كتبت - سهير بشناق -ليس تعبيرا عن فرح بقدر ما هو سلوك وعادات ارتبطت بمناسبات عديدة كالنجاح وقدوم مولود جديد.
فاطلاق العيارات النارية لا يزال سلوكا محببا عند الكثيرين لا يعتقدون انهم يفرحون الا من خلاله .... فرحة اعلان نتائج التوجيهي يوم الخميس الماضي ارتبطت باطلاق العيارات النارية والالعاب النارية فلم تخل منطقة ولا شارع من اصوات العيارات النارية والالعاب مما ادى الى اصابة عدد من الاشخاص برصاصات طائشة ادت الى ادخالهم المستشفيات وتلقي العلاح دون ان يكون لهم اي صلة باطلاقها لكنهم ضحايا اعتقادات بائسة ربطت الفرح بقتل الناس وازعاجهم الى ابعد الحدود.
ولا يزال مفهموم استخدام العيارات النارية عند الكثيرين منهج حياة فلا يستطيعون التخلي عن مثل هذا السلوك سواء كان في الفرح ام في المشاكل الاسرية فيصار الى استخدام السلاح كوسيلة للتعبير عن مشاعر الفرح او الغضب كون السلاح متواجد في المنزل واحيانا دون ان يكون هناك رقابة عليه.
وكثيرة هي حوادث موت الاطفال نتيجة لعبهم بمسدسات ابائهم في المنازل اما بهدف محاولة تقليد الاخرين، أو اللعب وتجريب ما هو مجهول بالنسبة اليهم ليكون مصيرهم الموت بسسب رصاصات تخرج عبثا لكنها تودي بحياة اطفال.
وبالرغم من تحذيرات الامن المستمرة واخصائي علم الاجتماع من خطورة مثل هذه الظاهرة والسلوكيات عند البعض الا انه امام اي مناسبة عامة وخاصة نسمع اصوات العيارات والألعاب النارية التي تسبب ازعاجا حقيقيا للآخرين بسسب صوتها المرتفع مما يؤدي الى الحاق الضرر الجسدي والنفسي بالبعض الذين يدفعون ثمن طيش وتهور الاخرين.
اخصائية علم اجتماع مها عابدين اشارت الى خطورة استخدام العيارات النارية تعبيرا عن مشاعر الفرح عن البعض.
وقالت : ان الخطورة لا تكمن فقط في طريقة تفكير الاخرين واصرارهم على استخدام العنف كالتعبير عن مشاعرهم لكن الخطورة هي في مدى الضرر الذي يمكن ان يصيب الاخرين جراء مثل هذه السلوكيات التي لا تقف عند حدود فرح الاخرين انما يمتد تاثيرها للأخرين صغارا وكبارا فمن يضمن عدم اصابة طفل او كبير بالسن او شباب وفتيات في ريعان الشباب بعيارات نارية قد تكون كفيلة بانهاء حياتهم بلحظة واحدة.
واعتبرت عابدين ان ابقاء السلاح في المنزل وبين ايدي الاطفال امر في غاية الخطورة ولو كان خاليا من الرصاص فمجرد السماح لطفل بحمل السلاح واللعب به سيجعله يؤمن بان هذا السلوك طبيعي وانه بامكانه استخدام السلاح متى يشاء.
احدى الامهات التي فضلت عدم الاشارة لاسمها عاشت تجربة حقيقة مع اطفالها في قضية استخدام السلاح في المنزل.
فتقول : زوجي يمتلك مسدس في المنزل وكل يوم وامام عيون اطفاله يحمله بيده وينظفه ويجعل اطفاله يمسكونه بالرغم من انه ممتلىء بالرصاص مما يسبب لي حالة من الخوف الشديدة فاقف امام اطفالي واحاول منعهم بشدة لكنه يصر على ذلك ولا يرى اي سبب لخوفي معتقدا بان الرجولة هي بحمل السلاح.
واضافت : بالرغم من ان المسدس مخبىء في خزنة الا ان طفلي الكبير البالغ من العمر عشر سنوات قد اكتشف الرقم السري للخزنة وهو يراقب والده وعندما كان يلعب هو وشقيقه البالغ من العمر 7 سنوات اختلفا باللعبة واشتد صراخهما فسمعت ابني الكبير يقول لشقيقيه سوف اقتلك لانك تصر على اثارة غضبي وانا الاقوى وسوف ترى.
وتقول : اثارني كلامه لكني لم اعره اهتماما كبيرا فهم اطفال ويلعبون يختلفون ويتراضون لكن هذا الموقف لم يكن طبييعيا فتفقدت اطفالي لاجد طفلي الكبير يمسك المسد س ويضعه على راس شقيقه.
وتضيف : لا يمكنني ان اصف شعوري امام هذا الموقف فما كان مني سواء الاسراع الى يد ابني الكبير واخذ المسدس وتخبئته ومعاقبة طفلي الكبير عقابا شديدا بعد ان اصبت بحالة من البكاء الشديد فحياة ابني كانت مهددة وفي لحظة واحدة قد اراه جثة هامدة امام عيوني.
فماذا لو لم اكتشف ما قام به ابني الكبير لحظتها او تاخرت دقائق ؟؟ مؤكدة ان ابقاء السلاح في المنازل وعلى علم الاطفال من اخطر الامور التي يمكن ان تواجه الاسر فهذه الجوانب يجب ان تبقى مخفية عن الاطفال لانهم لا يمتلكون الوعي الكافي للتميز بين الخطا والصواب وبين اللعب وتقليد الاخرين وبين ما يتناسب مع اعمارهم.
وتؤكد اخصائية علم الاجتماع مها عابدين انه اذا كان ابقاء السلاح في المنزل ضروري يجب ان لا يعلم الاطفال بوجوده وان لا يتباهي الاب بوجود السلاج معه ويدعو اطفاله لمحاولة حمله وكانهم حققوا انجازا كبير.
واشارت الى ان الاباء قد لا يدركون خطورة مثل هذه السلوكيات امام اطفالهم معتبرين ان مجرد اخفاء السلاح في مكان يجنبهم اي خطورة وهو اعتقاد خاطىء لان الاطفال قد يحاولون الوصول الى السلاح سواء بقصد اللعب او اثناء عدم وجود امهاتهم وابائهم بالمنزل .
واكدت على اهمية ابعاد العنف عن حياتنا بكافة اشكاله فاستخدام السلاح ولو للتعبير عن الفرح هو عنف لانه قد يسبب الضرر للآخرين ومن يستخدم السلاح للتعبير عن الفرح يستخدمه للتعبير عن غضبه لانه بالنسبة للبعض وسيلة لا غنى عنها سواء في الفرح او بالحزن .
ففي عصر الفكر والانفتاح على العالم وعصر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والمعرفة والاكتشاف لا يزال هناك من يصر على اعادة نفسه الى عصور مضت مستخدما السلاح للتعبر عن اي مشاعر او تجربة يعيش بها ليعرض افراد اسرته واصدقائه والاخرين لخطر حقيقي سواء كان بالموت او الاصابة البليغة التي قد تترك وراءها اعاقة دائمة
هناك وسائل عديدة اخرى للتعبري عن الفرح يجب ان لا تكون مرتبطة بالعنف او الحاق الالم بنفوس الاخرين لنشعر بالفرح المزيف ان ما ارتبط باستخدام وسائل كهذه للتعبر عنه .
رد مع اقتباس
المفضلات