يبدو أن مهمة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في التواصل مع الفروع البعيدة للقاعدة، وفي نفس الوقت، تجنب صاروخ مفاجئ أو عمل مباغت من البحرية الأمريكية، مهمة ليست سهلة وتحمل معها تحديات عديدة.
فالإدارة المركزية لتنظيم القاعدة حسب موقع الـ cnn بالعربية، لا تملك حالياً المال الكافي كما كانت قبل أن تبدأ وزارة الخزانة الأمريكية في ملاحقة الممولين لها في منطقة الخليج. وإذا صحّ التشبيه، يمكن اعتبار الظواهري كرئيس تنفيذي لشركة ما، والشركات المحلية الاخرى التي تحمل العلامة التجارية لهذه الشركة، وهي في هذه الحالة فروع التنظيم حول العالم، تفعل ما تشاء.
في الأسبوع الماضي، كانت هناك تكهنات عديدة حول الطريقة التي تواصل فيها الظواهري مع رجل كان قد عُين كنائب له وهو، ناصر الوحيشي، الذي يرأس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وقد علمت المخابرات الأمريكية عن هجوم كبير وشيك عن طريق التنصت على "مباحثات" جرت بين الظواهري وممثلي العديد من "الشركات" أو الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في العالم.
يعتقد البعض ان القاعدة لجأت الى أساليب متطورة للتواصل فيما بينها. فهي تجاوزت الاتصالات الهاتفية، ولجأت الى ما يُسمى بـ "اجتماعات عبر الواقع الافتراضي." كما ان البعض الآخر يرجح أن تكون القيادة قد استفادت من المنتديات التابعة لها، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال ياسين مشربش، خبير الإرهاب الألماني والتحقيقات الصحفية لدى "داي سيت" ، لـcnn، إن بعض أجهزة المخابرات الغربية أصبحت مقتنعة في عام 2008، بأن قادة تنظيم القاعدة بنوا ما يشبه "الإنترانت"، وهي شبكة انترنت داخلية، لأغراض الاتصالات، مخبأة ضمن مواقع تنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت مثل "الفجر"، دون أن يتضح ما إذا كانت هذه الشبكة مازالت قائمة بعد كل تلك السنوات.
لقد انتشرت العديد من المدونات ومنتديات الدردشة والمواقع المتعاطفة مع تنظيم القاعدة في الأعوام الأخيرة، وجميعها قد تكون مكاناً مناسباً للاتصالات المشفرة. كما أن "الجهاديين" عملوا على تمويه الاتصالات من خلال برامج تشفير متعددة، كبرنامج "أسرار المجاهدين."
في النهاية، يمكن ان نتوقع بأن لعبة "القط والفأر" بين الموارد الضخمة لوكالات الاستخبارات العالمية وخفة حركة المجاهدين سوف تستمر، ولن تكون معركةً بسيطةً أبداً.
المفضلات