في حرب البسوس أطلق الزير سالم قسما بأن يثأر من مقتل أخيه كليب بأن يقتل رجلا من قبائل بكر بن وائل بكل عضو من جسد كليب، وبذلك بدأت حرب دموية استمرت لأربعين عاما كما تنقل المرويات، وإن تكن الأحداث التاريخية غير ثابتة، فإنها تعطي لمحة عن منطق الثأر لدى العرب قبل الإسلام، حيث كانت القبائل الكبيرة تتوسع في القتل والتخريب على أساس سطوتها وقوتها، وأتى الإسلام لينظم القصاص، ويجعله بعيدا عن فكرة الانتقام، ويكون القصاص في أن يعاقب الجاني والمعتدي بنفس الضرر الذي أحدثه لدى المتضرر، على أن يكون متعمدا لأن يحدث ذلك الضرر، وبذلك لا يلحق القصاص ببقية أهل المعتدي، ولا يتحول لصراع بين القبائل وفي القصاص تأسيس لمبدأ المساواة، فعين بعين، يعني أن عيون جميع البشر في ذات المرتبة المتساوية، ولا يمكن أن يعاقب أحد بأكثر من ذلك في حالة إصابته للعين، لأن المصاب على قدر كبير من المال أو الشرف، وللقصاص إجراءات تتمثل في وجود الشهود، أو في اعتراف المذنب، وفي ذلك تخويل للسلطة القانونية التي يقع عليها عبء اثبات الضرر أن تقوم بتنفيذ العقوبة بعد تيقنها من صحة الواقعة، كما أتاح الإسلام إجراءات للتصالح والعفو، وحض عليها، سواء من خلال قبول التعويض المادي، أو حقنا للدماء واحتسابا عند الله عزوجل، على ألا يتعلق العفو بحد من حدود الله، وأن يبقى في إطار الحقوق الشخصية.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اردنيه اربداويه
المفضلات