الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب!
الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب! الحرب تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب!
نضال حمارنة - ما بين المجد والانتصار لتحقيق الغايات أو الهزيمة والانكسار ولملمة الخسارات ؛ تقع كلمة الحرب ، التي عادة ما تترك الآلام في الأجساد والمآسي في الصدور والخرائب في المكان . الحرب تلك الحالة التي لا ننفك نراها شبه أزلية فوق سطح الأرض منذ أن بدأ الإنسان الأول بممارسة المُلكية ملكية الموارد ، ثم ملكية الأرض إلى ملكية الجغرافيا . بدأت الحرب صغيرة ووحيدة إلى أن تحولت لحروب وأصبح لها عزوات وجماعات ومبررات . بسببها أنشئت امبراطوريات شاسعة كان فيها الأكثر قوة الأكثر سيطرة .
حضارات وحروب
حين أنشأت الحضارات الأولى لتنظيم الزراعة وأساليب العيش ؛ انتجت فنونها وأفكارها ونظامها العقائدي والطبقي لتؤسس استمرارها واستدامتها ، ولم تكن تتوقع قدوم غرباء عليها للإستيلاء على مقدراتها بحكم الجغرافيا فمصر وأكّد وسومر وأثينا على سبيل المثال كانت حضارات مدنية سلمية مكتفية لم تفكر باختراق حدود الجغرافيا ، أي الطمع أبعد من أراضيها بسبب الاكتفاء من الموارد ؛ بل على العكس ربط بين بعضها علاقات تجارية وتبادل مصالح .
وحين تعرضت للغزو من شعوب أقل حضارة منها ، تحول فيما بعد جزء من اقتصادها إلى اقتصاد حرب ، وأصبحت تفكر بما يقال اليوم ( مصطلح الأمن القومي) فبدأ رمسيس الثاني يتطلع إلى الشمال ليؤمن أمن مصر وتحولت أثينا إلى ثكنة عسكرية تحت حكم إسبارطة ، كما سيطر الآشوريون على بلاد مابين النهرين ومن ثم توسعوا غرباً وجنوب غرب حتى وصلوا إلى الساحل السوري ومصر . وظلت تلك السمة ملتصقة بالحرب والعدوان إلى يومنا هذا فالبلد الأقل حضارة والأكثر قوة عسكرية تسارع إلى السيطرة على العالم بكل بطش .
أسباب للحرب
كانت السيطرة على الموارد المادية والتنوعات الحضارية دائماً من أسباب تواتر الحروب ، كما كان للبيئة السياسية وخاصة الأنظمة العالمية المتحكمة بالاقتصاد العالمي تأثيرها على نشوب الحروب ؛ فاخترع ( المفهوم الجغرافي للحرب ، والمفهوم الأخلاقي للحرب ) عبر الأزمان رغم تغير الجغرافيا واكتشاف قارات بعيدة كأميركا وأوقيانوسيا والقطبين الشمالي والجنوبي ، ومع تبدل الأفكار وتجددها وابتكار مفاهيم المساواة والعدالة والحرية والدولة الوطنية كل تلك الفلسفات والنظريات السياسية والفكرية والنفسية والعقائد الدينية استغلت من أجل فكرة الحرب وحالة الحرب وتبرير الحرب والتنظير للحرب حتى العلم ومكتشفاته ورجاله ظل ولا يزال خادماً أميناً للحرب .
الإنسان لم يُفطر على الحرب ، ففكرة الحرب أو ممارستها لم تُخلق في جيناته ، لأن الحرب هي نتاج ثقافة الإنسان عبر الزمن ، وهي ظاهرة مرحلية وإن طالت وليست أبدية ، تتبلور نتيجة نمو أفكار معينة سياسية أو تنظيمية بعينها أو وليدة تطورات حضارية أو ثقافية مرحلية سريعة . أو نتيجة وجود فوارق كبيرة بين التكتلات الاجتماعية ( هنا تحدث الحروب الطبقية أو القبلية أو العصابات ) أو السياسية تعوق الاتصال فيما بينها ، وتثير الشكوك حول نوايا الآخرين فتسبب نشوب الحرب ؛ فكلما غاب الحوار واستعصى نرى استطالات بذور الحرب في تربة خصبة لاتحتمل الشراكة . وأيضاً العكس صحيح فكلما ازدادت وحدتان سياسيتان أو اجتماعيتان تقارباً فيما بينهما وتماثلاً ثقافياً واقتصادياً ازدادت مصالحهما تماثلاً وتصادماً وازداد خطر نشوب الصراع بينهما كما حدث عبر التاريخ القديم أو الحديث بين بريطانيا وفرنسا أو بين ألمانيا وبعض دول أوروبا أو كما حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق أو كما يحدث اليوم بين روسيا وأميركا . فالحرب تنشب في شروط النمو والتوسع كما تنشب في شروط التدهور والتجزوء.
أنواع الحروب
بداية لكل حرب تعريفان أحدهما هجومي وثانيهما دفاعي ، والحرب بكلتا الحالتين تكون كارثية على من يشارك فيها أو يتلظى بنيرانها وخرائبها وتوابعها ولا يستفيد منها عادة إلا حفنة من المنتفعين والمتسلطين مهما كانت نزعاتهم الأخلاقية أو يافطاتهم الكبيرة فكم من الحروب على مدى التاريخ سُميت ( الحروب المقدسة) من أجل عقيدة ما ، واتضح بعد كل تلك الخسائر البشرية والخرائب العمرانية والتأخر الاجتماعي والاقتصادي والويلات الإنسانية.
إنها كانت حروب مصالح ضيقة وتسلط مجموعة صغيرة، تريد الاستئثار بمقدرات العالم والشعوب . لقد قسّم المختصون الحروب إلى نوعين غير تقليدية وهي حرب العصابات والحروب القبلية دون مستوى الدولة ، وزرع الألغام ، والحرب البيولوجية والكيميائية والألكترونية عبر وسائل الإعلام والنفسية وحرب الفضاء والنووية .
أما الحرب النفسية تحديداً فتندرج في مستوياتها مسميات كثيرة منها الحرب الباردة والحرب الأيديولوجية أو العقائدية أو الدينية ، وحرب الأعصاب والحرب السياسية والحرب الإعلامية والعدوان غير المباشر كالتهديد الدائم من خلف الكواليس أو ممارسة سياسة العصا والجزرة . ويعتبر جنكيز خان القائد المغولي الشهير أول من استخدم الحرب النفسية الاستباقية في الحرب ؛ إذ كان يرسل جواسيسه إلى المناطق المراد غزوها ليشيعوا معلومات وهمية عن قدرات الجيش المغولي ، عن أعداد المغول الخرافية وعن طباعهم الشرسة والقاسية ، وعن المذابح الجماعية التي سيرتكبونها لمن لا يستسلم لهم .
وهناك الحروب التقليدية كحرب الأدغال وحرب الحدود وحرب المدن وحرب الصحراء والخنادق والجبال والحروب البرية والبحرية والجوية .
وهناك من يقول إن بعض الحروب نشبت لأسباب تافهة كحرب البسوس في التاريخ العربي القديم ، وحرب كرة القدم بين الهندوراس والسلفادور وغيرها لكن تلك الأسباب في تقديري لم تكن هي السبب الحقيقي لنشوب الحرب ؛ فهناك حكام مستعدون لتوريط أهلهم أو شعبهم في حرب خارجية للتغطية على فشل داخلي ، أو للفوز بالانتخابات النيابية كما حدث مراراً لدى السياسيين الصهاينة قبيل المعركة الانتخابية تحدث الاعتداءات على لبنان أو العراق أو سوريا أو في الأراضي الفلسطينية .
ما زالت الحرب هي الرعب الأقسى للإنسان ، خاصة مع تطور الأسلحة وقدرتها على الفتك بالبشر والزرع والحجر ، ولأن أرباب العالم اليوم يملكون وسائط إبادة الكون وفناء حضارته ؛ نجدهم يخترعون حروب إحباطية وإقليمية واستنزافية وتهديدية ووقائية واستفزازية لبقاء البشرية تحت هول من الضغوط والمخاوف والرعب ، زارعين الصحاري والخلجان بالقواعد العسكرية ، وماخرين البحار والمحيطات بالبوارج العسكرية المحملة بالصواريخ الصاعقة والطائرات .
(الجزء الثالث من قصيدة
بيروت للشاعر محمود درويش)
بيروت ( بحر -حرب - حبر - ربح )
البحر : أبيض أو رصاصيّ و في إبريل أخضر ،
أزرق، لكنه يحمرّ في كل الشهور إذا غضب
والبحر : مال على دمي
ليكون صورة من أحبّ
الحرب : تهدم مسرحيتنا لتلعب دون نص أو كتاب
والحرب : ذاكرة البدائيين والمتحضرين
والحرب : أولها دماء
والحرب : آخرها هواء
والحرب : تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب.
أمل دنقل ..قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
..وبعد .. ها هي المفكرة والروائية الفرنسية»سيمون دى بوفوار « تؤشر عن تجربة اختزلتها بالقول:»الحب كالحرب من السهل أن تشعلها.. من الصعب أن تخمدها»!
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اردنيه اربداويه
المفضلات