احباب الاردن التعليمي

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

  1. #21
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله وتوفيقه

    أهمية التواصل مع الأطفال خلال الظروف الصعبة :
    تنبع أهمية التواصل من خلال تلبيته الحاجات التالية للطفل:

    1- يقدم الدعم المعنوي للطفل:
    يمكن أن تخلف الحروب وحالات الطوارئ وراءها آلافا من الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم المعنوي والمساعدة العملية. الأطفال الذين يفقدون أهلهم، بصورة خاصة، بحاجة إلى كبار يدعمونهم ويقدمون المشورة لهم، بل وحتى الأطفال الذين لم يفقدوا عائلاتهم قد لايجدون من يسرون إليه بما يشعرون.

    2- يوفر الاحساس بالأمان:
    فالأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة يمكن أن يكونوا بحاجة إلى من يساعدهم على التغلب على صعوباتهم. وقد يعاني هؤلاء الأطفال أحيانا من الاستغلال الجنسي أو القهر الجسدي ويحتاجون إلى أن يخبروا إنسانا ما عن هذه المعاناة.
    وإذا لم يكن هناك من يستمع للطفل ويساعده فإن الطفل سيبقى وحيدا مع ضائقته.

    3- يساعد الطفل على تكوين الشعور بالراحة:
    يشعر الأطفال عادة بالراحة عندما يبوحون لأحد ما بما في قلوبهم، أو عندما يستطيعون نقل مشاعرهم بواسطة الرسم أو اللعب. وتصبح وطأة التحمل أخف على الطفل عندما يجد شخصا كبيرا (أو ربما طفلا أكبر منه سنا) يشاركه حزنه وقلقه.


    4- يساعد الطفل على التعامل مع التجارب المرة:
    إن توفير فرصة التواصل للطفل خلال الظروف الصعبة، يمكن أن تساعد الطفل على أن يبدأ بالتالي:
    • أن يبعد التجارب المريرة، أو يفصلها كليا، عن المشاعر المؤلمة. (تصبح نظرته للأمور أكثر واقعية).
    • أن ينظر إلى ما حصل معه بمنظار مختلف، وأن يرى أن لدى الاخرين أيضا مشاكل مشابهة. فيستشعر معنى المشاركة الوجدانية.
    • أن يحاول حل مشاكله الراهنة. حيث أنه يستبصر بالأمور ويجد طرقا مناسبة للتعامل معها.
    • ان يتطلع تدريجيا نحو المستقبل.

    أهمية أنواع التواصل المختلفة:
    يجد الأطفال طرقا متعددة في التواصل، فهم يعبرون عن أنفسهم باللعب والرسم وتكوين الأشكال والموسيقى والغناء والرقص والكتابة. وعلى الرغم من أن التحادث يساعد على استعادة الثقة بالنفس وإيجاد طرق للتعامل مع الصعوبات فإن الأطفال يحتاجون إيضا إلى فرص لاستعادة الحياة العادية واللعب والدراسة والعمل.

    التواصل غير اللفظي مع الطفل:
    كثيرا ما يحدث التواصل من دون التكلم عمليا. إن تعابير وجه الإنسان وحركاته وارتفاع صوته ونبرته، كلها من وسائل التواصل، ويعتمد معناها على الثقافة المعنية التي نستخدمها. وعلى سبيل المثال:
    فإن إدارة الرأس يمينا ويسارا يعني "نعم" عند بعض الشعوب و"لا" عند بعضها الآخر.
    ومن المهم أن نفكر إذا ما كان تواصلنا غير الكلامي يساعد الطفل على الشعور بالراحة. ويغير كثير من الكبار سلوكهم عند التحادث مع الأطفال لكي يساعدوهم على الاسترخاء والارتياح، بينما يعطل الكلام بطريقة متعالية أو صارمة
    "التواصل مع الأطفال" لأنه يشكل عدم احترام الطفل.

    نبرة الصوت:
    يتكلم الناس أحيانا بصوت عال أو بقسوة دون أن يعوا ذلك. وهذا ما يجعل الطفل يظن أن هذا الشخص غاضب منه أو إنه إنسان غير لطيف. وفي بعض المجتمعات يتحدث الكبار مع الأطفال بنبرة صوت خاصة، هي أعلى طبقة أو أهدأ طبقة أو أكثر "غناء" من النبرة التي يستخدمونها عندما يتحدثون مع أقرانهم الكبار. وهذا يظهر لطف الإنسان الكبير ويساعد الطفل على الشعور بالأمان.

    تعابير الوجه:
    إذا بدا علينا الضجر أو القلق أو الضيق عندما يتحدث الطفل إلينا فإنه سرعان ما سيتوقف عن الكلام. وأما أصوات التشجيع والإيماءات والإبتسامات فتظهر له أننا نهتم بما يقوله.
    ويجب أن تتغير تعابير وجهنا بحسب ما يقوله الطفل لنا. فإذا ابتسمنا مثلا فيما الطفل يتحدث عن شيء حزين فإننا سنبدو وكأننا لانهتم بالأمر، أو أننا غير لطفاء.

    الدعابات والضحك:
    الدعابات والإبتسامات والضحكات يمكن أن تساعد الطفل على أن يسترخي ويبدأ بالوثوق بنا، ومع ذلك فإن الناس يبتسمون أحيانا ويضحكون عندما يشعرون بالحرج أو عندما لايجدون مايقولونه. فمن المهم أن نعرف ما الذي يجعلنا غير مرتاحين أو محرجين بحيث يمكننا ان نتجنب ردود الفعل التي يمكن أن يعتبرها الطفل غير لطيفة.

    التواصل بالنظر:
    يختلف مدى التواصل بالنظر، الذي يتم عادة عندما يتحادث الكبير مع الصغير باختلاف المجتمعات. ففي بعض الثقافات يتم توبيخ الأطفال، إذا هم لم يوجهوا نظرهم إلى الإنسان الكبير الذي يتحدث إليهم. وفي مجتمعات أخرى يعتبر الطفل وقحا إذا هو نظر في وجه الكبير المتحدث بدلا من أن يخفض نظره إلى الأرض.
    والأكيد هو أنه من الخطأ أن يحدق الناس في وجه بعضهم البعض، إلا أن درجة معينة من النظر إلى وجه الإنسان الآخر تساعد عادة. فحين لا تنظرون إلى الطفل إطلاقا فإنكم لن تلاحظوا إن كان الطفل منزعجا أو يحتاج إلى مواساة. ومن ناحية أخرى إذا حدقتم في عيني الطفل طوال الوقت فإن هذا سيزعجه. وكذلك عند التعامل مع الاقتراب منهم أو النظر إليهم كثيرا في البداية.

    إن القدرة على الاستماع الجيد والإيصال والتواصل الجيد، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأطفال، تتطلب مهارة يجب أن نتعلمها. ولايتعود الكبار، عادة، كيف يتفاهمون ويتواصلون مع الأطفال في ما يتعلق بشؤون حياتهم والأشياء التي تقلقهم، وهذا الأمر يصبح تحديا حقيقيا عندما يتعلق الأمر بأطفال يجدون أنفسهم تحت وطأة أزمة ويعيشون في ظروف صعبة.

    أهمية العادات والقواعد الاجتماعية السائدة في فهم التواصل اللفظي وغير اللفظي:
    لكل ثقافة طرقها المميزة من ناحية التواصل بين الأشخاص، ومن ناحية التعبير عن المشاعر، والتعامل مع حالات المعاناة وفقدان الأعزاء. ويتعلم الأطفال هذه الطرق في أثناء نموهم وترعرعهم بوصفها جزءا من المعرفة الاجتماعية التي يكتسبونها. وهناك تنوعات وتباينات كبيرة بين الثقافات، ويظهر هذا مثلا في كيفية طلب النصح وتقديمه، أو في كيف يتكلم الناس عن أنفسهم. وهناك تباينات أيضا في كيفية التواصل غير اللفظي بين الأشخاص، فالابتسامات والإيماءات وحالات الصمت تعني أشياء مختلفة في المجتمعات المختلفة، وحتى ضمن المجتمع الواحد يمكن أن تتباين أساليب التواصل الشخصي بحسب الطبقة الاجتماعية، والإقامة في المدينة أو الريف، والعمر أو عوامل أخرى.
    (فمثلا توجد في بعض المجتمعات خصوصيات مهمة كعدم اختلاء الرجل بالمرأة، أو قد يجد الطفل حرجا في التعبير عن نفسه إلى فتاة ...إلخ) كل هذه الأمور علينا مراعاتها.
    وعلى مقدمي الرعاية للطفل الانتباه إلى هذه الفروقات أثناء عملية التواصل مع الطفل، ويكون ذلك من خلال الانتباه إلى لغة الجسد وطريقة الجلوس مع الطفل والمسافة الفاصلة بينكما أثناء حديثكما.
    كما عليهم في هذه النقطة بالذات الانتباه إلى الأطفال الذين تعرضوا إلى عنف جسدي أو أي اساءة جنسية، وذلك حرصا على توفير الشعور بالأمان، فنحن عادة "في الأحوال العادية" نعانق الأطفال ونقبلهم ونمسح على رؤسهم رغبة منا في ايصال التعاطف والحنان، لكن الطفل الذي تعرض إلى اساءة جسدية أو جنسية لا يناسبه هذا النوع من التواصل" إذ قد يحرك هذا السلوك خبرات سلبية لدى الطفل (لذلك علينا أن نكون حريصين على عدم المبادرة فيما يتعلق بهذه الأمور).

    نتابع باذن الله ... التحدث عن الموت مع الطفل



  2. #22
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله

    التحدث عن الموت مع الطفل
    1- كيف نفهم شعور الطفل أو تفكيره عن الموت:
    تصدر عن الأطفال ردات فعل قوية تجاه الموت، ولكنهم كثيرا ما يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم، وقد لايعرف الكبار مدى تأثرهم أو آلية فهمهم للموت وكذلك السبل الأفضل للتعامل مع هذا الموضوع.

    - أطفال ماقبل المدرسة
    حتى الأطفال الصغار الهادئون يشعرون بعواطف معقدة جدا كرد فعل على الموت . إذا استطعنا أن نتصور شعور
    الطفل، فإن ذلك سيمكننا من تقديم العون المواساة له.
    يجد الأطفال في سن ما قبل المدرسة صعوبة في فهم فكرة الموت وفكرة اختفاء إنسان ما إلى الأبد. وقد يخاف هؤلاء الأطفال أن يهجروا وقد يظنون بان سلوكهم هو الذي تسبب باختفاء الإنسان المعني.
    يخاف الأطفال من اختفاء كل الأشخاص الذين يعرفونهم، وقد يجعلهم هذا يتشبثون بالكبارطلبا للأمان. وهم يعبرون أحيانا عن مشاعرهم هذه بالانفعال والضرب، أو بالانطواء على الذات والصمت.
    وقد تظهر عندهم صعوبات في النطق.

    - الأطفال الأكبر سنا
    يملك الأطفال الأكبر سنا فهما أفضل للموت، ومع ذلك فإن الكثير من ردات فعلهم تشبه ردات فعل الأطفال الأصغر سنا. مثلا:
    • يصبحون إنطوائيين وتفتر همتهم ويرفضون التحدث عن مشاعرهم.
    • تشيع بينهم نوبات الغضب.
    • قد يشعرون بأنهم مختلفين عن الآخرين.
    • قد تظهر عليهم أعراض جسدية مثل الشعور بألآم مختلفة أو تسارع خفقات القلب أو الشكوى من الكوابيس.
    يمكن أن يفكر المراهقون بأنهم قد يموتون هم أنفسهم. وقد يلومون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا دفع الموت عن إنسان عزيز عليهم، بالرغم من أنه لم يكن هناك في الواقع ما يمكنهم أن يفعلوه لمنع حصول ما حصل.

    2- كيف يمكنك أن تساعد:
    إن العادات والطقوس المتعلقة بالموت متنوعة جدا، وتحدد المعتقدات الدينية والتقاليد السائدة كيف نفسر الموت للأطفال.
    يمكن أن تكون مراسم الدفن والحداد مخيفة، وهنا يجب التأكيد على أن الأطفال تحت عمر ثلاث سنوات
    ( يجب أن لايحضروا مراسم الدفن ).
    ولكنها من جهة ثانية قد تكون مفيدة للأطفال:
    • فهي تسهل عليهم فهم حقيقة الموت.
    • يشعرون بدعم الآخرين لهم إذا استطاعوا المشاركة في الطقوس والمراسم الجماعية.
    • يساعد وجود العائلة والأصدقاء على طمأنة الأطفال إلى أنهم لن يتركوا وحدهم.
    • المراسم الخاصة بالأطفال لحمايتهم من أي تأثيرات سيئة قد يخلفها الموت تساعدهم على الشعور بالأمان.
    إن الحالات التي لاتجري فيها المراسم المعتادة للدفن والحداد تجعل من الأصعب على العائلة تقبل الموت. وهذا ما قد يحصل إذا استحال العثور على الجثة أو إذا كانت العائلة لاتستطيع تحمل تكاليف المراسم أو لا تستطيع الوصول إلى أرضها التي تجري فيها عادة مراسم الدفن.

    يمكن ممساعدة الأطفال إذا:
    • شاركوا في مراسم الحداد، حيث تسمح العادات "وعمر الطفل" بذلك.
    • كانت لديهم فرص للتعبير عن مشاعرهم من خلال الحديث مثلا أو كتابة القصص والأشعار أو عن طريق الرسم.
    • تم قبول مشاعرهم على أساس أنها عادية، وجرت مواساتهم.
    • تم تشجيع الطفل على متابعة روتين حياته اليومية العادية، كاللعب والدراسة.
    • كانت لهم فرص تذكر الميت من خلال التحدث ومن خلال المراسم والطقوس.
    حاول أن ترد بأمانة على أسئلة الطفل عن الموت، ولكن من دون التطرق إلى كل التفاصيل إذا كان الشخص قد مات
    موتا عنيفا.

    إن المراسم المتعلقة بذكرى الوفاة (كالأسبوع والأربعين والذكرى السنوية مثلا) تساعد الطفل على تقبل فقدان العزيز عليه. وحتى لو لم تتوفر معلومات كافية عن مكان أو زمان الوفاة، فإن إحياء ذكرى الوفاة سنويا قد يشكل تذكارا مواسيا ومعزيا، ويسهم في إضفاء الشعور بالاستمرارية على حياة الطفل.

    3- الأطفال الذين شهدوا موتا عنيفا:
    إن فظاعة الموت العنيف أمر لا ينسى بسهولة، وقد يخلف وراءه الكوابيس والذكريات المخيفة. ويصعب بشكل خاص تجاوز مشاهدة شخص قريب يموت موتا عنيفا. لا تسنح الفرص لأطفال كثيرين بالتحدث إلى أي كان عما رأوه، يجب أن لا يجبروا على الكلام. ولكن إذا رغبوا في ذلك، فيجب أن يكون هناك شخص لديه ما يكفي من الوقت والهدوء للتعامل
    مع عواطف الطفل أثناء المحادثة وبعدها.
    قد يفيد تشجيع الطفل بلطف على استرجاع الأحداث التي لا يستطيع إبعادها عن ذهنه، مع ما تستثيره من مشاعر. وقد تشمل هذه المشاعر الرعب والشعور بالذنب لأن الطفل لم يستطع إنقاذ أقاربه، أو الغضب مما حدث، أو الحزن.
    يجب ألا يقوم بهذه المهمة إلا شخص يعرف الطفل جيدا ويشعر بالثقة في أنه يستطيع استكشاف هذه المشاعر المؤلمة.
    من الأفضل أن تقتصر هذه الأحاديث على شخص واحد موثوق، ويجب ألا يوضع أي طفل في حال تضطره إلى رواية قصته لأشخاص مختلفين.
    يجب الحرص على عدم بحث الأحداث التي تسبب الضيق عند الطفل إلا إذا توفر له الدعم الملائم بعدها. ويجب دوما
    أن يكون هناك شخص كبير وموثوق، جاهز لمواساة الطفل والتحادث معه حول ما قيل .
    قد يساعد الطفل أن يعرف أن أطفالا كثيرين تتولد عندهم مشاعر وذكريات مشابهة بعد مرورهم بتجارب مشابهة.

    تذكر الماضي
    يعتقد بعض الناس أنه من الأفضل للأطفال ألا يتحدثوا عن الماضي، وأنه يجب تشجيعهم على نسيانه، لأن الذكريات الحزينة تعطل مسار العودة إلى الوضع الطبيعي. ويعتقدون أيضا أنه عندما يكون الطفل منزعجا ينزعج الآخرون، وهذا يعرقل تعاملهم أيضا مع الوضع.
    يبدو أن الجواب هو أن الأمر يعتمد كثيرا على الطفل نفسه:
    فبعض الأطفال لايهتمون بذكرياتهم على الرغم من معاناة الماضي، يتذكرون ما حدث ولكنهم لا يشعرون بأن الماضي
    يثقل كاهلهم.
    وأطفال آخرون تزعجهم الذكريات المؤلمة، ولكنهم لايشعرون أنهم مستعدون للتعبير عن مشاعرهم، ربما لأنهم ما زالوا يتعاملون مع صعوبات كبيرة في حياتهم اليومية.
    أطفال آخرون أيضا يرحبون بوجود من يمكنهم التحدث إليه. فإذا كنا مستعدين للاستماع، فإننا سنؤمن فرصا للأطفال
    الذين يريدون أن يتكلموا.

    4- التعامل مع الانفصال (عن الأهل)
    يشعر الطفل بالأسى المختلط بالقلق عندما ينفصل عن أهله، لأنه لايعرف إن كان أهله أحياء أم لا، ولا إن كان سيلتقي
    بهم ثانية. ويساوره القلق أيضا بخصوص من سيعتني به وكيف سيعيش.

    تصور شعور الطفل
    ما هو تصورك لشعور طفل فصل عن أهله؟
    عند التفكير بالأمر قد نخرج ببعض مما يلي: وحيد، خائف. قلق من أنه لن يجد أحدا ليعتني به، وخائف مما يخبئ له المستقبل، عندما يفكر دوما بعائلته المفقودة وبالمعاناة التي أدت إلى فصله عنها.
    يحتاج مثل هذا الطفل إلى توفير العناية المادية، وإلى مواساة شخص كبير، كما سيساعده أن يعرف بأسرع ما يمكن الترتيبات التي ستتخذ للعناية به.
    إن حالات الانفصال الأكثر إيلاما هي تلك الناتجة عن "اختفاء" الأهل، أي عندما يخطفون أو يقتلون، ولا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانوا أحياء أم لا.
    إن حالة عدم الاستقرار الناتجة عن عدم معرفة إذا كان الأهل أحياء أم أمواتا مؤلمة جدا للطفل، ومع ذلك فمن الأفضل عدم استثارة آمال كاذبة عنده، كوعده بالعثور على أهله عندما لايكون ذلك مؤكدا.
    ويمكنك تشجيع الطفل على تذكر عائلته بالتحدث عنها، وعلى تذكر وتثمين الأمور الطيبة في الحياة الماضية.
    وكثيرا ما لايجد الأطفال الذين يعيشون في دور الأطفال أو الأيتام من يتكلم معهم عن أهلهم أو حياتهم السابقة.
    ومن المهم جدا تشجيع الأهل الذين يكفلون الأطفال أو العاملات والعاملين مع الأطفال على التحدث إليهم عن هذه الأمور بحيث لا ينسوا ماضيهم وقيمته.

    تذكرة
    - كل ما يمكن أن يحتاجه الطفل من الراشدين من حوله هو أن يصغوا إليه بشكل جيد، سيما وأن قدرتنا على تغيير الوقائع من حولنا محدودة.
    - إن القدرة على الاستماع الجيد والإيصال والتواصل الجيد، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأطفال، تتطلب مهارة يجب أن نتعلمها. (كمهارة اعادة الصياغة، أو مهارة التخيص، أالأسئلة المفتوحة، ومهارة الإنصات)
    - كثيرا ما يحدث التواصل من دون التكلم عمليا. إن تعابير وجه الإنسان وحركاته وارتفاع صوته ونبرته، كلها من
    وسائل التواصل، ويعتمد معناها على الثقافة المعنية التي نستخدمها.
    - يشكل التحدث مع الأطفال عن حياتهم الماضية والحاضرة والمستقبلية مصدر دعم كبير لهم، فيكفون عن الشعور
    بالوحدة، ويشعرون تدريجيا بأنه في مقدورهم التأقلم مع معاناتهم بشكل أفضل وأن يواجهوا الأوضاع الصعبة.
    - الإنصات، والتفهم العميق للمشاعر، المتبادل بين الطفل من ناحية، والآخرين من حوله من ناحية أخرى هو البداية في إقامة علاقات وطيدة ومتينة مع الطفل، هذه العلاقة التي يحتاج إليها الطفل لينضج وليخرج من هذه الظروف الصعبة
    بأقل قدر ممكن من الأضرار النفسية المتوقعة.
    - وعلى مقدمي الرعاية للطفل مراعاة الفروقات الاجتماعية والثقافية أثناء عملية التواصل، ويكون ذلك من خلال الانتباه إلى لغة الجسد وطريقة الجلوس مع الطفل والمسافة الفاصلة معه أثناء الحديث إليه.
    - تصدر عن الأطفال ردات فعل قوية تجاه الموت، ولكنهم كثيرا ما يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم، وقد لايعرف الكبار مدى تأثرهم أو آلية فهمهم للموت وكذلك السبل الأفضل للتعامل مع هذا الموضوع.
    - يجد الأطفال في سن ما قبل المدرسة صعوبة في فهم فكرة الموت وفكرة اختفاء إنسان ما إلى الأبد. وقد يخاف هؤلاء الأطفال أن يهجروا وقد يظنون بان سلوكهم هو الذي تسبب باختفاء الإنسان المعني.
    - يملك الأطفال الأكبر سنا فهما أفضل للموت، ومع ذلك فإن الكثير من ردات فعلهم تشبه ردات فعل الأطفال الأصغر سنا.
    - يمكن أن يفكر المراهقون بأنهم قد يموتون هم أنفسهم. وقد يلومون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا دفع الموت عن إنسان عزيز عليهم، بالرغم من أنه لم يكن هناك في الواقع ما يمكنهم أن يفعلوه لمنع حصول ما حصل. لذا علينا مساعدتهم على التعامل مع هذه المشاعر من خلال الاعتراف بها وتفهمها

    يتبع .. الفصل الرابع باذن الله



  3. #23
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله

    الفصل الرابع
    تمكين الأهل ومساندتهم في ظل الحروب والنزعات

    - تمكين الأهل من التأقلم مع تجاربهم الصدمية
    - تنظيم تسلسل الحديث مع الأهل
    * نصائح هامة ومفيدة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم خلال الظروف الصعبة والأزمات:

    - ساعد طفلك في التعبير عن مشاعره
    - ساعد طفلك من خلال توفير المعلومات وتصحيحها
    - ساعد طفلك من خلال توفير أجواء بيتية داعمة

    تمكين الأهل من التأقلم مع تجاربهم الصدمية
    بعد تعرض الأهل للحدث الصدمي، عليهم أن يتكلموا بأسرع وقت ممكن مع بالغين آخرين يثقون بهم . يمكنهم التكلم مع أزواجهم \ زوجاتهم، أو أفراد من العائلة، أو أصدقائهم، أو جيرانهم، أو يمكنهم التكلم في لقاء للمجتمع المحلي،
    أو مجموعة دعم، أو مع مساعد خبير " أخصائي نفسي، طبيب نفسي، اخصائي اجتماعي ".
    فضلا عن ذلك لا بد من أن يعرف الأهل أن ردود الفعل التي يظهرونها بعد الأحداث الصدمية تعتبر طبيعية، وأن التكلم عن تجاربهم يريحهم، ويساعدهم على استعادة مستوى نشاطهم السابق.

    إن مشاطرة الآخرين في التجارب الصدمية تساعد البالغين على :
    - استعادة الإحساس بالتعاضد والتماسك.
    - التخلص من انطباعاتهم ومشاعرهم المكثفة جدا.
    - إعادة تنظيم أفكارهم وتصرفاتهم.
    - إعادة تقييم ما حصل بشكل واقعي.
    - وضع خطط حول كيفية استعادة حياتهم الطبيعية.
    - التسلح بآمال جديدة للمستقبل.

    يجدر بالشخص الذي يقدم المساعدة للأهل والذي يوجه الأحاديث المتعلقة بالتجارب الصدمية، أن يأخذ بعين الاعتبار
    القواعد والتوصيات التالية ....

    1- نجد مكانا هادئا وخاليا من الإزعاج، ووقتا كافيا لإجراء الحديث.
    2- نصغي بتمعن إلى الأهل، ونشجعهم على التكلم من دون أن نجبرهم أبدا عليه .
    3- نطرح كل سؤال على حدة. ونطرح أسئلة مفتوحة.
    4- نلخص ما نفهمه بصيغتنا الخاصة. بذلك نحرص على أننا نفهم بشكل صحيح، ونشجع الأهل على التكلم أكثر.

    تنظيم تسلسل الحديث مع الأهل
    ويكون ذلك الحديث مع الأهل وفقا للخطوات التالية:

    - علينا أن نعيد بناء الحدث الصدمي مع الأهل بالكامل إذا أمكن. وعلينا أن نتقبل تعبير الأهل عن مشاعرهم الذي يترافق مع وصفهم للأحداث. وعلينا أيضا أن نشرح لهم أن ردود فعلهم العاطفية هذه طبيعية بعد تعرضهم لتجربة غير اعتيادية.
    - علينا أن نسمح للأهل بوصف الانطباعات الحسية المميزة والكثفة ( الملاحظات، الأصوات، واللمسات، والروائح، والمذاقات )، ونطلب منهم أن يفصحوا عن أسوأ تجربة عاشوها في أثناء الحدث بأكمله. علينا أيضا أن نتقبل تعبير الأهل عن المشاعر الخاصة بالصدمة، ونشجعهم على الإفصاح عنها مهما كانت .
    - علينا أن نسأل الأهل عن التصرفات التي لجأوا إليها ليحموا أنفسهم أو غيرهم، أو ليدافعوا عن أنفسهم أو عن غيرهم، أو ليسيطروا على الوضع. وعلينا أن نفهمهم ما هي الأنشطة المفيدة.
    - علينا أن نسأل الأهل عن أفكارهم، ومخاوفهم، ونواياهم، وخططهم الحالية، وإذا لزم الأمر، يجدر بنا أن نستعرض معهم عن كثب أكثر، أسباب الحدث الصدمي وإطاره كي يرتكزوا في خططهم على تقييم واقعي وشامل لتجربتهم.
    - علينا أن نحدد مع الأهل المشكلات التي تتطلب أكثر من غيرها معالجة فورية، والتي يواجهونها في حياتهم اليومية الحالية، وأن نساعدهم على أن يجدوا سبل معالجتها، ويمكننا أن نزود الأهل بالمعلومات والمساعدة إذا لزم الأمر.
    - علينا أن نقدر استعداد الأهل وشجاعتهم لمشاطرة بالغين آخرين أفكارهم ومشاعرهم بصراحة، ويجدر بنا أن نتيح لهم فرصا ليشاركوا في مزيد من الأحاديث إذا لزم الأمر، نستطيع أيضا أن ننظم مشاريع للمجموعات الصغيرة يستطيع الأهل القيام بها ليعيدوا حياتهم إلى طبيعتها.
    - إذا شعر مقدم الخدمة بالحاجة إلى مزيد من الأحاديث مع الأهل، فعليه أن يحدد مواعيد منتظمة في زمان ومكان محددين.

    إذا تكلم الأهل عن تجاربهم في مجموعة، فيجب أن يحرص مقدم الخدمة على أن تستكمل كل خطوة من الحديث لكل
    عضو من المجموعة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
    إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يجيب كل مشارك في المجوعة عن كل سؤال. فما على مقدم المساعدة في المجموعة إلا أن يحرص عبر الأسئلة البسيطة، على أن يشعر كل أعضاء المجموعة بأنهم معنيون وغير منسيين.
    كذلك لا بد من أن يبقى منتبها حتى يصغي المشاركون جميعا واحدهم إلى الآخر. ويحترموا تصريحات بعضهم بعضا. يجب أن نحرص أيضا ألا يتعرض لانتقاد أعضاء المجموعة الذي يتكلمون عن تجارهم الخاصة.

    يتبع باذن الله ... نصائح هامة ومفيدة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم

  4. #24
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله

    نصائح هامة ومفيدة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم وقت الأزمات والظروف الصعبة

    في الظروف الصعبة ووقت الأزمات، يكون الهدف الأول بالنسبة إلى الأهل والبالغين الآخرين، هو العمل قدر المستطاع على بناء نوع من الإحساس بالأمان، وفي أثناء محاولة تأمين عنصر الأمان هذا، يتعين على البالغين المحافظة على هدوئهم، وتوفير جو من الهدوء والاسترخاء في بيئة الطفل. إذا كان ذلك ممكنا بأي شكل من الأشكال.
    ولكن إذا عجز هؤلاء عن تأمين مثل هذا الهدوء لأن المسألة تعنيهم شخصيا، عندئذ، يكون من المهم أن يشرحوا للطفل عن سبب استيائهم. إن تقديم نماذج من الهدوء أمام الأطفال يمكن أن يشكل إشارة عاطفية بالنسبة للأطفال، كذلك يجب على البالغين أن يؤكدوا للأطفال أنهم يحاولون بأقصى إمكاناتهم التأكد من أنهم آمنون في المنزل ( قدر المستطاع ).
    وعلينا أن نتذكر أن مسؤولية الأهل في تعاملهم مع مخاوف أطفالهم ليست هي مكافحة هذه المخاوف عندما تظهر،
    لأن الخوف شعور طبيعي وموجود عند كل الأولاد.
    وهو في الظروف الصعبة رد فعل طبيعي على تجارب غير طبيعية يمرون بها. بل دورهم في جوهره يكمن في مساعدة الطفل على اكتساب استراتيجيات بناءة للتعامل مع مخاوفه.

    وفي ما يلي بعض النصائح الأساسية في التعامل مع مخاوف الأطفال بغرض التخفيف منها :

    1- ساعد طفلك في التعبير عن مشاعره:
    وهذه الخطوة الأولى من خطوات التدخل السريع وقت الأزمات، لذا من المهم توفير الإمكانية للطفل للتعبير عن مشاعره كما هي دون نقاش، فلا يوجد في مسألة المشاعر صح أو خطا.
    فمشاعر الفرد هي ذاتية وشخصية " بمعنى أنها خبرة يعيشها الفرد بذاته " ولو تشابهنا فيما ببينا بأسمائها. ولا يوجد مشاعر صادقة أو غير صادقة، المشاعر لا تناقش.
    ففي كثير من الأحيان يكون الطفل بحاجة إلى التعبير عن مشاعره فقط، فهو يرتاح عندما يجد من يصغي إليه، يتقبل مشاعره ويفهمه، الأمر الذي يساعده أيضا على استعادة ثقته بنفسه، وسيطرته على حياته، وإيجاد طرق بديلة للتعامل مع الصعوبات و الأزمات.
    عندما يبدأ الأطفال في التعبير عن مشاعرهم يجب وينبغي المصادقة على مثل تلك المشاعر، وأخذها بمأخذ الجد " أي احترامها " . فلا يوجد شعور غير شرعي. وإن عبّر الطفل عن خوفه فعلينا أن نؤكد له تفهمنا لهذا الخوف. وإن عبر الطفل عن مشاعر الكره أو الحقد فمن المهم أيضا تقبل مثل هذه المشاعر السلبية.
    (وفي مرحلة لاحقة يمكننا العودة لتصحيح المعلومات أو لتوضيح المواقف، لنساهم في بناء موقف إنساني لدى أطفالنا).
    ولنتذكر أن دورنا الأساسي هو دعم الطفل ،من خلال الإصغاء إليه، وإعطاؤه الشعور بالأمان ليستطيع أن يعبر عن مشاعره بشكل حر. دون الخوف من تقييمنا السلبي لها أو عدم تقبلنا. أو من حكمنا عليه من جرائها. فلا نطلب منه إنكار مشاعره إنما نتفهمها ونحثه على فتح قلبه والتعبير عن مشاعره. ومشاركته بمشاعرنا هي إحدى الوسائل التي نفهمه بها أنه ليس وحيدا، فنحن أيضا نشعر بالغضب أو الخوف أو الحزن مثله تماما. تعبير الطفل عن مشاعره والتنفيس والتفريغ هي أمور أساسية في طريقه للتغلب على الأزمة.
    هناك عدة وسائل يستطيع الطفل أن يعبر من خلالها عن مشاعره وسيبادر إليها بذاته، إن توفرت الأجواء الملائمة، ولكن حتى إن لم يشاركنا فيمكننا القيام بفعاليات عن طريق اللعب، التمثيل، والقصص، تمكنه من التعبير والتنفيس والتفريغ.
    ولكي يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره. علينا خلق جو من الأمان والثقة، جو داعم، وهذا يتطلب منك :

    - أن تتقبل الطفل كما هو، وأن تحترمه
    - أن تصغي بشكل كامل لجميع المشاعر والأفكار، وأن تحترمها وتتقبلها.
    - أن تشجع الطفل على التعبير، وأن تقوم بإعطاء الشرعية لكل ما يصدر عنه، وخاصة للمشاعر.
    - أن تكون متفهما ومتعاطفا.
    - أن تظهر الاهتمام بكل ما يقول.
    - أن تتجنب إصدار الأحكام أو النقد أو اللوم.
    - أن تتقبل المشاعر كما هي دون جدال أو نقاش.
    - أن تكون متفهما لمشاعره.
    - أن تعطي أهمية خاصة للغتك الكلامية وتعابير وجهك، فأحيانا لا نعبر بالكلام عن عدم تقبلنا. لكن قد يبدو على ملامحنا أو حركاتنا الضجر أو الضيق أو عدم الصبر. "والطفل ذكي لدرجة أنه يفهم ذلك خاصة، وأن لغة أجسادنا عادة ما تترك أثرا أقوى مما نقول".

    2- ساعد طفلك على التعامل مع الظروف الصعبة من خلال :
    توفير المعلومات، تصحيحها، توسيعها
    أحد العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة الخوف وتكريسه هو انعدام المعرفة أو قلتها، فكثير من مخاوفنا تنبثق من أمور أو أشياء غير معروفة لنا أو غير محددة (المجهول). وبما أن الأطفال بصورة عامة محدودو المعرفة، فإن هذا يزيد من مخاوفهم.
    فإحدى الوظائف الأساسية للأهل في الظروف الصعبة، هي دعم الطفل بالترتيب الذهني:
    فقد يمر الأطفال، في مثل هذه الظروف بتجارب مخالفة لما تعلموه أو عرفوه أو اختبروه سابقا، مما يجعلهم يفقدون توازنهم الذهني، ويبدأون في البحث وتجميع معلومات تساعدهم على ترتيب أفكارهم من جديد واستعادة توازنهم الذهني،
    كما وأن الطفل يفقد توازنه النفسي نتيجة خوفه من المجهول، وعدم درايته لما يجري حوله، فيقوم بتجنيد جميع قدراته لفهم الأحداث وإعادة ترتيب الواقع الذي يعيش فيه، يقوم الراشد عادة بمهمة أساسية في حياة الطفل، ففي مسار نمو الطفل، كثيرا ما يكون ذلك الراشد رسولا للواقع، وهنا أيضا في الظروف الصعبة من المهم أن لا ننسى ذلك. فنحن مع أطفالنا رسل للواقع، ودعمنا للطفل لفهم الواقع سيساعده في التعامل معه، وفي تحصينه في ظروف صعبة مستقبلية.
    ومن المهم الإجابة عن تساؤلات الأطفال جميعها بصدق وترو ٍ، ومن المهم أن نحاور الطفل لندعمه في رؤية الواقع بشكل نقدي، ومن المهم مشاركة الأطفال في معلومات إضافية كي يستطيعوا فهم الواقع والتعامل معه.
    فالمعرفة والفهم، من المتطلبات الأساسية لإعادة التوازن النفسي والذهني للأطفال. كما وأن مشاركة الطفل في فهمنا السياسي للأمور ستساهم في توسيع قدراته وبلورة رؤيته وليصبح تعامله مع الأمور عقلانيا وليس عاطفيا فقط.
    إن تزويد الطفل بمعلومات عن الأوضاع التي تجري من حوله وإعطاؤه صورة واضحة عما يجري يساعده على الارتياح، لأن الغموض الذي يكتنف الحدث يجعل الطفل مبلبلا، حائرا، خائفا ولديه العديد من التساؤلات.
    فإخفاء المعلومات يجعل الطفل يبحث عنها بوسائل أخرى. أو يتركها حائرا ومتخوفا. وهنا قد يتسائل بعض الأهل عن أن هناك أسئلة عديدة لدى الأطفال، وأسئلة محيرة لا يوجد لدينا دائما الإجابات عنها، فما العمل ؟
    في الواقع أن المبدأ الأساسي دائما هو التعامل مع أسئلة الأطفال بشكل جدي وصادق، فوظيفتنا كراشدين هي الإجابة عن أسئلة الطفل بصدق وتزويده بالحقائق. ربما نكتفي بأجزاء من الحقيقة حسب عمر الطفل ولكن من المهم ألا نكذب عليه.
    أو ننقل له صورة عامة قاتمة ومبهمة، فكثير من المخاوف كما ذكرنا تنتج عن عدم المعرفة، خاصة إذا علمنا أن الطفل وإن لم تكن لديه المعلومات إلا أنه يشعر بما يدور من حوله، وهنا في حال تقديم معلومات غير صحيحة نستخف بالطفل، كما أن تقديم معلومات غير صحيحة ينشئ لدى الطفل نوع من أنواع التناقض بين مشاعره التي يختبرها وبين ما يقدم له من معلومات. وهذا بحد ذاته مصدر لعدم الاحساس بالأمان كما تجعله يفقد الثقة إما بالراشدين من حوله أو بمشاعره التي يختبرها وهنا نكون قد وضعنا الطفل في مأزق كبير يترك أثاره السلبية على شخصية الطفل.
    كما وأن الأهل أحيانا لا يعرفون الإجابة الفعلية، وهنا يستطيعون أن يشاركوا الطفل في حيرتهم هذه، وبالإمكان البحث سويا عن الإجابات ( وهذا من شأنه تعزيز ثقة الطفل بالراشد ومدى مصداقيته معه ). وفي حال استمرار الأطفال في الأسئلة فإن هذا يدل على خوفهم وقلقهم، وهنا قد لاتكون الإجابة عي مطلبهم هي المهمة في هذه الحالة، وإنما علينا فهم مخاوفهم ومحاولة تهدئتهم وطمأنتهم (قدر المستطاع).
    ومشاركة الأطفال في التعرف على الحقائق حول الأحداث بتلاؤم مع قدراتهم، توسع من قدرتهم على التعامل مع مخاوفهم. ومن المهم مشاركة الأطفال الكبار في جمع المعلومات مما يساعدهم أيضا على استعادة السيطرة .
    وهنا أيضا لا بد من التمييز بين المعطيات والحقائق وبين الأفكار والمشاعر، فالمشاعر كما ذكرنا شخصية، والأفكار أيضا قد تكون ذاتية، أما الحقائق فهي عبارة عن معطيات ثابتة، بالنسبة للأفكار ( فالأفكار يمكن أن تتغير أو تتعدل مع مرور الزمن وكذلك المشاعر. أما الحقائق فهي معطيات تقرأ على شكل معلومات ووقائع حيادية دون مشاعر أو أفكار ذاتية، وتبقى ثابتة).

    3- ساعد طفلك من خلال تأمين أجواء بيتية داعمة:
    إن أحد الشروط الأساسية لدعم الطفل في التعامل مع الظروف الصعبة هو توفير أجواء بيتية داعمة.
    وهذه الأجواء تتميز بما يلي:-
    - تقبل الطفل كما هو
    - الحوار فهو وسيلة جيدة للاتصال مع الطفل
    - اللعب بجميع أنواعه
    - عدم الضغط على الطفل إذا رفض الكلام
    - اعطاء الطفل الشعور بالأمان والطمأنينة ولا نجعله يشعر بالخجل عند التعبير عن مخاوفه
    - اعطاء الطفل الشعور أنه ليس وحده فنحن بجانبه نشعر معه ولدينا مشاعر مماثلة
    - مساعدته على القيام ببعض النشاطات (الرسم، الطين، القصص والحكايات... الخ)

    تذكرة * تلخيص *

    - بعد تعرض الأهل للحدث الصدمي، عليهم أن يتكلموا بأسرع وقت ممكن مع بالغين آخرين يثقون بهم. فضلا عن ذلك
    لا بد من أن يعرف الأهل أن ردود الفعل التي يظهرونها بعد الأحداث الصدمية تعتبر طبيعية، وأن التكلم عن تجاربهم يريحهم، ويساعدهم على استعادة مستوى نشاطهم السابق.

    - في الظروف الصعبة ووقت الأزمات، يكون الهدف الأول بالنسبة إلى الأهل والبالغين الآخرين، هو العمل قدر المستطاع على بناء نوع من الإحساس بالأمان، وفي أثناء محاولة تأمين عنصر الأمان هذا، يتعين على البالغين
    المحافظة على هدوئهم، وتوفير جو من الهدوء والاسترخاء في بيئة الطفل. إذا كان ذلك ممكنا بأي شكل من الأشكال.

    - عندما يبدأ الأطفال في التعبير عن مشاعرهم يجب ينبغي المصادقة على مثل تلك المشاعر، وأخذها بمأخذ الجد
    " أي احترامها " . فلا يوجد شعور غير شرعي.

    - ولنتذكر أن دورنا الأساسي هو دعم الطفل ،من خلال الإصغاء إليه، وإعطاؤه الشعور بالأمان ليستطيع أن يعبر عن مشاعره بشكل حر. دون الخوف من تقييمنا السلبي لها أو عدم تقبلنا. أو من حكمنا عليه من جرائها. فلا نطلب منه
    إنكار مشاعره إنما نتفهمها ونحثه على فتح قلبه والتعبير عن مشاعره.

    - هناك عدة وسائل يستطيع الطفل أن يعبر من خلالها عن مشاعره وسيبادر إليها بذاته، إن توفرت الأجواء الملائمة، ولكن حتى إن لم يشاركنا فيمكننا القيام بفعاليات عن طريق اللعب، التمثيل، والقصص، تمكنه من التعبير والتنفيس والتفريغ. ولكي يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره.

    - أحد العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة الخوف وتكريسه هو انعدام المعرفة أو قلتها، فكثير من مخاوفنا تنبثق من أمور أو أشياء غير معروفة لنا أو غير محددة (المجهول).
    وبما أن الأطفال بصورة عامة محدودو المعرفة، فإن هذا يزيد من مخاوفهم.

    - إخفاء المعلومات يجعل الطفل يبحث عنها بوسائل أخرى. أو يتركها وهو حائر ومتخوف.

    - تزويد الطفل بمعلومات عن الأوضاع التي تجري من حوله وإعطاؤه صورة واضحة عما يجري يساعده على الارتياح، ربما نكتفي بأجزاء من الحقيقة حسب عمر الطفل ولكن من المهم ألا نكذب عليه. أو ننقل له صورة عامة قاتمة ومبهمة،
    لأن الغموض الذي يكتنف الحدث يجعل الطفل مبلبلا، حائرا، خائفا ولديه العديد من التساؤلات.

    - الطفل وإن لم تكن لديه المعلومات إلا أنه يشعر بما يدور من حوله، وفي حال تقديم معلومات غير صحيحة نستخف بالطفل، كما أن ذلك ينشئ لدى الطفل نوع من أنواع التناقض بين مشاعره التي يختبرها وبين ما يقدم له من معلومات. وهذا بحد ذاته مصدر لعدم الاحساس بالأمان كما تجعله يفقد الثقة إما بالراشدين من حوله.

    - الأهل أحيانا لا يعرفون الإجابة الفعلية، وهنا يستطيعون أن يشاركوا الطفل في حيرتهم هذه وبالإمكان البحث سويا عن الإجابات، وهذا من شأنه تعزيز ثقة الطفل بالراشد ومدى مصداقيته معه.

    يتبع باذن الله ... الفصل الخامس


  5. #25
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله

    الفصل الخامس
    مساندة الأطفال الذين تعرضوا للصدمات

    - مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة عند الأطفال
    - آلية التحدث إلى طفل تعرض لصدمة نفسية
    - خطوات التعامل مع طفل مصدوم
    - متى يجب التحويل إلى خدمات العلاج النفسي المتخصصة
    - بعض التداخلات وأساليب الدعم المقترحة حسب مراحل نمو الأطفال

    * مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة عند الأطفال خلال الظروف الصعبة والحروب

    من هذه المؤشرات الإثارة المفرطة العدوانية، ونوبات الهلع، والقلق المعمم، والكرب والاكتئاب، واضطرابات النوم، والكوابيس، وعدم الرغبة في الحياة، والخوف من المستقبل والتشاؤم، الحساسية المفرطة لبعض الأصوات، فقدان القدرة على التركيز، الميل إلى البكاء بسهولة، الشعور بالذنب، السلوك النكوصي، صعوبة بإنشاء علاقات اجتماعية، الاتكالية الزائدة، وفقدان الشهية، آلام في الرأس ودقات قلب غير منتظمة، آلام في المعدة، وفقدان الوزن، وفقدان الطاقة، وعدم الرغبة في اللعب.

    إن طبيعة المؤشرات، والضغوط ( من حيث الشدة والاستمرارية )، وعمر الطفل ومرحلة النمو التي يمر بها والصفات الشخصية الفردية للطفل. كل ذلك يؤثر على كيفية تكيف الطفل مع الظروف الصعبة.

    إن تعرض الطفل بشكل مستمر وحاد للضغوطات المتعددة الأشكال ( العنف وفقدان احد أفراد الأسرة ..) تقلل من
    قدرته على مواجهة هذه الضغوطات، فكلما كانت التجربة مريرة أظهر الطفل اضطرابات عاطفية، وسلوكية، وعقلية، ولفهم وتقدير ما إذا كانت ردود فعل الطفل على الظروف الصعبة طبيعية أم لا، من المهم معرفة المراحل الأساسية
    لنموه :

    • فالطفل من الولادة إلى ثلاث سنوات يكون معتمدا كليا على دعم الأهل و المربين، الذين يستشفون حال الطفل من
    خلال ردود أفعاله، فقد تظهر لدى الطفل أنماط من البكاء الحاد، والتعلق، ورفض الطعام، ومشكلات النوم والانسحاب.

    • أما في مرحلة 3 – 6 سنوات ( وعندما يبدأ الطفل بالحركة وضبط التبرز والتبول وتناول الأكل بمفرده وقدرته على الكلام والكتابة والرسم والاعتماد على ذاكرته )، تكون ردود الفعل على الظروف الصعبة أكثرا تطورا، فهنا لا يستطيع الطفل فهم الموت، بل يفسر فقدان والده أو أحد أفراد عائلته على أنه ناتج عن سلوك قام به هو فيوجه اللوم لنفسه، في
    هذا العمر، كذلك يتبنى الطفل أنواعا من السلوك النكوصي فيتكلم كالأطفال الأصغر سنا، ويبول في سريره، ويزيد من تعلقه بأهله، ويعتمد على الآخرين في إطعامه، ويعاني من كوابيس، ويجسد مشاهد مما تعرض له في أثناء لعبه .

    • في مرحلة 6 – 13 سنة ، وعندما يصبح الطفل أقل اعتمادا على الأهل والخيال والوهم (وعندما تصبح لديه القدرة على فهم الأنظمة والقوانين الأساسية، واستعمال المنطق واستيعاب مفهوم الموت) تأتي ردود فعل الطفل على شكل الأسى، وفقدان الدافعية، والانسحاب الاجتماعي، كما يصبح عدوانيا ليخفي اليأس والإرباك، ويطغى عليه الشعور بذنب البقاء على قيد الحياة عند خسارة أحد أفراد العائلة، كما تظهر لديه بعض الأعراض الفيزيولوجية كاضطرابات النوم، وقلة التركيز، والرغبة في الانتقام، وسلوكيات تدمير الذات والنزاع مع الأهل والرفاق .

    إن ردود الفعل العاطفية تختلف من طفل إلى طفل آخر في طبيعتها وحدتها. ولكن هناك بعض التشابه العام في كيفية شعور الطفل عندما يتعرض لتهديد الظروف الصعبة والنزاعات.
    ورد الفعل المسيطر خلال الظروف الصعبة هو الخوف على الجميع، وخوفه قد يظهر في مخيلته والتي قد تثار بشكل
    غير منطقي عند سماعه بعض الأخبار، مما يزيد ويفاقم خوفه .
    وأكثر ردود فعل الأطفال نتيجة الخوف هي الغضب وينصب غضبه عادة على الأهل والرفاق والجيران لعدم قدرته على صب غضبه على مسببي المشكلة .
    إن الظروف الصعبة والنزاعات تقوض الروتين اليومي للطفل مما يطور لديه الشعور بعدم الأمان وتفاقم مستوى الضغط عليه وتزداد حاجته إلى إعادة الطمأنة.

    * آلية التحدث إلى طفل تعرض لصدمة

    يمكن أن تخلف الحروب وحالات الطوارئ وراءها آلافا ً من الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم المعنوي
    والمساعدة العملية .
    الأطفال الذين يفقدون أهلهم بصورة خاصة، بحاجة إلى كبار يدعمونهم ويقدمون المشورة لهم، بل وحتى الأطفال الذين
    لم يفقدوا عائلاتهم قد لا يجدون من يسرون إليه بما يشعرون.

    ومن هذه النقطة تكمن أهمية الحديث هنا عن كيفية التحدث والتواصل مع الأطفال المصدومين خاصة في سن ما قبل المدرسة خلال الظروف الصعبة والنزاعات. ونتائج حديث الأطفال عن أنفسهم وتجاربهم الصدمية تستند استنادا كبيرا
    إلى مهارات الراشد المساعد التواصلية. ويكون الراشد المساعد فعالا أكثر إذا أخذ القواعد التالية بعين الاعتبار :

    - كيف نتكلم مع الأطفال المصدومين :

    • عبر عن اهتمامك الصادق بالتواصل مع الأطفال وذلك عبر الجلوس معهم في المستوى نفسه، والإصغاء إليهم بانتباه، والمحافظة على التواصل البصري معهم، كذلك عزز محاولات الأطفال للتعبير عن أنفسهم بالاستعانة بالأصوات المشجعة
    ( هممم، آه ) والإيماءات والابتسامات.

    • تكلم بصوت هادئ، واطرح أسئلة واضحة، وادلي بتصاريح واضحة، كذلك تجنب دفع الأطفال إلى الإجابة، وامنحهم الوقت ليعبروا عن أنفسهم .

    • اطرح كل سؤال على حدة وإلا ارتبك الطفل.

    • شجع الأطفال على التكلم من خلال طرح الأسئلة المفتوحة (كيف ؟ من ؟ ماذا ؟ أين ؟ متى ؟ ) .
    والإدلاء بتعليقات بسيطة داعمة عما يخبرنا به الأطفال .

    • لخص رسائل الأطفال بصيغتك الخاصة .
    فعندما تفعل ذلك تلاحظ ما إذا كنت قد فهمت هذه الرسائل بشكل سليم أم أنك لم تفهمها، ويدرك الأطفال أنك كنت تصغي إليهم وتفهمهم جيدا. وهذا الأمر سيشجعهم على التكلم أكثر.

    • إذا لاحظت أن الأطفال يعانون للتعبير عن أنفسهم، فيجب أن تقول لهم كلمات تعبر عما يريدون وصفه .
    إلا أنك يجب أن تفسح لهم المجال ليختاروا التعبير الذي يرتؤونه مناسبا لهم .

    يتبع باذن الله ... - خطوات التعامل مع طفل مصدوم





  6. #26
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله

    خطوات التعامل مع طفل مصدوم
    يمكن توفير التواصل على صعيد شخصي مع راشد معروف وموثوق بالنسبة للطفل، وتعتبر الأطر الإجتماعية مفيدة
    بشكل خاص إذا كان المشاركون كلهم قد تأثروا بالحدث نفسه.
    وعلى الراشد المساعد الذي يوجه المحادثة عن التجارب الصدمية بهدف مساعدة الطفل أن يأخذ بعين الاعتبار تسلسل الخطوات التالية في تفاعله مع الطفل:
    • يجب أن نبدأ المحادثة بأن نخبر الطفل وأهله بأن كل ردود الفعل التي اختبروها بعد الحدث الصدمي هي طبيعية، وليست دليل ضعف. وبأن التكلم عن تجاربهم يفيد الجميع.
    • يجب أن نسمح للأطفال بأن يصفوا ما حصل أثناء الحدث الصدمي، ويحاولوا أن يعيدوا تركيب سلسة الأحداث كلها.
    • يحب أن نتقبل الأطفال، ونشجعهم على التعبير عن عواطفهم بينما يصفون الحدث. فهذه عملية طبيعية تساعدهم على الشفاء.
    • يجب أن نشجع الأطفال على التكلم عن انطباعاتهم الحسية أثناء الحدث الصدمي: ما رأوه، وما سمعوه، وشموه، وأحسوا به. فمعظم الأطفال يحفظون ذكريات " منطبعة في ذهنهم " عن أوجه مميزة للحالة الصدمية. هكذا يخفف التكلم عن هذه الذكريات من الوتيرة التي تقتحم بها ذهنهم وتزعجهم أثناء أنشطتهم اليومية ونومهم. ويخفف هذا التكلم أيضا من الإجهاد العاطفي القوي المرافق.
    • يجب أن نسأل الأطفال عن أسوأ لحظة في الحدث الصدمي. فهذا السؤال يسمح للأطفال بالتعبير عن أكثر تجربة أخافتهم، ويساعدهم على دمجها بشكل أفضل في ذاكرتهم العامة.
    • يجب أن نسأل الأطفال ماذا فعلوا ليحموا ويساعدوا أنفسهم أثناء الحالة الصدمية. فبعض الأطفال يقوم ببعض الأفعال البسيطة والناجحة ليتأقلم مع هذه الحالة المجهدة جدا. وهكذا، عندما نذكرهم بأعمالهم، نظهر لهم أنهم لم يكونوا عاجزين تماما.
    • إذا كانت نظرة الأطفال إلى الحدث الصدمي، وتقييمهم له غير واقعيين
    (خاصة أن الأطفال الصغار عادة يرجعون سبب الأحداث لخطأ ارتكبوه)،
    فيجب أن نزودهم بمعلومات إضافية عن أسباب الحدث، وتسلسله الفعلي، وعواقبه. فدائما ماتكون الوقائع أفضل من التخيلات وإذا تعلم الأطفال كيف يفهمون الحدث الصدمي بشكل صحيح، فسيتمكنون من وضع خطط أكثر واقعية للمستقبل.
    • إذا عبر أطفال ما قبل المدرسة الأكبر سنا عن شعور قوي بالذنب لأنهم لم يساعدوا غيرهم أو لم يدفعوا الأذى عمن يحبون. أو لم يحموا عائلتهم بما يكفي، أو عاشوا هم فيما مات غيرهم، فيجب أن نوضح لهم أن تسلسل الأحداث لم يكن أصلا ملك أيديهم ليسيطروا عليه، وأنهم لا يتحملون مسؤولية ما حصل مع الانتباه إلى أن الأمر يبقى في إطار التوضيح في حال طلبوا هم ذلك .
    • يجب أن نسأل الأطفال عن أفكارهم الحالية وما ينوون فعله: قد يفكرون في الانتقام أو الثأر، أو ينتظرون بخوف وقوع حدث رهيب آخر، ويتوصل الأطفال في سن ما قبل المدرسة إلى استقاء الاستنتاجات من تجاربهم عن حياتهم المستقبلية، ويهيئون أنفسهم للتعامل مع ما يتوقعون حدوثه . لذلك يجب أن نصحح أفكار الأطفال المغلوطة، وأن نزرع فيهم أفكارا ايجابية، وأملا في المستقبل إن أمكن.
    • يجب أن نعيد الأطفال إلى " المكان والزمان الحاضرين " فنكتشف ما هو أكثر ما تسبب لهم بالإزعاج في حياتهم
    اليومية منذ وقوع الحدث الصدمي ، ونساعدهم على إيجاد ما يمكنهم فعله ليساعدوا أنفسهم، فهذه الطريقة تقوي حس
    الكفاءة والتمكن عند الأطفال إذا كانوا يجيدون التأقلم مع المشاكل الراهنة.
    • يجب أن نختم المحادثة بتقدير شجاعة الأطفال في مشاركتنا انطباعاتهم ومشاعرهم، وأفكارهم وعلينا تشجيعهم على تقبل مشاعرهم ومخاوفهم على أنها ردود فعل طبيعية تنتج عن مثل هذه التجربة العنيفة. ويكون ذلك من خلال تقبلنا نحن للأطفال كما هم بمشاعرهم ومخاوفهم .كما علينا أن نتيح الفرص لعقد لقاءات أخرى بما أن هذه المحادثات ستريح معظم الأطفال. وقد يطالبون باستكمالها.

    الأنشطة التي يمكن استخدامها مع الأطفال
    عندما يعيش الأطفال في حالة صعبة جدا، فهم في أحيان كثيرة لا يحظون بالعديد من الفرص لينشغلوا باهتمامات الأطفال المعتادة. لذلك لا بد من أن تهدف الأنشطة النفسية الاجتماعية إلى أمر مهم جدا وهو محاولة إعادة حياة الأطفال إلى طبيعتها. ومساعدة الأطفال على إقامة علاقات أفضل مع عائلاتهم، ومع المجتمع من حولهم، والتحدث عن شؤونهم، والاستمتاع بوقتهم، وبناء صداقات جديدة.
    وعلينا أن نعالج اهتمامات الأطفال "الطبيعية" هذه أثناء ممارسة الأنشطة، إضافة إلى اهتماماتهم المتعلقة بالأمور الأمنية وكيفية تأثيرها عليهم كما يفهمونها هم، دون المحاولة الواعية أو غير الواعية لاستغلالها لتعزيز الآراء السياسية الخاصة بمقدمي الرعاية.
    مع الانتباه إلى خصوصية الأطفال الذين لديهم أعراض خوف شديدة واحترام رغبتهم في المشاركة أو عدم المشاركة، وكذلك الانتباه إلى امكانية تحويلهم في حال دعت الحاجة لذلك.
    التعبير الحر عن المشاعر
    إعطاء الشرعية والدعم والتشجيع من أجل التنفيس عن المشاعر وذلك للتحرر من المشاعر السلبية وعدم كبتها، لأن المشاعر المكبوتة لها أثر سلبي على الناحية النفسية والجسمية
    عصف ذهني
    من خلال عصف ذهني أو تفكير جماعي يقوم به أفراد المجموعة، يمكن تشجيع المشاركين على قول كل ما يخطر في أذهانهم من مشاعر وأفكار عن الحادث لدى التلخيص، علينا أن نفصل بين المشاعر وبين المعلومات. هنا يجب التركيز على إعطاء الشرعية للمشاعر، وفي مرحلة لاحقة نعود لفحص المعلومات لتصحيحها ولتدقيقها.
    استخدام القصص
    من الممكن رواية قصص عن شخصيات تجاوزت صعوبات في حياتها. مما يعطي الأمل للطفل في تجاوز مخاوفه وصعوباته أيضا، هناك بعض القصص على لسان الحيوانات.
    الموسيقى
    الموسيقى بأنواعها تبث لدى المستمع مشاعر متنوعة، واستعمالها للتعبير عن المشاعر هو آلية مفيدة، وغير مهددة خاصة للأطفال الصغار.
    نسمع الأطفال مقطوعات من الموسيقى، ومن يرغب يستطيع التعبير عن مشاعره بالحركة الحرة. من المهم في مثل هذه الحالة أن ننوع المقطوعات الموسيقية التي نختارها، ومهم أكثر أن يكون الأطفال قد اعتادوا مثل هذه الفعاليات. الموسيقى هي وسيلة مثلى للتنفيس عن المشاعر خاصة مع الأطفال الذين لا توجد لديهم القدرة على التعبير الكلامي. فالموسيقى الهادئة تريحهم، والصاخبة تثيرهم.
    فعاليات إبداعية
    يقوم الأطفال بالرسم الحر لكل ما رأوه أو لما يشعرون به. أو يعتقدون أنه حدث أو سيحدث. الكثير من الأطفال لا يستطيعون التعبيرعن مشاعرهم كلاميا، لذا يتمكن هؤلاء الأطفال بواسطة الرسم من التعبير عن مشاعرهم، ويستطيعون كذلك التعبير عن تلك المشاعر باستعمال أية مواد إبداعية أخرى (كالصلصال أو معجون اللعب أو صندوق الرمل..الخ) لبناء مجسمات لما شاهدوه أو اختبروه. استعمال المواد الإبداعية هي وسيلة تنفيسية وتفعيلية كذلك هي وسيلة تمكن الطفل من إعادة السيطرة.

    الدراما أو التمثيل
    هناك عدة أنواع من الدراما التي يمكن استعمالها في مثل هذه الحالات. فبعض الأطفال شاهدوا أحداثا ولم يفهموها. إعادة تمثيل الحدث تعيد المشاعر التي رافقته وتساهم في الفضفضة عن هذه المشاعر.
    استخدام الدمى والأقنعة
    مما يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم الحديث على لسان دمية، فقد يقوم الطفل بالإختباء وراء قناع رسمت عليه دمية معينة تعبر عن شعور ما، ويتحدث عن شعور الدمية. أو قد يمسك الدمية المعلقة على عصا، ويتحدث عن شعورها، وهو بذلك يسقط ما بداخله بطرق غير مباشرة. كما ويمكنه أن يمثل الأحداث إذا توافرت لديه دمى ملائمة.
    الكتابة الإبداعية
    وتتعلق بعمر الطفل، فالذين يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم كتابيا يمكن أن يشاركوا بكتابة تجاربهم، أو كتابة شعرية أو كتابة قصة جماعية عن الأحداث، فمن الممكن أن يبدأ أحد الأطفال بعبارة معينة ويستمر الآخر حسب خياله أو حسب ما رآه. ثم يستمر طالب آخر وهكذا.
    يمكن استعمال الكتابة ليس فقط للتعبيرعن المشاعر بل أيضا كفعالية لإعادة سيطرة الأطفال على مواقعهم. فقد يكتبون رسائل احتجاج أو يرسلون كتاباتهم حول مشاعرهم لأهالي الضحايا أو الشهداء. وقد يحضرون جريدة خاصة بهم عن الأحداث.
    جميع هذه الإمكانيات نستطيع استعمالها مع الأعمار المختلفة على شرط ملائمة الفعالية للمجموعة التي تقوم بها وذلك حسب طبيعة المشكلة وحسب الفئة العمرية.


    ونتابع بأذن الله ... العمل مع الأهل والمجتمع


  7. #27
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله

    العمل مع الأهل والمجتمع

    هناك أهمية كبيرة للعمل مع الأهل في مثل هذه الحالات لكي لا تدخل الأطفال في بلبة إضافية، فالمشرف على النشاط "مقدم الرعاية" يطلب من الطفل أن يتحدث عن مخاوفه ومشاعره، بينما الأم والأب ينكران عليه هذه المشاعر أو العكس، لذا فإن التنسيق بين الأهل والمدرسة والنادي والمستشار والمربي أمر أساسي لضمان القيام ببرنامج داعم ناجح.
    كما وأن الأهل أيضا في حيرة من أمرهم ومن المهم العمل معهم ليستطيعوا دعم أطفالهم في مسار التعامل مع الضغط.

     متى يجب التحويل إلى خدمات العلاج النفسي
    في الأسابيع التي تلي الحادثة أو الكارثة مباشرة من الضروري تحديد الأطفال الذين هم بحاجة إلى دعم وعلاج أكثر تعمقا وتخصصا، بسبب الحزن الشديد أو أي مشاعر قوية. ومع أنه من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تظهر ردود فعل سلبية كنتيجة للحدث الصادم، وهنا يتوجب تنبيه مقدمي الرعاية والراشدين المحيطين بالطفل إلى مسألة مراقبة وتحديد الأطفال الذين لا يظهرون تحسنا على أعراضهم، ولكن بطريقة تراعي حساسية الموقف وتضمن استمرارية الحياة العادية للطفل.

    مؤشرات لتدخلات نفسية أكثر تعمقا وتخصصا :
    - عندما لا تظهر أي علامات لتحسن ردود الفعل:
    بعد حادثة الصدمة تتراجع حدة التوتر إلى مستويات طبيعية، كما تتراجع أعراض التوتر مع مرور الوقت ”وقد تكون أسابيعا“ ولكن اذا استمرت ردود الفعل بالظهور أو استمرت في حدتها لأكثر من أسبوع دون أي علامات للتحسن فإن هذه مؤشرات لوجود ردة فعل مرتبطة بالتوتر والتي تتطلب تحويلا إلى رعاية مختصة.

    - ازديادة حدة الأعراض:
    يعود الأطفال عادة إلى سلوكياتهم الطبيعية في الأيام والأسابيع الأولى بعد الحدث الصادم، حيث يظهر العديد من الأطفال بعد أحداث شديدة بحالة صدمة ومفاجأة تقل حدتها مع الوقت، ولكن إذا لم تخف حدة الحالة فهذا يعني أنها ربما تحولت إلى ردة فعل أكثر تعقيدا. ويجب عندها تحويله إلى خدمة أكثر تخصصا.

    - عندما تكون الأعراض مزعجة جدا للعائلة والطفل:
    في هذه الحالة من المهم الاجتماع مع العائلة لتحديد مدى حدة المشكلة وتاريخ المشكلات النفسية في العائلة وعلاقة العائلة مع الفرد الذي يعاني من المشكلة. وإذا تبين وجود مشاكل ذات علاقة توجب علينا التحويل إلى خدمة العلاج النفسي حينئذ.

    - عندما تتدخل الأعراض وتؤثر في الروتين اليومي للطفل أو الدوام أو الأداء المدرسي:
    عندما لا يتمكن الطفل من العودة إلى أجواء الدراسة فإنه من الضروري عمل مقابلة فردية معه ليعبر عما يقلقه أو يخيفه أو حتى عن توقعاته، ويجب توخي الحذر في هذه المرحلة بأن يتم فرض أفكار مسبقة على الطفل حول مسببات قلقه. اجراء التحويل إلى خدمات العلاج بناء على تقييم وضع الطفل.

    - وجود احتمال إذاء الذات أو إيذاء الآخرين:
    الذي لا يمكن التعامل معه في مستوى الرعاية الأولية، إنما هو بحاجة إلى خدمات متخصصة.

    - عدم استجابة الطفل لخدمات الدعم النفسي والمقدمة للطفل في مستوى المساندة الأولية.

    - الانتكاسة أو ظهور أعراض أو ظروف جديدة عند الأطفال الذين استقرت حالتهم.

    - عدم وضوح التشخيص وذلك لطلب الاستشارة والنصح حول التقييم وضمان تقديم الخدمة المناسبة.

    - الأطفال الذين لديهم مشاكل الصحة العقلية المزمنة. 

    بعض التداخلات وأساليب الدعم المقترحة حسب مراحل تطور الطفل
    1- طفل ما قبل المدرسة ( من عمر 0 – 5 سنوات )

    من الضروري الانتباه إلى أن مستويات الضغط لدى الأطفال في هذه المرحلة تعتمد عادة على مدى الانزعاج والتوتر
    الذي يعاني منه الأبوين. فتقديم الدعم للأبوين في هذه المرحلة قد يساعد للتخفيف من التوتر لدى أطفالهم في هذه المرحلة العمرية:

    الجدول (1) ردود فعل وسلوكيات الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (0– 5 سنوات) وتدخلات مقترحة
    رد الفعل \ السلوكيات .. تدخلات وأساليب دعم مقترحة .. وأمثلة حول كيفية تطبيق هذه التدخلات

    # الشعور بالعجز والسلبية
    تقديم الدعم والراحة والغذاء وفرص للعب والرسم إقامة مساحات صديقة للأطفال أي تحديد منطقة بأحجار أو خطوط
    لتكون مكانا يلعب فيه الأطفال.
    # الخوف المعمم
    وجود أعضاء كبار من مقدمي الرعاية والخدمات يتحلون بالهدوء وتقديم الدعم المستمر خاصة إذا لم يتوفر لدى الطفل أي شخص بالغ ليرعاه. " تمرين اليد الآمنة " اطلب من الأطفال رسم خط حول يدهم ومن ثم التفكير بخمس أشخاص على الأقل يستطيعون الذهاب إليهم لطلب المساعدة. واطلب من الأطفال رسم صورة هؤلاء الأشخاص على كل إصبع
    من أصابع يدهم .
    # تشوش الإدراك ( مثال: عدم إدراك زوال اخطر المباشر. وبأن المرض والموت هو عقاب لإساءة التصرف)
    توفير توضيحات ملموسة وإعادة تكرارها يجب على الآباء والمعلمين والكبار تزويد الأطفال بالمعلومات المناسبة حول الظروف المحيطة بهم وذلك بطريقة بسيطة ولغة مفهومة.
    # صعوبة في تحديد ما يضايقهم
    توفير أسماء متفق عليها للمشاعر المتوقعة بعد مثل هذه الظروف مثل الغضب والحزن وغيرها . توفير أدوات للعب والرسم للأطفال حيث غالبا مايعبر الأطفال في هذا السن عن مشاعرهم من خلال اللعب والرسم أكثر من الكلمات
    # عدم القدرة على الحديث (اختيار عدم التحدث واللعب المتكرر الذي يعبر عن الصدمة)
    قم بوضع مشاعر الأطفال المتوقعة بعد الصدمات بجمل مثل: عادة ما يشعر الأطفال بالحزن عندما يتدمر منزلهم. كما ذكرنا سابقا لا يجب اجبار الأطفال على الحديث .
    # ربط أحداث الصدمة بصفات سحرية خيالية
    يجب فصل ما تعرضوا له عن الأمور المادية من حولهم التي تذكرهم مباشرة بالحدث (مثلا رؤية موج البحر والتفكير بالكارثة سوف يمنعها من الحدوث مرة أخرى) حماية الأطفال من مشاهدة الإعلام والتغطية المستمرة لأحداث الكارثة والتي من الممكن أن تحفز ذاكرتهم وتزيد من مشاكلهم.
    # اضطرابات في النوم (الشعور بالرعب أثناء الليل والكوابيس والخوف من التواجد دون مرافق أثناء الليل)
    تزويد الطفل بوقت إضافي للحصول على الطمأنينة قبل موعد النوم مع إضاءة النور في غرفة الأبوين مثلا كما يلزم، ولكن يجب استعادة روتين النوم الطبيعي بعد ذلك . قم بالتخطيط لأنشطة تحفز على الهدوء عند وقت النوم كرواية قصة، ويجب اختيار القصة لتبعث على الارتياح والطمأنينية.
    # الارتباط بالعائلة بسبب القلق النفسي (التعلق بالأبوين أو الأفراد دون القدرة على الابتعاد عنهم)
    توفير الرعاية المستمرة والشعور بالطمأنينة. كما يجب قضاء وقت أكثر مع العائلة . تأسيس روتين للحياة العائلية، أو على الأقل تخصيص أوقات عائلية خاصة خلال اليوم مثل تخصيص وقت للعب أو وقت للكلام فقط للعائلة.
    # السلوكيات النكوصية (مص الإصبع، التبول اللاإرادي والتحدث كالأطفال)
    يجب تحمل هذه الأعراض خلال فترة زمنية معينة، ولا يجب انتقاد هذه السلوكيات أو نعت الطفل بألفاظ تتسبب في خجله مثل: "أنت تتصرف كالأطفال الرضع". إذا تعرض الطفل للتبول اللاإرادي فيجب أن تكون مستعدا لتغيير ملابسهم ومنحهم بعض الخصوصية ولكن ليس العزلة .
    # القلق النفسي المرتبط بعدم وجود فهم كامل للموت (وعادة ما يتوقع الطفل عودة الأموات)
    قم بتزويد الأطفال بمعلومات مناسبة ومرتبطة بثقافته المحلية، وملائمة لمرحلة التطور للطفل حول الموت. فالعديد من الأطفال لا يملكون فهما أو إدراكا لمعنى الموت وبالتالي يجب تزويدهم بتوضيحات لا تؤدي بهم إلى تكوين آمال خاطئة بل يجب أن تكون التوضيحات مدروسة ومرتبط بالدين عادة . شجع الأطفال على المشاركة في العادات المرتبطة بالحداد وإذا لم يكن ذلك ممكنا ساعدهم على إيجاد طريقة خاصة بهم لتوديع من فقدوه كرسم ذكرى جميلة أو إضاءة شمعة والصلاة لهم ... الخ


    2- الأطفال في عمر المدرسة ( 6 – 12 سنة )
    هنا أيضا تعتمد مستويات التوتر لدى الأطفال على استجابة الوالدين والعائلة ومدى توترهم. ويجب على مقدمي الخدمات وبقدر المستطاع إظهار القوة والهدوء حيث سيعطي ذلك الأطفال شعورا بالأمان.

    الجدول (2) ردود فعل وسلوكيات الأطفال في مرحلة المدرسة ( 6 – 12 سنة ) وتدخلات مقترحة
    رد الفعل \ السلوكيات تدخلات وأساليب دعم مقترحة أمثلة حول كيفية تطبيق هذه التدخلات

    # الانشغال بالتفكير بتصرفاتهم خلال الحدث (والشعور بالمسؤولية تجاهه)
    إيجاد مكان لهم للتعبير عن مخاوفهم والقلق الذي يشعرون به وتقديم الطمأنينة لهم بأن ما حصل ليس خطأهم عمل تمثيل بصري لما حدث، على سبيل المثال التحدث عن قصف أو دوي انفجارات من خلال رسم صورة فقط دون ما تسبب به
    ذلك من أذى أو دمار أو ضحايا.
    # ظهور مخاوف بسبب تذكر أشياء مؤلمة.
    مساعدتهم في التعبير عن الأفكار المرعبة المتعلقة بالصدمة والقلق دون تشجيعهم على التعميم . الحد من تعرضهم لما تقوم بعرضه وسائل الإعلام والتي من الممكن أن تثير ذكريات مؤلمة لديهم .
    # إعادة تمثيل ورواية الحدث (تمثيل ما حصل) لمعالجة الاضطرابات الإدراكية والتفاصيل المزعجة.
    اسمح لهم بالحديث والتعبير عن مشاعرهم بالحركة، ويجب التأكيد على أن جميع المشاعر طبيعية وفي نفس الوقت محاولة التعامل مع أي إشكال. تزويدهم بمواد فنية أو أقلام تلوين للأطفال لتسجيل قصصهم إذا رغبوا بذلك .
    # الخوف من عدم القدرة على تحمل جميع المشاعر.
    توفير بيئة آمنة لهم للتعبير عن الخوف والغضب والحزن وغيرها من المشاعرمع توفير الدعم اللازم كي لا يشعر الأطفال بعدم القدرة على تحمل مشاعرهم. اسمح لهم بالبكاء والحزن، ولا تتوقع أن يتحلوا بالشجاعة والقوة. توفير أدوات للعب والرسم للأطفال وتشجيعهم على المشاركة بأنشطة بناءة وممتعة والتي قد تضيف بعض الأساسيات لحياتهم اليومية.
    # ضعف في التركيز والقدرة على التعلم
    تشجيع الأطفال على إعلام أهلهم ومعلميهم عندما تتدخل الأفكار المزعجة والإقحامية وتؤثر في قدرتهم على التعلم . عقد جلسات داخل المدرسة مع مجموعات صغيرة من الطلاب أو جلسات فردية، لتقديم معلومات واقعية معتمدة حول الأزمة والجهود المبذولة لحلها. ووضح لهم بأن مشاعر الخوف والقلق لديهم طبيعية.
    # اضطرابات في النوم ( الأحلام المزعجة والخوف من النوم دون مرافق )
    شجع الأطفال على التحدث عن الأحلام السيئة ووفر لهم معلومات حول أسباب هذه الأحلام وبأن وجودها طبيعي في ظل الظروف الصعبة والأزمات. لا تطلب من الأطفال رواية الحلم السيء بل قم بتوفير الراحة ( انظر اضطرابات النوم في الجدول السابق)
    # القلق حول سلامتهم وسلامة من حولهم
    ساعد الأطفال على التحدث عن مخاوفهم وقم بطمأنتهم من خلال تزويدهم بمعلومات واقعية. قم بتصميم " صندوق القلق " حيث يتمكن الأطفال من كتابة مخاوفهم ووضعها في الصندوق، وقم بتحديد وقت مخصص لتفريغ الصندوق والإجابة على الأسئلة والمخاوف
    # السلوكيات المتغيرة وغير المنتظمة (سلوكيات عدوانية غير متوقعة تنم عن عدم الارتياح)
    مساعدة الأطفال على التأقلم والتكيف مع التحديات الشخصية لمشاعرهم
    ( مثال: " لا بد أنك تعاني عند الشعور بالغضب " شجع الأطفال على المشاركة بالأنشطة والتمارين كمتنفس لمشاعرهم وغضبهم .
    # الشكاوي الجسدية كآلام الرأس والبطن
    التأكد أولا إذا ما كان هناك سببا طبيا للمرض، وإذا لم يكن السبب طبيا فمن المفترض تقديم الدعم والراحة للطفل للتأكيد له بأن الأطفال يعانون من هذه الأعراض. ويجب أن لانعزز الأعراض الجسدية إذا لم يكن هناك أساسا لها ولا نقدم رعاية مرتبطة مباشرة بالأعراض الجسدية. من الممكن لتقنيات الاسترخاء والتنفس المساعدة في التخفيف من التوتر الجسدي. وكمثال على تمرين تنفس بسيط نذكر التنفس العميق شهيقا وزفيراعدّا حتى الرقم خمسة بالإضافة إلى التأكد من أن الطفل يحظى بنوم كاف وماء وطعام مغذي
    # المراقبة الحثيثة لاستجابة الأهل للتعافي وتجنب إزعاج الأهل الذين يعانون من القلق .
    كن متواجدا للطفل ووفر له فرصا للتحدث عن مشاعره والأشياء التي تسبب له القلق . التنبه عندما يعاني الآباء من مشاكل نفسية أو عاطفية والقيام بتحويلهم إلى مختصين إذا لزم الأمر حيث تظهر الأبحاث أن الأطفال يستجيبون بطريقة مماثلة تماما لما يعاني منه الآباء.
    # القلق تجاه الضحايا الآخرين وعائلاتهم
    تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة بناءة ومفيدة نيابة عن المصابين والموتى دون إرهاقهم بمسؤوليات كبيرة.
    مساعدة الأطفال على تشكيل " نادي نمو الأطفال" للمساعدة في الجهود البناءة المبذولة . وتحديد مشاريع تعزز التطور بطريقة مناسبة وذات معنى (مثال: تنظيف وإزالة الركام من المدرسة)

    يتبع باذن الله ... 3- البالغون ( عمر 13 سنة فما فوق )

  8. #28
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع وعلى بركة الله
    - البالغون ( عمر 13 سنة فما فوق ) :

    نظرا لأهمية مجموعة الأقران للمراهقين واليافعين فإن ردود فعلهم قد تتأثر لدجة كبيرة باستجابة أقرانهم .

    الجدول (3) ردود فعل وسلوكيات المراهقين وتدخلات مقترحة (عمر 13 سنة فما فوق)

    * العزلة والشعور بالخجل والذنب
    وفر بيئة آمنة لمناقشة الأحداث والتوقعات الواقعية لما يمكن فعله
    إنشاء مساحة خاصة بين عدة قرى مثلا بحيث يتمكن الأفراد من الذهاب إلى " مكاتب " للنقاش ويجب هنا توفير معلومات واقعية .

    * استيعاب خوفهم مع الإحساس بالهشاشة والضعف ومشاعر أخرى منها الخوف من أن يتم وصفهم بأنهم غير طبيعيون مساعدة المراهقين على فهم طبيعة مشاعر الراشدين بالإضافة إلى تشجيع دعم الأقران
    تشجيع المشاركة في أنشطة جماعية
    ( مثال: فرق دعم ومجموعات اجتماعية ) بغرض تسهيل شبكات الدعم المجتمعية الخاصة بالأقران .

    * تصنع التصرفات ( مثال: الكحول والمخدرات والجنس )
    مساعدتهم لفهم كيفية تصنع التصرفات بهدف تجميد استجاباتهم واستماعهم لصوت الغضب بداخلهم تجاه ما حصل .
    الحد من الوصول إلى المشروبات الكحولية والمخدرات .
    واستخدام المعينات البصرية للتحذير من الأخطار المرتبطة بالكحول والمخدرات والجنس لدى اليافعين .
    يجب تقديم شرح مفصل ومعلومات كاملة على تأثير هذه المواد على الإنسان والتركيز .

    * سلوكيات مهددة للحياة وتدمير الذات وتعريضها للخطر .
    التعامل فورا مع أي مؤشرات لسلوكيات خارجة عن السيطرة بعد فترة الكارثة الحادة .
    محاولة تحديد أهداف وجلسات توعية من خلال تطوير رزنامة وضبط هذه المواضيع عليها.

    * تغيرات مفاجئة على العلاقات الشخصية
    مناقشة الضغط على العلاقات مع العائلة والأقران
    إشراك الآباء في نقاش حول دورهم كآباء في الأزمات .
    توفير مواد معرفية للبالغين تشرح ردود فعل الآباء.
    ( مثال: " إن والدك منزعج الآن وأي تصرف له لا يقصدك شخصيا " )

    * تغيرات جذرية في الحياة من حولهم تؤثر على تشكيل الهوية
    ربط التغيرات في المواقف والتصرفات مع أثر الأحداث .
    يجب أن يتم دعم فكرة أن جميع المشاعر المرتبطة بالاستحابة للكارثة هي مشاعر طبيعية .
    تزويد المراهقين بمواد للكتابة وأوراق واقترح بأن يبدأو بكتابة شيء حول تجربتهم وأثرها عليهم .

    * الدخول في مرحلة الرشد قبل الآوان
    ( مثال: الخروج من المدرسة أو الزواج المبكر)
    تشجيع تأجيل تنفيذ أي قرارات متطرفة كما يجب اكتشاف طرق يستطيع المراهقون من خلالها الشعور بأنهم يملكون
    سيطرة أكبر على حياتهم .
    استخدام الملصقات والخطب من قبل شخصيات نموذجية لتقدم النصح وبعض المقترحات على كيفية التصرف بنضوج
    دون القيام بأي تصرفات سلبية


    تذكرة
    - إن تعرض الطفل بشكل مستمر وحاد للضغوطات المتعددة الأشكال ( العنف وفقدان احد أفراد الأسرة ..) تقلل من قدرته على مواجهة هذه الضغوطات، فكلما كانت التجربة مريرة أظهر الطفل اضطرابات عاطفية، وسلوكية، وعقلية
    - إن ردود الفعل العاطفية تختلف من طفل إلى طفل آخر في طبيعتها وحدتها. ولكن هناك بعض التشابه العام في كيفية شعور الطفل عندما يتعرض لتهديد الظروف الصعبة والنزاعات. ورد الفعل المسيطر خلال الظروف الصعبة هو الخوف
    - وأكثر ردود فعل الأطفال نتيجة الخوف هي الغضب وينصب غضبه عادة على الأهل والرفاق والجيران لعدم قدرته
    على صب غضبه على مسببي المشكلة.
    - إن الظروف الصعبة والنزاعات تقوض الروتين اليومي للطفل مما يطور لديه الشعور بعدم الأمان وتفاقم مستوى
    الضغط عليه وتزداد حاجته إلى إعادة الطمأنة.
    - ونتائج حديث الأطفال عن أنفسهم وتجاربهم الصدمية تستند استنادا كبيرا إلى مهارات الراشد المساعد التواصلية.
    - في الأسابيع التي تلي الحادثة أو الكارثة مباشرة من الضروري تحديد الأطفال الذين هم بحاجة إلى دعم وعلاج أكثر تعمقا وتخصصا، بسبب الحزن الشديد أو أي مشاعر قوية
    - يجب أن ينتبه مقدمي الرعاية والراشدين المحيطين بالطفل إلى مسألة مراقبة وتحديد الأطفال الذين لا يظهرون تحسنا على أعراضهم.

    # مؤشرات لتدخلات نفسية أكثر تعمقا وتخصصا :
    o عندما لا تظهر أي علامات لتحسن ردود الفعل
    o ازديادة حدة الأعراض
    o عندما تكون الأعراض مزعجة جدا للعائلة والطفل
    o عندما تتدخل الأعراض وتؤثر في الروتين اليومي للطفل
    o وجود احتمال إيذاء الذات أو إيذاء الآخرين
    o عدم استجابة الطفل لخدمات الدعم النفسي
    o الانتكاسة

    يتبع باذن الله ... ما الذي يجب توقعه



  9. #29
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    64
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    نتابع أعزائي الحلقة الاخيرة من الكتاب

    ما الذي يجب توقعه

    عادة ما يتعافى الأطفال واليافعين تماما من الخوف والقلق الناتج عن تجارب الصدمة النفسية وخلال فترة زمنية قصيرة
    إذا تم توفير الدعم لهم كما هو موضح أعلاه . وعندما يتم استرجاع الروتين وتأسيس الثقة مع مقدمي الرعاية وتفتح المدارس أبوابها وتبدأ البرامج التعليمية عندها فقط تتم العودة لنظام الحياة اليومي . ومن الممكن أن يعرض الأطفال
    أشكالا سلوكية متعددة باختلاف المحيط من حولهم فعلى سبيل المثال قد يظهر الأطفال خوفا من المدرسة إذا كانت هي المكان الذي تعرض له الطفل للكارثة وفي المقابل يتصرف الطفل بطبيعته في أماكن أخرى .
    ومن المهم أيضا الانتباه عندما يواجه الآباء ومقدمي الرعاية صعوبات ، أن يتم التدخل في حالتهم وبالتالي مساعدة الأطفال إن الأطفال واليافعين يختلفون بطبيعتهم ولا نستطيع تحديد توقعات معينة منهم خلال أيام أو أسابيع ولكن يجب أن يكون هناك أدلة أو مؤشرات تدل على انخفاض حدة القلق مثل قلة الشعور بالحزن أو أية أعراض مرتبطة بالاكتئاب تخف حدتها على فترة أيام أو أسابيع .
    ولا يعني ذلك بأن جميع المشكلات انتهت بل يعني أن هنالك دليل على وجود قدرة عاطفية للتعافي . وفي الواقع فإن الحزن أو الحداد على فقدان شخص محبوب أو معلم أو صديق قد يتطلب أشهرا للتعامل معه وقد يعود الحزن مرة أخرى إذا تم التعرض لأي حدث يثير الذكريات كتقارير الأخبار أو ذكرى التأبين وغير ذلك .
    إن عدم القدرة على رؤية تغيرات إيجابية (بمعنى عدم وجود أي تحسن ولو بسيط خلال عدة أيام أو أسابيع)
    الأمر الذي يزيد من ضرورة التفكير بتدخلات متخصصة أكثر
    ( الطبيب النفسي- المعالج النفسي- مراكز العلاج والدعم النفسي- مشافي ..... )



    تم بحمد الله تقديم كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    المراجع

    - مرهج، ريتا، (2010)، دعم الأطفال في ظروف النزاعات والطوارئ، دليل المعلم/ة والأهل، ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا.
    - سماوي، سمير مع سالم- بيكارتز، جوزي،(2010)، الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسية للاجئين - دليل تدريب المدربين، دمشق.
    - الزين، هيام لطفي (إعداد) (2007). الصغار في الظروف الصعبة والنزاعات: نصوص مختارة للأهل، والمدارس، والعاملين في الدعم النفسي- الاجتماعي. ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا.
    - مرهج، ريتا (2001) أولادنا من الولادة حتى المراهقة، أكاديميا انترناشونال، بيروت.
    - ريتشمان، نعومي (1999)، مساعدة الأطفال في الظروف الصعبة- دليل المعلمين، ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا.
    - ريتشمان، نعومي (1999)، التواصل مع الأطفال، كيف تساعد الأطفال في ظروف الضيق والنزاعات، ترجمة عفيف الرزاز، ورشة الموارد العربية بيروت - نيقوسيا.
    - ايدنهامر، كارين وفالهند، كريستينا (إعداد)، (1995)، لا تطور بدون لعب، ترجمة عفيف الرزاز، ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا
    - موستاكس، كلارك، (1990)، علاج الأطفال باللعب، ترجمة عبد الرحمن سيد سليمان، دار النهضة العربية، القاهرة


  10. #30
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Jul 2014
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات

    مممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممممممممممممممممممممممممممممممم

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. شروط قسم الفتاوي الشرعية ,,,,
    بواسطة A D M I N في المنتدى الفتاوي الشرعية
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 20-07-2012, 09:05 PM
  2. فوز الزعيم
    بواسطة الزعيم عيناوي في المنتدى منتدى الرياضة العربيه والعالميه
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-02-2009, 10:46 PM
  3. 20 الف دولار ثمن تذكرة حفل تنصيب اوباما
    بواسطة رمز الوفاء في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-12-2008, 11:43 AM
  4. يا قمر 11111111111111
    بواسطة عبدالله الخرابشة في المنتدى منتدى الشعر والشعراء
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-07-2008, 06:30 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك