هناك أمكانية لعلاج العصب في جلسة هادئة ووحيدة!
تحدي الخوف والألم ، يخرجك من دائرة الصراع مع مشكلتك ، ويجعلك تتناسى الهموم والآلام عبر خطوات بسيطة جداً .
ويتزامن الخوف والالم من الاطباء بشكلٍ عام، وبالاخص طبيب الاسنان ، الا انه مع تطور العلم والتكنولوجيا أصبح بالإمكان تشخيص وعلاج الامراض في الاردن وغيره من الدول بشكل أسرع، وخاصة فيما يتعلق بعلاج عصب الاسنان، وعبر جلسة واحدة فقط، بدون ألم و لا خوف تتم عملية انهاء المعالجة بهدوء وخبرة
» ،التقت بالدكتور فريد حداد ، طبيب الاسنان الذي انهى دراسته العليا (الماجستير) حول علاج العصب او ما يعرف بالمعالجة اللبية ، د.حداد محاضر غير متفرغ بعلاج العصب بجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية، كما أنه يوظف دراساته وخبراته المتراكمة لاستخدام الطريقة المثلى للعلاج، بالاضافة الى استخدامه للاجهزة الحديثة في عيادته ومع المرضى كافة .
وتحدث بدايةً عن ماهية وتشريح عصب السن قائلا: «يتكون سن الانسان من انسجة صلبة تكون على شكل طبقات تسمى المينا والعاج بالاضافة الى الملاط الذي يغطي جذر السن، وبداخل هذه الانسجة الصلبة يوجد تجويف داخلي يحتوي على أعصاب وأوعية دموية وخلايا ونسيج داعم،
وهو ما يطلق عليه بالعامية لب السن أو «عصب السن».
ماالذي يعنيه التهاب
عصب السن وما هي اسبابه ؟
أجاب د. حداد : «عصب السن _ كأي نسيج آخر داخل جسم الانسان_ معرض للالتهاب وهنالك عدة مسببات تشترك جميعها بايصال البكتيريا او سمومها اليه، و بما ان لب السن مغطى بطبقات تحميه فان وصول مسببات الالتهابات لا يتم الا بوجود ممر والذي غالبا ما يكون تسوس الاسنان، بالاضافة الى كسور الاسنان او الجيوب اللثوية».
وعما يميز التهاب عصب السن عن غيره من الانسجة بين : « وجوده داخل الانسجة الصلبة التي لاتسمح له بالتمدد مما يؤدي بالتالي الى تولد ضغط داخل السن ينتج عنه ألم شديد».
أما عن الاعراض التي تصاحب التهاب العصب فبّين أن : «تسوس الاسنان من الممكن ان لا يسبب ألما في مراحله الاولى، لكن مع مرور الوقت فانه يسبب الما لحظيا بمعنى ان المريض يشعر بالم خلال وجود المؤثر( البارد أو الحار أو السكريات) لكن سرعان ما يزول الالم بزوال المؤثر».
وتابع : «لكن عند وصول التسوس لعصب السن وحدوث الالتهاب فان الالم الناتج يكون شديدا وتلقائيا بمعنى انه يحدث بغض النظر عن وجود المؤثر او عدمه ويكون مستمرا قد تزداد شدته عند النوم. و في بعض الحالات المتقدمة عند تأخر المريض عن معالجة العصب فان الالتهاب يمتد الى الانسجة المحيطة بالسن مما يسبب الما عند لمس السن أو الضغط عليه مع تورم
وانتفاخ جرثومي يمكن ان ينتشر الى الوجه او الرقبة وأحيانا قد يسبب ذوبان العظم حول السن .ولذلك يجب عدم التهاون في ذلك والذهاب الى أخصائي في علاج العصب».
طوات علاج العصب
أما فيما يخص خطوات علاج العصب فأوضح: « في البداية يجب على الطبيب تحديد المصدر الرئيسي للالم حيث ان العديد من حالات التهاب عصب الاسنان يصعب على المريض تحديدها، وهذا يتم باجراء الفحص السريري الصحيح بالاضافة الى التصوير الشعاعي. بعد ذلك تبدأ خطوات العلاج ، بدايةً يتم تخدير السن المراد علاجه وتنظيف التسوس منه حتى يكشف لب السن بفتحة مناسبة من حيث الحجم حيث تساعد للوصول الى القنوات الجذرية دون ان تعمل على اضعاف السن في حال كانت اكبر من اللازم».
« ومن ثم تحديد عدد قنوات العصب حيث ان بعض الاسنان تحتوي على قناة عصب واحدة
واسنان اخرى قد يصل عدد القنوات فيها لاربع قنوات او اكثر، و ذه الخطوة مهمة للغاية لأن ترك أي من القنوات بدون تنظيف وحشو سوف يسبب فشلا في العلاج بأكمله».
وشرح خطوات اساسية في المعالجة بالقول: «تحديد طول القنوات الجذرية من اجل تنظيفها
وحشوها بالكامل حيث ان ترك ميليمترات بسيطة من القناة يؤدي الى فشل المعالجة. ومن ثم تنظيف لب العصب وقنواته من الأنسجة والأعصاب الملتهبه وذلك باستخدام مبارد سنية مخصصة ومحاليل كيميائية.
ولفت الى ضرورة «توسيع قنوات العصب حتى تاخذ شكلا مناسبا يسمح بحشوها حتى نهايتها، وأخيراً حشو القنوات بمادة خاصة تسمى القاتابرشا».
معرفة المريض
معرفة المريض بان المعالجة تمت بالشكل الصحيح ، مسالة مهمة : هناك طريقتان يتم من خلالهما تحديد دقة المعالجة ونجاحها: اولا عن طريق الصورة الشعاعية حيث تبين جميع القنوات محشوة وبالطول المناسب. ثانيا عدم وجود اي من اعراض فشل المعالجة ( الم، تورم، انتفاخ داخل الفم، رائحة كريهة)».
وعن امكانية اجراء المعالجة في جلسة واحدة بيّن «حداد»: «في البداية يجب التاكيد على ان المعالجة يجب ان تتم بالطريقة الصحيحة، قبل الاهتمام بسرعة انهائها، و لكن إن كان بالامكان اتمام المعالجة بجلسة واحدة فان ذلك يعود بالفائدة على المريض من حيث اختصار الوقت وتقليل استعمال مسكنات الالم بعد كل جلسة، كذلك عدم الحاجة للحضور للعيادة وتلقي ابر البنج لاكثر من مرة، وهنا يجب التنويه الى ان الدراسات اثبتت نجاح مثل هذا الاجراء وبنسب عالية جدا».
«لكن في نفس الوقت يجب التنويه الى التطور الكبير في المجال الطبي والذي جعل علاج العصب الذي كان يتطلب عدة جلسات ووقت طويل لانجازه في السابق ، بات يتم الان بجلسة واحدة لا تتجاوز ساعة من الوقت. ومن العوامل التي تساعد على ذلك اجهزة التصوير الرقمية التي اصبح بواسطتها تصوير الاسنان و شاهدتها بدقة متناههة خلال ثوان دون الحاجة للتحميض الذي كان متبعا باجهزة التصوير التقليدية، فضلا عن تقليل كمية الاشعة المستخدمة بمثل هذه الاجهزة».
واشار الى ان : «أجهزة قياس طول القنوات الجذرية والتي تتيح لنا معرفة طول القناة بدقة
وبأبسط الطرق، والاجهزة الالكترونية لتنظيف وتوسيع قنوات العصب بدلا من الطريقة اليدوية التقليدية. بالاضافة الى مهارة وخبرة الطبيب المعالج والتي تساعد في انجاز المطلوب بسرعة
وبدقة». عموما ، مبدأ الوقاية خير من العلاج ،وعلى الانسان ؛منذ الطفولة اعتماد برامج المراجعة الدورية لطبيب الاسنان ومعالجة التسوس في بداياته حتى لا تصل الى تلك المرحلة من الألم المرير. وان حصل ذلك فان عليك زيارة طبيب مختص له خبرة كافية في مجال علاج العصب لأنه ليس سهلا كما تعتقد ويحتاج الى أيد ماهرة».
رد مع اقتباس
المفضلات