هاشم الخالدي يكتب : نواب الجلسات السرية ... وسكسوكة السفير الخليجي
هاشم الخالدي يكتب : نواب الجلسات السرية ... وسكسوكة السفير الخليجي

18-09-2013




ربما لم يتنبه الكثير من المواطنين للكارثة التي ارتكبها مجلس النواب الذي وافق بأغلبية '47' نائباً من اصل '88' على تقييد دخول المواطنين لشرفة المجلس وحضور جلسات المجلس .

ويبدو أن النواب انطلقوا من هذا القرار من المثل الشعبي القائل 'غلب بستيره ولا غلب بفضيحة'؛لأني بكل صراحة لا أجد أي مبرر لهذا القرار السخيف إلا إذا كان السادة النواب يخشون من ظهور ضعفهم ومؤازرتهم لقرارات الحكومة بحضور قواعدهم الانتخابية في شرفات المجلس.

وأقول ... أن الديمقراطية تفرض أن يتمتع النواب أنفسهم بالديمقراطية، لا أن ينادوا بها كمجرد شعار تم يغتصبونها في أول غرفة مغلقة ! لأن منع المواطنين من حضور الجلسات تعني أن النواب يخافون أن ينفضح أمرهم أمام الشعب، وأجزم أن هؤلاء النواب أنفسهم لو قدر لهم أن يصوتوا لصالح طرد الصحفيين من الشرفة لفعلوا من أجل أن يخلو لهم الأمرويحلو لهم التصويت لقرارات رفع الأسعار دون حسيب أو رقيب.

نواب الجلسات السرية مبارك عليكم القرار.

***

بالأمس أقدمت أجهزة الأمن على اعتقال الزميلين العزيزين نضال فراعنة وأمجد معلا، وزجت بهما الى سجن الجويدة بتهمة تعكير صفو علاقات المملكة مع الدولة الشقيقة بعد أن نشرا فيديو فاضح لشقيق أمير قطر.

لو كان الزميلان قد نشرا فيديو مشابه لشقيق رئيس الجمهورية اللبنانية، أو شقيق الرئيس السوداني، لما تحركت الدولة الأردنية بهذه السرعة لفرك أذن الزميلين، لأن لقطر حسابات سياسية مختلفة عن غيرها.

في الأردن ..الديمقراطية ملونة بعدة ألوان، فالدولة الأردنية بكافة أجهزتها الأمنية ممكن أن تتغاضى عن صحفي انتقد أو شتم رئيس الحكومة، أو رئيس الديوان الملكي، أو قادة الأجهزة الأمنية، ولكن حين ينال الصحفي من سكسوكة سفير لدولة خليجية، تصبح كل شعره مزروعة في هذه السكسوكة غالية جداً، ويجب الاقتصاص ممن حاول - حتى بأحلامه - أن يقصها ؟! فكيف إذا انتقدت أمير الكويت، أو قطر، أو السعودية، أو البحرين، أو...أو..؟

الحرية للزميلين اللذين يقضيان هذه الأيام ساعاتهما في ذات المهجع الذي قضيت فيه فترات من عمري خلف قضبان السجن بتهمة المس بهيبة الدولة ؟!

***

قبل أيام..عدت من زيارة إلى البتراء المدينة الوردية التي طلّقها زوارها بالثلاث نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة في سوريا و إمكانية إشتعال حرب في المنطقة.

وزارة السياحة 'غايبة فيله' كالعادة، حتى أنها لم تعرّ هذا الأمر أي اهتمام، وتكاد هذه المدينة تنازع الموت كل يوم من قلة الزوار دون أن يكون للحكومة أي رأي أو دعم !.

المصريون .. رغم اندلاع الأحداث في القاهرة نجحوا إلى حد ما بإبعاد شرم الشيخ عن تلك الاشتباكات، وذلك بإقناع الزوار الأجانب والمكاتب السياحية الأجنبية والعربية أن شرم الشيخ قطعة آمنة لا علاقة لها بالسياسة .. فماذا فعلت حكومتنا ووزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة، لترويج البتراء، وإقناع السائح الأجنبي بزيارتها .. دون خوف؟!.

اعتقد أن الإجابة ..لا شيء.

هكذا نحن دائماً ... نخضع للظروف، ولا نحاول تغييرها، ولا يهمنا من يموت جوعاً هناك في البتراء ... المهم احتفاظ مسؤولينا بمناصبهم الوزارية، وبرستيجهم العالي الذي يؤهلهم لشفط الرواتب العالية، والإبقاء على السائق والسيارة !!