احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء




    مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني افتتح كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته سمو الأمير غازي بن محمد أعمال المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الاسلامي تحت عنوان "مشروع دولة اسلامية معاصرة قابلة للاستمرار ومستدامة " اليوم الاثنين ولمدة ثلاثة أيام. وقال سموه "إن موضوع الأكثرية والإجماع والفرق بينهما لو تم حل عقدته كان يمكن لنا كأمة أن نتجنب نصف مشاكل آخر ثلاثة أعوام"، "وأن الإجماع هو قاعدة الركنين الأساسيين لأي نظام شرعي في الإسلام وهما البيعة والشورى"، مشيراً إلى أنه "في الغرب وفي الأنظمة الديمقراطية فإن الدولة تقوم وتنشأ بالإجماع ثم تتبدل الحكومات والحكم بالأغلبية".



    وأضاف "نحن المُسْلِمُونَ مُنْقَسِمُونَ بَينَ أنْفُسِنَا حَتَّى لَجَأْنَا في بَعْضِ الدّوَلِ إلى القَمْعِ؛ وأحْيَاناً إلى العُنْفِ؛ وأَحْيَاناً إلى سَفْكِ الدِّمَاءِ، وأحْيَاناً إلى الخَلْعِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الخُرُوجِ المُسَلَّحِ مِنْ دُونِ الكُفْرِ البَوَاحِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الصِّرَاعِ المَذْهَبِيِّ في الدِّينِ الوَاحِدِ؛ وكُلُّ هَذَا مِنْ غَيرِ أنْ يَعْرِفَ أكثَرُنَا الفَرْقَ بَيْنَهُم، إلى أنْ وَصَلْنا إلى الفِتْنَةِ العَمْيَاءِ الصَّمَّاء".



    وتساءل "في الحُكْمِ الإسْلامِيِّ هَلِ الشَّرِيعَةُ مَصْدَرُ السُّلُطَاتِ، أوْ الشَّعْبُ، أوْ دُسْتُورٍ مَا، أوِ الإجْمَاعُ؟ وهَلْ حُقُوقُ الإنْسَانِ في المَفْهُومِ الدِّيمقراطِيِّ تَتَنَاسَبُ مَعَ حُقُوقِ النَّاسِ وَمَقَاصِدِ الشَّريعَةِ في الإسْلامِ؟"، مشددا على ضرورة أن يتعرض المؤتمرون إلى أربع مسائل فكرية كبرى، كلها متضمنة في محاور المؤتمر، وهي: الدولية الحديثة، تطابق الإسلام والديمقراطية، والحكم الملكي في الإسلام، الرأسمالية والاستهلاكية.



    وفيما يلي نص كلمة سمو الأمير غازي:



    بسم الله الرحمن الرحيم والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى خَاتَمِ الأنْبِيَاءِ والمُرْسَلِينَ أيُّهَا العُلَمَاءُ الأفَاضِلُ، أيُّهَا الأصْدِقَاءُ الأعِزَّاءُ، السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهُ وبَرَكَاتُهُ، أهْلاً ومَرْحَبَاً بِكُمْ في مُؤَسَّسَتِكُمْ (مُؤَسَّسَةُ آلِ البَيْتِ المَلَكِيةِ لِلفِكْرِ الإسْلامِيِّ) في المُؤْتَمَرِ السَّادِسِ عَشَرَ بِعُنْوانِ "مَشْرُوعُ دَوْلَةٍ إسْلامِيَّةٍ حَدِيثَةٍ قَابِلَةٍ للاسْتِمْرَارِ ومُسْتَدَامَةٍ".



    لَكِنْ قَبْلَ أنْ أَتَطَرَّقَ لِمَوضُوعِ اليَومِ يَنْبَغِي لِي أيضَاً أنْ أَذْكُرَ زُمَلاءَنَا الذِينَ انْتَقَلُوا إلى رَحْمَةِ رَبِّهِمْ مُنْذُ مُؤْتَمَرِنَا الأسْبَقِ في عَامِ 2010م. يَقُولُ اللهُ تَعَالى: " "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتطر وما بدلوا تبديلا" (الأحزاب،33 :23)، وهُمُ السَّادَةُ: 1. الأُسْتَاذُ الدُّكْتورُ عَبْدُ العَزِيزِ الدُّوْرِيُّ – المُؤَرِّخُ والبَاحِثُ العِرَاقيُّ الكَبِيرُ في التَّارِيخِ الإسْلامِيِّ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    2. سَمَاحَةُ الشَّيخِ الأسْتَاذُ الدُّكْتورُ نُوح عَلِي سَلْمَانَ القُضَاةِ – مُفْتِي عَامِ المَمْلَكَةِ الأُرْدُنِيَّةِ الهَاشِمِيَّةِ الأسْبَقُ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    3. مَعَالِي الشَّيْخِ الأسْتَاذِ الدُّكْتورِ عَبْدُ العَزِيزِ الخَيَّاطِ – وَزِيرُ الأوْقَافِ والشُّؤُونِ والمُقَدَّسَاتِ الإسْلامِيَّةِ الأرْدُنِيَّةِ الأسْبَقُ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    4. مَعَالي الدُّكْتورِ عَبْدُ الحَمِيدِ عُثْمَانَ – الوَزِيرُ بِرِئَاسَةِ الوُزَرَاءِ في مَالِيزْيَا – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    5. سَمَاحَةُ الشَّيخِ الدَّكْتور مُحَمَّدُ الحَبِيبِ الخُوجَهْ – الأمِينُ العَامُّ لِمَجْمَعِ الفِقْهِ الإسْلامِيِّ الدُّوَلِيِّ الأسْبَقُ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    6. مَعَالِي الأسْتَاذِ الدُّكْتورِ ثَرْوَتْ عُكَاشَةَ – وَزِيرُ الثَّقَافَةِ المِصْرِيُّ الأسْبَقُ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    7. الأسْتَاذُ رُوجِيه جَارُودِيّ – البَاحِثُ والمُفَكِّرُ والفَيْلَسُوفُ الفَرَنْسِيُّ والمُدَافِعُ عَنِ الإسْلامِ في المَحَافِلِ الغَرْبِيَّةِ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.



    8. وَأَخِيراً، لا بُدَّ لِي أنْ أذْكُرَ اسْتِشْهَادَ عُضْوِ المُؤَسَّسَةِ القَدِيمِ العَلاَّمَةُ الشَّيخُ الأسْتَاذُ الدَّكْتورُ مُحَمَّد سَعِيد رَمَضَان البُوطِيُّ بِتَارِيخِ 21 /3 /2013 م في مَسْجِدِ الإيْمَانِ بِدِمَشْقَ مَعَ حَفِيدِهِ أَحمدَ وأكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مِنْ طُلابِهِ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالى في اغْتِيَالٍ غَادِرٍ. و"إنا لله وإنا إليه راجعون" (البقرة،2 :156).



    الفَاتِحَةَ لأرْوَاحِهِمْ جَمِيعَاً .



    أمَّا بِالنِّسْبَةِ لِمَوْضُوعِنَا اليَوْمِ الذِي هُوَ "مَشْرُوعُ دَوْلَةٍ إسْلامِيَّةٍ حَدِيْثَةٍ قَابِلَةٍ لِلاسْتِمْرَارِ ومُسْتَدَامَةٍ"، فَهُوَ مَوْضُوعُ السَّاعَةِ، وَهُوَ المَوْضُوعُ الأهَمُّ الذِي يَحْتَاجُهُ العَالَمُ الإسْلامِيُّ فِكْرِيَّاً في الوَقْتِ الحَاضِرِ بَعْدَ أحْدَاثِ آخِرِ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ، فَإنَّنَا نَنْتَظِرُ بِشَوقٍ رَأْيَ وحُكْمَ العُلَمَاءِ أعْضَاءِ الأكَادِيْمِيَّةِ المَلَكِيةِ حَولَ هَذَا المَوْضُوعِ بِالذَّاتِ، لأنَّهُ – في رَأينَا المُتَوَاضِعِ – قَدِ اسْتَبقَتْ الحَوَادِثُ التَّفْكيرَ والحِوَارَ.



    نَحْنُ المُسْلِمُونَ – "ومآ أبرئ نفسي" (يوسف،12 :53) – مُنْقَسِمُونَ بَينَ أنْفُسِنَا حَتَّى لَجَأْنَا في بَعْضِ الدّوَلِ إلى القَمْعِ؛ وأحْيَاناً إلى العُنْفِ؛ وأَحْيَاناً – وأقُولُهَا مَعَ الحُزْنِ الشَّدِيدِ - إلى سَفْكِ الدِّمَاءِ، كَمَا نَرَى هذِهِ الأيَّامِ؛ وأحْيَاناً إلى الخَلْعِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الخُرُوجِ المُسَلَّحِ مِنْ دُونِ الكُفْرِ البَوَاحِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الصِّرَاعِ المَذْهَبِيِّ في الدِّينِ الوَاحِدِ؛ وكُلُّ هَذَا مِنْ غَيرِ أنْ يَعْرِفَ أكثَرُنَا الفَرْقَ بَيْنَهُم، إلى أنْ وَصَلْنا إلى الفِتْنَةِ العَمْيَاءِ الصَّمَّاء، ويَبْدُو لِي أنَّ هُنَاكَ تَقْصِيرَاً في شَرْحِ الفَرْقِ بَينَ إبْدَاءِ الرَّأيِ والأمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ وكَلِمَةِ الحَقِّ أمَامَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ - وَهُوَ جَائزٌ بَلْ وَاجِبٌ في كُلِّ حَالٍ - وكَلِمَةِ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ والاسْتِدْرَاجِ تَحْتَ شَعَائِرِ الحُرِّيَةِ والديمقراطِيَّةِ التي تُؤَدِّي إلى الغَوْغَائِيَّةِ والفَوْضَى والفِتَنِ العَمْيَاءِ الصَّمَّاء. فأصْبَحْنا نَسْتَعْمِلُ ما يُنَاسِبُنَا مِنَ الدِّيْنِ لِكَي نُبَرِّرَ أفْكَارَنَا ومَآرِبَنَا ومَا نَنْحَازُ إليهِ دُونَ أنْ نَتَطَلَّعَ إلى نُصُوصِ وحُكْمِ القُرْآنِ والسُّنَّةِ والحِكْمَةِ المُنْبثقةِ مِنْهُمَا بِتَجَرُّدٍ ومَوْضُوعِيَّة، مُسْتَذْكِرِينَ قَولَ اللهِ تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيرة". (القيامة، 75 :14-15).



    وعَلَى أيَّةِ حَالٍ يَبْدُو لِي أنَّ المَوضُوعَ مَلِيءٌ بِاللُّبْسِ والالْتِبَاسِ ومُخَادَعَةِ النَّفْسِ والوَهْمِ والاحْتِيَال. فَعَلَى هذا يَجِبُ أنْ نَتَعَرَّضَ إلى أرْبَعِ مَسَائِلَ فِكْرِيَّةٍ كُبْرَى (على الأقَلِّ)، كُلُّهَا مُتَضَمَّنَةٌ في مَحَاوِرِ المؤتمرِ، وهيَ: 1. الدَّوْلَةُ الحَدِيْثَةُ: هَلْ لها نَفْسُ مَفْهُومِ الدَّوْلَةِ في التَّاريخِ الإسْلامِيِّ أوْ في الشَّرِيعِةِ؟ هَلْ لها نَفْسُ السُلُطَاتِ نَحْوِ الفَرْدِ في الفِكْرِ الإسْلامِيِّ أو حَتَّى في الفِكْرِ الليبراليِّ الحَدِيثِ؟ وعَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، هُنَاكَ عَشَراتٌ مِنَ المجْمُوعَاتِ في الوِلايَاتِ المُتَّحِدَةِ تَعْتَرِضُ وتُقَاوِمُ سُلُطَاتِ الحكُومَةِ والدَّولَةِ وذلكَ بِنَاءاً على الدُّسْتُورِ الأميْركيِّ، وعلى أيَّةِ حَالٍ فَإنَّ سُلُطَاتِ الدُّولِ الحَدِيثَةِ تَتَغيَّرُ كُلَّ سَنَةٍ إنْ لم يَكُنْ كُلَّ يَوْمٍ، فَكَيفَ يَفْقَهُ ويُرَاقِبُ وَيَحْكُمُ العُلَماءُ على هَذِهِ السُلُطَاتِ ومُعْظَمُهَا سِرِّيَةٌ ومُعَقَّدةٌ تِكْنولوجِياً وقَانُونِيَّاً؟ 2. تَطَابُقُ الإسْلامِ والدِّيمقراطيَّة: قدْ سَمِعنَا البَعْضَ يَقُولُ إنَّ الدِّيمقراطيَّةَ والإسْلامَ هُمَا نَفْسُ الشَّيءِ، أوْ إنَّهُمَا مُنْسَجِمَانِ، أوْ إنَّهُمَا يُؤَكِّدَانِ عَلَى نَفْسِ المَبَادِئِ والغَايَاتِ، وقَدْ سَمِعْنا البَعْضَ الأخَرَ يُنكِرُ ذَلكَ تَمَامَاً، ويُحَرِّمُ الدِّيمقراطيةَ ويَعْتَبرُهَا بِدْعَةً غَرْبيةً. وهُنَاكَ أيضَاً مَنْ لا يُؤْمِنُ بِالدِّيمقراطيَّةِ وَلَكنَّهُ مُسْتَعِدٌ أنْ يُسَايِرَ الفِكْرَةَ مُؤقَّتاً لِكَي يَصِلَ إلى السُّلْطَةِ، ثُمَّ يُمَارِسُ في سُلطَتِهِ أُسْلُوبَاً غَيرَ دِيمقراطِيٍّ يَتَخَلَّصُ مِنْ الدِّيمقراطيَّةِ تَمَاماً مِنْ خِلالِهَا، فَتُصْبِحُ الدِّيمقراطِيَّةُ وَسِيلَةً وَلَيسَتْ غَايَةً، وَسِلاحَاً ولَيْسَتْ سِلْمَاً، وقَمْعَاً ولَيْسَتْ حُرِّيَةً.



    وهذا مَوضُوعٌ طَوِيلٌ ومُعَقَّدٌ، وَلَكِنْ لا شَكَّ أنَّ عَامَّةَ المُسْلِمينَ وحَتَّى كَثِيرَاً مِنَ العُلَمَاءِ يَحْتَاجُونَ لِمَزيدٍ مِنَ التَّوضِيحِ والتَّفْصِيلِ لِلقَضَايا المُتَعَلِّقَةِ بِهَذا المَوضُوعِ المُهِمِّ، لأنَّهُ - شِئْنَا أمْ أبَيْنَا - مُعْظَمُ المُسْلِمِينَ وحَتَّى المُلْتَزِمينَ بِالدِّينِ أصْبَحُوا يُؤْمِنُونَ بِالدِّيمقراطيَّةِ كَنِظَامٍ سِيَاسِيٍّ.



    فَدَعُونِي أسْألُ هُنا: في الحُكْمِ الإسْلامِيِّ هَلِ الشَّرِيعَةُ مَصْدَرُ السُّلُطَاتِ، أوْ الشَّعْبُ، أوْ دُسْتُورٍ مَا، أوِ الإجْمَاعُ؟ وهَلْ حُقُوقُ الإنْسَانِ في المَفْهُومِ الدِّيمقراطِيِّ تَتَنَاسَبُ مَعَ حُقُوقِ النَّاسِ وَمَقَاصِدِ الشَّريعَةِ في الإسْلام، ومَاذَا عَنْ حُقُوقِ التَّعْبيرِ (ومِنْها في الدِّيمقراطِيَّةِ "حَقُّ" إهَانَةِ شَعَائِرِ اللهِ تَعَالى) وحُقُوقِ الحُرِّيَّةِ الجِنْسِيَّةِ، إنْ كانَتَا نَفْسَ الشَّيءِ، على سَبِيلِ المِثَالِ ... ؟.



    وقَدْ سَمِعْتُ أحَدَ العُلَمَاءِ يَقُولُ: "إنَّه لا مُشْكِلَةَ إذا بَقِيَ سَقْفُ الدِّيمقراطيَّةِ الإسْلامُ"، ولَكنْ مَاذَا عَنْ الحُقُوقِ التي يَمْنَحُهَا الإسْلامُ والمَرْفُوضَةُ في الدِّيمقراطيَّةِ – على سَبِيلِ المِثَالِ – تَعَدُّدُ الزَّوجَاتِ أوِ سَفَرُ المُسْلِمينَ الحُرُّ في أرْضِ اللهِ الوَاسِعَةِ ؟ وعلى أيَّةِ حَالٍ فَإنَّ حُقُوقَ النَّاسِ في الإسْلامِ هِبَةٌ مِنَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعَالى لا يَحِقُّ لأيِّ انْتِخَابَاتٍ أوْ أيِّ قَاضٍ أو أيِّ مَحْكَمَةٍ أوْ أيِّ تَشْريعٍ أوْ أيِّ دَولةٍ أوْ أيِّ دُسْتورٍ أنْ يُنْقِصَ مِنْهُ، يقولُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى: " يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك". (التحريم،66 :1) وهُنَا نَأتي إلى المَوْضُوعِ الكَبِيرِ الذي أعْتَقِدُ أنَّهُ لَوْ تَمَّ حَلُّ عُقْدَتِهِ كانَ يُمْكِنُ لنا كَأُمَّةٍ أنْ نَتَجَنَّبَ نِصْفَ مَشاكِلَ آخِرِ ثَلاثِ سَنَواتٍ، وهُوَ مَوْضُوعُ الأكْثَريَّةِ والإجْمَاعِ، والفَرْقُ بَيْنَهُما. فَإنَّ اللهَ سُبْحانهُ وتَعَالى في القُرْآنِ الكَرِيمِ - وكَذَلِكَ في السُّنَّةِ النَّبويَّةِ الشَّرِيفَةِ - نَصَّ على أنَّ أكْثَرِيَّةِ النَّاسِ (والدِّيمقراطيَّةُ مَبْنِيَّةٌ على أَكْثَريَّةِ النَّاسِ وَلَيْسَ المُسْلِمِينَ) لَيْسَتْ مَبْدَأً يُؤَدِّي إلى التَّشْرِيعِ أو يَدُلُّ على الحَقِّ،وإذَا تَأمَّلْنَا في القُرْآنِ الكَرِيمِ فَإنَّنا نَجِدُ أنَّه كُلَّمَا وَرَدتْ كَلِمةُ "أَكْثَرَ" أوْ "أكْثَرَ النَّاس" يَلِيهِمَا أَمْرٌ سَيِّئٌ. يقولُ اللهُ تعالى: " ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" (يوسف،12 :103) "ولكن أكثر الناس لا يشكرون" (البقرة،2 :243) "ولكن أكثرهم لا يعلمون" (الأنعام،6 :37) "ولكن أكثرهم يجهلون" (الأنعام،6 :111) "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" (هود،11 ،17) "ولكن أكثركم للحق كارهون" (الزخرف،43 :78) "كان أكثرهم مشركين" (الروم،30 :42) وكَذَلِكَ آياتٌ أُخْرَى عِدَّةٌ.



    وإضَافَةً إلى ذَلِكَ كُلِّهِ فَإنَّ اللهَ تَعَالى أَوْضَحَ هَذَا الأمْرَ بِقَولِهِ سُبْحانَهُ:"وإن تطع من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون" (الأنعام،6 :116) وأيْضَاً بِقَولِهِ تعالى:"ولو اتبع الحق أهوآءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ..." (المؤمنون،23 :71).



    وكَذَلِكَ لا نَجِدُ في السُّنةِ الشَّرِيفَةِ أنَّ الرَّسُولَ اسْتَشَارَ أغْلَبِيَّةَ المُسْلِمِينَ بِشَكْلٍ عَامٍّ وأَخَذَ بِرَأيِهِم، لَكِنْ مَرَّةً واحِدَةً اسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ المُقَاتِلِينَ وأبْدَى أغْلَبيَّتُهُمْ رَأيَاً مُخْطِئاً في الخُرُوجِ إلى أُحُد، ثُمَّ غَيَّروا رَأيَهُمْ بَعْدَمَا لَبِسَ الرَّسُولُ لِبَاسَ الحَرْبِ، ومَا أخَذَ بِرَأيِهِمْ مَرَّةً ثَانِيَة، ورَأيُهُمْ هَذَا أدَّى إلى خَسَارَةِ المَعْرَكَةِ، "وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور"(آل عمران،3 :154).



    وَلِهَذا، فَخِلالُ أوَّلِ 1300 سَنَةٍ مِنَ التَّارِيخِ الإسْلامِيِّ لم يُوجَدْ أحَدٌ مِنَ العُلَمَاءِ فِيمَا نَعْلَمُ اقْتَرحَ مَوْضُوعَ الأكْثَريَّةِ السِّياسِيَّةِ كَمِعْيَارٍ لِلحُكْمِ بِمَحَلِّ الإجْمَاعِ.



    وأمَّا في أُمُورِ الحُكْمِ، فَالرَّسُولُ كانَ يَسْمَعُ رَأْيَ كِبَارِ الصَّحَابة، ولم يَكُنْ بِطَبِيعَةِ الحَالِ مُلزَمٌ بِرَأيهِمْ، فَكَانَتِ الشُّورَى مُعْلِمَةً غَيْرَ مُلْزِمَةٍ، يقولُ اللهُ تعالى: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله " (آل عمران،3 :159) ، أيْ: فَإذَا عَزَمْتَ أنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ وَلمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ وتَعَالى "فإذَا عَزَمْتُمْ".



    فَهَذَا تطبيقٌ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى:"وأمرهم شورى بينهم"(الشورى،42 :38)، مِثْلَ أَمْرِ قَادَةِ جَيْشِ بَلْقيسَ حِيْنَمَا قَالُوا (كَمَا جَاءَ في القُرْآنِ الكَريمِ):"نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين" (النمل،27 :33). فَكَانَ أمْرُ المُسْلِمينَ بِالشُّورَى دَائِمَاً، لكنْ بِالإجْمَاعِ وَلَيسَ بِأغْلَبِيَّةِ (51%). وقَدْ فَصَّلَ رَسُولُ اللهِ هَذَا المَوضُوعَ في قَولِهِ: ((لا يَجْمَعُ اللهُ أمَّتي على الضَّلالةِ أبَدَاً، واتَّبِعوا السَّوادَ الأعْظَم، فإنَّه مَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ )) .



    وَالإجْمَاعُ هُوَ قَاعِدَةُ الرُّكْنَيْنِ الأسَاسِيَّيْنِ لأيِّ نِظَامٍ شَرْعيِّ في الإسْلامِ، وَهُمَا: البَيْعَةُ والشّورَى،وحَتَّى في الغَرْبِ في الأنْظِمَةِ الدِّيمقراطيَّةِ فَإنَّ الدَّوْلَةَ تُقَامُ وتَنْشَأُ بالإجْمَاعِ ثُمَّ تَتَبَدَّلُ الحُكُومَاتُ والحُكْمُ بالأغْلَبِيَّة، وهَذِهِ النُّقْطَةُ مُهِمَّةٌ يَجِبُ اسْتِيعابُهَا، فإنْ كَانَ مَعْنى "الدِّيمقراطِيَّةِ" لُغَوِيَّاً (في اليوناني القديم) "حُكْمُ الكَثْرَةِ"(demo-cratia) فَالبَحْثُ عَنِ الإجْمَاعِ الأسَاسِيِّ يُسَمَّى في الغَربِ "ثَقَافَةُ الدِّيمقراطِيَّةِ"(democratic culture). فَلا يُوجَدُ دَوْلَةٌ غَرْبِيَّةٌ دِيمقراطِيَّةٌ فيها أكْثَرُ مِنْ 10% مِنَ النَّاسِ غَيرُ رَاضِينَ عَنْ نِظَامِهِمُ الدِّيمقراطيِّ، فَبِمَعْنَى آخَرَ هُنَاكَ إجْمَاعٌ على الدِّيمقراطِيَّةِ بِأكْثَرَ مِنْ 90% ، فَالرَّأيُ الشَّاذُّ بَسِيطٌ. لَكِنْ في الدُّوَلِ العَرَبِيةِ – وهَذَا أمْرٌ عَجِيبٌ، اسْتَغْرَبْتُ مِنْهُ مُنْذُ وَضْعِ الدُّسْتُورِ العِرَاقيِّ الجَدِيدِ - فَإنَّ الدَّسَاتيرَ تُوضَعُ بِأغْلَبِيَّةٍ وأحْيَانَاً لَيْسَتْ بِأغْلَبِيَّةِ الشَّعْبِ، بَلْ بِأغْلَبيةِ المُصَوِّتِينَ في يَوْمٍ مَا، فَهَذَا الوَضْعُ أدَّى إلى أنْ تَشْعُرَ أجْزَاءٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الشُّعوبِ بأنَّهُ لا دَوْرَ لها، ولا رَأيَ لها، ولا حُصَّةَ لها في دَوْلَتِهِم، وبِالتَّالِي فَهُمْ غَيْرُ مُلزَمِينَ في حُقُوقِ وَوَاجِبَاتِ الدَّوْلَةِ، وَمِنْ ثَمَّ إلى الخُرُوجِ وإلى الفِتْنَةِ.



    فَأسْألُ نَفْسِي لمَاذَا لم يَكْتُبْ صَحَفِيٌّ وَاحِدٌ مِنَ الدُّولِ الغَرْبِيَّةِ أنَّ كُلَّ دُسْتُورٍ جَدِيدٍ يَجِبُ أنْ يَكُونَ عَلِيهِ إجْمَاعٌ كَامِلٌ ولَيْسَتْ أغْلَبيةً بأكْثَريَّةِ المُصَوِّتِيْنَ، لِكَي لا تَتَشَقَّقَ الدّولَةُ وتَتَمَزَّقَ ويُصْبِحَ فيها صِرَاعٌ دَاخِلِيٌّ وانْقِسَامٌ؟ ومِنَ المَنْطِقِ أنَّهُ مِنْ غَيرِ المُمْكِنِ أنْ تَقُومَ دَوْلةٌ وتَزدَهِرَ وثُلُثُ شَعْبِها غَيرُ رَاضٍ عَلَى نَهْجِ تَكْوينِهَا، على سَبِيلِ المِثَالِ. ولَو كَانَ إجْمَاعٌ في مِصْرَ وإجْمَاعٌ في العِرَاقِ وإجْمَاعٌ في سُورْيَا أصْلاً مِنَ الأسَاسِ بَينَ جَمِيعِ الأطْرَافِ الشَّعْبيَّةِ مَا وَصَلْنَا إلى مَا وَصَلْنَا إلَيْهِ. فَاعْتَقِدُ أنَّ عَلَى العُلَمَاءِ دَوْرَاً في حَلِّ هَذِهِ المُشْكِلَةِ الفِكْرِيَّةِ، وَهِيَ: "مَا هُوَ السَّوَادُ الأعْظَمُ"؟ هَلْ هُوَ 51% مِنَ العُلَماءِ – أيْ أهْلُ الحَلِّ والعَقْدِ أوْ أهْلُ الذِّكْرِ - يقولُ اللهُ تَعَالى: "فأسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (النحل،16 :43) و(الأنبياء،21 :7)؟ فَالصَّوابُ في الإسْلامِ مَبْنِيٌّ عَلَى الحَقِيقَةِ – كَمَا عَبَّرَ عَنهُ أفلاطونُ في حِوَارِهِ (لاتشس) - ولَيسَ عَلَى عَدَدِ حَامِلِي الرَّأيِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" (الزمر،39 :9) ولَكِنْ هَلْ لَنَا أنْ نَعْتَبِرَ عَامَّةَ النَّاسِ عُلَمَاءَ في السِّياسَةِ في أيَّامِنَا هَذِهِ؟ أوْ هَلْ "السَّوادُ الأعْظَمُ" هُوَ 51% مِنَ النَّاسِ أوْ مِنَ المُنْتَخِبِينَ؟ أوِ الثُّلُثينِ مِنَ النَّاسِ؟ أو 75% مِنَ النَّاسِ؟ أوْ كَمَا اجْتَهَدَ سَيِّدُنَا عُمَرُ ، حَيْثُ جَعَلَ التَّرْجِيحَ لِلخِلافَةِ لِخَمْسَةٍ مِنْ سِتّةٍ مِنْ أصْحَابِ الأمْرِ؟، أيْ بِـنِسْبةِ 90% تَقْرِيبَاً . ويَنْبَغِي هُنَا أنْ نَتَذَكَّرَ أنَّهً قَدْ يَحْصُلُ في جَوٍّ غَوغَائيٍّ مَا، انْتِخَابُ دِيكْتَاتُوريينَ وَمُجْرِمِينَ مِنْ قِبَلِ الفِئَةِ الأكْبَرِ مِنَ المُنْتَخِبِينَ أوْ مِنَ الأغْلَبيَّةِ لأسْبَابٍ طَائِفِيَّةٍ: فَهِتْلَرُ انْتُخِبَ في عَامِ 1932م في ألمانيا، وانتُخِبَ مُوسيليني في إيطاليَا، وفرانكو في إسبانيا، وميلوسفتش في صِرْبيا، وكارديتش في البوسْنَه، وجَمِيعُهُمْ انْتُخِبُوا غَوْغَائِيَّاً مِنْ قِبَلِ فِئَةٍ مِنَ النَّاسِ لِنِيّةِ قَمْعِ فِئَاتٍ أُخْرَى، وهَذَا أمْرٌ قَدِيمٌ ومَعْرُوفٌ وهُوَ مَا يُحَذِّرُ مِنْهُ أفْلاطُونُ في الفَصْلِ الثَّامِنِ مِنْ كِتَابِهِ "الجمهورية"، وهيرودتس (أوَّلُ مُؤَرِّخٍ في العَالَمِ) في الفَصْلِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِهِ "التَّوَارِيخُ" قَبْلَ أكثرِ من أَلْفَينِ وخَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، فَهَلْ يَسْمَحُ الإسْلامُ بِذَلِكَ؟ فَمَا هُوَ المَانِعُ مِنَ "الاجْتِمَاعِ حَتَّى الإجْمَاعٍ"، أوْ اجْتِمَاعَاتٍ طَوِيْلَةٍ تَسْتَغْرِقُ سَنَوَاتٍ تُؤَدِّي إلى التَّوَافِقِ؟ في جَنُوبِ أفْرِيقْيَا الحَدِيثِ ـ مَثَلاً ـ بَعْدَ انْهِيَارِ نِظَامِ (ابارتايت) جَلَسَ النَّاسُ ثَلاثَ سَنَوَاتٍ إلى أنْ اتَّفَقُوا عَلَى الدُّسْتُورِ الجَدِيدِ، أعْطَى فِيهِ الكُّلُّ شَيْئَاً وَأَخَذَ شَيْئَاً، حَتَّى صَارَتِ الثِّقَةُ مُتَبادَلَةً بَينَ جَمِيعِ الأطْرَافِ بِالرَّغْمِ مِنْ مَشَاكِلِهِمُ الأُخْرَى. لَكِنَّنَا في العَالَمِ العَرَبيِّ هَرْوَلْنَا إلى مَكَاسِبَ لِفِئَاتٍ وَجَهِلْنَا نَتَائِجَ إقْصَاءِ فِئَاتٍ مِنْ شُعُوبِنَا إلى أنْ وَصَلْنَا إلى البَغْضَاءِ وثُمَّ إلى الفِتْنَةِ، فَأتمنَّى أنْ تَكُونَ إحْدَى نَتَائِجِ هَذَا المُؤْتَمَرِ أنْ يَخْرُجَ العُلَمَاءُ بِتَحْدِيدِ نِسْبَةِ "السّوَادِ الأعْظَمِ" التي يَقَعُ عَلَيْهَا الإجْمَاعُ - وأَقْصِدُ هُنَا بالطَّبعِ الإجْمَاعَ السِّيَاسِيَّ ولَيْسَ الإجْمَاعَ العِلْمِيَّ. فَالإمَامُ الشَّافِعِيُّ قَرَأَ القُرْآنَ الكَرِيمَ سِتَّةً وثَلاثِينَ مَرِّةً - وفي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ ثَلاثَمِائَةِ مَرَّةً - بَاحِثَاً عَنْ دَلِيلِ الإجْمَاعِ في القُرْآنِ الكَرِيمِ الَّذِي قَالَ عَنْهُ سُبْحَانَهُ: "وكل شيء فصلناه تفصيلا" (الإسراء،17 :12) - حَتَّى وَجَدَهُ في الآيةِ الكريمَةِ: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا"(النساء،4 :115).



    فَعَلَى العُلَمَاءِ أنْ يَقْتَدُوا بِهِ ويَبْحَثُوا عَنْ نِسْبَةِ "السَّوَادِ الأعْظَمِ"، وَيَجْعَلوا لِلأُمَّةِ مَخْرَجَاً مِنَ الفُرقَةِ بَينَ أبْنَاءِ الدِّينِ الوَاحِدِ أوِ البَلَدِ الوَاحِدِ. يَقُولُ اللهُ تَعَالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعدآء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون" (آل عمران،3 :103).



    3. الحُكْمُ المَلَكِيُّ في الإسْلامِ: أمَّا بِالنِّسْبةِ لِلمَسْألَةِ الثَّالِثَةِ وَهِيَ مَوضُوعُ الحُكْمِ المَلَكيِّ في الإسْلامِ، ومَوْقِفُ الإسْلامِ مِنْهُ، فَهَذَا مَوضُوعٌ يَحْتَاجُ أيْضَاً إلى بَحْثٍ عَمِيقٍ، لأنَّهُ بالرَّغْمِ ممَّا يَظُنُّهُ بَعْضُ المُعَاصِرينَ فَانَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وتَعَالى هُوَ المَلِكُ الحَقُّ، ومَالِكُ المُلْكِ، وبِيَدِهِ المُلْكُ، ويُؤْتِي المُلْكَ لِمَنْ يَشَاءُ. يَقُولُ اللهُ تعالى: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" (آل عمران،3 :26)



    وَقَدْ جَعَلَ سُبْحَانَهُ وتَعَالى بَعْضَ رُسُلِهِ مُلُوكَاً مِثْلَ: سَيِّدِنَا دَوادَ وسَيِّدِنَا سُلَيمَانَ عَلَيهِمَا السَّلامُ؛ وجَعَلَ المَلَكِيَّةَ كَجَوَابٍ لِدُعاءِ نَبيِّهِ (سَاموالُ) حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالى: "ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ..." (البقرة،2 :246) وأنَّهُ جَعَلَ النَّبيَّ يُوسُفَ يَعْمَلُ بأمْرٍ مِنْ مَلِكٍ. وقَدْ ذُكِرَ لَفْظُ "المَلِكِ" في القُرْانِ الكَرِيمِ في غَيرِ مَعْرِضِ الذَّمِّ، بَيْنَمَا ذُكِرَ اسْمُ المُلُوكِ الفَجَرةِ في مِصْرَ في القُرْآنِ الكَرِيمِ بِلَفْظِ "فِرْعَونُ"؛ وَقَدْ ثَبَّتَ الرَّسُولُ مُلْكَ جَمِيعَ المُلُوكِ الذِينَ أسْلَمُوا؛ وبَعَثَ المُسْلِمِينَ إلى مَا سَمَّاهُ "مَلِكَاً صَالِحَاً" في الحَبَشَةِ ؛ وأنَّهُ بَشَّرَ قُرَيْشَاً بالمُلْكِ إلى يَومِ الدِّيْنِ ؛ وأنَّ الخُلَفاءَ الرَّاشِدِينَ جَمِيْعَهُمْ كَانُوا أقْرِبَاؤُهُ وأنْسِباؤُهُ مِنْ قُرَيشٍ لِكَونِهِ لم يِكُنْ لَدَيْهِ أبْنَاءٌ أوْ إخْوَةٌ أوْ أوْلادُ إخْوَةٍ؛ وَكَانَتْ الدُّوَلُ الإسْلامِيَّةُ عَبْرَ التَّارِيخِ الإسْلاميِّ كُلِّهِ - إلى سُقُوطِ الخِلافَةِ الإسْلاميَّةِ العُثْمانيَّةِ في عَامِ 1922م - أنْظِمَةً مَلَكِيَّة، وكَثِيرٌ مِنْ أبْطَالِ الإسْلامِ كَانُوا مُلُوكَاً وأُمَرَاءَ مِثْلَ: عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلِ، ونُورُ الدِّينِ زِنْكِي، وصَلاحُ الدِّينِ الأيُّوبِيُّ، والظَّاهِرُ بيْبَرْس، وحَتَّى الأمِيرِ عَبْدِ القَادِرِ الجَزَائِريِّ، وَهَلُمَّ جَرّا.



    لكِنَّ السُّؤالَ الذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ: مَا هِيَ وَاجِبَاتُ وَصَلاحِيَّاتُ المَلِكِ في القُرْآنِ الكَرِيمِ؟ نَجِدُ أنَّ الوَاجِبَاتِ والصَّلاحِيَّاتِ الأسَاسِيَّةِ لِلمَلِكِ في القُرانِ الكَرِيمِ هيَ: قِيَادَةُ الجُيُوشِ وَوَحْدَةُ النَّاس، يقولُ اللهُ تعالى:""ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ..." (البقرة،2 :246) . وَكَذَلِكَ وَاجِبُ المَلِكِ حِمَايَةُ شَعَائِرِ اللهِ سُبْحانَهُ وتَعَالى. قالَ اللهُ تعالى: "وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت في سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين" (البقرة،2 :148). فَهَلْ نَعْتَبِرُ صَلاحِيَّاتِ سَيِّدِنَا سُلَيمَانَ - فِيمَا يُسَمَّى السِّيَاسَةُ الخَارِجِيَّةُ في سُورَةِ النَّمْلِ- مِنْ نُبُوَّتِهِ أمْ مِنْ مُلْكِهِ؟ وهَلْ نَعتبرُ قِيَامَ سَيِّدِنَا دَاودَ عَلَى العَدْلِ في سُورَةِ "ص" مِنَ النُّبُوَّةِ أمْ مِنَ المُلْكِ؟ وسُؤَالٌ مُهِمٌ في يَوْمِنَا هَذَا: هَلْ نَعْتَبِرُ نِيَابَةَ سَيِّدِنَا يُوسَفَ لِمَلِكِ مِصْرَ بِصَلاحِيَّاتِهِ نَمُوذَجَاً لِمَا يُسَمَّى اليَومَ "الحُكْمُ المَلَكِيُّ الدُّسْتوري"؟ فَسُبْحانَ الذي قالَ: "وكل شيء فصلناه تفصيلا"(الإسراء،17 :12).



    أمَّا بِالنِّسْبَةِ لِقَولِ اللهِ تَعَالى: " قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلهآ أذلة وكذلك يفعلون" (النمل،27 :34)، فَهَذِهِ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ ولَيْسَتْ ذَمَّاً، بِدَلِيلِ أنَّ القَائِلَةَ (وهِيَ بَلْقِيسُ) مَلِكَةٌ، وبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالى عَنْ سيَّدِنَا سُلَيْمَانَ (وهوَ المَلِكُ المَقْصُودُ في هَذِهِ الآيةِ): "نعم العبد" (ص،38 :30)، واللهُ أعْلَم.



    4. الرَّأسْمَالِيَّةُ والاسْتِهْلاكِيَّةُ: المَسْالَةُ الرَّابِعَةُ وهِيَ المَسْألَةُ التي يَقَعُ فِيهَا الاحْتِيَالُ الأكْبَرُ هُوَ أنَّ الدِّيمقراطيَّةَ الحَدِيثَةَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الفِكْرِ والاقْتِصَادِ الرَّأسْمَالِي، وبِالَّتالِي الاسْتِهْلاكِيِّ. لَكِنْ، وكَمَا ذَكَرْنَا في مُؤْتمَرِنَا السَّابِقِ عَنِ البِيْئَةِ، أنَّنَا أصْبَحْنَا في أَزْمَةِ شُحِّ مَوَارِدِ الأرْضِ، فَلَمْ تَعُدْ تَتَحَمَّلْ أو تَكْفِي أرْضُنَا ولا ماؤُنَا ولا هَوَاؤُنَا ولا نَبَاتُنَا ولا شَجَرُنَا ولا سَمَكُنا وَلا بَهَائِمُنا ولا مَنَاخُنَا لِمَزِيدٍ مِنَ الاسْتِهْلاكِ. فَهُنَا نُقْطَةٌ جَوْهَرِيَّةٌ، وهِيَ أنَّ مُعَدَّلَ الاسْتِهْلاكِ الكَرْبُونيِّ لِكُلِّ شَخْصٍ في الدُّوَلِ المتقدِّمَةِ الدِّيمقراطيَّةِ ثَمَانيةٌ وثَلاثُونَ ضِعْفَ المُسْتَهْلِكِ المُسْلِمِ المُتَوَسِّطِ الدَّخْلِ والفَقِيرِ في الدُّوَلِ الإسْلامِيَّةِ. فإذَا أصْبَحَ المِلْيَارُ مِنَ المُسْلِمِينَ مُسْتَهْلِكِينَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الدِّيمقراطِيَّةِ الغَرْبيَّةِ فَهَذَا يَزِيدُ اسْتِهْلاكَ الأرْضِ الكَرْبونيِّ العَالَمِيِّ خَمْسَةَ أضْعَافٍ على مَا هوَ عَلَيهِ اليَوْمَ. وفي هَذِهِ الحَالَةِ سَتَتَكَالَبُ عَلينَا الأمَمُ جَمِيعَاً فَقَطْ مِنْ أجْلِ البَقَاءِ عَلَى الأرْضِ، لأنَّهُ في هَذِهِ الحَالَةِ لا تَكْفِي مَوَارِدُ الأرْضِ لِلْبَشَرِيَّة،فَكَيفَ يُشَجِّعونَنَا عَلَى الدِّيمقراطِيَّةِ الاسْتِهلاكِيَّةِ؟ وأيْنَ الفِكْرُ الإسْلامِيُّ الذي سَيَقُودُنَا إلى الازْدِهَارِ بِدُونِ اسْتِهْلاكٍ مُدَمِّرٍ؟ يقولُ اللهُ تَعَالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" (الروم،30 :41).



    وأخِيرَاً أقُولُ إنَّ هَذِهِ الأمُورَ جَمِيعَهَا أسْئِلَةٌ، ولا أدَّعِي أنَّ عِنْدِي حُلُولاً فِيْهَا، لَكِنْ لَدَيَّ يَقِينَاً أنَّ كُلَّ حَلٍّ لأيِّ قَضِيةٍ فِكْريةٍ أو فَلْسَفيَّةٍ مَوجُودٌ في القُرْانٍ الكَرِيمِ، لأنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وتَعَالى يَقُولُ عَنْ كِتَابِهِ العَزِيزِ: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" (النحل،89 :16)؛ ويَقُولُ سُبْحَانَهُ:" وتفصيل كل شيء " (يوسف،111:12)؛ ويَقُولُ سُبْحَانَهُ: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"(الأنعام،6 :38). فَأَدْعُو نَفْسِي والعُلَمَاءَ إلى أنْ يَنْهَلُوا فِكْرِيَّاً مِنْ مَائِدَةِ اللهِ تَعَالى وَهُوَ القُرْآنُ الكَرِيمُ. يَقُولُ اللهُ تَعَالى: " لكن الله يشهد بمآ أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا" (النساء،4 :166) وَوَفَّقَكُمُ اللهُ تَعَالى جَمِيعَاً.



    والسَّلامُ عَلَيكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ



    من جهته، قال المدير العام لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الدكتور منور المهيد إن هذا المؤتمر يَجْمَعُ عُلَماءِ الأُمّةِ الإسْلاميَّةِ ثانيةً في الأُرْدنّ، يَجْمَعَهُمْ على الخَيْرِ، ولأجْلِ الخَيْرِ، الخَيْرِ المَنْشُودِ لأُمَّةِ الإسْلامِ والمُسْلِمِين وصَلاحِ حَالِهِمْ.



    وأضاف بأن أعْضَاءُ المؤسّسةِ آثروا أنْ يكونَ عُنوانَ مُؤْتمرِهِم مَقْروناً بالحالِ التي تَمرُّ بها الدُّولُ العربيّةُ والإسلاميّةُ، فَخَصَّصُوْهُ للبحثِ في إمكانيةِ تَقْديمِ مَشْروعٍ لدولةٍ إسلاميّةِ حَدِيْثةٍ قابلةٍ للاسْتمرارِ ومُسْتَدَامةْ.



    وأوضح المهيد أن المؤتمر يتضمن ثلاثة محاور، الأوَّلُ: مَفَاهيمُ الدَّوْلةِ، والحُكْمِ، والعَقْدِ الاجْتماعِيِّ، والمُجْتَمَعِ المَدَنيّ، وحُقوقِ النَّاسِ في الفِكْر الإسلاميّ، والثاني: مفاهيمُ الدَّوْلةِ، والحُكْم، والعَقْدِ الاجتماعيِّ، والمُجْتمعِ المدنيّ، وحُقُوقِ النَّاسِ في الفِّكْر الغَرْبيّ والفِكْر الإسلاميّ معًا. والثَّالثُ: مَشرْوعُ دَوْلةٍ إسلاميَّةٍ حديثةٍ قابلةٍ للاسْتِمْرارِ ومُسْتَدامة.



    وبين أن في إعادة التَّباحُثِ حَوْلَ هذهِ المحاورِ الثَّلاثةِ مَسْعىً يَنْشدُالخيرَ ويأمَلْهُ لأمّة المُسْلمين في كافّةِ بُلْدَانِهِمْ وأقْطارِهِمْ، معرباً عن أمله في أي يخرج المؤتمرون بمُقاربةٍ يُمْكنُ أنْ تكونَ نَمُوذجاً مُعاصِراً لدَوْلةٍ إسْلامية، مشيرا إلى أن المؤسسة توَالِي مَسِيْرَتها وَنَجَاحَاتِها في كافَّة الإِدَارَاتِ التَّابِعَةِ لها والمَشَارِيْعِ الّتي تَعْكِفُ على إنْجَاِزها.



    ورحب المهيد بالأَعْضَاءِ العَامِلِيْنَ والمُراسِلِيْنَ الجُدُدِ، وهُمْ: مُفتي القُدْسِ والدِّيارِ الفِلِسْطِيْنيّة الشَّيخِ مُحمّد أحمد حُسين، عَميدُ دار المُصْطفَى للدِّراساتِ الإسْلاميّة باليَمَن الشَّيخِ الحبيبِ عُمْر بن مُحمّد بن حَفِيْظ، عميدُ كليةِ أُصْولِ الدِّينِ في جَامِعْة الأزْهَر الشّريف الدكتورِ بكر زكي عوض، وبمديرِ مؤسَّسةِ الخوئي الخيريّة في بريطانيا السيِّد جَواد الخُوئيّ، والذي انْضَمَّ كعضوٍ مُراسلٍ في المؤسَّسة.



    ويشارك في المؤتمر نحو مائة عالم من أعضاء المؤسسة يمثلون مؤسسات إسلامية من جميع المذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية الإسلامية من 33 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، ويناقشون 34 بحثاً علمياً تتوزَّع على محاور المؤتمر الثلاثة.



    بدوره، أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز التويجري بأن أمتنا بأشد الحاجة اليوم إلى خطاب الحكمة والعقل وروح التسامح والفضل، والى سياسات البناء والعدل واحترام الكرامة الانسانية التي هي من تعاليم الإسلام وهدي خير الانام.



    وقال إن موضوع هذا المؤتمر على قدر كبير من الاهمية في هذه الظروف الخطيرة التي تحيط بالعالم الاسلامي، والتي اختلط فيها الحابل بالنابل وتردت الاوضاع وتدهورت في اكثر من بلد، الامر الذي اصبح يشكل خطراً كبيراً على سلامة الاوطان وامنها واستقرارها.



    وبين التويجري أن الحكم الرشيد الذي يقوم على الشورى والعدل والمشاركة البناءة ويحفظ حقوق الانسان ويصون كرامته هو المطلب الذي تتطلع إليه كل شعوب العالم الاسلامي، وان ما يجري اليوم في العديد من دول العالم الاسلامي من فتن وصراعات وحروب وسفك للدماء يثير الأسى والحزن في نفوس كل الغيورين على هذه الامة والمخلصين لها، متسائلا مالنا تركنا ساحات البناء والنماء والتقدم والتطور والتساكن والتسامح الى ساحات الهدم والتدمير والعداوة والبغضاء.



    وقال إن مسؤولية المخلصين من الحكام والعلماء والمثقفين، اليوم وفي كل حين، ان يبادروا الى تدارك احوال هذه الامة والعمل بكل جد واخلاص لصرفها عن طريق العداوات والتدمير وجمع كلمتها المتفرقة وتوفير طاقاتها المهدرة وانقاذها من التردي في مهاوي الفوضى الهدامة والفتن العمياء التي يريدها لها اعداؤها ويعملون على تحقيقها ويفرحون بها.



    وقام سمو الأمير غازي، الذي يرأس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، بتسليم شهادات العضوية للأعضاء الجُدد العاملين وعددهم ثلاثة ولعضو واحد مراسل .


    المصدر: الحقيقة الدولية - بترا
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء

    ما شاء الله وتبارك الرحمن أخي محمد الدراوشه على هذه الكلمة الطيبة على ألقلوب

    أقتبس ..

    "نحن المُسْلِمُونَ مُنْقَسِمُونَ بَينَ أنْفُسِنَا حَتَّى لَجَأْنَا في بَعْضِ الدّوَلِ إلى القَمْعِ؛ وأحْيَاناً إلى العُنْفِ؛ وأَحْيَاناً إلى سَفْكِ الدِّمَاءِ،

    وأحْيَاناً إلى الخَلْعِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الخُرُوجِ المُسَلَّحِ مِنْ دُونِ الكُفْرِ البَوَاحِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الصِّرَاعِ المَذْهَبِيِّ في الدِّينِ الوَاحِدِ؛

    وكُلُّ هَذَا مِنْ غَيرِ أنْ يَعْرِفَ أكثَرُنَا الفَرْقَ بَيْنَهُم، إلى أنْ وَصَلْنا إلى الفِتْنَةِ العَمْيَاءِ الصَّمَّاء".


    واقتبس ..

    وأخِيرَاً أقُولُ إنَّ هَذِهِ الأمُورَ جَمِيعَهَا أسْئِلَةٌ، ولا أدَّعِي أنَّ عِنْدِي حُلُولاً فِيْهَا، لَكِنْ لَدَيَّ يَقِينَاً أنَّ كُلَّ حَلٍّ لأيِّ قَضِيةٍ

    فِكْريةٍ أو فَلْسَفيَّةٍ مَوجُودٌ في القُرْانٍ الكَرِيمِ، لأنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وتَعَالى يَقُولُ عَنْ كِتَابِهِ العَزِيزِ:

    "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" (النحل،89 :16)؛ ويَقُولُ سُبْحَانَهُ:" وتفصيل كل شيء "

    (يوسف،111:12)؛

    ويَقُولُ سُبْحَانَهُ: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"(الأنعام،6 :38). فَأَدْعُو نَفْسِي والعُلَمَاءَ إلى أنْ يَنْهَلُوا فِكْرِيَّاً مِنْ

    مَائِدَةِ اللهِ تَعَالى وَهُوَ القُرْآنُ الكَرِيمُ .

    يَقُولُ اللهُ تَعَالى: " لكن الله يشهد بمآ أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا" (النساء،4 :166)

    وَوَفَّقَكُمُ اللهُ تَعَالى جَمِيعَاً.



    ما أحوجنا وفي هذه الاوقات العصيبة والتي تمر بعالمنا الاسلامي الى فكر نير وعلماء أجلاء وعودة صادقة الى كتاب الله

    القرآن الكريم وأستعداد ذهني وقلبي للتفكر بمعانيه الجليلة الكبيرة الفائدة والتوجه الصحيح .

    مشكور اخي ولك تحياتي


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رد: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله وتبارك الرحمن أخي محمد الدراوشه على هذه الكلمة الطيبة على ألقلوب

    أقتبس ..

    "نحن المُسْلِمُونَ مُنْقَسِمُونَ بَينَ أنْفُسِنَا حَتَّى لَجَأْنَا في بَعْضِ الدّوَلِ إلى القَمْعِ؛ وأحْيَاناً إلى العُنْفِ؛ وأَحْيَاناً إلى سَفْكِ الدِّمَاءِ،

    وأحْيَاناً إلى الخَلْعِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الخُرُوجِ المُسَلَّحِ مِنْ دُونِ الكُفْرِ البَوَاحِ؛ وَأحْيَانَاً إلى الصِّرَاعِ المَذْهَبِيِّ في الدِّينِ الوَاحِدِ؛

    وكُلُّ هَذَا مِنْ غَيرِ أنْ يَعْرِفَ أكثَرُنَا الفَرْقَ بَيْنَهُم، إلى أنْ وَصَلْنا إلى الفِتْنَةِ العَمْيَاءِ الصَّمَّاء".


    واقتبس ..

    وأخِيرَاً أقُولُ إنَّ هَذِهِ الأمُورَ جَمِيعَهَا أسْئِلَةٌ، ولا أدَّعِي أنَّ عِنْدِي حُلُولاً فِيْهَا، لَكِنْ لَدَيَّ يَقِينَاً أنَّ كُلَّ حَلٍّ لأيِّ قَضِيةٍ

    فِكْريةٍ أو فَلْسَفيَّةٍ مَوجُودٌ في القُرْانٍ الكَرِيمِ، لأنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وتَعَالى يَقُولُ عَنْ كِتَابِهِ العَزِيزِ:

    "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" (النحل،89 :16)؛ ويَقُولُ سُبْحَانَهُ:" وتفصيل كل شيء "

    (يوسف،111:12)؛

    ويَقُولُ سُبْحَانَهُ: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"(الأنعام،6 :38). فَأَدْعُو نَفْسِي والعُلَمَاءَ إلى أنْ يَنْهَلُوا فِكْرِيَّاً مِنْ

    مَائِدَةِ اللهِ تَعَالى وَهُوَ القُرْآنُ الكَرِيمُ .

    يَقُولُ اللهُ تَعَالى: " لكن الله يشهد بمآ أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا" (النساء،4 :166)

    وَوَفَّقَكُمُ اللهُ تَعَالى جَمِيعَاً.



    ما أحوجنا وفي هذه الاوقات العصيبة والتي تمر بعالمنا الاسلامي الى فكر نير وعلماء أجلاء وعودة صادقة الى كتاب الله

    القرآن الكريم وأستعداد ذهني وقلبي للتفكر بمعانيه الجليلة الكبيرة الفائدة والتوجه الصحيح .

    مشكور اخي ولك تحياتي


    العبره ليس بالكلام ولكن بفهمه
    والبعض لم يستوعب الى الأن
    ويتعامل مع الموضوع بعاطفته نحن الاسلام وليس بالعقل انهم يستغلون الاسلام
    وللاسف تجد الجميع يقول مافعل الجيش لكن لااحد يقول مافعل الاخوان
    هل من المعقول اني مجاهد وابعث زوجتي وابنتي وابني الى ارض
    يعرفون مقدما انهم سيقتلون فيه او يغتصبون او مايسمى بنكاح الجهاد الا وهو الزنا شرعا
    هل هذا هو الجهاد
    خلينا نقول الجيش كله على بعضه غلط وهو انقلاب على ولي الأمر
    لماذا انقلبوا على حسني مبارك وحللوه لنفسهم
    وهل قتل افراد الجيش حلال
    اليس افراد الجيش مسلمون ولاهاي مابفهموها وبفهمو بس مايريدون
    الم يعطهم الجيش مهله 48 ساعه من اجل فض العصيان المدني بدون التعرض لهم
    هل يريدون وضع قانون فقط لنفسهم وان ينسوا باقي اطياف الشعب
    اين هم من رسول الله ورسالة الاسلام
    حللو الزنا والحشيش والقتل لأنفسهم وحرموا لغيرهم اقل امور متطلبات الحياه مع انها حلال


    اعجبني مقال سمو الامير فاحببت ان انقله لأنه بالفعل سبب نشر الفتنه معروف
    من عصى ولي الأمر باسم الحريه
    ومن يقول غير ذلك ارد عليه راجع القرأن وكلام الله ثم ناقشني ولاتناقشني وانت تجهل
    نقاط مهمه



    احسنت وبارك الله فيك على المرور الكريم والرائع
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء

    فكر نير أكرمنا الله بتواجدك الكريم أخي محمد الدراوشه

    وأنقل ... الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي
    - خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه
    - باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا

    ... ولا يمكن لداعية يتحسس الأرض التي ينطلق منها ويدرك الأوضاع المحيطة به محليا وعالميا ويأخذ الدروس

    والعبر من التاريخ الطويل للعمل الإسلامي منذ العهد النبوي إلى أيام الناس الحاضرة أن ينساق في تيار التقسيمات

    المفتعلة للعاملين إلى الإسلام فينصب نفسه قائدا ورائدا ومرشدا موجها “للإسلام الرافض” أو الثائر .

    وهل هناك حقا إسلام رافض ثائر وإسلام خانع ذال ؟ وهل هناك جماعة إسلامية هي فقط المسلمة بين أفراد شعب

    أو امة تعد بالملايين كلهم ليس مسلمين ؟! لا يقول بهذا إلا من شاقته عن وعي أو عن غير وعي أجهزة الإعلام

    المغرضة لكي تجعل منه واجهة وتكون منه قيادة مزعومة .

    وكان عليه إن يرفض هذا التلاعب وأن يبين لمن لا يعرفون حقيقة المنهج الإسلامي أن دعاة الإسلام لا يسعون أبدا

    إلى البروز والظهور وليست غاياتهم الزعامة والرئاسة، إن المسؤولية لا تسند في الإسلام لمن طلبها أو سعى إليها

    والمؤمن الصادق المخلص يتحاشاها ويتحاشى كل من يمكن أن يؤدي إليها، المؤمن الصادق المخلص يكون دائما

    بالمرصاد لنفسه فيمحص نيته ويخلص عمله لوجه الله تعالى .

    إن في تصرف المسلم باخلاص وتجرد تام مصلحة له وللاسلام : أما مصلحته فضمانه للأجر عن عمله وذلك أن الله

    لا يقبل من العمل إلا ما كان مخلصا لوجهه الكريم.

    وأما مصلحة الإسلام فتتمثل في القضاء على كل عبودية لسوى الله.

    ألم يعزل عمر بن الخطاب خالدا عندما أصبح الجند يعتقدون أن النصر لا يكون إلا في معركة يقودها خالد بن الوليد؟

    ومن السلبيات الخطيرة التي ظلت تواجه العمل الإسلامي طمس شخصية الأتباع وذوبانهم في “القلة من القادة” وهكذا

    إذا اخطأ هؤلاء فلا يراجعون وإذا ما راجعهم وأصلح خطأهم احد فهو متنطع لا يشرف الإسلام، سلبى إلى غير ذلك

    من النعوت الفارغة.

    ويضيف ..

    ولقد اكد الرسول صلى الله عليه وسلم على الاخلاص والتزمه ودعا إليه اصحابه وصور القرآن الكريم روعة تجردهم

    وعزوفهم عن البهارج والمظاهر وايثارهم للذي هو ابقى على الفاني الزائل (انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء

    ولا شكورا) ولقد تصرفوا هذا التصرف النبيل بعد سماعهم لقول ربهم (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا

    في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) فكانوا بالمرصاد لانفسهم الامارة ضيقوا عليها الخناق وشددوا عليها الحساب.

    فهذا عمر ابن الخطاب يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقطع فجاة عن الموضوع الذي كان

    بصدده ليقول للناس اتعرفون من يخطبكم؟ انه عمير ابن الخطاب ذلك الراعي للاغنام ويستفسرونه عن سبب انقطاعه

    وقوله ما قال فيجيب: حدثتني نفسي باني صرت سيد العرب والعجم فاردت ان اعرفها قدرها.

    وهذا علي بن ابي طالب يخرج من بيت الخلافة فيخرج معه عن يمينه وشماله بعض اعوانه واصحابه فيصرخ فيهم

    ويقول: (ابعدوا عني خفقان نعالكم فانها مجلبة للشيطان).

    تحياتي اخي وأرجو ان يكون ما نقلته به الفائدة المرجوة باذن الله


  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رد: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد مشاهدة المشاركة
    فكر نير أكرمنا الله بتواجدك الكريم أخي محمد الدراوشه

    وأنقل ... الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي
    - خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه
    - باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا

    ... ولا يمكن لداعية يتحسس الأرض التي ينطلق منها ويدرك الأوضاع المحيطة به محليا وعالميا ويأخذ الدروس

    والعبر من التاريخ الطويل للعمل الإسلامي منذ العهد النبوي إلى أيام الناس الحاضرة أن ينساق في تيار التقسيمات

    المفتعلة للعاملين إلى الإسلام فينصب نفسه قائدا ورائدا ومرشدا موجها “للإسلام الرافض” أو الثائر .

    وهل هناك حقا إسلام رافض ثائر وإسلام خانع ذال ؟ وهل هناك جماعة إسلامية هي فقط المسلمة بين أفراد شعب

    أو امة تعد بالملايين كلهم ليس مسلمين ؟! لا يقول بهذا إلا من شاقته عن وعي أو عن غير وعي أجهزة الإعلام

    المغرضة لكي تجعل منه واجهة وتكون منه قيادة مزعومة .

    وكان عليه إن يرفض هذا التلاعب وأن يبين لمن لا يعرفون حقيقة المنهج الإسلامي أن دعاة الإسلام لا يسعون أبدا

    إلى البروز والظهور وليست غاياتهم الزعامة والرئاسة، إن المسؤولية لا تسند في الإسلام لمن طلبها أو سعى إليها

    والمؤمن الصادق المخلص يتحاشاها ويتحاشى كل من يمكن أن يؤدي إليها، المؤمن الصادق المخلص يكون دائما

    بالمرصاد لنفسه فيمحص نيته ويخلص عمله لوجه الله تعالى .

    إن في تصرف المسلم باخلاص وتجرد تام مصلحة له وللاسلام : أما مصلحته فضمانه للأجر عن عمله وذلك أن الله

    لا يقبل من العمل إلا ما كان مخلصا لوجهه الكريم.

    وأما مصلحة الإسلام فتتمثل في القضاء على كل عبودية لسوى الله.

    ألم يعزل عمر بن الخطاب خالدا عندما أصبح الجند يعتقدون أن النصر لا يكون إلا في معركة يقودها خالد بن الوليد؟

    ومن السلبيات الخطيرة التي ظلت تواجه العمل الإسلامي طمس شخصية الأتباع وذوبانهم في “القلة من القادة” وهكذا

    إذا اخطأ هؤلاء فلا يراجعون وإذا ما راجعهم وأصلح خطأهم احد فهو متنطع لا يشرف الإسلام، سلبى إلى غير ذلك

    من النعوت الفارغة.

    ويضيف ..

    ولقد اكد الرسول صلى الله عليه وسلم على الاخلاص والتزمه ودعا إليه اصحابه وصور القرآن الكريم روعة تجردهم

    وعزوفهم عن البهارج والمظاهر وايثارهم للذي هو ابقى على الفاني الزائل (انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء

    ولا شكورا) ولقد تصرفوا هذا التصرف النبيل بعد سماعهم لقول ربهم (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا

    في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) فكانوا بالمرصاد لانفسهم الامارة ضيقوا عليها الخناق وشددوا عليها الحساب.

    فهذا عمر ابن الخطاب يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقطع فجاة عن الموضوع الذي كان

    بصدده ليقول للناس اتعرفون من يخطبكم؟ انه عمير ابن الخطاب ذلك الراعي للاغنام ويستفسرونه عن سبب انقطاعه

    وقوله ما قال فيجيب: حدثتني نفسي باني صرت سيد العرب والعجم فاردت ان اعرفها قدرها.

    وهذا علي بن ابي طالب يخرج من بيت الخلافة فيخرج معه عن يمينه وشماله بعض اعوانه واصحابه فيصرخ فيهم

    ويقول: (ابعدوا عني خفقان نعالكم فانها مجلبة للشيطان).

    تحياتي اخي وأرجو ان يكون ما نقلته به الفائدة المرجوة باذن الله

    اكرمك الله وبارك بك ورزقك الخير والسعاده على المرور الكريم
    اهل مصر ماذا يقولون
    الله ستر مبارك 30 سنه قبل ماينهي عليه اسوأ نهايه
    اما الاخوان فربنا فضحهم خلال سنه لماذا ؟؟؟
    لأنهم تاجروا بدين الله ومبارك تاجر بعرق العباد
    انا مايخصني بالموضوع لايزعل حدا مني
    لكن اهل مصر ادرى باأنفسهم
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    رد: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء




    شكرا لكل ما قدم لنا
    في حمى الله تعالى

    اختكم بالله



  7. #7
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رد: الأمير غازي: وصلنا الى الفتنة العمياء الصماء

    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. إلغاء ضريبة المبيعات على الهواتف الخلوية
    بواسطة ♥ طفيلي حـر ♥ في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-10-2012, 04:34 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك