احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رسالة إلى ولدي يحملها منطاد الخمسين: الإعتماد على الذات في حياة معاصرة جداً..!

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رسالة إلى ولدي يحملها منطاد الخمسين: الإعتماد على الذات في حياة معاصرة جداً..!




    د. كميل موسى فرام

    أي بني!
    أكتب اليك رسالتي ونحن على أبواب الاحتفال بأولى أيام عيد الفطر السعيد ،اعلانا لانتهاء أيام شهر رمضان المبارك، وقد عشنا أجواء الفرح بسابق الأيام بظهور نتائج امتحان الثانوية العامة ليكون مثلث الاحتفال بمناسبات تدخل السرور على قلوبنا، وقد أوصيتك بضرورة الاعتماد على الذات في جميع مناحي الحياة، فالتجارب تمنحك رصيداً هائلاً من الخبرات التي تؤهلك لصهرمواقف التحدي بقالب التميز الذي جهدت بنسجه من حروف الأيام ليكون نسيجا يحميك من الغدر والفشل، فعليك يا ولدي الأخذ بعين الاعتبار والتذكر دائماً بشعار الحب والعطاء بدون الانتظار لفائدة تجنى أو مكافأة تُنتظر، فالحب العظيم يحتوي في صفحاته فصولاً من الخطر والتضحية كحال الإنجاز بقدرات التواضع، فشعار النجاح يوضح بأن خسارة جولة في سباق الحياة لا تعني أبداً خسارة السباق، بل يجب أن تعطيك حكمة ودرسا للمراجعة وتقييم الذات لتدعيم أماكن الوهن التي ربما سببت العثرة أو أخرت الانجاز، فالمراجعة قبل تكملة السباق هو فن يمتلكه الأقوياء الذين تتشرف بالانتماء اليهم بدرجة تعادل فخرهم أنك بينهم، حيث مقومات النجاح تبدأ باحترام الذات بقدر احترام الآخرين على أن ترتدي ثوب الجرأة بتحمل مسؤولية الأفعال لأوصيك مشددا على إهمال فصل الأعذار للفشل حتى لا يصبح بديل الاحتياط الجاهز للاخفاق، فتعيش بسراب النجاح بينما الحقيقة المرة تعلن بصمت تراجعك لمؤخرة الركب وابتعادك عن القمة التي يجب أن تكون هدفك بالوصول والاستقرار بربوعها، إن كنت تبحث عن شأن في عالمنا المتغير لتترك بصمة جديدة للعائلة كما فعل جدك رحمه الله ووالدك وأفراد العائلة الممتدة، فقد بدأوا الجهد بإمكانات متواضعة جعلتهم مثلا لقيادة التحدي، ويكفي أن تراجع سيرة العائلة لتدرك أن العمل بهدف الانجاز لإسعاد الذات والعائلة قد استحقت صرف جهود مضنية بدون اليأس أو الملل سيحقق بما عجز عنه الآخرون بإمكانات متواضعة كانت دافعا لمنطق الحكمة والعقل، وكذلك فعلت الشقيقتان فرح ورند عندما اعتلتا صدارة منصة التكريم بشكل متكرر كل عام عبر سنوات الدراسة الشاقة.
    تذكر يا ولدي التواضع بالمعرفة لمعالجة التحديات، خصوصا بعدم الحصول على المنال أحيانا والذي قد يشكل صدمة ومفتاحا لامتلاكه، فاسيتعاب الحياة بأصولها الصحيحة سوف تمكنك من كسرها أحيانا بدون أذية أو جرح نازف، حيث فضيلة الاعتراف بالخطأ كإجرا فوري يمنحك فرصة للتصحيح، ويتطلب منك الانفتاح على تجارب الآخرين لترجمة حكمة قد تأتيك من صغير القوم لتكبرهم، ففي ذلك مبرر لتغير بعض السلوكيات التي مارستها بدون الاثمار، ولكن إياك ثم إياك بتبديل المبادىء الصحيحة التي نصحتك بدستورها وجهدت بتطبيقها لتعبيد طريق النجاح حتى لا تندم أو تدمع أو تدخل بدوامة تأنيب الضمير حيث تستنزف الرصيد من القدرات على براكين الزمن، وتسلح بالصمت عندما يكون الجواب الأمثل لفزعة الأحداث حيث لغة العيون تقتل وتشعل نار الأعصاب للخصم وتُبعد بقدر ما تُقرّب، ولكنها لن تكذب حيث غرست فيك الايمان والصدق بقول الحقيقة درعا يحميك، فقناعتك أن الحياة محطات ومراحل بالتوازي والتكامل، يُفرض عليك البعض منها وتختار الجزء الآخر، بواقع يجعلك مستمتعا حتى إذا وصلت على ضفاف الخمسين من العمر وما بعدها، فتستعرض شريط الذكريات لتجد نفسك قادرا على الاستمتاع فيها لمرات وتكتشف كم كنت جريئا ومحقا ومجاهدا ومتابعا، وذكيا بقدر يسمح لك أن تجعل سيرتك الممتدة عبر الأجيال القادمة مثالاً يبحث عنه الآخرون للافادة.
    الأساس بكل ذلك يا ولدي جو المحبة العائلي في منزلك الذي يعتبر الأساس لمشاريع الحياة، ويعتبر مطبخ السعادة والتوفيق حيث تخرج أشواق الصدق وتطبخ على نار التواضع ليكون المنزل رمزا ومصدرا لتحقيق الذات فيجب عليك أن تحدد منذ الصغر موقعك داخل البيئة العائلية وماذا تريد لشأن المستقبل لتساعدك بزراعة أشتال الفكر في بستان التكاتف، فبذل الجهد بالتوقيت المناسب والصحيح بمراحل العمر يجعلك أنموذجا للنجاح وقصة عائلية أخرى تتداول بين المحيطين والمعارف، مثال لمن يسير على درب أبيه بإستقلال حيث النجاح يجعلك علماً يرفرف فوق هامات المحبين، وشمعة تنير دروب السعادة للآخرين فإن كنت قد أوصيتك بالتعاون، فمردود ذلك يجعلك قاسما مشتركا يستقطب الأصدقاء الحقيقين لروي شتلة التشجيع عندما يدركون أن الفائدة للمجموعة تتعدى حدود الأنانية كما يفعل البعض فيفشلون.
    الخلاف بالرأي أو موقف مع صديق تحب هو ظاهرة صحيحة وغير خلافية، فعليك يا ولدي أن تتمتع بحكمة العلاج لذلك الموقف الخلافي بدون فتح صفحات الماضي حتى لا تساهم بتميع الأمور وتصعب من مهمة السيطرة على خثرتها، وإياك أن تستخدم رصيد الأخذ والعطاء بعامل الزمن للعلاج مرتديا أثواب الماضي ومتسلحا بعطاء المنّة، فتلك سمات تحجِّم صاحبها وتفصله عن محيطه لانفراده بالرأي القويم، فمراجعة تاريخ العظماء تعطيك حكمة أن أسر الذات بسجن الأفكار هو أشد قسوة من ظلم المحيطين، فالأصدقاء فاكهة أساسية لاستمرار شريان الحياة بدورته، نحتاج لمظلتهم في شمس صيف حارقة وزمهرير شتاء قارس، كما نحن نشكل ذلك الدرع الواقي لنفر من المحبين، وعليه، أريدك أن تكون المبادر بالحكمة والصفح، فالمناقشة بهدف التوضيح للتوفيق ترصف طريق الوفاء للاتفاق، فناقش بجرأة لا ترتعش بالحق، تبادل المعلومات مع أطراف المعادلة بدون التشدد والعناد وبحدود قابلة للمسح والتفاوض، فتلك طريقة مثالية لزيادة رصيد المحبة بين الأصدقاء، فالحكمة تمنحك فرصة لتجديد الرؤية وزراعة الأفكار الجديدة حيث حديقة الأيام التي تثمر على تجارب الآخرين أحياناً، وعليك أن تكون شريكا بالزرع وعدم الاكتفاء بموسم الحصاد بسبب الظروف الميسرة التي تعيشها.
    ..السلبية قناع يحجب شمس الحقيقة ويدخلك بنفق ليل مظلم قد يستنزف الرصيد قبل نهاية الطريق، فإزرع وكن شريكا بتوفير البيئة المناسبة لعطائك وأعمالك وإجهد بحمايتها، وأرويها بعرق جبينك مع الربع المخلصين الذين أثق بقدرتك على انتقائهم، فما أجمل أن تحصد بقادم الأيام محبة صديق وغيرته عليك لا منك، ثمرة تتعدى بحدودها إمكانية الحاجة لهم، حيث مفتاح الحُكم على مؤشر النجاح هو بمقدار تقدير العطاء قبل حصاد بذوره.
    لا تعجب يا ولدي إن رأيت إناسا يستمتعون بحفر الطريق وزرع الألغام، يسعدون باستنشاق غازات أذية المبدعين، مطبات تلزمك باستخدام رصيد الذكاء للقفز عنها وتعديها بخير وسلام أو استخدام فصل البدائل بهدوء وثقة، فمبرر ذلك أصلاً حقد قزم ونقص يغذي طموحهم للوصول لمنزلة قريبة منك هي الأبعد عن التحقيق لأن التاريخ لم يسجل لهؤلاء ومن على شاكلتهم أي انجاز يُذكر ليكون درسا للمستقبل، لكنني أوصيك بالحكمة والهدوء، وتذكر أن تقابل ذلك بابتسامة، ثم التصرف بالحكمة التي تعتقد بتوقيت توظيفها، وفي ذلك درس لهؤلاء لأن التفكير بالأذية قد جعلك بالنسبة لهم كل العالم، فحرمهم من المنافسة الشريفة التي أهلتك لاحتلال مقدمة السباق، فلو راجعت التاريخ واعتقدت أنك قد تصرفت بطريقة خاطئة بموقف معين، فتأكد أن يقينك لذلك سيمطر عليك خيرا، فتصحح أمورك للتصرف الصحيح، خصوصا أن الخطأ بالحكم أو بعض أمور الحياة هو ظاهرة صحيحة بقاموس من يعمل وينتج، له من الأهمية بصقل التجارب في خطوات النجاح على الشاطىء الآخر من الحياة حيث عبارات الإطراء والتصفيق، وعليك يا ولدي بتوأمة أن تنسَ ملاحظات سلبية يتيمة قد صدرت عن قلوب حاقدة تكتوي بنار القحط، وتذكر أن المحبين والمقدرين لعظيم عطاؤك هم كثر ومثل النجوم، موجودون كحقيقة حتى لو غابوا عنك، حيث تجارب الأيام تجعلك قويا وحاضرا، فالحياة يا ولدي تجعلك متواضعا، تفرض حضورك بمحبة، حتى الأحزان تجعلك متمتعا بقائمة المجد من الصفات التي يتمناها الآخرون.

    أي بني!
    أريد منك الاجتهاد لتحقيق طموح الذات، فلن أكون شريكاً بجريمة احتلالك لمنزلة الغير أو مكانة لا تستحقها لأنني أحبك وأفتديك والتزام اليك بتوفير المواد الأولية لصفحة الابداع حيث حلمي بامتلاكك هرم المجد نتيجة حتمية ومقاصة طبيعية بتوظيف قدراتك حيث تترجم الطموحات، فحصولك على درع الانجاز يمنحني شهادة اطمئنان للمستقبل.
    .. رأيت فيك قدرات تؤهلك لاحتلال مكانة منافسة بين عظماء التاريخ الذين بدأوا رحلتهم بقارب الصدفة أو نتيجة ظرف قاهر، فاستنبطوا فكرة أو اختراعا قد خدم البشرية فنخلدهم حتى يومنا ونذكرهم لأننا نسير على خطاهم أو هديهم حيث أريد لجيل المستقبل أن يسير على خطاك لانجاز يميزك عن أصحاب المبادىء التقليدية بسلبيتهم فأضاعوا جزء من جهدهم بالحسد، فأنا أرى فيك طاقة متجددة من سرعة البديهة والفطنة والذكاء تمكنك من ايجاد صور متعددة لصعاب الحياة برصيد امتلاك البدائل والجديد منها الذي يفصل لقالب الحدث، فلا تنحشر بزاوية حادة بائسة طلبا للشفقة أو الرأفة، حيث أوعدك أن أكون مساعدا ومسهلا لرصف طريقك كما تراها وليس كما أراها حيث أنني لن ألزمك ببديل عما يجب أن يكون، فقد وثقت بجرأتك على قول الحق والبحث عن الحقيقة وتسلحك بإيمان كان له أثر مميز على مسيرة العائلة بالرغم أنك أصغرهم، حيث تطاردني للاعتذار عن عصبية أو لفظ غير لائق أحيانا.
    أريدك أن لا تسمح للعصبية أو التسرع بالمنافسة لاحتلال صدارة الصفات التي يجب أن تكون مثالية لأمثالك، أو عنوانا ووصفة علاج لعثرات الزمن، بل لا أريدها حتى في ذيل القائمة أو الاحتياط منها، نصيحة أقدمها خلاصة اليك وانقشها بمداد القلب بعد أن عانيت منها بمراحل حياتي الممتدة حتى لا أتهم بأنني قد ورثّتك إياها لأن قدري بأن حافظت على وصية والدي رحمه الله بالمحافظة على الهدوء والتسامح علاجا شافيا لمصادر الازعاج أو الثغرات، فالتفاؤل حياة أخرى لا تحرم نفسك جمالها أي بني!
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    رد: رسالة إلى ولدي يحملها منطاد الخمسين: الإعتماد على الذات في حياة معاصرة جداً..!




    شكرا لكل جديد
    كل التقدير والاحترام

    اختكم بالله



  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رد: رسالة إلى ولدي يحملها منطاد الخمسين: الإعتماد على الذات في حياة معاصرة جداً..!

    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. جيد ماهي مضادات الأكسدة؟
    بواسطة حروفها دمعي في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-05-2011, 04:01 PM
  2. هنا .. هناك .. المهم الى اين ..؟ / بقلمي
    بواسطة سفير دولة العشاق في المنتدى كلام في السياسة
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 17-03-2011, 03:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك