على مدى يومين ويزيد ، كرست الحركة الاسلامية الاردنية بجناحيها جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي، وقتها لتدبيج مقالات والاعلان عن مواقف سياسية مرتبكة ومنفعلة وفيها كل شيء من اللغة الى الشعارات الى ما يمكن وصفه بالردح والاستعانة بقواميس ومصطلحات ثورية بل ويسارية لم تكن تؤمن بها او تمارسها ذات يوم وحتى الآن لكنها تخلو تماماً من السياسة وهي اقرب الى الدروشة السياسية منها الى اي شيء آخر..
اللافت في بيانات هذه الحركة التي ترعرعت ونمت في احضان الأردنيين وعلى حسابهم وباتت الآن تتمرد وتستقوي بالخارج وتعرض مصالح الأردن العليا للخطر والمزايدة والمراهنة في اسواق خاسرة، انها تدير ظهرها للاردن ولا تتردد في امتداح قادة دول خارجية وغير عربية فيما (ترفض) جهود الاردن ومبادرات قيادته الفذة والشجاعة والحكيمة وبعيدة النظر والمنحازة لمصالح الشعوب العربية والمستجيبة لنبض شارعها والداعمة بغير تردد لخيارات هذه الشعوب الوطنية وفي مقدمتها خيارات الشعب المصري الشقيق وهو الموقف الذي دأب جلالة الملك على تأكيده في زياراته العربية وكانت آخرها زيارته الاخيرة ذات المضامين العميقة وبعيدة المدى لجمهورية مصر العربية الشقيقة..
كالت جبهة العمل الاسلامي المديح لرئيس دولة اسلامية مجاورة ولم يكن النفاق والمداهنة بعيداً عن لغة البيان ومفرداته بل مقاصده وغاياته ليس فقط لأن الحزب الحاكم في هذه الدولة يتماثل في المرجعية والغايات والنشأة مع ايديولوجية وخطاب جماعة الاخوان المسلمين بل وايضاً لأنه يجاهر برفضه ما حدث في مصر يوم 30 حزيران الماضي ويزدري بخشونة ارادة غالبية الشعب المصري التي خرجت رافضة ممارسات ونهج حكم الجماعة الذي استمر عاماً كاملاً..
بيان جماعة الاخوان المسلمين لا يختلف في الجوهر والكلمات عن بيان حزبها الذي امتدح رئيس دولة غير عربية لتماثله مع موقف الجماعة في مصر وفي الأردن، لكنه صب جام غضبه على الاردن رفضاً لسياساته وغمزاً من حراكه الهادف الى احياء العمل العربي المشترك والتقليل من آثار التمزق والتفكك والانقسامات التي تعيشها مجتمعات دول عربية معينة فضلاً عن رفض الاردن الصريح والمعلن للتدخلات الاجنبية اياً كانت في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية..
لم يعد من الممكن مواصلة السكوت او الصمت تجاه ما تفعله جماعة الاخوان المسلمين في الاردن والذي لا يمكن وصفه بغير الدور التخريبي والتحريضي وكأنها جماعة وجبهة عمل غير اردنية وباتت تستمرئ التغريد خارج السرب الوطني ولا تتردد في الاساءة الى الاردن وتعريض مصالحه للخطر وهو امر يظهر بوضوح في الاعمال التخريبية التي تتواصل في سيناء ضد الخط الناقل للغاز من مصر حيث لم يعد يختلف اثنان ان الذين يقومون بالتخريب للمرة التي تقترب من العشرين هم جماعات ارهابية تأتمر بأمر الجماعة في مصر وقريباً من مصر وهو ما كشفه القيادي في جماعة الاخوان المسلمين المصرية محمد البلتاجي عندما قال ان اعمال العنف في سيناء ستتوقف بعد ثانية من عودة مرسي.
حان الوقت لأن تستجيب الحكومة الأردنية للمطالب الشعبية الاردنية بوضع حد لشطط جماعة الاخوان المسلمين وضبط صخبها الذي تجاوز كل الحدود والتدقيق في مصادر تمويلها وطبيعة واحجام استثماراتها التي تتخفى خلف عناوين ويافطات مضللة مثل المركز الاسلامي وغيرها من الجمعيات واليافطات والتي ثبت للجميع انها لا تقيم وزناً للمصالح الوطنية بقدر اهتمامها لما يجري في الخارج وارتباطها الوثيق بالمشروع الاخواني الاقليمي والعالمي فيما غالبية الاردنيين تدعوهم الى تقديم المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة اخرى لكنهم لا يسمعون ولا يريدون..
رد مع اقتباس
المفضلات