سرايا - 'لا صوت يعلو فوق صوت المعركة'، ذلك هو حال الأردنيين في مجالسهم، فحديث المعركة والضربة العسكرية لسورية طغى في أحاديث المواطنين على موضوع تعديل أسعار المحروقات الشهري.

وأخذ العديد من المواطنين يترقبون تطورات المواقف السياسية والعسكرية الإقليمية والدولية إزاء الضربة المتوقعة 'خلال ساعات' لسورية، فيما خبا الحديث عن تعديل أسعار المحروقات للشهر الحالي، كما خبت وتيرة الانتقادات الدورية للحكومة.
فبينما كانت عيون المواطنين تتجه صوب الأشرطة الإخبارية في القنوات المحلية لمتابعة أسعار النفط العالمية وانعكاسها محليا، فقد أنست التطورات المتسارعة للأوضاع في الساحة السورية الكثير من المواطنين موعد التعديل الشهري لأسعار المحروقات الذي أُعلن عنه مساء أمس وسرى اعتبارا من فجر اليوم.
تقول غادة ياسين إن موضوع المحروقات وأسعارها لم يعد بالأهمية التي كان يحظى بها في الأشهر السابقة، لأن موعد التعديل في هذا الشهر يأتي في وقت حاسم بالنسبة للمنطقة العربية بسبب الضربة العسكرية المتوقعة لسورية وما سينجم عنها من انعكاسات على كافة الصعد.
وتضيف أنه بالنظر لأسعار المحروقات، فإن الضربة العسكرية في حال حدوثها لابد لها وأن تؤثر على اقتصاد العالم كله، خصوصا أسعار النفط، وما سيتبع ذلك من ارتفاعات في السوق المحلية، دون نسيان الآثار الانسانية والاجتماعية التي سيفرزها الاعتداء ولو كان 'محدودا'.
وبسؤاله عن الموضوع، يقول أحمد حسين إن الانشغال بالموضوع السوري هو حاليا أولوية قصوى بالنسبة له، كحال الغالبية العظمى من المواطنين.
ويضيف أن هذا الموضوع ولما يحمله من معان انسانية وقومية أهم بكثير من الانشغال بانتقاد الحكومة على تصرفات اعتاد الشعب عليها 'لاستغلال' جيوبهم في حل مشاكل مالية نتجت عن تقاعسها في إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل.
من جهته، يقول نقيب أصحاب محطات المحروقات ومراكز التوزيع، فهد الفايز، إن الظرف الحالي فيما يخص سورية والتحركات السياسية الأخيرة اثرت بشكل كبير على اهتمامات المواطنين بموضوع المحروقات واسعارها.
ويرجع الفايز الاهتمام الكبير للمواطنين بموضوع سورية وانشغالهم فيه عن باقي قضايا حياتهم اليومية إلى الارتباط الجغرافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي الكبير بين البلدين.
وتسري اعتبارا من اليوم أسعار جديدة للمحروقات؛ حيث تطبق الحكومة حاليا سياسة المراجعة الشهرية لاسعار النفط في الاسواق العالمية وتعديل أسعار المشتقات النفطية بموجبها، سيما وأن لجنة التسعير تعتمد متوسط السعر لفترة 30 يوماً تسبق تاريخ يوم الإعلان عن الأسعار، مضافا إليه كافة التكاليف لإيصال المنتج من السوق العالمي إلى المستهلك.
ويترقب العالم تحركات عسكرية ضد سورية تقودها الولايات المتحدة وفرنسا، وذلك في ظل حديث الرئيس الأميركي باراك اوباما عن عملية 'محدودة لمعاقبة النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية'.
وشهدت المملكة على مدار الأيام الماضية تحركات شعبية واسعة النطاق رفضا للتدخل العسكري والضربة المتوقعة لسورية.
وعدلت الحكومة أسعار المشتقات النفطية بداية الشهر الماضي؛ حيث ارتفعت أسعار المشتقات النفطية الرئيسية بنسب تراوحت بين 3.1 % و3.2 %، فيما أبقت على سعر أسطوانة الغاز المنزلي والمطاعم الشعبية 12.5 كغم عند سعر 10 دنانير.