عندما يتناول الانسان ايا من المواد المخدرة فإنها تمتص من حيث يتم تعاطيها ويحملها الدم الى الكبد وهو الجهاز الذي خلقه الله تعالى لتغيير طبيعة اي سموم تدخل الجسم بواسطة تفاعلات كيميائية ، ولكن تكرار هذه العملية يؤدي الى مرض خلايا الكبد نفسها حيث تتسرب بداخلها مواد دهنية او تدمرها تماما ويحل محلها نسيج ليفي ينتهي بتليف الكبد وما يتبع
ذلك من تدهور لصحة الانسان .
مع ذهاب المخدر الى المخ فإنه يؤثر على القشرة المخية والمادة السنجابية تأثيرا سلبيا وبذلك تحدث شللا في تفكير الفرد وبالتالي ما يتعلق بمحافظته على التقاليد والاخلاق في المجتمع المحيط بحيث يتحرر في تصرفاته الى المستوى البدائي او الحيواني ، وكذلك يحدث بطء في رد الفعل واثارة الفوضى في الحواس الخاصة :
السمع ، الرؤية ، الشم ، التذوق ،
مما يؤدي الى النوم او الخمول الشديد او بالعكس يؤدي الى تنبيه شديد وهلوسة بصرية وسمعية ( حوادث الطرق ) .

مع تزايد الجرعة فإنها من الممكن ان تؤدي الى الوفاة بسبب اختلال عمليات ضبط التنفس ونبضات القلب وضغط الدم .
أغلب المخدرات تعبر حاجز الدم في المشيمة وتصل الى الجنين مما يؤدي الى اصابته بتشوهات خلقية بالاضافة الى اصابته بالادمان وولادته بوزن اقل من الطبيعي مع صرخة صيرة حادة وتشنجات ممتالية وعادة ما يجد هؤلاء الاطفال صعوبة في النمو ومواصلة الحياة واذا حدث فإن النمو يكون بطيئا سواء كان جسميا او عقليا .

استعمال الابر في تعاطي المخدرات من اهم اسباب انتشار مرض الالتهاب الكبدي الوبائي الذي يدمر خلايا الكبد
وينهيها بسرطان الكبد ، كذلك يسبب مرض الايدز بسبب تلوث الابر والمحاقين اذا استعملت بالتبادل بين المدمنين .

د. نايف ارشيدات
اختصاصي الطب النفسي (العلاج السلوكي ) .. نقلاً عن الرأي