هل هم فتية غرر بهم حمل بن بدر «صاحب الغبراء» للوثوب بوجه الفرس داحس لإعاقتها وتأمين فوز الغبراء؟ أم هي فتن نسيت معها العادات والتقاليد الأصيلة، ولم تكتسب عدوى التحول للمدنية الحضارية؟ أم هم فتية لم تتم تربيتهم وأقلمتهم مع متطلبات العصر، من تحضر فكري وثقافي وإنساني؟ أم هي مؤسسات تعليمية تراجع أداؤها في السنوات القليلة الماضية في هذا المجال لتسمح بتطور وتنامي ظاهرة العنف في مؤسساتنا التعليمية ؟ بعد وصول عدد المشاجرات إلى حوالي 110 مشاجرات في الأعوام من 2010 - 2012 وشهد العام 2011 لوحده 60 مشاجرة طلابية فيما رفعت مشاجرة طلبة جامعة البلقاء التطبيقية في السلط اول من امس عدد المشاجرات للعام الجاري الى 20 مشاجرة وصفت غالبيتها بالعنيفة بسبب استخدام طرفي المشاجرة الاسلحة النارية والبضاء والعصى والحجارة .
انبرى المسؤولون وشمروا عن سواعدهم، وأطلقوا لألسنتهم العنان، وصرحوا بأن عام 2013 ونتيجة للعديد من الإجراءات والتدابير سيشهد تراجعاً لهذه الظاهرة المقلقة، حتى جاء عام 2013 ليشهد وقوع 30 مشاجرة خلال شهري آذار ونيسان فقط راح ضحيتها ستة مواطنين، وزادت ظاهرة استخدام الأسلحة البيضاء والنارية والتراشق بالحجارة وتدمير المرافق والسيارات، ومع الأشهر الأولى من العام الدراسي الحالي بدأنا نشهد تجدد لهذه الظاهرة في عدد من مؤسسات التعليم العالي.
بغض النظر عن الأسباب التي قد تكون وراء هذه المشاجرات ودوافعها التي باتت معروفة للجميع، وقد أجريت العديد من الأبحاث والدراسات والندوات التي شرحت هذه الظاهرة، وخرجت بتوصيات قد تكون فعالة على المدى الطويل كونها تعتمد التركيز على التربية والتثقيف والتوعية.
مما يجب أن لا تنساه أو تتناساه مؤسسات الدولة المختلفة تعليمية وغيرها الحريصة على الاقتصاد الأردني والدخل القومي اذ أن أعداد الطلبة غير الأردنيين في الجامعات الأردنية يناهز 28 ألف طالب، وماذا يعني هذا الرقم بالنسبة للدخل القومي. مذكراً بأهمية سمعة جامعاتنا على استمرار هذه الأعداد أو تزايدها أو نقصها. لإن أهم عنصر من عناصر بقاء طلبهم للعلم في مؤسساتنا التعليمية هو جو الأمن والأمان الذي اشتهرت به المملكة قبل نوعية التعليم.
ولعل الحلول المطلوبة والفورية وقصيرة المدى تتمثل في التشدد بتطبيق القانون، وفصل كل طالب يشارك في مشاجرة فصلاً نهائياً، والقضاء على ظاهرة حمل أو اقتناء الأسلحة غير المرخصة، وعدم السماح بالتدخل لأي كان ولآي سبب كان في إعادة هؤلاء مفتعلي المشاجرات إلى الحرم الجامعي .
الوقت لا يعمل في صفنا في مثل هذه الظروف الاقتصادية والأمنية، ولا بد من وقفة جادة من الجميع، نغلب فيها المصلحة العامة على المصالح الشخصية، والذي لا يعي خطورة الوضع الاقتصادي ويعمل على زيادة تدهوره يجب ايقافه عند حده، وبغير تطبيق القانون لن يكون لدينا ثقافة التزام ولا ثقافة احترام للنظام، وبغير ذلك ستستمر داحس والغبراء لأربعين سنة.
عن جريدة الرأي .. هاشم ارشيد ,, باحث اكاديمي
المفضلات