنتاج بالكميات المطلوبة موزع على مجمل حياته من أجل الاحتفاظ بالعمل الضروري الذي عليه تأديته طوال حياته." وقام غورتز في عام 1983 بحساب المقياس الضروري الذي يجب أن يقوم الجميع بأدائه خلال الحياة، وقد بلغ فقط عشرين ألف ساعة. وهذا الرقم ينبغي أن يكون اليوم أقل بسبب تقدم التكنولوجيا التي تحل محل الإنسان. وبرأي غورتز يُترك لكل شخص اختيار الطريقة التي يملأ بها "حسابه الزمني". وبالمقابل يحصل المرء من الدولة على حدٍّ أدنى من الدخل طوال حياته.

    بغض النظر عن كيفية النقاش حول فكرة الدخل الأساسي، فإنه لا يمكن تجاهل بأن انتهاء الوظيفة الكاملة أمر يجب القبول به، وبأنه يجب اعتبار إعادة الهيكلة فرصة لجعل المجتمع أكثر عدالةً وتضامناً. وكلما طالت فكرة إنكار هذه الحقيقة، ازدادت قوة انفجار اجتماعي محتملة تدفع إلى التفكير بها.

    منقول

  2. #2
    سر من اسرار دمعي الصورة الرمزية A D M I N
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2006
    الدولة
    washington DC
    العمر
    41
    المشاركات
    27,145
    معدل تقييم المستوى
    10

    رد: تقليص عدد ساعات العمل وتأمين دخل أساسي.

    بارك الله فيك

    اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف واغنى اللهم امين
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
    اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
    ولا حول ولا قوه الا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد
    اللهم صلي على حبيبنا وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Dec 2013
    المشاركات
    12
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: تقليص عدد ساعات العمل وتأمين دخل أساسي.

    موضوووع راااااااائع
    الى الامام

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2012
    المشاركات
    9,714
    معدل تقييم المستوى
    21474857

    رد: تقليص عدد ساعات العمل وتأمين دخل أساسي.

    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

  5. #5
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: تقليص عدد ساعات العمل وتأمين دخل أساسي.

    مرور طيب وجميل اخواني

    جزاكم الله خيراً وفي ميزان حسناتكم

    تحياتي


المواضيع المتشابهه

  1. طريقة سهله للأسغفار وفوائده العظيمة
    بواسطة لؤلؤة البتراء في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-06-2009, 07:12 AM
  2. زواج ذوي الاحتياجات الخاصة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 16-05-2009, 11:45 AM
  3. احتاج اليك فعد الي
    بواسطة رمز الوفاء في المنتدى عذب الاماكن والمشاعر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 29-07-2008, 11:10 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك